تحمل كل حضارة معها جينات فنائها، ويبدو أن الحضارة الفارسية التي انهارت تحت سيوف الفاتحين العرب تأبى إلا أن تحتفظ بجزء من بذور انهيارها العربية كلما وقفت على قدميها، فقد استعادت إيران فارسيتها وتصر على الاحتفاظ بالأحواز متناسية أن العروبة في دماء أبنائها هي جينات نهاية الحضارة الفارسية في حقب تاريخية مختلفة. لكن لماذا ينظر الخليجيون للحركة الأحوازية نظرة سلبية؟

- رغم أن الأحوازيين شعب متمرس في اللعبة الثورية، إلا أن هناك نظرة خليجية أن الواقع الأحوازي لم يعرف كيف يُحدث أي نقلة جيوسياسية، تقنع بأنه يتفاعل مع التحولات التي يعرفها محيطه.

- هناك من الخليجيين من يرى أن الأحوازيين أنفسهم منقسمون، وغير جادين في تقديم تضحيات حقيقة كمجاهدي خلق والبلوش والأكراد.

- إمكانيات الحركات الأحوازية ضعيفة وحالة التشرذم، يجعل من الأجدى الاعتماد على المعارضة الإيرانية التي تسيطر عليها العقلية الفارسية الصفوية بدل الحركة الأحوازية ربما لقبولها أكثر من الشارع الإيراني.

- يرى بعض الخليجيين أن الأحوازيين لم ولن يكونوا ورقة إقليمية رابحة فرغم أنها جزء أصيل في المرحلة الخاصة بالصّراع مع إيران، وربما سيكون الصراع على أرض الأحواز، كما حدث في معظم الصراعات العربية الفارسية إلا أن الرهانات الخليجية على جماعات مسلحة في سوريا واليمن وليبيا تظهر عدم جدوى ذلك.

- من أهم أسباب النظرة السلبية الخليجية أن عروبة الأحواز لا تعني بالضرورة كسباً في الرصيد الخليجي، فالكتلة العربية المجاورة لها في العراق تحولت إلى خصم من الرصيد الاستراتيجي الخليجي وكسب لطهران.

- حتى لو أخذت قضية الأحواز الحيز الذي تستحقه فلن يكون هناك نجاح مطلق، فقضية فلسطين مازالت دون حل، رغم أنها لم تكن مغيبة، فالأمر مرتبط بضعف عربي عام.

ونشير إلى أن الموقف الخليجي الرسمي ليس متوافقاً مع المزاج المعتاد للمواطن الخليجي العادي، الذي يرى أنه إذا كانت إيران تبحث عن أمة شيعية كي تتزعمها، فدول الخليج تبحث عن عرب ليكونوا ضمن مجالها الحيوي.

* بالعجمي الفصيح:

رغم كثرة ما تمر من الأحداث وتورطنا معها حباً أو كراهية إلا أن قضية أهلنا في الأحواز لها مكانة خاصة لكونها حركة تحرر من احتلال وليست حركة انفصال كما تروج طهران.

حتى لو بدل الفرس كلمة عربستان إلى خوزستان، فالأحوازيون عرب لا بصدفة المولد في أرض عربية، ولكنهم عرب بالدم قديماً وبالاختيار ورفض الفارسية حديثاً.