Gulf security أمن الخليج العربي

الخميس، 8 يونيو 2017

ثقة دول الخليج في القدرات الأمريكية في التوازن الاستراتيجي في  الخليج  

ثقة دول الخليج في القدرات الأمريكية في التوازن الاستراتيجي في  الخليج  

د.ظافر محمد العجمي

قابلية الغزو الخليجية

اكتشف العالم للخوف من الغزو الخارجي قعرا هو دول الخليج العربي،فاذا كانت هناك شعوب تعاني من "القابلية للاستعمار" كمفهوم طرحه العالم الفذ مالك بن نبي، فإن هناك شعوب لديها قابلية الغزو.فالغازي في الأفق إيرانيا كان او عراقيا او غرييا توطن مع مرور الزمن في الوجدان الجمعي الخليجي ،فخلق نموذجا من الفكر والحركة،أصبح  من جراءها  الشعب الخليجي  يقبل بالحدود التي يرسمها له الغازي ويفكر داخلها، بل ويدافع حتى لا تزول تلك الحدود التي أقتنع بها، وحينها نكون هنا أمام شعب يعاني من "القابلية للغزو" .
قابلية الغزو الخليجية هذه اججتها واشنطن،وارتفعت وتيرتها مؤخرا جراء الاستدارة الاستراتيجية الاميركية بعيدا عن الخليج ،ثم وصول دونالد ترمب للسلطة متوعدا دول الخليج برفع الكلفة الامنية في تعامله مع الحرب كمنتج تجاري .لذا يجدر بنا مراجعة  القدرات الأمريكية في التوازن الاستراتيجي في منطقة الخليج ، ومدى ثقتنا فيها،عبر تتبع الدور الأمريكي السابق والحالي والمستقبلي في تحقيق التوازن الاستراتيجي بمنطقة الخليج،وقدرة واشنطن على لعب هذا الدور في المستقبل،إن كانت قد تراجعت عنه  بإرادتها أم مجبرة تحت ضغوط معينة. وهل مازالت دول الخليج تعول على الدور الأمريكي .و ما هي البدائل الخليجية لمواجهة المتغيرات والتحولات التي ضربت المنطقة أو المتوقعة بعد عودة إيران إلى لعب دور غير مسبوق في المنطقة؟
تحقيق التوازن الاستراتيجي في الخليج :
التوازن الاستراتيجي هو قدرة دولة ما أو عدة دول على إعداد وتكوين قوتها بما يضمن حماية قيمها وغاياتها السياسية والاقتصادية والعسكرية والحضارية، بحيث تضمن ردع أو مجابهة التهديدات الموجهة ضدها للوصول لحالة الاستقرار.وقد نجحت كيانات أكثر انكشافا استراتيجيا من الخليجيين في وقف الانسياق لحالة التقهقر وحققت التوازن مع من ينافسها ،مما يجعل دول مجلس التعاون قادرة لتعديل ميلان التوازن الاستراتيجي لو حدث مع ايران مثلا من خلال اتباع إجراءآت أولها الاعتماد على الذات عبر تسخير المقدرات لحالة تعبئة تفرض لفترة محددة، وجعل وسائل الردع العسكري بحالة تأهب ، بالردع الاستباقي وهو تضييق الحدود الفاصلة بين الدفاع والهجوم ، وعلى من يجادل في ذلك النظر مليا إلى «عملية عاصفة الحزم» وما تركته من آثار سياسية ، فقد أثبتت بالتفوق الكيفي وزخم الهجوم الكمي أنه ليس من العسير خلق عقيدة قتال تقلب سنوات التردد رأسا على عقب، وأن تصيب في مقتل مبدأ الاعتماد على الدعم الخارجي خاصة من واشنطن. وثانيها ببناء هياكل وحدوية وتعاون إقليمي مع كيانات صغيرة، فبإعطاء الكيانات الصغرى عناصر القوة جراء تنافس القوى الكبرى لاجتذابها تتراجع سطوة الكبار. وخلق الظروف التي لا تسمح بتغيير الوضع الراهن «Status quo» طالما يخل بالتوازن الاستراتيجي. وثالثا بتحويل الحالة من «توازن استراتيجي» إلى «توازن رعب» بالاحتماء بمظلة نووية أو بامتلاك سلاح نووي، والدخول بحقبة من حقب الحرب الباردة، بما فيها من تصعيد وتهدئة،سيقود الطرفين على ضفتي الخليج إلى نوع من «اتفاقية سالت» والوفاق القسري لمنع كل لاعب من التصرف وفق مصالحه الضيقة[1].
-الدور الأمريكي السابق والحالي

لم يكن الجزء الاكبر من القرن 20 إلا قصة مبادئ اميركية أو سيرة ذاتية لرؤساء هم من جعله (القرن الاميركي) .ولم يكن الخليج العربي استثناء من التأثر بقرارات رجال بقامة تاريخية من عيار رفيع . فلوقف المد الشيوعي كان هناك الرئيس نيكسون و مبدأ الدعامتين 1969م ، ولحماية تدفق نفط الخليج، عبر منع الحروب وعدم الاستقرار اعتمدت  الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ 1977 على عقيدة كارتر الذي ربط امن الخليج بالامن القومي الاميركي ،فقد كان الخليج العربي  منطقة مصالح حيوية لواشنطن و القوى الكبرى ، فضلاً عن ان جواره الاقليمي يعاني العديد من التوترات.   مما يضع  واشنطن في وسط سيل من التجاذبات فهناك ارتباطها بمصادر الطاقة و صفقات التسليح . مما دفع امريكا لايجاد و تبرير سياسي و عسكري لوجودها بالخليج منذ حرب تحرير الكويت 1991.خصوصا بعد   زيادة سباق  التسلح العسكري بين الخليجيين وايران في العقدين الماضيين ،ثم نحاولة الاخيرة امتلاك السلاح النووي من مسببة  اختلال بالتوازن الاستراتيجي.لكن من المأثور عن ونستون تشرتشل قوله  "أن الأمريكان لن يستخدموا الطرق الصحيحة لحل المشاكل إلا بعد أن يستنفدوا جميع الطرق الخاطئة" حيث  فشل في قيادة عربة التاريخ الأميركي في الخليج الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما. فوفق انتهازية متهافتة تم اخراج عقيدة أوباما،التي تقوم على "التعدد المتداخل الأطراف والقيادة من الخلف وتقليل الكلفة وعدم التدخل في الصراعات الإقليمية." وفي عصره تهاوت ثقة الخليجيين بالقدرة الاميركية على تحقيق أمن الخليج امام ايران؛حيث  لم تُخفِ إدارة أوباما حرصها على سحب قواتها من المنطقة بحجة انها  استنزفت قدراتها، بل لم تعتبر عمليات عدوانية  ايرانية سافرة خطرا يستدعي ردا عليها، كمعاملتها المهينة للمارينز الأمريكان الذين الذين قبض عليهم 2016، بل ومضايقتها للسفن  وحاملات الطائرات الأمريكية، ثم مد الحوثة بأسلحة ثقيلة هاجموا بها مدمرة بحرية أمريكية.

-الدور الأمريكي المستقبلي

مع وصول ترمب للبيت الابيض تقوم الادارة الاميركية ببلورة رؤية سياسية  مستقبلية تميل للاستراتيجية التقليدية عبر تجاوز "مرحلة أوباما" المترددة،وتخطط لعودة التحالف الخليجي الأميركي لمواجهة التهديدات الإيرانية. فإدارة الرئيس الحالي دونالد ترامب أكثر توافقا مع الرؤية الخليجية في تقييم مخاطر السياسات الإيرانية على الأمن والاستقرار وضرورة القيام  بمواجهت التدخلات الإيرانية في المنطقة بصورة مشتركة [2]. وعليه فمن غير المُرجَّح تخفيض التواجد العسكري في المنطقة.لكن ربما خفض التواجد وفق مبادئ السياسة الخارجية الابتزازية التي يتبناها الرئيس ترمب.  

  القرن الـ21  أمريكي

          ظهر مصطلح "القرن الأمريكي" في عام 1941، لاخراج الولايات المتحدة من انعزاليتها لكي تلعب دوراً أساسياً في الحرب العالمية الثانية ، والمشاركة في الأحداث الدولية .و لاتزال هي اللاعب المهيمن في توازن القوى العالمي. فهل تراجعت واشنطن عن دورها في الشرق الاوسط ؟ وفي الخليج العربي خاصة ؟  يرى "جوزيف ناي" Joseph Nye أن مفهوم "التراجع" هو مفهوم مربك ومضلل, لأنه يدمج شيئين مختلفين معاً، وهما: "التراجع التام" و"التراجع النسبي". فالتراجع التام هو الذي يؤدي إلى تفوق الدول الأخرى على دولة كانت تتمتع بهيمنة عليها، ولكنها تراجعت نتيجة إعاقة داخلية. أما التراجع النسبي، فهو يحدث عندما تتراجع هيمنة دولة ما نتيجة تحقيق الدول الأخرى نمو أفضل منها, وليس نتيجة انهيار الأولى [3]. و مايحدث في تقديرنا هو اعادة تموضع للقوة الأميركية فأميركا صامدة وقد مضى عقدين من القرن 21 وهي لا زالت في الصدارة. وسيبقى تأثيرها على تسييرر احداث الخليج العربي مستمرا لاسباب عدة منها كبر الولايات المتحدة ووحاجتها للطاقة ، وقوتها الاقتصادية و العسكرية  كالتالي :

-  يتوقع خبراء السكان أن الولايات المتحدة ستبقى  ثالث أكبر دولة بالعالم بعد الصين والهند حتى عام 2050، لتزايد معدلات الهجرة إلى الولايات المتحدة،فهي كدولة كبرى لن تتخلى عن منطقة تعد  مصدر من مصادر قوتها دافعت عنها في الحرب الباردة بعزيمة صلبة.
-ستبقى اميركا مكتفية ذاتياً من الطاقة حتى العقد الثاني من القرن الحادى والعشرين بسبب ثورة "النفط الصخري"، لكونها رائدة في مجال الأبحاث والتطوير.لكن تطور تكنلوجيا النفط يعني اكتشاف مزيد ن الحقول في الخليج والتي استعصت على وسائل الكشف القديمة.
- القوة الاقتصادية الاميركية ادت لارتفاع مقدار دخل الفرد أربعة أضعاف الدخل في منافستها الاقرب وهي الصين. والتي معظم صادراتها تتكون من منتجات رديئة الجودة، منخفضة القيمة، ستدفع الاقتصاد الصيني نحو الهبوط.وللقوة الشرائية للخليجيين ستبقى منطقتهم اقليم جذب للبضائع الاميركية ، والمنتجات عالية الجودة.
ـ لاتزال الميزانية العسكرية الأمريكية تعادل أربعة أضعاف  اقربها اليها وهي الصين .لكن الصين تسعى لزيادة اعتمادها على نفط الخليج ، بينما تقلل الولايات المتحدة من تركيزها عليه، وسيشكل ذلك خطراً على التواجد الصيني  في هذه المنطقة  المراقبة اميركيا .

ولم يعد الأمر مجرد تحليلات مبنية على مؤشرات متناثرة تقود الى ان إدارة ترمب مقبلة على القيام بتغيير في علاقات واشنطن بدول الخليج العربي وان لم يكن باسلوب الانكفاء الذي ميز عهد اوباما . بل بالانخراط التام في قضايا المنطقة لكن  تقرب ترمب من الخليجيين لن يكون على نفس القيم التي بني عليها مبدأ نيكسون ومبدأ كارتر الذين وان كانا مصلحة الاميركية الا ان تلك المبادئ لم تخل من قيم الحرية والديمقراطية وحفظ سيادة الدول وحقوق  وكرمة الانسان، حيث ان نظرة ترمب تقوم على دفع قيمة كل مايقدم لدول الخليج من منتجات أمنية محولا التعاون من تبادل مصالح الى عملية بيع وشراء مهددا عامل الثقة . ومقدما قيم البيع والشراء وافضل العروض .

من ينازع اميركا على الخليج

 تراجع الاهتمام الأمريكي في شؤون الخليج في عصر اوباما ، شرع الأبواب على مصراعيها أمام الأطماع الإقليمية والدولية. وساهمت في الاختلال الاستراتيجي الذي أصاب المنطقة لمصلحة القوى المنافسة كايران وروسيا والصين .وكل المُعطيات تؤكد أن مجال إعادة التوازن ممكنة من خلال تفعيل الدور الاميركي بالتعاون مع الخليجيين من جديد . يدعم ذلك تأكيدات بعض المسؤولين الأمريكيين عن استمرار الاهتمام في توازنات المنطقة ويؤيدها التحركات الاميركية الاخير في الجوار الاقليمي الخليجي عبر التحركات العسكرية  في العراق وسوريا او بالزيارات العملية التي قام بهاء وزراء الخارجية والدفاع الاميركان ثم ختمها الرئيس الاميركي دونالد ترمب نفسه للملكة العربية السعودية . وتأتي الصين  على رأس القوى التي تتقرب لمنطقة الخليج العربي عبر طرق عدة ؛ منها تواجدها الكثيف في افريقيا وعلى ضفاف البحر الاحمر وفي تقربها الاقتصادي والتجاري من دول الخليج عبر شراكات استراتيجي مشتركة ومنفردة مع دول الخليج. كما  تسعى بكين إلى زيادة قوتها الناعمة وتعد استراتيجية دمج القوة الناعمة مع القوة الصلبة باساليب ذكية، لكن بكين أمامها معوقات كثيرة للحلول محل واشنطن في الخليج . فسيرة الصين محفوفة بالمخاطر وتتسم بمناحي قصور لا يستهان بها، لذا من الصعب التكهن بالدور الذي ستتبوأه في  خليج القرن الحادي والعشرين رغم ان القـوة الصـينية تنـدفع في القـرن 21 في تحـدي للصـيرورة التاريخيـة للقـوى الدوليـة بسبب تزايد نموها الاقتصادي والعسكري والسكاني , وثمة تنبؤات تشير إلى أن السياسة العالمية تتجه نحو عصرِ ستكون فيه الصين  لاعبا مهما وان لم يكن مسيطرا كالولايات المتحدة  إلا ان تراجعت واشنطن  كقوة عالمية.
دول الخليج  تعول على واشنطن
  كان الرئيس الاميركي باراك أوباما مصراً على عقد اتفاق نووي مع ايران  بأي ثمن وبشكل سلمي لينهي طموحات إيران النووية مضحيا بدول الخليج التي  تجاهلها خلال عقد الاتفاق، كما تجاهل تدخلات إيران في المنطقة ومساعيها لزعزعة استقرار دول عربية والهيمنة عليها.تلك السياسية كانت تُظهر واشنطن بمظهر الملتزم بـ«الصبر الاستراتيجي» مع من لا ينفع معه الصبر من جهة اخرى صبر اهل الخليج على تحولات ادارة اوباما  ودفعوا الكلفة الباهضة لعملية التحول.
وتعول دول الخليج على دعم أميركي أكبر في مواجهة طموحات طهران التوسعية في المنطقة.لذا لم تفقد الامل حتى وصل ترمب للبيت الابيض وحيث يعمل الطرفان على إعادة ترميم العلاقة التي طغى عليها شعور الخليج  بالتهميش،حيث تجد في إدارة ترامب آذاناً صاغية تتفاعل مع قلقها  الامني ، يشجعها على عدم فقدان الامل تكثيف رجال ترمب اتهاماتهم لطهران كمصدر لعدم  الاستقرار المنطقة وتلويحهم باتخاذ إجراءات بحقها. وتأتي زيارة ترامب للمنطقة  في سياق سعى الادارة الجديدة  إثبات جديتها في مواجهة النفوذ الإيراني بمحيطها الإقليمي. لكن  البوصلة الترامبية في العلاقات الدولية غير مستقرة،و تتجاذبها اهواء الرجل أكثر من آراء مستشاريه حتى الان مما يجعل واشنطن تعيش حالة ارتباك في علاقاتها ليس مع دول مجلس التعاون بل ومع حلفاءها في حلف شمال الأطلسي ،وفي الفلبين واليابان وكوريا الجنوبية ،فما يقلقنا هو ان  البأس العسكري قد يضيعه البؤس  السياسي الذي يمارسه رجل البيت الابيض.
البدائل الخليجية لتجاوز السلبية الاميركية
لمواجهة المتغيرات والتحولات التي ضربت المنطقة أو المتوقعة بعد عودة إيران إلى لعب دور غير مسبوق في المنطقة.لايظهر صانع القرار الخليجي قليل لحيلة قاصر العزم بل لديه العديد من  البدائل الخليجية لتجاوز السلبية الاميركية ، ومنها :
ايران تبحث عن أمة شيعية كي تتزعمها.ومن المعروف أن رجل السياسة يلجأ إلى توظيف حالة نشر الفوضى لعله يستطيع الاستفادة منها في الوقت المناسب، وبعد خطاب الأمير محمد بن سلمان في مقابلته التلفزيونية مع داوود الشريان يبدوا انه تم اهدار دم نظام طهران عبر نقل المعركة لداخل ايران من خلال خلق اطراف إيرانية تتحرك لتقويض نظام الملالي.
-في واشنطن ينظر البنتاغون للخليج كمن لم يبلغ سن الرشد العسكري القتالي بعد ،ومن المرجح أن تعمل دول الخليج على تبني  نهج واشنطن في  مواجهة إيران من خلال محاولة عزلها على الصعيد الدولي،لكن الأهم هو اقناع واشنطن  -وكمصلحة اميركية -بتقديم دعما عسكري واستخباراتي  أكبر للتحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن، لمواجهة مليشيات الحوثة،إضافة إلى مواجهة المليشيات الموالية لها في العراق وسوريا.[4]
بسبب العقوبات المفروضة عليها لم تستطع إيران الإنفاق على مجال الدفاع والحصول على معدات متفوقة .فيما تتمتع دول الخليج العربي بتفوق مرشح للاستمرار في مجال القوة الجوية؛بفضل ما استحوذت عليه من اسلحة غربية ومن أكبر شركات السلاح العالمية،فالترسانة الخليجية تكفي لحفض ميزان القوة لعقدين قادمين.
 -كما أن السيناريوهات الخليجية المطروحة للتعامل مع ملء الفراغ في المنطقة، وخلق التوازن  الاستراتيجي تشمل تعزيز القدرات العسكرية الذاتية الخليجية، بالتوسع في التكامل العسكري الخليجي المشترك بالتوجه نحو إنشاء الجيش الخليجي الموحد.بالاضافة الى الدخول في تحالفات إقليمية جديدة وجادة وأن تكون الأولوية في هذه التحالفات مع القوى العربية الفاعلة، ثم الدول الإسلامية، والدول الصاعدة[5].
مع استمرار ارتفاع فاتورة الواردات العسكرية و انخفاض أسعار النفط.يتطلب الامر  ضرورة توطين الصناعات العسكرية في دول مجلس التعاون. ويشجع على ذلك توفر المال والعلاقات الحسنة بالدول المصنعة ،كما ان تكنولوجيا الدفاع لم تعد حكرا على الغرب. فقد استطاعت السعودية من خلال الهيئة العامة للصناعات الحربية منذ1982  النجاح عبر خمسة مصانع للأسلحة والمعدات الحربية. والنجاح الخليجي الاخر نجده في  الامارات حيث تحول معرض الدفاع الدولي "آيدكس" في أبوظبي لنافذة تعرض منتجات عصب المجمع الصناعي العسكري وهما شركتي الإمارات للصناعات العسكرية "إديك"،ومؤسسة الإمارات لتكنولوجيا الدفاع "إنيغما"،بالاضافة الى صناعات عسكرية في دول خليجية اخرى بدرجات اقل .
الخلاصات
يعاني الخليج من شعور بقابلية الغزو اججتها واشنطن ،وارتفعت وتيرتها مؤخرا جراء الاستدارة الاستراتيجية الاميركية بعيدا عن الخليج. لكن دول الخليج قادرة على تحقيق التوازن الاستراتيجي مع ايران ،فقد نجحت كيانات أكثر انكشافا استراتيجيا من الخليجيين في وقف الانسياق لحالة التقهقر وحققت التوازن مع من ينافسها . ويرجع الارتباط الامني الخليجي بالولايات المتحدة الى ان القرن 20 كان قرنا اميريكيا بامتياز ترددت في ثناياه  قصة مبادئ اميركية أو سيرة ذاتية لرؤساء اميركا . ولم يكن الخليج العربي استثناء من التأثر الذي شمل العالم .لكن الرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما فشل في قيادة عربة التاريخ الأميركي في الخليج. وفي عصره تهاوت ثقة الخليجيين بالقدرة الاميركية على تحقيق أمن الخليج اما م ايران. لكن وصول ترمب للبيت الابيض  وقيام الادارة الاميركية ببلورة رؤية سياسية  مستقبلية تميل للاستراتيجية التقليدية  مع الخليجيين عبر تجاوز “مرحلة أوباما” المترددة ، وتخطط لعودة التحالف الخليجي الأميركي لمواجهة التهديدات الإيرانية اعاد الامل بالتعاون البناء بين الطرفين. وعليه فمن  غير المُرجَّح للدور الأمريكي المستقبلي تخفيض التواجد العسكري  في المنطقة.لكن ربما خفض التواجد وفق مبادئ السياسة الخارجية الابتزازية التي يتبناها الرئيس ترمب.  وسيكون القرن الـ21  أمريكي السمات فما يحدث في تقديرنا هو اعادة تموضع للقوة الأميركية فأميركا صامدة وقد مضى عقدين من القرن 21 وهي لا زالت في الصدارة. وسيبقى تأثيرها على تسييرر احداث الخليج العربي مستمرا لاسباب عدة منها كبر الولايات المتحدة ووحاجتها للطاقة ، وقوتها الاقتصادية و العسكرية . ولن تتجاوزها الصين التي تتقرب لمنطقة الخليج العربي عبر طرق عدة رغم تزايد نموها الاقتصادي والعسكري والسكاني. وستبقى دول الخليج  تعول على واشنطن في مواجهة طموحات طهران التوسعية في المنطقة.خصوصا انها  تجد في إدارة ترامب آذاناً صاغية تتفاعل مع قلقها  الامني . كما ان دول الخليج لا تخلوا من تدبيرات جادة لخلق البدائل لتجاوز السلبية الاميركية حال حدوثها كما حصل في عصر أوباما .حيث لم يظهر صانع القرار الخليجي قليل الحيلة قاصر العزم بل لديه العديد من  البدائل لتجاوز  تلك السلبية .











[1] . ظافر العجمي .التوازن الاستراتيجي الخليجي مع إيران.صحيفة عكاظ.26 يوليو 2015
[2] . بدر الراشد.واشنطن تعود لحلفائها بمواجهة إيران: فصل النووي عن "الأذرع". العربي الجديد.21 أبريل 2017
[3] . الصمود الأمريكي: هل انتهى “القرن الأمريكي” أمام التنين الصيني؟

[4] . وحدة الدراسات الخليجية.مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية.
[5] . عبدالعزيز بن صقر.التوازن الاستراتيجي في الخليج: المتغيرات والخيارات.مجلة آراء حول الخليج. العدد116.


ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية