Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 19 مارس 2014

موقع الخليج في القمم العربية



موقع الخليج في القمم العربية
احداث تاريخية مؤلمة ستترك أثرا في الجغرافيا

 د.ظافر محمد العجمي-المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج  

في كهف مظلم،نضجت خميرة الكرمة العربية. فتحرك بعض من الجسد. فسقطت صخرة.فبزغ من الفتحة الضيقة نور تحول لأعمدة خيوط غبار مضيئة تتحرك فيها ملايين الذرات.ومن بين تلك الذرات اللامعة التقط الجسد العربي نفحة هواء.فشهق وانتفض وعاد للحياة. فاجتمعت العرب.'وصدر عن مؤتمر القمة بيان ختامي تضمن أهمية الإجماع على إنهاء الخلافات وتصفية الجو العربي. وتحقيق المصالح العربية العادلة المشتركة ودعوة دول العالم وشعوبها إلى الوقوف إلى جانب الأمة العربية في دفع العدوان الإسرائيلي'. وتحت سماءنا العربية فقط تبقى بيانات القمة التي كتبت قبل نصف قرن صالحا للنشر في أي وقت. فما سبق كان جزء من بيان القمة العربية الثالثة التي عقدت في مصر 13 - 17 يناير 1964.ففي غرة رمضان وبطريقته المجهدة في الخطابة تحدث عبد الناصر موجها كلامه للدول النفطية ' إن حركة الجيش تحتاج لمال وإن موارد البلاد المطلة على إسرائيل محدودة ولكن لا تنقصها القوة والأفراد وما تحتاجه هو دعم مادي يمد الجيش بطاقته الحيوية... وبما أن الدول التي أنعم الله عليها بنعمة البترول عدد سكانها قليل أو بعيدة عن جبهة القتال تستطيع أن تساهم بمبالغ مادية لدعم الصمود والمواجهة لهذا العدو الذي تدعمه أمريكا والدول الغربية'.
فوقف الملك سعود بن عبد العزيز وألقى كلمة قصيرة ختمها بالقول ' تعلن المملكة تخصيص مبلغ 40 مليون دولار دعماً للمعركة' ثم جاء دور أمير الكويت عبد الله السالم الصباح،وكانت الساعة تشير إلى الخامسة مساءا. فطلب عبد الناصر إرجاء كلمة الكويت لما بعد الافطار لكن 'أبو الدستور' أصر على الكلام فساد في القاعة هرج ومرج وهمهمات تذمر متعبة كتعب اليوم الاول من الصيام. فقال الشيخ موجزا 'لقد خصصنا 15 مليون دولار دعماً للمعركة وهى معركتنا.' فضجت القاعة بتصفيق واستحسان عاطفي حار. كان ذلك هو صوت الخليج من السعودية والكويت قبل 50 عاما،فكيف سيكون الصدى في الكويت 25-26 مارس 2014م ؟
-خمسون عاما تفصل بيننا وبين تلك القمة وخمسون شيئا آخر. ففي الماضي كان نجاح القمم يقاس بالقرارات التي تتخذ فكنا نوقف ضخ النفط ومنع رسو السفن،ونقاطع فورد وكوكا كولا خلال شهر.أما الان فمن الصعوبة الإمساك بالعلاقات الدولية لكثافتها،تقلبها،غموضها،تنوعها،وتسارع الأحداث فيها. حيث يقاس نجاح القمم بالنقاشات القذافية المتورمة حتى الالتهاب.كما يقاس نجاحها بدرجة تحررها من دبلوماسية المقاطعة الصريحة أو بالمقاطعة المستترة بإرسال وفود متواضعة المستوى،أما القرارات فأصبحت ذات مرتبة تفسيرية فقط ،لا صانعة للأحداث.
- كان الصوت الخليجي موحد ،متناغم، ومترابط ضمن إطار غير معلن.صوت لا يحمل إلا نبرات العطاء ولا ينتقد إلا بكرمه الحاتمي حد التبذير.ولم يصدر منه ماهو خصم من رصيد التضامن العربي.كنا بعيدين جغرافيا عن بعضنا البعض فكانت المسافة تحفظ الحب. أما ضمور الروح الرفاقية بين الأعضاء فظهر بعد تقاربنا،فصوتنا –عند البعض -فحيح أفعى ودعوات وثنية يرددها انتحاري يفجر مسجد بالأنبار،ونحن النصرة وداعش في الشام.ونحن مقوّضي الديمقراطيات في مصر.وأتباع الاستعمار في المغرب العربي .
-بفروسية جامحة كان جمال عبد الناصر يخطب بارتجال فيتكون لدى مستمعيه في الخليج الوعي بمصيرهم.أما الان فيخطب المالكي بخطاب مثقل بالمغالطات والاستدلالات المتهافتة ناصبا الخليج عدوا له بأثر رجعي، فينتفض بدر شاكر السياب متحررا من تمثاله على كورنيش شط العرب في البصرة وينضم لفصيل يزرع على طريق الكويت شحنة ناسفة، لمنع انعقاد القمة.
يأتي الخليجي لقمة الكويت ولم يعد دافع التزامات مالية فحسب؛بل أصبح صانع قرار،وصانع تدخلات وصانع مشاكل،وصانع مصالحات. واقر بأن فيني تحيز للجزئية غير المدرجة في جدول الاعمال وهي المصالحة الخليجية. مع كل الكويت أتزين للقمة العربية مدججا بدبلوماسية'حبة خشم'محاولا إخضاع شعرة بيضاء تمردت على الانضواء لبقية الشعر المخضب في شاربي الذي اعتز به وأكرمه. فهناك من يقول ان احداث تاريخية مؤلمة ستترك أثرا في الجغرافيا. وهناك من يقول ان العالم العربي تغير والجامعة العربية لم تتغير، فكيف ستتعامل مع معضلة تطبيق اتفاقية مكافحة الإرهاب على السلفيين بأنواعهم الدعوي، الجهادي، والتكفيري وعلى الاخوان مصريهم وخليجيهم.وكيف ستبرر فشلها في إيواء اللاجئين السوريين! هذا النزوع نحو الفشل جعلها تطالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية باكتمال مؤسساته فيما ترفض اعطائه الشرعية بمنحه كرسي دمشق بالجامعة ليرتاح عليه ليستعد لتشكيل الهيئة الحكومية الانتقالية. اما فلسطين فقد كانت ضحية الاتجاهات التحريفيه في خطب الجامعة العربية قمة بعد قمة .

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية