Gulf security أمن الخليج العربي

السبت، 31 مايو 2014

الملفات الخليجية في زيارة الشيخ صباح لطهران



الملفات الخليجية في زيارة الشيخ صباح لطهران
هل بالامكان تجاوز خلفية المشهد الداكنة بين الكويت وايران?

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

 لا تخضع العلاقات الكويتية الايرانية الا بصعوبة للتوصيف الايجابي. ولعل من أهم اسباب ذلك البعد الخليجي في تلك العلاقات .فالكويت جزء من مجلس التعاون الذي ارادت ايران الجمهورية تصدير ثورتها له،وهي جزء من خليج تحاول ايران فرض هيمنتها عليه، كما انها جزء من الخليج الذي تدس ايران انفها في شئونه الداخلية بالتجسس حينا وبالتحريض احيانا . لكن الشيخ صباح الاحمد اراد بزيارته المرتقبة لطهران فتح صفحة جديدة، دون قطيعة مع الماضي فالتعريف الايجابي للعلاقات لن يتم الا بالسير الحذر على الشاطئ المقابل من الخليج مع تذكر الماضي . ومن الثوابت التي يتمسك بها رجل الدبلوماسية الاول في الخليج في مقاربته للامورعدم استعداده لتقبل الرأي الاحادي القائل بعدم جدوى مد اليد لطهران .ولعل مما دفع شيخ الدبلوماسية للقيام بهذه الزيارة أمور عدة منها :
-تغير البيئة الاقليمية؛ فالزيارة استجابة لتلك التغيرات الايجابية،ولخلق مناخ وفرص جديدة للأمن والاستقرار في الخليج،وعودة لاصول الاشياء في ان لاخلافات تستحق القطيعة مع طهران .
- تغير النظام في طهران ووصول روحاني وهو شخصية معتدلة نسبيا رافقها إشارات ايجابية بعثها للخليج فخلقت تفاؤل بأن الزيارة ستحقق نتائج طيبة. حيث لم يكن بالامكان الشعور بهذا التفاؤل في عهد نجاد .
- تكمن أهمية الزيارة في توقيتها الذي اتى بعد توصل مجموعة (5+1) لاتفاق مؤقت مع طهران بشأن برنامجها النووي.وهذا مبعث اطمئنان لنا في الخليج كله .
-تأتي الزيار في الوقت الذي لمحت فيه الرياض بترحيبها بعلاقات مع ايران عمادها الاحترام المتبادل،وبما ان الكويت قد قادت هذا التقارب،فزيارةالشيخ صباح حفظه الله جزء من جهد خليجي منسق للخروج من الحرب الباردة مع طهران .
- لقد وضعتنا سياسة أوباما المترتبكة امام امر واقع، فكان لابد من اجراءات استباقية لكي لا نجبر على مصالحة سيئة مع ايران تحت ضغط مصلحي غربي فجاء التقارب والزيارة في سياقها تحقيق لمبدأ بيدي لا بيد اوباما .
-ينظر البعض إلى الكويت كجسر بين إيران ودول الخليج الأشد قلقا تجاه إيران والمناهضة لها أحيانا، مثل السعودية والبحرين والامارات فأتت الزيارة استغلال لحيز المناورة المتوفر للكويت.
-لا نستبعد ان يقوم أهم دبلوماسيي في الخليج بدور الوسيط هذه المرة في الملف البحريني والملف الاماراتي بعد الملف السعودي مع طهران .
-فتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين الكويت وطهران بعد ازمة التجسس والقلق المتواصل من النووي والمناورات وقذائف المتطرفين في البرلمان الايراني بين فينة واخرى. وحسم قضية الجرف القاري وتفهم حاجة الكويت للغاز الكامن في المنطقة .
لقد شهدت العلاقات الإيرانية الكويتية اقل السلبيات منذ تعكر مياه الخليج بين الضفتين ، ومن يفهم صامويل هننغتون صاحب نظرية صراع الحضارات جزئية (الصدع) 'The fault lines'. بين الحضارات يدرك ان الكويت تحاول الفرار من قدر يقول انها ستصبح ارض المعركة لو حصل الصدام بين دول مجلس التعاون وطهران ومن يدور في فلكها . إن الايجابيات في نجاح الشيخ صباح الاحمد في مسعاه كثيرة جدا. وسيكون مستمسكنا على المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية مرضية أفخم هو وصفها الزيارة المرتقبة بأنها 'مصيرية '.

وعليه فما دامت مصيرية فلا تجعلوها تفشل بدبلوماسية ايران المعروفة بالشد بيد في قم والارخاء بيد أخرى في طهران . فوصول الشيخ صباح وبرفقته وفد هام يضم وزراء الخارجية والنفط والمالية والتجارة والصناعة. والاعلان عن النية لتوقيع اتفاقيات ومذكرات تتعلق بالنقل الجوى والسياحة و الرياضة واتفاقيتان فى مجال العمل،كلها تدفع طهران ان ترد التحية بأفضل منها .

'حبتر' ينسف خط قطار الخليج للقمة التشاورية



'حبتر' ينسف خط قطار الخليج للقمة التشاورية

هل يوقف حبتر قطار التعاون الخليجي ؟

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
   
 من أهازيح اللعب عند البنات في تراثنا أن الصندوق ماله مفتاح،والمفتاح عند الحداد،والحداد يبي فلوس،والفلوس عند العروس. وتستمر المتوالية الشرطية حتى تصل إلى المطر،وتنتهي بان علم المطر عند الله. ومثلها تستمر المتوالية الشرطية الخليجية، فحين تعجز القمم الخليجية العادية في ديسمبرمن كل عام عن بلورة موقف موحد. ولمساعدتها لتجاوز اليأس،تقترب منها القمة التشاورية، فتُربت بحميمية على كتفها المرهق بحمل بنود ترحل من قمة لقمة طوال 33 عاما. تُربت على كتفها وتعدها بفرصة أخرى في مايو خلال نفس الدورة، لكن بشروط.
وعلى هذا المنوال عقدت القمم التشاورية التي هي فكرة الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني فى قمة الكويت 1997م. وهي في ذهن المراقب الخليجي القمة التي تعقد في الرياض دوما، مما يعني توفر زخما اضافي لنجاحها يساوي ثقل الرياض نفسه؛رغم انه لايصدر في العادة بيان ختامي في نهايتها.ولأنها قمة يوم واحد فليس للقمم التشاورية جدول أعمال محدد بقدر ماهي نظرة جدية يتم فيها تأصيل الروح العائلية الخليجية. وغياب الجدول المحدد يخلق الكثير من مساحات الفراغ في الصورة الاستشرافية التي يحاول المراقب الخليجي رسمها، فتنشط التكهنات.
لكن قمة 2014 التشاورية لن تعقد كالعادة في مايو الجاري فقد أنقضى جله.فهل دخلت في المتوالية الشرطية الخليجية !! نريد ان تعقد القمة التشاورية رغم قصرها وسريتها،ورغم انها لن تكون مختلفة عما سبقها.فقد تكون مهمة غير أنها ليست استثنائية، فهي جلسة يعاد فيها بعث الرسائل التي تمت كتابتها في قمة الكويت.و مضمونها ان المجلس يدرك التغييرات البنيوية التي طرأت على خريطة الجوار الاقليمي.
وفيما نحن نترقب انعقاد القمة التشاورية تحتفل الامانة العامة بمرر 33 على قيام المجلس وفي صدى مفردات'مسيرة التعاون'ودفع عجلة التعاون بين أقطاره و'الاقتصاد هو المحرك لعربات قطار التعاون' يتشكل أمامنا قطار ضخم سريع لا تمتد قضبانه البالغ طولها 2116 كلم من الكويت إلى مسقط فحسب بل تمتد الى المستقبل؛ولما لا؛ فقد أصبح للمجلس القدرة على خلق مناخات استراتيجية تستحق التمعن، في اليمن ومصر،بل وفي سوريا وليبيا. وفيما قطار التعاون الخليجي يسير في الصحراء الواسعة تبرز له بين تلة وأخرى أعمدة التلغراف الخشبية المغبرة تونس وحشته،فيحييها بصفيره. ومن بين العوسج وشجيرات الرمث والعرفج العطشان، وكما في فيلم لورنس العرب يبرز اللواء المتقاعد الاشمط 'خليفه حبتر'وفي وجهه كدمات الفرقة الاجنبية الفرنسية منذ حرب تشاد 1986م. يبرز ويديه على مقبضي صاعق يفجر به خط سكة حديد مجلس التعاون كما فعل عقيد الحويطات الشيخ عودة أبو تايه رحمه الله في سكة حديد الحجاز.
وكما في أهازيج بناتنا ومتوالية لامفتاح بدون مطر، تتفكك الاحجية التى استعصت زمنا. وهي ان القمة التشاورية ليست جاهزة للانعقاد،فالمفتاح عند الحداد،واللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ آلية 'اتفاق الرياض' حول ملف قضية سحب السفراء لم تنتهي.ونتائج ذلك الملف لن تخضع- في تقديرنا-إلا بصعوبة لتعريف ايجابي. ليس لغياب ثقافة التصالح الخليجية فحسب بل لأن المناخات الاستراتيجية التي خلقناها هنا وهناك عادت لتطالب باستحقاقاتها،ولتخصم من رصيد التعاون،فتسبب ضمور الروح الوحدوية الخليجية. لن تعقد القمة التشاورية حتى تنتهي اللجنة من عملها ولن تنتهي اللجنة من عملها إلا بعد اصلاح خط سكة حديد مجلس التعاون الذي فجره مؤخرا 'الجنرال حبتر' بقتاله عشائر اسلامية متناحرة في ليبيا،وكما في سوريا ترفع كل عشيرة علم دولة خليجية. إن من فرط التشاؤم الحاضر فينا ان نسأل الامانة العامة بألم إن كان من ينجز 'اتفاق الرياض'و 'القمة التشاورية' يعي حقا معنى الاحتفال بمرور 33عاما على قيام المجلس .

الأربعاء، 21 مايو 2014

أذبح ذباح الكلب يا براك

  
أذبح ذباح الكلب يا براك
 

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج    

بدعوات أم عابرة لمتطلبات الزعامة،والصفات القيادية ومتجاوزة أصوات المجمع الانتخابي وصل 'براك' لزعامة قبيلة أميركية .. بدعوات أمه فقط. كانت القبيلة تنتقل من مرعى لآخر مهابة تحميها سمعتها كقبيلة قوية العدد والعدة. وحين وجدت بقعةً مناسبة أستقرت فيها وعاشت ردحا من الزمن لايعكر صفو عيشها شي. وفي أحد الأيام وصلت صيحات أحد الراعاة مضارب القبيلة: قُتل الكلب .. قُتل الكلب.. لقد قُتل الكلب.
وكان كلب قوي شجاع قرم - و'قرم'صفة ترافق كلمة الشجاع.وفي ذلك يقول بن لعبون:طوعونى وأنا ماكنت أطيع وأغلبونى وانا قرم شجاع- وعليه دعى شيخ القبيلة 'براك 'الجميع للتشاور حيال مقتل كلب لايفرط فيه بسهولة. تم الاجتماع في خيمة شيخ القبيلة السابق الكهل'ريغان'، وكان حكيما ومن شجعانهم إلا ان المرض جعله طريح الفراش. لم يفقد العجوز هيبته فهو مشهور بأنه لا يضيع له حق. ولا زالت القبيلة تتحدث بفخر عن غاراته المدمرة على'معمر'قاطع الطريق الارعن الذي أختبأ. وبعد الغارة عرض في شكل مخزي جثة إبنته بالتبني،كماعرض زوجته مكسورة اليد والقدم،وترك آثار الغارة لعقود عدة.مستجديا تعاطف العالم.
قال براك: ما رأيك يا شيخ في مقتل الكلب ؟
ريغان: أذبحوا ذباح الكلب.

أمتقع وجه 'براك'وزم شفتية وهمهم: لقد هدّ الزهايمر اللعين العجوز فأصبح يهذي.
خطب'براك' أحد خطبه البطولية وختمها:علينا الرد بالفعل لا بالانفعالات،ولن نقتل رجل من أجل كلب،ولن ألتفت لإنتقادات فخذ'الجمهوريين'من القبيلة.وحتى يهدئ من غضب المتطرفين أمرالرعيان بالانتشار في كل المراعي حتى تضيق الارض على المعتدي'فلاديمير'أقتصاديا. وقد دعم 'كيري' مفاوض القبيلة وجهة نظر سيده حين قال: كيف نذبح رجلاً بدل كلب!! إن الرؤى الاستراتيجية الحاكمة لسياسة 'براك' عقلانية فهل يعتقد هذا الكهل ان أهل الرجل سيسكتون! إن القاتل' فلاديمير'وأهله منافسون لنا وربما يكون قتل الكلب استفزازلجرنا لحرب لاتناسبنا.وربما كانت محاولة للثأر من'حرب النجوم' ذلك المشروع الذي أعده الكهل'ريغان' نفسه وكان كافيا لتفكك حلفهم القبلي دون قتال.

وبعد أشهر فوجئت القبيلة بصياح الراعي: نهبت بعض المواشي .لقد نهب الحلال .لقد استدار المغيرون علينا من مكان شرقي المكان الذي قتل فيه الكلب 'القرم'. ودعى'براك' لاجتماع في خيمة الشيخ الكهل،وبعد تداول الآراء طلبوا مشورة'ريغان'،فنظر اليهم الكهل بمرارة وقال:أذبحوا ذباح الكلب .
قال براك :إن الموضوع لا يتعلق بالكلب الذي قتل من قبل ! تبا للزهايمر ! لقد سرقت بعض المواشي وتقول أذبحوا ذباح الكلب !
شارك 'براك' في تعجبه الكثير من أفراد القبيلة.فالموضوع لايحتاج لغارة أوحرب، فالماشية يمكن تعويضها.وتقررترك الموضوع بدون إجراء. وطلب 'براك' التوسع في الرعي وورود مصادر المياه كمنافسة للقبيلة الاخرى.بل واظهار استياءنا من قرار حليفة في منطقة الخليج وقعت إتفاق للتعاون في مجال الاستثمارمع القبيلة المعادية، في وقت نفرض فيه وقبائل أخرى عقوبات بسبب الأزمة.ويبدو ان هذه كانت هي الحدود القصوى للتحرك.
ومع تباشير صباح ذات يوم شاهد القوم غيمة غبار عظيمة تتجه نحوهم قادمة من الشرق يرافقها هدير مرعب.افاق الناس حائرين كيف يأتيهم الخطر من الشرق !ألم يقم 'براك' بعد مقتل الكلب بأيام بجولة شملت أربع قبائل بهدف تقوية المحور الشرقي الذي يعد عنصراً أساسياً ومهماً في الدفاع الخارجي للقبيلة! ألم يوقع 'براك' مع الشيخ 'أكينو' في 'مانيلا' اتفاق تعاون دفاعي لعشر سنوات! كانوا يتبادلون مع 'براك' أسئلة تبحث عن أجوبة ميدانية،وليس نظرية؛لكنه لم يتحرك. ولم يوقف تبادل الجدل بدل تبادل التدبر في الخطر الداهم الا اجتياح خيل وفرسان قبيلة 'بكين'لهم ممعنين فيهم القتل والنهب وسبي النساء.
وفي غبار المذبحة فر فارس بالشيخ'ريغان'وحين توقف بعد ان تيقن بالامان . نظر للكهل فسأله لماذا لا تزال يكرر'اذبحوا ذباح الكلب' بشكل شعائري! فأجابه كانت الامور تتسارع بوتائر دراميةٍ دامية،ولو قتلتم ذباح الكلب من البداية لكانت لكم مهابة هي سدكم امام الاعداء،لكنكم تهاونتم في حقوقكم فأهنتم أنفسكم فتجرأت عليكم القبائل .لقد كان من السذاجة الاعتماد على الحس الاستراتيجي لصانع قرار كان من اخطائه عدم إدراك العلاقة بين المتناهي في الكبر و المتناهي في الصغر.

الأربعاء، 14 مايو 2014

هيغل في السعودية : الخطاب الأمريكي والخطاب الخليجي خلال زيارة «هيغل»



الخطاب الأمريكي والخطاب الخليجي خلال زيارة «هيغل»

د.ظافر محمد العجمي -المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج  

يصل الى السعودية وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل لحضور اجتماع وزراء الدفاع لدول مجلس التعاون، وليست الزيارة كما كتب البعض بسبب مناورة «سيف عبدالله»، والتي وضعت قواعد جديدة لانخراط واشنطن في تفاعلات الخليج، بل تم تدارس الاجتماع في قمة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية لحوار المنامة 2013م، بعد زوال المجاملات الدبلوماسية وقلة التسامح الخليجي جراء توجه أوباما ناحية طهران.
وانطلاقاً من معطيات عدة سيكون الصدام -في تقديرنا- محتماً بين الطرفين حول تحديد معنى الشراكة الاستراتيجية، سيطرح «هيغل» قضايا من الملفات الإيراني والسوري، والشراكة الاستراتيجية مع دول الخليج. ونراهن سلفاً أن الوزير لن يخرج عن سياسة سيده في البيت الأبيض في هذه الملفات كالتالي:
- سيعيد «هيغل» التزام واشنطن بمنع إيران من حيازة السلاح النووي بالدبلوماسية، يدفعها التزام واشنطن بمواقفها هذا دعماً لحلفائها، لكننا نقرأ ذلك بشكل معاكس؛ فقد غيرت واشنطن من هدفها إعاقة المشروع النووي الإيراني الى إعاقته حتى نهاية فترة حكم أوباما في يناير 2015، تحت شعار ومن بعدي الطوفان.
- سيجدد «هيغل» التزام بلاده بالحل السياسي في سوريا ودعم المعارضة المعتدلة وتخفيف آثار النزاع على الأردن والعراق، لكن الواقع يقول إن تخلص الأسد من مخزونه الكيماوي تم لاستخدامه له 40 مرة ضد شعبه منذ توقيع اتفاق التخلص من المخزون.
- سيتم تعزيز الاستراتيجية الأمنية الأمريكية مع دول مجلس التعاون، بالتدريب والمناورات والمشتريات الدفاعية وبالتنسيق الدفاعي بالدرع الصاروخي؛ لكن الواقع يقول إن لجنة الدفاع في الكونغرس في 8 مايو الجاري رفضت بــ61 صوتاً مقابل صفر الميزانية الدفاعية 2015 المخفضة جداً التي أرسلها أوباما، وأن اللجنة لم ترحب بالاستقطاعات غير المبررة وشرعت في وضع ميزانية للدفاع بنفسها، وستكون دول الخليج ضحية سياسة التخفيض رغم المبرر الأحمق الذي أورده «هيغل» من أن سياسة عدم التدخل العسكري في عصر أوباما وخفض ميزانيات الدفاع أدى إلى انخفاض التوتر في الشرق الأوسط.
إن ما يجعلنا شبه متأكدين من سير الأمور، كما سبق أعلاه، أن وزير الدفاع الأمريكي قد حدد في حوار المنامة 2013 أن سياسة واشنطن في المنطقة تحكمها أمور ثلاثة هي:

1- عدم الانسحاب من الخليج، واستمرار العمل بعقيدة الانخراط «Engagement» دبلوماسياً وعسكرياً.
2- الالتزام بتأمين الخليج، ولا تساهل مع التهديدات لأمن دوله، بتواجد القوات الأمريكية في الخليج والالتزام بتطوير القدرات العسكرية لدول الخليج.
3- أولوية الدبلوماسية في علاج مصادر تهديد أمن المنطقة دون استبعاد الأداة العسكرية كالبرنامج النووي الإيراني والصواريخ الإيرانية.
ولأن دول الخليج لم تجد شيئاً من ذلك الالتزام يمنعها من تحطيم الأقفال المقدسة للشراكة الاستراتيجية الخليجية الأمريكية جراء سوء التقدير الاستراتيجي لواشنطن، لذا بعثت قبل وصول «هيغل» برسالة حملتها مناورة «سيف عبدالله» السعودية، وكان فيها من المضامين مايلي:

- دول الخليج جاهزة للتعامل مع التهديد الإيراني، فمناورة «سيف عبدالله» كانت الأكبر في تاريخ المنطقة، حيث شارك بها 130 ألف رجل، وكان هناك حضور من دول مجلس التعاون ومصر وباكستان. وظهور أعلى عسكري باكستاني بالمناورة يقصد منه التأكيد على أن باكستان جزء من تحالفات الخليج الجديدة، فماذا لدى إسلام أباد؟
- أبرزت المناورة أن الصراع القادم سوف يكون نووياً، فنقطة ارتكاز المناورة كانت عرض صواريخ DF-3 المعروفة باسم رياح الشرق أو CSS-2 لدى الناتو القادرة على حمل رؤوس نووية. وباستخدامهم لصواريخهم الصينية القديمة في المناورة يلمح السعوديون إلى أنهم قد اشتروا الجيل الجديد من هذا السلاح.
- سيدخل الخليجيون سباقاً للتسلح النووي مع إيران، والسعودية أول أمة عربية تستعرض علناً صواريخها ذات القدرات النووية، متحدين الاتفاق النووي الأمريكي الإيراني، و«سيف عبدالله» رسالة اعتراض عنيفة وإصرارعلى اتفاقية شاملة حول التسلح النووي. كما تشمل الجاهزية الخليجية الاستعداد النووي، فلم يعد هناك اعتماد على مساعدة واشنطن أو درعها النووي، وها هم يطورون قوتهم النووية الضاربة بمساعدة الصين وباكستان.

الأربعاء، 7 مايو 2014

أين ثقافة التصالح الخليجية !

 

أين ثقافة التصالح الخليجية !
نعيش حاليا نسخة مزورة من مجلس التعاون

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج 

أكاد اجزم ان كل منشغل أصيل بقضايا الخليج العربي قد تمنى أن يكون مافي النفوس أكثر وضوحا مما في النصوص التي سطرت بيان الامانة العامة لمجلس التعاون حيال المصالحة الخليجية في 17 ابريل 2014م؛ فقد كانت حروف ذلك البيان 'برقية تعزية' بدل ان تكون'بطاقة زفاف'، لذا لم تشعر المصالحة وهي مرتدية قطع من ذلك البيان بالترحيب خارج الباب و لم ينهض أحد لتحيتها عندما دخلت،بل لم يرد البعض عليها السلام .
لقد قفز انهيار المصالحة الخليجية في أزمة السفراء كعنوان يروج له أصحاب مصالح خارج الخليج لا تخدمهم الوحدة الخليجية،وذلك أمر يمكن فهمه. لكن مالا يمكن فهمه هو ترويج الخليجيين أنفسهم لموضوع انهيار المصالحة الخليجية ونشره باستخدام ذرائعي فج لا يمت بصلة للمكون الأهم في ثقافة التصالح الخليجية وهو سعة البال. حتى ان اكثر من سؤال يبرز لنا عن جدوى القاء قطعة خشب في نار نود اطفائها ! وسؤال آخر عن من يدير أمور المصالحة الخليجية في أزمة السفراء. فهل نحتاج -ونحن كشعب خليجي قد اصبحنا في مزاج اقل تسامحا مع مجلس التعاون -ان نعيد ماقاله الشاعر الجاهلي الأفوه الأودي:

تُهدى الأمور لأهل الرأي ان صلحت*******وان تولتْ فبالأشرار تنقاد
لا يصلحُ الناسُ فوضى لاسراة لهم*******ولا سراة إذا جُهالهم سادوا

لقد كان سحب سفراء الثلاثي الخليجي -السعودية والإمارات ومعهما البحرين- من قطر مشهد غير معتاد أو مسبوق بهذه الحدة في الخليج العربي. فكيف تجرأ مجلس التعاون على القفز بين أسلوب 'الادارة بالغموض' الذي حذرنا منه مرارا وتكرارا الى اسلوب 'التسريب المتعمد 'لمجريات أمور نعلم بحدوثها لكنها ضمن الحميد المسكوت عنه في الاعراف الخليجية لمصلحة العمل الخليجي المشترك !

لقد بدأت أزمة السفراء الخليجية بداية تشبه معظم قرارات مجلس التعاون العتيد ،فكانت مرتبكة ومربكة للجميع ، ثم أتى بيان المصالحة موجزا في زمن يتطلب الإسهاب، والان يتحدثون عن إنهيار المصالحة الخليجية في زمن يتطلب الانجاز بهدوء. وها نحن نحصد التوابع الزلزالية للخيبة التي توجسنا منها خيفة في بيان المصالحة ،فقد بدأ في تـأثيث طائرة عودة السفراء شك يشبه مانشعر به مع كل خطوة من خطوات المجلس. وجل مانخشاه أن تصبح إجراءات عودة السفراء بند مؤجل في جدول اعمال القمم ، فتدخل عودتهم سيناريو ترحيل البنود اسوة بالبنود العالقة التي ترحل من قمة الى أخرى .ولن يستبعد تلك المخاوف إلا من لديه خصومة مع البدهيات، ألسنا نعيش حاليا نسخة مزورة سيئة من مجلس التعاون، بعد ان غادرت العلاقات الخليجية/الخليجية محطة براءة وتلقائية المغفور لهم بإذن الله 'شيباننا' التي غمرت اجواء اللحظة التأسيسية لقيام المجلس عام 1981م !؟

الأربعاء، 30 أبريل 2014

هل يحسم الجيش نتائج الانتخابات العراقية ؟

 

هل يحسم الجيش نتائج الانتخابات العراقية ؟
سنرى المالكي بين رجال جيشه وهم ويرددون الهوسات على النسق الصدامي

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج 

حين تكون مفردات الخطاب مستمدة من حفريات داكنة قبعت طويلا في تجاويف فكر مظلم، وليس من مرجعيات سامية، يصبح من الصعب تجاوز ما توحي به سطوره سراً أو ماتقوله علانية. وفي ذكرى تأسيس الجيش العراقي -وبوصفه القائد العام للقوات المسلحة- حيا رئيس الوزراء السيد نوري المالكي الجيش واصفا إياه بأنه ' لم يكن إلا جيشاً للشعب ملتزماً بمهامه وواجباته ولم يحد عنها 'لكن أسطر المالكي التي هي نتاج النسق الفكري الذي يسيره لم تصمد لنهاية الخطاب على نفس الود فعاد ليصف ذلك الجيش بأنه 'أستخدم حتى الاسلحة المحرمة كما في حلبجة والاهوار وأرتكب المجازر والمقابر الجماعية'وهو كما يرى المالكي جيش ضاعت بوصلته ' كما في حربه ضد إيران وغزوه الكويت والتدخل في شؤون الدول المجاورة والصديقة والشقيقة'. والغاية من القصدية العالية حين نعيد اليوم نقاط أوردها المالكي في خطابة هي ان الانتخابات النيابية العراقية التي ستبدأ اليوم ستدمر ما بقي من المؤسسة العسكرية العراقية إن جاءت كما هو متوقع بنجاح المالكي للأسباب التالية:
-دخل المالكي مرحلة الطاغية المسيطر على مفاصل الدولة.وسنراه قريبا بين رجال 'جيشه' وهم ويرددون 'الهوسات' على النسق الصدامي البائد. فقد أعلن المالكي النصر من الأنبار وكأنها أرض العدو،لا جزء من وطن يتحمل مسؤولية حمايته كما قال زعيم التحالف الوطني الشيعي في مجلس النواب العراقي ابراهيم الجعفري.
- نتيجة تأثير الثورة السورية،هناك تمدد محتمل للصراع الطائفي، وسيكون من التداعيات الإقليمية لنجاح المالكي لثالث مرة تعزيز للطائفية العابرة للحدود،حيث ستنتقل مجموعات عراقية من تنظيمات لواء ابي الفضل العباس ولواء كفيل زينب وعصائب أهل الحق إلى الخليج،لرغبة تلك التنظيمات في تأسيس نقطة انطلاق وقاعدة لخلق عمقً إستراتيجي لها بيننا.
-لقد أقلق الشيعة والسنة على حد سواء وجود قيادات بالقوات المسلحة تعمل وكأن بقائها مرهون بوجود المالكي على رأس الحكومة،فعاثت فسادا،وأدخلت التزكيات المذهبية والحزبية بدل الكفاءة والانضباط العسكري، وهذ ما دعى مقتدى الصدر لدعوة القوات لعدم التصويت للمالكي بعد ان ظهر له ان للقوات ولاءات بدائية مذهبية وعشائرية، بل إن زعيم التيار الصدري في العراق دعاعناصر القوات المسلحة إلى التمرد على قادتهم وعلى المالكي، وعدم إطاعة أوامرهم، بالتصويت له .
- فقد الجيش العراقي هويته فأصبح 'جيش وظيفة وليس عقيدة' كما وصفه النائب عن كتلة الاحرار بهاء الاعرجي فقد وقف الجميع على اختلاف مذاهبهم إبان الحرب العراقية الايرانية مع الجيش حين كان هناك شيء اسمه وطن وعقيدة، والآن لا مبدأ المواطنة موجود ولا العقيدة .
لقد دعمت واشنطن المالكي ليصبح رئيس الوزراء بصفته مرشح الكتلة الشيعية،و منذ توليه السلطة أصبح من الثوابت التي يتمسك بها في مقاربته للأمور عدم استعداده لتقبل المشاركة او التعددية متهما من لا يسايره بنقل خلاف الرأي إلى دائرة التحريض ثم العصيان، فأصبح الجيش إقطاعية خاصة له، ولم يعدم وسيلة لتحويل جيش العراق إلى 'جيش المالكي' يدافع عن كراسي ومناصب ومحاور التقرب لطهران في تشويه لطبيعة الالتزامات التي يفرضها دوره الوطني .وأستخدم المالكي الجيش العراقي كعملة مزورة،فألبسه مع السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد منذ عام 2006،لباسا غير لباسه الوطني العربي بعقيدة قتالية مربكة وأهداف استراتيجية مضللة. ولأن تزوير العملة يتم دون تفويض قانوني أو رصيد يسندها او جهد حقيقي في صنعها فمآلها للكشف عاجلا ام آجلا، فهل تصبح صناديق الاقتراع جهاز كشف عملة المالكي المزورة ؟

الجمعة، 25 أبريل 2014

'أمن الخليج' بين الرؤية والإرتجال‎

  

'أمن الخليج' بين الرؤية والإرتجال‎
أمن الخليج
د.ظافر محمد العجمي - المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج    

تنطلق اليوم فعاليات مؤتمر «الأمن الوطني والأمن الإقليمي لمجلس التعاون لدول الخليج: رؤية من الداخل»، الذي يقيمه مركزالبحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة 'دراسات' 23-24 ابريل 2014م لمناقشة المشكلات التي تهدد أمن الخليج. وسيكون لي مشاركة بعنوان 'التعاون الدفاعي بين دول مجلس التعاون التحديات والآفاق' .وليس من العسير أن نفهم لماذا يقام المؤتمر وان يشارك فيه كل منشغل أصيل بقضايا أمن الخليج. لكن مالا يمكن فهمة هو الضجيج القائم عن 'أمن الخليج'مؤخرا بوتيرة أكثر من المعتاد وبخطابات منسوخة من خطابات بوش الاب ومارغريت تاتشر إبان الاحتلال العراقي للكويت،أوالحرب العراقية الايرانية ويتردد فيها الخوف على 'أمن الخليج' بشكل تعبوي . صحيح إن كثرة الهزات التي يمر بها الخليج قد تبرر أن تكتب فيه الاتفاقيات الامنية يوم بيوم. وقد رحبنا بذلك ترحيب حار بمستوى إستوائي .لكننا نرفض التدخل الارتجالي لرضع العلاقات الدولية والأمن ممن حالت هشاشة فكرهم دون حفظ أمن بلدانهم.وفي محاولة لفك شفرة تصريحات الاهتمام' بأمن الخليج' وضعنا قوالب تحليل بسيطة، فلم تخرج تلك الاهتمامات عن :
1- الحصوله على تسهيلات استراتيجية في الخليج.ويملأ هذا القالب بمثالية حلف شمال الاطلسي بإطلاق خطابات موسمية كتصريح أمينه العام 4 ابريل 2014م بأن 'أمن الخليج' مصلحة استراتيجية للحلف.لكنه يستدرك بخبث و قبل ان نطلب الانضمام إليهم بان الحلف يريد بناء علاقات لا تنتهي بالعضوية‏. فما هي نهاية مشوار مبادرة اسطنبول طالما نحن على علم ان الناتو قام لحماية دول الحلف ثم تطور ليصبح لحماية مصالح دول الحلف. وأن رؤيته الجديدة القيام بدور سياسي بديل لمجلس الأمن! فلماذا لانزال نقلب بضاعته أصلاَ !
2- تتحول كلمة 'أمن الخليج ' لمفردة بروتوكولية، قبل وخلال زيارة مسئول مهم للخليج .فحين أفتتح عبدالله غول2 إبريل 2014م منتدى مجلس الأعمال الكويتي/التركي قال ان نظرة بلاده إلى منطقة الخليج ذات أبعاد استراتيجية و أن استقرار وأمن الخليج مهم لتركيا. ومثله وزير الخارجية الروسي الذي أكد من الكويت 20 إبريل 2014م اهتمام بلاده بحفظ أمن الخليج.
3-أما أكثر فترات إرتفاع درجة الحميمية لــــ'أمن الخليج'فخلال الازمات السياسية العربية وتبعاتها الاقتصادية. فبعض الساسة العرب لازال يرهن على جودة ' البضاعة المستوردة'، حيث استعار مبدأ كارتر ' Carter Doctrine' الذي ربط في 1980م أمن الخليج بالأمن القومي الاميركي مباشرة- حين كانت دبابات T72 من الجيش رقم 40 السوفيتي في افغانستان في طريقها للخليج – ومثله ربط السياسي العربي الفذ أمن الخليج بالأمن القومي لبلده،رغم عدم الحاجة لذلك الاطار لوجود اتفاقية الدفاع العربي المشترك منذ 1950م.
ونضيف أيضا إن إيران أعلنت وبتصريحات شديدة المراوغة في ألفاظها إن الخليج سيكون بعهدة بحريتنا في حالة انسحاب أمريكا.ثم صدمتنا باكستان بدعم ايران في ذلك بمناورات بحرية مشتركة رغم صراع النفوذ بينهما في افغانستان ثم اختطاف 5 جنود ايرانيين من قبل منظمة تحتمي بحكومة إسلام آباد. ولم يرعبنا احد بمسلحي حركة 'بوكو حرام'بعد،لكن وزير داخلية عربي حذرنا من 'داعش' كخطر على'أمن الخليج' .وبعد فشل الاعتماد على العرب وعلى الغرب نجد انفسنا كشخوص في تراجيديا 'أمن الخليج' أمام مخرجين :
1- تبني رؤية موسكو،بعقد ملتقى دولي لأمن الخليج.من باب أننا 'نسكن بالصدفة فوق نفط العالم'ومن ثم يتم دفعنا نحو'المادة 77'من ميثاق الأمم المتحدة،فنقع 'تحت الوصاية' أو بمحض اختيارنا تحت 'الانتداب' الذي هو مساعدة الأقاليم التي لم تبلغ بعد الدرجة التي تمكنها من الاستقلال بنفسها، وهو في حالتنا مسمى مهذب لما هو أكثر تعاسة فتصبح 'لم تبلغ درجة تمكنها من الدفاع عن نفسها.'
2- تبني ماينادي به مؤتمر 'دراسات' فقد حان الوقت للانتقال إلى درجة أعلى من التعاون بهدف تطوير المجلس إلى منظومة اتحادية يتم من خلالها تطبيق مبدأ الامن الجماعي لحفظ أمن الخليج بدل تركه لكل ذي مخلب وناب. 
واليوم تنطلق فعاليات مؤتمر«الأمن الوطني والأمن الإقليمي لمجلس التعاون» وقد حقق مركز 'دراسات' بحصر الفعاليات في إطار يعرضه أبناء الخليج فقط تحت عنوان 'رؤية من الداخل' انجاز بحد ذاته يستحق عليه الاشادة.

الأربعاء، 16 أبريل 2014

أسود تقودها خراف

 

أسود تقودها خراف
 
د..ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج  

لم يقد نقل النقيب عيسى للكلية العسكرية إلى حل مشكلة تسرب الطلبة من الدورة بالانسحاب أو بالهروب.بل قاد الى جولات جدل مع زملائه،أو تفجر نوبات غضب يفرغ سم قسوته جراءها في احد الطلبة،او احد افراد طاقم التدريب من صف الضباط والجنود.
ولم يكن النقيب عيسى يستسيغ 'عيد' مدرب الاسلحة بلا سبب محدد،وكان يجدد بنظراته اليه 'إعلان الحرب' يوما بعد يوم . ثم سمعه يردد أبيات لم يلتقط منها الا كلمة 'يستأهل' و'عيسى' و أختلطت بقية الابيات مع ضحك الواقفين ومن ضمنهم خبير حركات المشاة وكيل الضابط 'جيم'من البعثة البريطانية الذي شاركهم الضحك لانتمائه لنفس التاريخ المهني وإن لم يكن نفس الجغرافيا. لمح البريطاني النقيب قبلهم فصاح بلغة عربية غريبة' انتبه .. إستعد 'مع إطالة حرف التاء حتى يلقوا بسجائرهم.وقد أحس عيد حينها بمشاعر عدم الود من النقيب لانه صب جام غضبه عليه من دون البقية .
وفي يوم تدريبي كان عيد يعدد مواصفات عيار سبطانة رشاش ستيرلنغ وهي 9 ملم .وقد اسقط بيده حين سأله النقيب عن معنى كلمة'ملم' . ولم يكن عيد يعلم ان معناها مليمتر لأن أحدا لم يعلمه. كان نقل عيد 'الجاهل 'الذي اقترف'إثم'عدم معرفة معنى'ملم' مسألة وقت
. لكن دخول فترة بروفات التخرج أجل نقله .وفي حفل التخرج، وحين يتقدم قائد العرض أمام راع الحفل كان يرفع السيف بيده اليمنى فيميل قبضته الممسكة بمقبض السيف حتى تصل لكتفه الايسر، ثم يعيد قبضته لتصل للكتف الأيمن، ثم يرفع نفس القبضة والسيف بها حتى تصل مستوى يوازي جبهته، منهيا بتلك الحركة استئذانه من راع الحفل لبدء طبور التخرج.
في يوم التخرج وقبل وصول راع الحفل بدقائق اقترب 'عيد' من النقيب وقال هامسا: سيدي كيف تترك قائد العرض يعاهد رأس الدولة المسلم برسم صليب النصارى! فهو يرسم الصليب في الهواء بحركة السيف.ثم رفع عيد من صوته قليلا وقال بما يشبه نبرة التوبيخ لقائده: انت تُعلم الطلبة ان يقسموا حسب تقاليد النصارى أمام القائد الاعلى للقوات المسلحة منقولة على التلفزيون.
تعمد عيد ان يتمهل وهو يقول الكلمات الخمس الاخيرة واحدة تلو الاخرى،رافقها تراجع النقيب داخل نفسه منكمشا بانتظام، متماهيا مع صوت طبول الموسيقي العسكرية التي تحتل المشهد الخلفي كدعم تعبوي للصليات المنطلقة من شفتي عيد. إحمر وجه النقيب. رفع يده رغم انه كان في حالة الاستعداد ليرخي من عقدة ربطة عنق لم يلبسها من قبل .عاد لحالة الاستعداد أو التجمد من هول الصدمة. تسابقت افكاره فرارا من غليان رأسه. وملأت المخاوف الفراغات في ذهنه. سيعرف احد معنى حركات السيف 'الكافرة.' لماذا لم يسأل الوكيل أول جيم عن معناها .' جيم هو من اخبر عيد بالثغرة في دفاعاتي ' ' لدي غريمان لا واحد '.' لو اكتشف مدير الكلية الامر لنقلني '. 'لو علمت وسائل الاعلام ان رأس الدولة يقبل ولاء ضباطه الجدد في ظلال سيوف صليبية لتطايرت رؤوس ولا مكان لحسن النية وكرامة والاجتهاد'.
لم يستطع عيسى ان ينبس ببنت شفة. وبالكاد استطاع ان يرفع نظره ليوقع مع عيد بنظرات منكسرة 'معاهدة عدم اعتداء،' لقد أنتصر جندي آخر على ضابط آخر فقد احترامه لأنه لم يكن مؤهلا لقيادته. فأصبح كل واحد ينظر للآخر بوصفه خصما لا بوصفه شريكا في مؤسسة واحدة. قد لاتكون هذه الحكاية مدخلا دقيقا بما يكفي للوصول الى ان من يتسنم القيادة مدنيا او عسكريا قد لايكون بالضرورة مقنعا فيما يقوم به اوان قرارته تخدم اهداف سامية، او ان منصبه سيحميه من تابعيه. وهذا مادفع الوكيل أول جيم لتزويد عيد بسر ثمين احتفظ به لنفسه ثم تنازل عنه ليوقف عيسى وأمثاله .
ففي تراث جيم العسكري البريطاني مقولة أسود تقودها خراف.' Lions for Lambs' وفي معركة سوم' Somme' يوليو 1916م دفع الجنرال البريطاني دوغلاس هيغ ' Douglas Haig,' بــ 58 ألف جندي بتكتيك الهجوم الشامل الاهوج فلم تتقدم قواته إلا 12 كم في 6 أشهر . وقد كان الجنود الالمان مستعدين للبرايطانيين الذين كان ضباطهم في الخنادق يدفعونهم بالرشاشات لقتل من لايقتله الالمان من الامام ،مما أدى لقتل ثلثهم. ولازال ذلك الرقم محتفظا بصدارته كأكبر عدد قتلى في يوم واحد في التاريخ الحديث. بل إن الالمان بكوا حال الجنود البريطانيين المساكين. فحفظ التاريخ ما كتب ضابط الماني مجهول في مذكراته'لم أشاهد في اي مكان من قبل اسود تقودها خراف ', 'Nowhere have I seen such Lions led by such Lambs.' فذهبت مثلاً وفيلماً وقصيدة وحكاية تصور القدرة التخريبية للسلطة عندما تمنح لغير أهلها.

الجمعة، 11 أبريل 2014

هل يرحل مجلس التعاون تاركا الخلافات مقيمة بيننا !!

   

هل يرحل مجلس التعاون تاركا الخلافات مقيمة بيننا !!

- د.ظافر محمد العجمي – المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج 

يجرد لصوص اللحظة التاريخية الحملات على مجلس التعاون بشكل حاد منذ أزمة السفراء الخليجية،ولم يكن هذا هو الهجوم الاول لكنه كان اشدها زخما ، فقد كان المجلس عرضة للهجمات منذ مرحلته الجينية ، حيث كان مقدرا ان نسميه 'اتحاد الخليج العربي' فغضب عراق البعث طالبا الانضمام له، وكان ثمن الرفض تغيير الاتحاد الى مجلس التعاون.ولشدة ارتباكنا الاستراتيجي جراء الحرب الباردة و عجزنا العملياتي جراء الحرب العراقية الايرانية ،اتبعنا عقيدة الاستجابة المرنة فأرضينا طهران أيضا بإلغاء عروبة الخليج من الاسم واحتفظنا بعبثية بعروبة الدول .
لكن 'مجلس التعاون لدول الخليج العربية' كما اصبح جراء الترضيات كان عرضة لهجمات اخرى من قبل اتباع ايران النووية، ومن الاسد والمتعاطفين معه، بل من أغلب عشائر الربيع العربي التي لم تصل للسلطة او فقدتها . لقد كان مجلس التعاون قادر على قطع الأتصال بين حواسه وذهنه،فتعقل ولم ينقد لاستفزاز من هنا وتحريض من هناك وراح في تحقيق معظم اهدافه قصيرة المدى ،ولازالت الاجتماعات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية وحتى العسكرية مستمرة رغم ازمة السفراء لتحقيق الاهداف الاستراتيجية . فما سبب تماسك مجلس التعاون ؟
يعني التماسك 'استمرار الاعضاء في عضوية الجماعة المنضوين تحتها والحيلولة دون تفككها'كما يقول د.جمال المنيس في تشخيصه الشيق لأسباب تماسك الجماعات'Cohesion 'ورغم انه قصد جماعات ثانوية في قالب العوامل الخماسي المكون من عوامل الوقت،المودة،المنفعة،التهديد الخارجي ثم القيادة، الا اننا وجدنا انه بالامكان استخدام قالبه لتلمس سبب تماسك الخليجيين كالتالي:
-عامل الوقت ويقصد به المدة التي يقضيها افراد الجماعة بعضهم مع بعض، فكلما طالت هذه المدة ازداد تماسك الجماعة. فعمر المجلس جعل التماسك يتعدي إطاره الزمني المحدد بعقود ثلاثة بدأت 1981م ويعيد احياء قرون التماسك التي سبقت قيام المجلس نفسه، ويقتحم الحاضر بذلك الارث من التعاون طارحا نفسه كمشروع دائم لاخيار مؤقت .
- والمودة بين اعضاء الجماعة على المستوى الشخصي، فكلما كان افراد الجماعة متحابين ازداد تماسك الجماعة. ويمكننا القول ان الرابط العائلي والقبلي في الخليج يتجاوز في احيان عدة فعاليات مهرجانات المودة الحكومية بخطوات،كما لاينقاد لتبعات الخلافات السياسية، فإذا استثنيانا الضربات المتبادلة عبر 'تويتر' لوجدنا ان أزمة السفراء الخليجية لم تمنع الشيخ صباح في القمة العربية بالكويت من السير والابتسامات تملأ الاجواء وعلى يمينه الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر وعلى يساره ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز في مزاج تصالحي يتعدى متطلبات البروتوكول.
- المنفعة التي يجنيها الاعضاء من بقائهم في الجماعة، والمنفعة المادية هي ان دول المجلس تنتمي لأقوى كتلة اقتصادية في المنطقة الممتدة من شرق آسيا حتى المتوسط .أما المعنوية فالشعور بالانتماء لآقوى كتلة سياسية عربية خلال فترة الربيع العربي .
- وجود تهديد خارجي للجماعة، فالتحديات الخارجية تأتي من العلاقات الخليجية الايرانية التي أخذت شكل الازمة الممتدة طالما لم يظهر من طهران مايدل على نيتها ان تصبح شريك إيجابي. كما ان العلاقات الخليجية الغربية تحد دائم حيث جعلنتا عُرضةً للتفاهمات الدولية،وآخرها الاستدارة الاستراتيجية الاميركية لايران، إلا ان اشد التهديدات هو وجودنا في بيئة اقليمية سيئة الجيرة.
- المهارات القيادية لقائد المجموعة ، والقيادة في مجلس التعاون لم تحدد ببند عدا التناوب في رئاسة الدورات لكن الرياض لها وزنها ،وهنا تأتي 'اشكالية العمق والثغرة ' فكل دول مجلس التعاون لا تعتبر المملكة كشقيقة كبرى فحسب، بل تتجاوز هذه المفردة العائلية العاطفية الى مفردات العلاقات الدولية، فنقول مثلا ان المملكة هي عمقنا الاستراتيجي ،وتلك هي جزئية 'العمق' اما طرف المعادلة الاخر فهو ان المملكة مادامت عمقا فلابد لها من حدود امامية او خطوط دفاعية، وعليه فيمكن ان نتفهم ان تكون الرياض في مزاج اقل تسامحا حين يكون هناك ثغرة في تلك الخنادق المتقدمة .

فهل يرحل مجلس التعاون تاركا الخلافات مقيمة بيننا ؟
لقد اجابت الظروف المحيطة بالخليج وكأنها لم تكن بحاجة لمثل هذا السؤال.فالظروف الاقليمية والدولية تقول بأن التحديات أكبر من الخلافات .

الأربعاء، 2 أبريل 2014

حصاد ملفات أوباما العسكرية في الرياض

 

حصاد ملفات أوباما العسكرية في الرياض
 
 
د.ظافر محمد العجمي- المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج   
 
انهارت الذرائع التي ساقها الرئيس الاميركي أوباما في ملفات إيران،سوريا ومصر.فكان لابد من أن يعيد انحناءات قام بها أول مرة امام خادم الحرمين الشريفين عام 2009م. ولم يكن الملك في مزاج يسمح له بتجاوز اخطاء مارسها الديمقراطيون بقيادة اوباما بحق حليفهم الاستراتيجي. لقد سادت الملفات العسكرية في زيارة أوباما الاخيرة،أو مناورته الأخيرة.فافتتح مفرداته بتخفيف حدة الخلاف مع الرياض قائلا:إن مصالحنا 'الاستراتيجية' لا تزال مشتركة،وبحثنا بعض الخلافات 'التكتيكية.' 
ظهر أوباما كرجل مصاب بتناقضاته،غير جازم بما يريد،أيرفع سيفه أم يرفع صوته مما اعطى السعوديين فرصة لتحقيق اختراق في ملفات عسكرية ثلاثة،هي تسليح المعارضة السورية بأسلحة دفاع جوي، وتزويد مصر بحاجتها من السلاح ثم تزويد الرياض بطائرات بدون طيار. وحتى الان لا نعلم ان كان القرار ايجابا بشكل قاطع حول تزويد مقاتلي المعارة السورية بصورايخ 'مانبادس' (MANPADS).و'مانبادس' ليس طراز صواريخ ارض/ جو كما اعتقدت وسائل اعلام عدة بل اختصار لوصف هذا النوع من الاسلحة ' Man-Portable Air-Defense Systems' والطراز الاميركي المطلوب هو' ستنغر'.
فبينما تريد السعودية دعم المعارضة بهذا القواذف وسلب الاسد السيادة الجوية ،تخشى واشنطن أن تستخدمها جماعات إرهابية ضد الغرب أو الطائرات التجارية،اوضد الغطرسة الاسرائيلية فوق الجولان وحتى غزة .المناورة السعودية كانت حين أستغلت الرياض قلقل واشنطن المعلن من تدفق السلاح لسوريا.فأعلنت نيتها شراء اسلحة للمعارضة من الصين وباكستان،رافق ذلك تسرب انباء نهب مخازن سلاح ليبية واختفاء 15 ألف صاروخ مضاد للطائرات.
فبدأ اوباما جولته بقول مسئول أميركي' ان واشنطن لا توافق على ان تسلم السعودية مقاتلي المعارضة صورايخ 'مانباد' . لتنتهي الزيارة بتصريح من مسؤول أمريكي آخر 'إن أوباما يدرس مساعدة مقاتلي المعارضة بإرسال نظام الدفاع الجوي المحمول، المعروف بـ'مانبادس' فهل يكون الاختراق السعودي بداية قلب التوازنات على أرض المعركة ؟
لقد ظهر رجال البيت الابيض بعد سقوط حسني مبارك غير قادرين على وصل الاسباب بالنتائج،فبعد إزاحة حكم الاخوان أوقفت واشنطن المساعدات العسكرية لمصر،وكان من ضمنها طائرات F-16 و دبابات ابرامز M1A1 وصواريخ هاربون' Harpoon'وطائرات هيليوكبتر' Apache'.
و لم يرق للسعوديين ولغيرهم من اصدقاء النظام الجديد حجب الأباتشي الهجومية عالية التسليح والفعالة في مكافحة الإرهاب .ورغم ان جون كيري يقر ان طائرات مصر الــ30 بحالة سيئة وبحاجة للصيانة الاميركية الا انهم لم يستطيعوا تصور تبعات غيابها عن مسرح سيناء لمطاردة الارهاب. و قد زاد من الازمة اتهام وزير الخارجية المصري واشنطن بالاحتفاظ بالاباتشي التي كانت بأميركا للصيانة، فتوقف الارسال وتوقفت الصيانة وتوقفت الباتشي .
المسوغ الرسمي الاميركي هو ازاحة الاخوان بغير صندوق الاقتراع، لكن المخاوف الاميركية الحقيقة في تقديرنا تعود للخوف على اسرائيل واتفاقية كامب دافيد التي تحدد نوع السلاح في سيناء .لكن التناقض الاكبر تبجح تل أبيب انها لاتمانع،بل ومحاولتها التوسط لعودة الاباتشي لحفظ أمن سيناء. لقد غضبت الرياض و دول الخليج فعرضت شراء أسلحة بـ 3 مليار دولار من روسيا.
تشمل طائرات مقاتلة MIG-29، ومنظومات دفاع جوي وصواريخ مضادة للدبابات و مروحيات عسكرية. فصعقت واشنطن من قدرة الرياض على المناورة ومن الصفقة التي ستؤدى إلى تراجع التفوق النوعى لإسرائيل في المنطقة،فوصف معهد كارنيجي للسلام الدولي الصفقة 'بوضع إصبع السعودية في عين أمريكا.'
من جهة اخرى رافق تغير القواعد الإقليمية في المنطقة تغير العقيدة العسكرية لمواجهة التحديات، ومن ذلك استخدام الطائرات بدون طيار. ففي الوقت الذي كانت CIA” “تديرعمليات طائرات بدون طيار من قاعدة بالسعودية قتل منها أنور العولقي باليمن، الا ان واشنطن رفضت بيع الرياض هذه الطائرات، رغم ان المملكة في حربها ضد الارهاب في حاجة ماسة للطائرة. وما كان من الرياض إلا ان اشترت طائرات إيطالية وروسية، كما طورت الطائرة بمركز الأمير سلطان للأبحاث مع جنوب افريقيا.
لقد دفع الرياض لهذه الطائرات التفوق النوعي لطهران في هذا المجال ووصلت حد جَـعْـلِ طائرة 'سكان إيغل' الاميركية ان تهبط هبوطا طبيعيا على أراضيها بمساعدة الصينيين،وقد اثار ذلك الرعب في اسرائيل التي تصنع وتبيع وتستخدم الطائرات بدون طيار ولعل هذا هو سبب تردد واشنطن الحقيقي في بيعها للرياض.لكن اخبار ترددت ان وزير الداخلية السعودي نجح في تأمين صفقة بيع أكدها أوباما اثناء زيارته .
أن التشابه في مقدمات الملفات العسكرية الثلاثة السابقة وهو التعنت الاميركي قد لا يفضي بالضرورة الي تشابها في النتائج، فتحولات اوباما الحادة تجعل من الصعوبة استشراف الموقف الاميركي في ملف تسليح المعارضة السورية بأسلحة دفاع جوي،أما تزويد مصر بحاجتها من السلاح و تزويد الرياض بطائرات بدون طيار فيبدو اكثر احتمالا للحدوث .

الأربعاء، 26 مارس 2014

بيان الكويت.. هل في النصوص مافي النفوس !



بيان الكويت.. هل في النصوص مافي النفوس !
 
من المقبول وصف الخلافات العربية كحالة عقلية
 
د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج  
 
يقوم هيكل الثقافة العربية راهنا على الصراعات الطائفية والتكفير والارهاب تحت مظلة الدين،وتبادل اللوم بالهزائم، عبر إعلام يحض على ثقافة التنافس لا التكامل وتبادل النفي بدل تبادل الاعتراف. مما يجعل من المقبول وصف الخلافات العربية كحالة عقلية. وقد لاحظ بعض المفكرين إن فكرة صفاء التفاعلات تقود الى الجمود ثم الاضمحلال،وان المعكرات والصدمات الهائلة تعطي ثقافات جديدة،تأخذ بيد الامم للرقي كما حدث في اليابان وألمانيا،وحتى الارجنتين التي كانت إبان حكم الجنرالات وقبل حرب جزر فوكلاند عام 1982 مع بريطانيا في قاع سلم دول العالم الثالث بينما تعتبر حاليا ثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية. فهل نحتاج لصدمة هائلة تفوق ما اعتدنا عليه من سلسلة الكوارث العربية المعاصرة حتى تعطينا تلك الصدمة ثقافة أخرى!
وفق إملاءات البروتوكول يأتي وزراء الخارجية بعد القادة العرب مباشرة في تحمل إعداد برنامج القمة ومواقف الدول من القضايا المطروحة، يشاركهم بعض السفراء والخبراء من الذين كانوا في مناصب رسمية .و قبل ايام اجتمع صناع السياسة الخارجية العربية في الكويت للتحضير القمة العربية في دورتها 25 والتي تستضيفها الكويت يومي 25 و26 مارس الجاري تحت شعار ' قمة للتضامن من أجل مستقبل أفضل'. لقد هالني ماصرح به بعض المسئولين العرب من هذه الشريحة بدرجة توجب علينا ان نعيد النظر في تحميل ثقافتنا العربية عبء مانعانيه. فمن المتعارف عليه ان معظم القمم في علم السياسة والعلاقات الدولية تعقد لاستشراف مستقبل الامم ووضع اهداف وبناء استراتيجيات لتحقيق تلك الأهداف؛ باستثناء القمم العربية التي تعقد كقمم مصالحات لا قمم إصلاحات. ولم تكن قمة الكويت الـــ25 باستثناء ،فقد تحركت المتوالية التبريرية قبل القمة وعلى لسان صناع السياسة الخارجية ومستشاريهم والخبراء الذين معهم للهروب من الالتزامات والاستحقاقات التي تدق بها يد الربيع العربي بعنف ابواب القادة . لقد أفتتح باب الكلام. وزير الخارجية لدولة كبرى فذكر' ان حل المشاكل لا يمكن ان يتم بين يوم وليلة' فهل كان الاصلاح السياسي والاقتصادي في العالم العربي يسير كل يوم وليلة فيما مضى حتى لا تتكدس المشاكل! ثم اضاف ' الانتقال إلى الديموقراطية كان يجب أن يكون تدريجياً' متناسيا ان جميع انظمة الحكم العربية ومنها نظام الحكم الذي يمثله قد أدعت ديموقراطية ممارساتها السياسية ، فأين رصيدنا التراكمي من الديمقراطية منذ رحيل الاستعمار! 

وفي مقالنا الاسبوع الماضي ' موقع الخليج في القمم العربية' توقعنا بعض ما سيرافق قمة الكويت،حيث كان نجاح القمم سابقا يقاس بالقرارات التي تتخذ. أما بعد ان أصبحت القرارات ذات مرتبة تفسيرية فقط،لا صانعة للأحداث فيقاس نجاحها بمدى إفلاتها من دبلوماسية المقاطعة الصريحة أو المستترة بإرسال وفود متواضعة المستوى. وقد حدث ما توقعناه ربما لإيصال رسالة للكويت. لقد كنت آمل ان تكون القمة الحالية موفقة من باب ان الكويت لم توافق على استضافتها ولم تطلب تأجيلها إلا لأنها تملك ادوات لنجاحها. لقد اعتقدت ان اسوأ ما ستمر به القمة هو ان تتحول لـــ'قمة مصالحات لا قمة إصلاحات' ،لكن حتى ذلك لم يتحقق فإصلاح البيت الخليجي في مايعرف بقضية سحب السفراء بدأ وكأنه امر لايهم العرب،فلم يدرج ولم يصر أحد من العرب على ادراجه. بل ظهر كما لو ان الخليجيون أنفسهم يعتبرون بقية العرب دخلاء لا شأن لهم في التدخل بقضايانا. إن فقدان الانسان العربي لليقين ينتهك بوحشية التفاؤل بمستقبل مشرق جراء وقوع ذلك الانسان بين شقي رحى ثقافة تؤصل الخلاف وبين صانع قرار سياسي يجيد خلط السياقات بآلة تبريرية ضخمة للوصول الى التضليل.ولن نعتبر قمة الكويت ناجحة بما سيحمله ' إعلان الكويت ' من حسن مفردات بالنصوص،طالما لم يوازيه مافي النفوس.

الأربعاء، 19 مارس 2014

موقع الخليج في القمم العربية



موقع الخليج في القمم العربية
احداث تاريخية مؤلمة ستترك أثرا في الجغرافيا

 د.ظافر محمد العجمي-المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج  

في كهف مظلم،نضجت خميرة الكرمة العربية. فتحرك بعض من الجسد. فسقطت صخرة.فبزغ من الفتحة الضيقة نور تحول لأعمدة خيوط غبار مضيئة تتحرك فيها ملايين الذرات.ومن بين تلك الذرات اللامعة التقط الجسد العربي نفحة هواء.فشهق وانتفض وعاد للحياة. فاجتمعت العرب.'وصدر عن مؤتمر القمة بيان ختامي تضمن أهمية الإجماع على إنهاء الخلافات وتصفية الجو العربي. وتحقيق المصالح العربية العادلة المشتركة ودعوة دول العالم وشعوبها إلى الوقوف إلى جانب الأمة العربية في دفع العدوان الإسرائيلي'. وتحت سماءنا العربية فقط تبقى بيانات القمة التي كتبت قبل نصف قرن صالحا للنشر في أي وقت. فما سبق كان جزء من بيان القمة العربية الثالثة التي عقدت في مصر 13 - 17 يناير 1964.ففي غرة رمضان وبطريقته المجهدة في الخطابة تحدث عبد الناصر موجها كلامه للدول النفطية ' إن حركة الجيش تحتاج لمال وإن موارد البلاد المطلة على إسرائيل محدودة ولكن لا تنقصها القوة والأفراد وما تحتاجه هو دعم مادي يمد الجيش بطاقته الحيوية... وبما أن الدول التي أنعم الله عليها بنعمة البترول عدد سكانها قليل أو بعيدة عن جبهة القتال تستطيع أن تساهم بمبالغ مادية لدعم الصمود والمواجهة لهذا العدو الذي تدعمه أمريكا والدول الغربية'.
فوقف الملك سعود بن عبد العزيز وألقى كلمة قصيرة ختمها بالقول ' تعلن المملكة تخصيص مبلغ 40 مليون دولار دعماً للمعركة' ثم جاء دور أمير الكويت عبد الله السالم الصباح،وكانت الساعة تشير إلى الخامسة مساءا. فطلب عبد الناصر إرجاء كلمة الكويت لما بعد الافطار لكن 'أبو الدستور' أصر على الكلام فساد في القاعة هرج ومرج وهمهمات تذمر متعبة كتعب اليوم الاول من الصيام. فقال الشيخ موجزا 'لقد خصصنا 15 مليون دولار دعماً للمعركة وهى معركتنا.' فضجت القاعة بتصفيق واستحسان عاطفي حار. كان ذلك هو صوت الخليج من السعودية والكويت قبل 50 عاما،فكيف سيكون الصدى في الكويت 25-26 مارس 2014م ؟
-خمسون عاما تفصل بيننا وبين تلك القمة وخمسون شيئا آخر. ففي الماضي كان نجاح القمم يقاس بالقرارات التي تتخذ فكنا نوقف ضخ النفط ومنع رسو السفن،ونقاطع فورد وكوكا كولا خلال شهر.أما الان فمن الصعوبة الإمساك بالعلاقات الدولية لكثافتها،تقلبها،غموضها،تنوعها،وتسارع الأحداث فيها. حيث يقاس نجاح القمم بالنقاشات القذافية المتورمة حتى الالتهاب.كما يقاس نجاحها بدرجة تحررها من دبلوماسية المقاطعة الصريحة أو بالمقاطعة المستترة بإرسال وفود متواضعة المستوى،أما القرارات فأصبحت ذات مرتبة تفسيرية فقط ،لا صانعة للأحداث.
- كان الصوت الخليجي موحد ،متناغم، ومترابط ضمن إطار غير معلن.صوت لا يحمل إلا نبرات العطاء ولا ينتقد إلا بكرمه الحاتمي حد التبذير.ولم يصدر منه ماهو خصم من رصيد التضامن العربي.كنا بعيدين جغرافيا عن بعضنا البعض فكانت المسافة تحفظ الحب. أما ضمور الروح الرفاقية بين الأعضاء فظهر بعد تقاربنا،فصوتنا –عند البعض -فحيح أفعى ودعوات وثنية يرددها انتحاري يفجر مسجد بالأنبار،ونحن النصرة وداعش في الشام.ونحن مقوّضي الديمقراطيات في مصر.وأتباع الاستعمار في المغرب العربي .
-بفروسية جامحة كان جمال عبد الناصر يخطب بارتجال فيتكون لدى مستمعيه في الخليج الوعي بمصيرهم.أما الان فيخطب المالكي بخطاب مثقل بالمغالطات والاستدلالات المتهافتة ناصبا الخليج عدوا له بأثر رجعي، فينتفض بدر شاكر السياب متحررا من تمثاله على كورنيش شط العرب في البصرة وينضم لفصيل يزرع على طريق الكويت شحنة ناسفة، لمنع انعقاد القمة.
يأتي الخليجي لقمة الكويت ولم يعد دافع التزامات مالية فحسب؛بل أصبح صانع قرار،وصانع تدخلات وصانع مشاكل،وصانع مصالحات. واقر بأن فيني تحيز للجزئية غير المدرجة في جدول الاعمال وهي المصالحة الخليجية. مع كل الكويت أتزين للقمة العربية مدججا بدبلوماسية'حبة خشم'محاولا إخضاع شعرة بيضاء تمردت على الانضواء لبقية الشعر المخضب في شاربي الذي اعتز به وأكرمه. فهناك من يقول ان احداث تاريخية مؤلمة ستترك أثرا في الجغرافيا. وهناك من يقول ان العالم العربي تغير والجامعة العربية لم تتغير، فكيف ستتعامل مع معضلة تطبيق اتفاقية مكافحة الإرهاب على السلفيين بأنواعهم الدعوي، الجهادي، والتكفيري وعلى الاخوان مصريهم وخليجيهم.وكيف ستبرر فشلها في إيواء اللاجئين السوريين! هذا النزوع نحو الفشل جعلها تطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية باكتمال مؤسساته فيما ترفض اعطائه الشرعية بمنحه كرسي دمشق بالجامعة ليرتاح عليه ليستعد لتشكيل الهيئة الحكومية الانتقالية. اما فلسطين فقد كانت ضحية الاتجاهات التحريفيه في خطب الجامعة العربية قمة بعد قمة .

السبت، 15 مارس 2014

عدم قيام الوحدة يشرع الباب لمقاضاة مجلس التعاون

د.ظافر محمد العجمي-المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج   

عدم قيام الوحدة يشرع الباب لمقاضاة مجلس التعاون

أنا في عزاء المصير الخليجي المشترك

لو وضعت وسم # الخليج العربي هذه الايام في 'تويتر' لما وجدت هدف نيرانه التحديات الاقليمية والدولية المتربصة بشعوبة،بل وجدت بعضنا يجرد الحملات الفاجرة على بعضنا الاخر.حيث انخرط في الاشتباكات الجارية على طول الساحل الغربي طلبة مدارس ومعلمين،جنود وجنرالات،نخب فكرية وشذاذ آفاق تافهين. لقد تراجعت مبررات تساقط القذائف بالنيران الصديقة التي اخطأت هدفها وتقدمت مشروعية رد الهجوم بالهجوم المماثل . فأين ذهب مزاج الوحدة الذي كان غيما يوشك ان يمطر العام الماضي ليغسل الخلافات والاختلافات ومن المسئول عن ذلك ؟ لست حقوقيا ولاناشط سياسي، لكن سير الامور -المسكوت عنه -باتجاه الفرقة يدل على ان لنا غريم مستفيد من عدم قيام الوحدة ويغذي فشلها. الجانب المضيء يظهر ان التقدم في وسائل التواصل قد دفع قدما بتسهيل التسلح بالقوانين المحلية والدولية ومعرفة مسالك القانون لأخذ الحقوق.وبما انه لاقبل لنا برفع دعوى قضائية لتحقيق الوحدة الخليجية كمطلب شعبي بقوة القانون ضد الساكت أو الرافض او المتردد أو المحتمي بالسيادة في العواصم الخليجية، فلامناص من جعل المنظمة الاقليمية المسماة مجلس التعاون والتي لم تقم ولو بتلقيح غيوم الوحدة صناعيا هي الخصم بناء على المعطيات التالية :
- على موقع شبكة المعلومات القانونية لدول مجلس التعاون الخليجي تنص المادة الرابعة من اتفاقية النظام الأساسي لمجلس التعاون على «تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين الدول الاعضاء في جميع الميادين وصولا الى وحدتها' كما ذكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.عبداللطيف الزياني على رؤوس الاشهاد انه تم انجاز الدراسات الخاصة بالاتحاد الخليجي كما تضمنتها مبادرة خادم الحرمين الشريفين وسيتم تقديمها الى المجلس الاعلى ويقوم المجلس الوزاري ببحثها للوصول الى ما يحقق المادة الرابعة .ثم اكد ذلك وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل قبل أسبوع ووعد بخروجها قبل ديسمبر القادم .فلماذا التأخير والموقع نفسه يقر ان العدالة البطيئة ظلم.

-وبما ان دول الخليج الست من الدول الموقعة على ميثاق محكمة حقوق الانسان فيمكننا الذهاب لمحكمة العدل الدولية متذرعين بالمادة المادة 21 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان حيث ورد في الفقرة (1) لكل فرد الحق في الاشتراك في إدارة الشؤون العامة لبلاده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون اختياراً حراً. وقد حرمنا من ذلك حين لم يطرح موضوع الوحدة في استفتاء عام .

- يكفي ان تكون خليجي لتتوفر لك الصفة التي يخولك القانون بمقتضاها اقامة الدعوى.كما ان الضرر أوالمركز القانوني الذي تم المساس به جراء عدم قيام الوحدة يتعدى الازمات الاقتصادية جراء تحول المنطقة لبيئة طاردة للاستثمار بعدم الاستقرار الامني الى الهلع الاجتماعي الذي دفع بالكثيرين للهجرة او التضحية بالطموحات خوفا من شرر يتطاير من جوار اقليمي لا قبل لنا بردعه منفردين.

-تأتي كلمة مسيرة التعاون كأكثر المفردات شيوعا في الخليج واصفة مايجري كنهر من الانجازات،وعليه فالوحدة الخليجية هي المرحلة التي وصلناها و لايمكن الرجوع الى ماهو أقل منها فالأنهار لا تعود إلى منابعها.

إن رفع قضية على مجلس التعاون لعدم تحقيقه الوحدة التي وعد بها في المادة (4) من اتفاقية النظام الأساسي منذ 25 مايو1981م ، ولم ينكر عمله لانجازها في 2013م ثم في عام 2014م تعطي المواطن الخليجي بناء على الفقرة (1) من المادة (21) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان الحق في قيام الوحدة الخليجية لكون المواطن الخليجي مالكا للصفة التي يخوله القانون بمقتضاها اقامة الدعوى،لتضرره من عدم قيامها. ونعيد القول انني لست حقوقيا يعلم هل يذهب المشتكي لمحكمة العدل الدولية أو لمحكمة العدل العربية حين تقوم أو غيرها،كما انني لست 'متيح' بل يشغلني معاش عيالي . متمنيا ان يستفيد من النقاط السابقة من يملك الوقت والخبرة والإمكانية لتحقيق الوحدة الخليجية بقوة القانون قبل ان يسبقه من يرفع دعوى ضد قيام الوحدة المنشودة .

'بالعجمي الفصيح'


ربما لايتعدى ماكتبته أعلاه ضرب من فنتازيا فكرية؛هروبا من التفكير بأزمة الخليج الداخلية الراهنة . فأنا في عزاء'المصير الخليجي المشترك' منذ 5 مارس بعد إعلان سحب السفراء.فكيف لخلاف أن يلد خلاف و خلاف! وكم مرة علينا ان نقيم الحداد على نفس الميت! أتمنى ان لا تطول فرحة الشامتين بالعمل الخليجي المشترك،فمن حسن الحظ ان الكويت ستستضيف القمة العربية 25-26 مارس 2014م وسينجز المصالحة بإذن الله شيخ المصالحات صباح الاحمد الجابر .

الخميس، 6 مارس 2014

كيف أصبح العراق'حزب الله'بمقاييس دولة !

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج   

كيف أصبح العراق'حزب الله'بمقاييس دولة !
من لايفهم إلتزام المالكي المقدس تجاه إيران لا يفهم المالكي


ليس عصي على الفهم إدراك مايقوم به رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لتجاوز الازمة الدموية الحالية،و التي نتجت لغياب الرشد عن خط سير القرارات التي اتخذها منذ دخل المنطقة الخضراء في بغداد،وآخرها إعادة تسويق نفسه بالعنف كمرشح لولاية ثالثة. ولأنه يواجه حاليا أزمة جارفة يصعب الوقوف أمامها،فقد أتبع المالكي اسلوب قديم في إدارة الازمات يتلخص في القفز على الحصان الذي يقود الأزمة والسير به لمسافة قصيرة ثم تبديل مسار الازمة لمسارات أخرى. ولعل اكثر المسارات شيوعا في العلاقات الدولية اسلوب تصدير الأزمة إلى الخارج. وإستراتيجية تغيير مسار الازمات العراقية الداخلية للخارج قديم قدم عبدالكريم قاسم 1961م ثم الطاغية صدام 1990م، ففي هذا السياق أتهم المالكي حين زار محافظة الأنبار مؤخرا دولا عربية بالتدخل في شئون بلاده بمخطط كبير .
وعندما يحيط الضباب بما يجري نحاول بتروي قراءة الظروف التي ولد فيها تصدير المالكي لأزمته للخارج.فقد تعثرت صفقة الاسلحة الاميركية لبغداد والتي تشمل طائرات الأباتشي وطائرات إف F-16 كما كان من بينها طائرات استطلاع ودبابات وصواريخ،والتي أشرنا الى خطورة إستمرار واشنطن في تنفيذها في مقال بعنوان 'هل يعطي شوارسكوف الهيلكوبتر للمالكي مرة ثانية!' في5 فبراير 2014.وذكرنا ان مايجري ليس تسليح للجيش العراقي بل تسليح لميليشيات تتبع المالكي.
وستقتل أهل الانبار بالهليوكبتر كما قتل صدام من قام بالثورة الشعبانية 1991م. ويقوم المالكي حاليا بتصدير ازمة حكمة بافتعال ازمات مع الخارج في وقت أظهرت فيه وثيقة سرية بثتها وكالة رويترز للانباء تفاصيل صفقة وقعها المالكي مع مؤسسة الصناعات الحربية الإيرانية ومؤسسة الصناعات الإلكترونية الحربية الإيرانية لشراء أسلحة متعددة وذخائر بلغت قيمتها نحو 150 مليون دولار أميركي، وتنوعت بين أسلحة خفيفة وثقيلة وصواريخ ومنصات إطلاق وذخائر لأسلحة خفيفة وثقيلة ودبابات ومدفعية وأجهزة مختلفة للحماية وتنفيذ العمليات الخاصة.وفي الوقت نفسه اشارت تقارير الى صفقة سلاح روسية تاريخية ستحدث انقلاب استراتيجي في الشرق الاوسط بلغت قيمتها 4.3 مليارات وشملت 30 مروحية هجومية و42 من انظمة الصواريخ بانستير-اس 1 ارض/جو، و طائرات ميغ-29 وآليات ثقيلة .
ويروعنا مما سبق حقيقتين :الاولى ان الازمة التي يحاول المالكي تصديرها أصبحت مسلحة بترسانة ايرانية وروسية بالإضافة الى اسلحة 50 دولة تعرض في بغداد ابتداء من الاول من مارس 2014م الطائرات والدروع والصواريخ واجهزة الاتصالات؛ فلم يعد المالكي والحالة هكذا يخوض معركته الكلامية كما أعتدنا عليها منذ ثمانية اعوام بالهجوم على السعودية ودول الخليج العربي بين فينة وأخرى متهما الخليجيين بتصدير الارهاب للعراق. والحقيقة الثانية هي ان من لايفهم إلتزام المالكي المقدس تجاه إيران لا يفهم المالكي وقراراته، فقد رفع سقف اتهاماته لجواره العربي لآمر يخص طهران .
بحثاً عن خاتمة،نقع في دائرة الحيرة حين ندرك ان عملية نقل الاسلحة من ايران للعراق تعتبر خرقا مباشر لالتزام ايران بقرار مجلس الامن المرقم 1747 .وانتهاك للحظر المفروض على مبيعات الأسلحة الإيرانية،فلماذا تخاطر ايران إن لم يكن هناك ماهو اثمن من ملف جنيف النووي! ولماذا يخاطر المالكي بفقدان علاقته بواشنطن بسبب تأخر تسلمه للسلاح في حين كان بإمكانه التروي حتى زوال اعتراضات الكونغرس.هل مايجري تمهيد لقرار تأجيل الانتخابات المقررة في ابريل رغم نفي المالكي لذلك؟ أم ان الامر لأسباب أخرى غير مرصودة الآن تتعدى الانتخابات وتتعدى ثورة الانبار بل تلغي العراق كمرتكز للتحولات العربية الكبرى وتحوله للقيام بدور'حزب الله' بمقاييس دولة؟

الجمعة، 28 فبراير 2014

توسع شراكات الخليج الاستراتيجية

 

توسع شراكات الخليج الاستراتيجية

د.ظافر محمد العجمي – المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج   

يزداد توحش نظرية الخذلان الاميركية في العقل الجمعي الخليجي، نظرا لمواصلة واشنطن لفجورها وتقواها على حد سواء ولأنها منهمكة بوضوح في تفكيك تحالفات إقليمية وإعادة تركيب أخرى.فقد دفعت بالأمور للانفراج بين طهران والغرب في مفاوضات فيينا 18 فبراير 2014م حول البرنامج النووي المثير لقلقنا عسكريا ومدنيا،وفيما نحن نصر على متابعة القنوات الاخبارية ببلادة سياسية تعهدت واشنطن بتمديد الاتفاق المرحلي إلى سنة في تأكيد لما صرح به تشاك هيجل  وزير الدفاع الأمريكى من فجور قبل ثلاثة أشهر حول أهتمام واشنطن بمنطقة الخليج، ولكن وفق قواعد جديدة،أبرزها «التغير المرحلي». أما تقواها ففي الزيارة الاعتذارية المرتقبة للرئيس باراك أوباما للرياض في الشهر القادم حيث نتوقع ان تكون هناك ترضية لدول الخليج، وأكاد أجزم سلفا أنها لن تكون تفكيك مفاعل أبوشهر المتخلف في تقنيته وإدارته ،بل الاقرب أن يطلق أوباما من الرياض العنان لمبادرة غير محددة المعالم في الملف السوري أو المصري كترضية للخليجيين.  يعتبر فبراير أقصر الشهور،وآخر شهر أضيف للتقويم الغربي لأن الرومان قد اعتبروا أن الشتاء فترة لا تحتوي على شهور.إلا ان فبراير الجاري كان أكثر الشهور أياما في حساب الحراك الاستراتيجي الخليجي. فقد ظهرت مؤشرات على الاقتناع بتآكل الرهان الخليجي على واشنطن عبر زيارات عالية المستوى نفذها صناع القرار هنا لتوسيع شراكات الخليج الاستراتيجية. ففي 14 فبراير وصل الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى نيودلهي ووقع خلالها اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات التجارة والاقتصاد والتكنولوجيا.وفي ذلك فتح لنافذة يبلغ إجمالي حجم التبادل التجاري عبرها نحو 170 مليار دولار بين الهند ودول مجلس التعاون. وفي 15 فبراير من نفس الشهر وفي اتجاه معاكس قام الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارة لتركيا لفتح نافذة يتم عبرها اشراك انقرة في مستجدات الأوضاع في المنطقة. وفي 19 فبراير قام الأمير سلمان بن عبدالعزيز بجولة شملت باكستان واليابان والهند و المالديف في مسعى لتوسيع شراكات الخليج الاستراتيجية ايضا. والدول التي قام صناع القرار الخليجي بزيارتها تمثل ثقلاً سياسياً واقتصادياً واستراتيجياً بل وبعضها يمثل منافسا محتمل للغرب .ولأن الراكد يأسن؛وحتى لا يصبح الاعتماد على حليف واحد بمثابة الخطيئة الأصلية التي ستلازم مستقبلنا،فإذا كانت واشنطن ترى ان دول الخليج أستنفذت حصتها من دفء العلاقات،فالأولى ان نبادر بالتقرب تجاه من ينازع واشنطن على الصدارة السياسية والاقتصادية والعسكرية. ولعجز روسيا عن تحقيق أمنها الداخلي أو حماية حلفاءها في أوكرانيا وهم في خاصرتها ،ولاستشراء الفساد في تجربتها الرأسمالية الجديدة،ولفشلها في حسم الامور لصالحها في ليبيا وسوريا تصبح الصين القطب الذي لم نجربه حتى الان. ويشجع على ذلك تحقيق الصين معدلات تنمية اقتصادية مرتفعة،ولأنفتاح الصين على العالم بدون شروط ،بالإضافة الى انها دولة دائمة العضوية في مجلس الامن،وجزء من حلول القضايا الساخنة، كما انها صديق تاريخي للعرب. فحتى تنجح عملية توسيع شراكات الخليج الاستراتيجية،على صانع القرار الخليجي فكّ رمُوز المنطق الذي يتحكم في بناء تحالفاتنا عبر توسيع دائرة المقارنات،و تجاوز الرؤى الاستراتيجية الحاكمة لسياساته الراهنة، وتجاوز الادراك الانتقائى التي قادنا للتعلق بالعم سام رغم تقلباته. وببعض التروى قد تنجح دول مجلس التعاون في اقناع الصين بجدوى استخدام «وبر»أصلي لحياكة «بشت»جديد يحميها تقلبات البيئة الاقليمية والدولية

الأربعاء، 19 فبراير 2014

العجمي للجزيرة نت :فشل السياسة يقنع أصدقاء سوريا بالخيار العسكري

فشل السياسة يقنع أصدقاء سوريا بالخيار العسكري
الدول المؤيدة للثورة السورية قد تمد الثوار بأسلحة بعد فشل مفاوضات جنيف2 (رويترز)
هيا السهلي-الدمام
من حيث لم يحتسبوا قد يأتي العون، فقد طال انتظار ثوار سوريا لأسلحة متطورة يواجهون بها جيش النظام المدجج بالحلفاء والسلاح، ويبدو أن فشل مفاوضات جنيف2 قد يكون سببا في دعم عسكري يصل إلى المعارضة المسلحة.
وإن كانت فكرة الذهاب إلى جنيف لم ترق لغالبية المقاتلين على الأرض في سوريا، إلا أن فشل الخيار يبدو وكأنه وضع أصدقاء الثورة السورية أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما تغيير موازين القتال على الأرض أو القبول بانتصار نظام الرئيس بشار الأسد وإيران وحزب الله وروسيا. وحسب ما نشرته صحف أميركية فإن الخيار الأول هو الأقرب للتحقق، حسب محللين.
فقد نقلت صحيفة وول ستريت الأميركية عن دبلوماسيين غربيين وعرب قولهم إن المملكة العربية السعودية تعتزم تزويد الثوار السوريين بصواريخ محمولة على الكتف من صنع صيني قادرة على اعتراض الطائرات، بالإضافة إلى صواريخ روسية موجهة مضادة للدبابات.
ومع أن الصمت هو سيد الموقف الرسمي، إلا أن محللين سعوديين يرون أن ما يجري على الأرض وفشل الخيار السياسي دفع الجانبين للسعي من أجل إحداث تغييرات على الأرض تخلخل قناعات الطرف الآخر.
العجمي يشكك في أن تقبل الصين بيع
أسلحة يرجم بها حليفها الأسد (الجزيرة)
إيحاءات للعمل
يقول المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج بالكويت ظافر العجمي إن تكتيك البراميل المتفجرة الذي توسع نظام بشار الأسد في استخدامه يرمي لإخلاء الأرض من السكان وعزل المقاتلين، ويرى أن ما تقوله الصحيفة الأميركية "إيحاءات أريد لها في النهاية أن تكون استنتاجا يُعمل به".

لكن العجمي يشكك في حديثه للجزيرة نت في أن تقبل الصين بيع أسلحة يرجم بها حليفها في دمشق، ويرى العجمي -وهو عسكري متقاعد- أن هذا خيار قد يكون ممكنا عن طريق باكستان المدججة بالكثير من الأسلحة الصينية، لكن ذلك قد يكون متعسرا في ظل "وجود اتفاقيات بين الطرفين تمنع وصوله للرياض ثم للجيش الحر".

وكان ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز قد زار باكستان مؤخرا والتقى رئيس الوزراء نواز شريف وجاء في بيان صدر في ختام الزيارة تأكيد الجانبين "على ضرورة إيجاد حل سريع للصراع القائم في سوريا، وفقاً لقرارات مؤتمر جنيف1، من أجل استعادة السلام والأمن في سوريا وحقن دماء الشعب السوري".
ووفقا للخبراء العسكريين فإن إستراتيجية قوات الأسد تقوم على ثلاثة أسلحة وهي قصف المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بالبراميل المتفجرة، والتقدم باستخدام الدروع، وقصف خطوط الثوار بالمدفعية الثقيلة.
صقر: تزويد الثوار بأسلحة تُحيد سلاحي الجو والمدرعات سيفقد النظام ثلثي قوته (الجزيرة)
قلب الموازين
من جانبه يرى رئيس مركز الخليج للأبحاث بجدة عبد العزيز بن صقر -في حديث مع الجزيرة نت- أن تزويد الثوار السوريين بأسلحة قادرة على تحييد سلاحي الجو والمدرعات سيحيد ثلثي قوة النظام السوري على الأرض.

ويتوقع العجمي أن تزود المملكة الثوار السوريين بأسلحة من قبيل صاروخ أرض جو ستينغر المحمول على الكتف، وصاروخ ستريلا SAM-7 الروسي المحمول على الكتف ويعمل بالتوجيه الحراري.
ويرى العجمي أن "الصاروخين متوفرين في مخازن الأسلحة الخليجية أو في متناول اليد، بالإضافة إلى توفرهما في السوق السوداء". بينما يرى بن صقر الحاجة الماسة لمضادات دروع.
ويجمع الخبراء على أن فشل جولة محادثات جنيف2 والتي أظهرت تعنت نظام الأسد وحلفائه دفع حلفاء الثورة السورية للعمل على تغيير الوقائع على الأرض. ولا تبدو الأمور يسيرة، إذ إن توفير سلاح نوعي عن طريق التزويد وليس التهريب أمر يحتاج وقتا وتعاون دول المرور وتوفير مخازن وشراء كميات مناسبة وهي عمليات معقدة قد تستغرق أسابيع وربما شهورا.
ويعتقد بن صقر أن تزويد الثوار بأسلحة كهذه -إن تمت- فإنها ستحدث خلخلة في ميزان القوى لصالح الثورة، فتحييد سلاحي الطيران والمدرعات "سيجبر النظام على الاستخدام المكثف لقوات المشاة، وهو ما يحاول تجنبه حتى اليوم، لاحتمال ارتفاع الخسائر البشرية بين قواته المحدودة التي لا زالت موالية للنظام".
ويضيف "تزويد السلاح بنوعية وكمية ووتيرة عالية سيحدث تغيرات ملموسة على المسار العسكري والسياسي، ويزيل حالة الجمود السائدة اليوم. وسيجبر حلفاء النظام السوري (إيران وروسيا) على إعادة حساباتهم، وربما الضغط على النظام لتقديم تنازلات تمنع الانهيار العسكري الشامل".
المصدر:الجزيرة

انتهت المفاوضات وبدأت دبلوماسية البراميل المتفجرة

 

انتهت المفاوضات وبدأت دبلوماسية البراميل المتفجرة
 
 د.ظافر محمد العجمي -المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج 

رحب العالم بمفاوضات 'جنيف2' بين الاسد والمعارضة لكونها السبيل الحضاري الوحيد لمعالجة الجرح الانساني النازف هناك .لكن الاسد لم ينظر الى جنيف كفرصة للمواجهة مع المعارضة كما توقع الكثيرون بل للمراوغة وكسب الوقت .فقد كرر فريق الاسد بشكل آلي نغمة مكافحة الارهاب باسترسال حال دون اختراق في جمود المفاوضات.ثم أعلن الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي انتهائها 15 فبراير 2014م والوصول لطريق مسدود.فما الذي كان يفعله فريق الاسد !وماهي التحركات الاقليمية والدولية المطلوبة ؟
لقد انقلبت الامور خلال الستة الاشهر الماضية رأسا على عقب، فقد كان الاسد يستجدي المجتمع الاقليمي والدولي حلا سياسيا للازمة. في حين كان الجميع يطالب بحل عسكري .ونجح الاسد في مسعاه ثم عقد مؤتمر 'جنيف 2 ' لنكتشف انه لا يملك حلا سياسيا لصالحه، ولاسبيل أمامه للبقاء إلا بالحل العسكري.وحتى لا يوصم بالإرهاب وهو ينجز مشروعه العسكري بالأعمال الارهابية لشبيحته وحزب الله والمليشيات العراقية التي معه ؛ استبق الامر ورفع راية محاربة الارهاب كسد تفاوضي يحول دون وصول المفاوضين لنقطة المرحلة الانتقالية بدون الاسد.واستنتاجا مما سبق توصلنا الى ان النظام جاء لجنيف لتحقيق أمرين :
1- في زمن تعد فيه قوة قناة الجزيرة والعربية الاخبارية بقوة مقعد دائم في مجلس الأمن أو بقوة ضغط حاملة طائرات أوبرنامج نووي، يأتي كسر الحصار الإعلامي هدف في غاية الاهمية للأسد لتسويق أمر بقائه لمناوئيه من باب إن الابتعاد عن العدو أخطر من البعد عن الصديق. ولنا أن نستقرئ في مؤتمر مثل 'جنيف2'- ترعاه الدول الكبرى -مدى السفاهة السياسية عندما تطرح الحلول السياسية من قبل فريق لا ساسة بينهم إلا شخصين فيما تأتي الاصوات العالية من استاذة للشعر العربي المقارن،ومذيعة كانت تقدم برنامج نسائي، وليس في ذلك بخس للوظيفتين لكنه تسفيه لجسارة بثينة شعبان ولونا الشبل في ادعاء السياسة و الدفاع عن وحش قابع في هيكل انسان.
2- حضر فريق الاسد لجنيف لأنه مجبرعلى ذلك، فالحضور يعني الموافقة على 'جنيف1' المتضمن مرحلة انتقالية بدون النظام،فأراد استغلال الفرصة لتحقيق حسم عسكري على الارض لخلق ظروف تفاوض أفضل.وأهم شكل للحسم هو خلق مأساة انسانية تشد انتباه العالم عبر المهجرين واللاجئين،فكانت البراميل المتفجرة التي نشطت مع بداية كل جولة تفاوض أنجع الوسائل لطردهم من بيوتهم حيث بلغوا حوالى 4.10 ملايين لاجئ وهو رقم كاف لإخضاع العالم للابتزاز البعثي عبر دبلوماسية البراميل المتفجرة.
إن توقف 'جنيف2' فرصة وليست انتكاسة لائتلاف المعارضة لتقديم أنفسهم بشكل أفضل،عبر إزالة عشائر'داعش' الهمجية وهم يحزون رقاب الابرياء من صدارة مشهد الثورة.مما يقرب الاكراد والمسيحيين وحتى العلويين لكراسي وفد المعارضة.كما ان الفشل سيدفع مجلس الأمن للتدخل،حتى ولو لوح الروس بالفيتو وربما بشكل أقوى مما سبق. لكن مايجب اقتناصه خليجيا من توقف 'جنيف 2 'هي الفرصة لوقف دبلوماسية البراميل المتفجرة، عبر تسليح المعارضة بالسلاح الصحيح الذي يحد من وحشية براميل جهنم.
فقد ذكرت تقارير عسكرية ان وسيلة ايصالها هي طائرات الهيلوكبتر التي تحلق على ارتفاع 4 كم على الاقل،مما يعطي من يتصدى لها فرصة 5 دقائق للتعامل مع الطائرة والبرميل المتفجر باستخدام سلاحين لاثالث لهما:الاول هو صاروخ أرض/جو ستينغر 'FIM-92 tinger' المحمول على الكتف، والموجه بالأشعة تحت الحمراء، ويكفل جدارته فرار حوامات السوفيت من سماء افغانستان بعد ان أفتتح المهندس الافغاني 'غفار' من رجال قلب الدين حكمتيار مهرجان قتل الخفافيش بإسقاطه أول هيلوكبتر سوفيتية من نوع ' Hind' في جلال اباد عصر يوم 25 سبتمبر 1986م .
أما السلاح الثاني فهو الصاروخ السوفيتي أرض/ جو قصير المدى إستريلا 'SAM-7' المحمول على الكتف ويعمل بالتوجيه الحراري، ويزكي جدارته رجال الدفاع الجوي الكويتي الذين اسقطوا 3 طائرات هيلوكبتر ومقاتلة نفاثة عراقية في معركة فوق 'صبحان' في نصف ساعة ضحى 2 أغسطس 1990م .وكلا الصاروخين متوفرين في مخازن الاسلحة الخليجية أو في متناول اليد بالإضافة الى توفرهما في السوق السوداء.فالاستثمار الخليجي في سوريا مساوى بالجدوى الاستراتيجية للتمويل الخليجي لصفقة سلاح روسية لمصر بعشرة ملايين دولار!

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية