Gulf security أمن الخليج العربي

الجمعة، 11 أبريل 2014

هل يرحل مجلس التعاون تاركا الخلافات مقيمة بيننا !!

   

هل يرحل مجلس التعاون تاركا الخلافات مقيمة بيننا !!

- د.ظافر محمد العجمي – المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج 

يجرد لصوص اللحظة التاريخية الحملات على مجلس التعاون بشكل حاد منذ أزمة السفراء الخليجية،ولم يكن هذا هو الهجوم الاول لكنه كان اشدها زخما ، فقد كان المجلس عرضة للهجمات منذ مرحلته الجينية ، حيث كان مقدرا ان نسميه 'اتحاد الخليج العربي' فغضب عراق البعث طالبا الانضمام له، وكان ثمن الرفض تغيير الاتحاد الى مجلس التعاون.ولشدة ارتباكنا الاستراتيجي جراء الحرب الباردة و عجزنا العملياتي جراء الحرب العراقية الايرانية ،اتبعنا عقيدة الاستجابة المرنة فأرضينا طهران أيضا بإلغاء عروبة الخليج من الاسم واحتفظنا بعبثية بعروبة الدول .
لكن 'مجلس التعاون لدول الخليج العربية' كما اصبح جراء الترضيات كان عرضة لهجمات اخرى من قبل اتباع ايران النووية، ومن الاسد والمتعاطفين معه، بل من أغلب عشائر الربيع العربي التي لم تصل للسلطة او فقدتها . لقد كان مجلس التعاون قادر على قطع الأتصال بين حواسه وذهنه،فتعقل ولم ينقد لاستفزاز من هنا وتحريض من هناك وراح في تحقيق معظم اهدافه قصيرة المدى ،ولازالت الاجتماعات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية وحتى العسكرية مستمرة رغم ازمة السفراء لتحقيق الاهداف الاستراتيجية . فما سبب تماسك مجلس التعاون ؟
يعني التماسك 'استمرار الاعضاء في عضوية الجماعة المنضوين تحتها والحيلولة دون تفككها'كما يقول د.جمال المنيس في تشخيصه الشيق لأسباب تماسك الجماعات'Cohesion 'ورغم انه قصد جماعات ثانوية في قالب العوامل الخماسي المكون من عوامل الوقت،المودة،المنفعة،التهديد الخارجي ثم القيادة، الا اننا وجدنا انه بالامكان استخدام قالبه لتلمس سبب تماسك الخليجيين كالتالي:
-عامل الوقت ويقصد به المدة التي يقضيها افراد الجماعة بعضهم مع بعض، فكلما طالت هذه المدة ازداد تماسك الجماعة. فعمر المجلس جعل التماسك يتعدي إطاره الزمني المحدد بعقود ثلاثة بدأت 1981م ويعيد احياء قرون التماسك التي سبقت قيام المجلس نفسه، ويقتحم الحاضر بذلك الارث من التعاون طارحا نفسه كمشروع دائم لاخيار مؤقت .
- والمودة بين اعضاء الجماعة على المستوى الشخصي، فكلما كان افراد الجماعة متحابين ازداد تماسك الجماعة. ويمكننا القول ان الرابط العائلي والقبلي في الخليج يتجاوز في احيان عدة فعاليات مهرجانات المودة الحكومية بخطوات،كما لاينقاد لتبعات الخلافات السياسية، فإذا استثنيانا الضربات المتبادلة عبر 'تويتر' لوجدنا ان أزمة السفراء الخليجية لم تمنع الشيخ صباح في القمة العربية بالكويت من السير والابتسامات تملأ الاجواء وعلى يمينه الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر وعلى يساره ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز في مزاج تصالحي يتعدى متطلبات البروتوكول.
- المنفعة التي يجنيها الاعضاء من بقائهم في الجماعة، والمنفعة المادية هي ان دول المجلس تنتمي لأقوى كتلة اقتصادية في المنطقة الممتدة من شرق آسيا حتى المتوسط .أما المعنوية فالشعور بالانتماء لآقوى كتلة سياسية عربية خلال فترة الربيع العربي .
- وجود تهديد خارجي للجماعة، فالتحديات الخارجية تأتي من العلاقات الخليجية الايرانية التي أخذت شكل الازمة الممتدة طالما لم يظهر من طهران مايدل على نيتها ان تصبح شريك إيجابي. كما ان العلاقات الخليجية الغربية تحد دائم حيث جعلنتا عُرضةً للتفاهمات الدولية،وآخرها الاستدارة الاستراتيجية الاميركية لايران، إلا ان اشد التهديدات هو وجودنا في بيئة اقليمية سيئة الجيرة.
- المهارات القيادية لقائد المجموعة ، والقيادة في مجلس التعاون لم تحدد ببند عدا التناوب في رئاسة الدورات لكن الرياض لها وزنها ،وهنا تأتي 'اشكالية العمق والثغرة ' فكل دول مجلس التعاون لا تعتبر المملكة كشقيقة كبرى فحسب، بل تتجاوز هذه المفردة العائلية العاطفية الى مفردات العلاقات الدولية، فنقول مثلا ان المملكة هي عمقنا الاستراتيجي ،وتلك هي جزئية 'العمق' اما طرف المعادلة الاخر فهو ان المملكة مادامت عمقا فلابد لها من حدود امامية او خطوط دفاعية، وعليه فيمكن ان نتفهم ان تكون الرياض في مزاج اقل تسامحا حين يكون هناك ثغرة في تلك الخنادق المتقدمة .

فهل يرحل مجلس التعاون تاركا الخلافات مقيمة بيننا ؟
لقد اجابت الظروف المحيطة بالخليج وكأنها لم تكن بحاجة لمثل هذا السؤال.فالظروف الاقليمية والدولية تقول بأن التحديات أكبر من الخلافات .

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية