Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 25 سبتمبر 2013

تخلي إيران عن عنادها النووي.....قراءة خليجية

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج  

تخلي ايران عن عنادها النووي..قراءة خليجية

 مرونة النظام السياسي الايراني الجديد هو الايحاء الذي يريد الرئيس الإيراني حسن روحاني له ان يصبح استنتاجا في النهاية بأروقة الحكم الغربية .فكان ان أطلق سلسلة من تلميحات حسن النوايا عبر دبلوماسية المرونة التي يبشر بها وزير خارجيته جواد ظريف والدالة على سعي طهران الجديدة للتوصل إلى 'تسوية' في المفاوضات الخاصة ببرنامجها النووي أسوة بـ'التسوية الكيمائية السورية ' فنحن بوجود أوباما في البيت الابيض في زمن التسويات . فكيف تروج طهران لنهجها الجديد داخليا وخارجيا ؟ وفي نهاية الامر ماذا يعني ذلك لدول مجلس التعاون ؟
مراهنا على قدرته في توصيف مدخلات الضعف في نظام نجاد الذي زج به طهران في خندق العزلة الدبلوماسية والحصار الاقتصادي راح فريق الحكومة الجديدة يسوق بضاعة التسوية على صعيدين داخلي وخارجي . ففي البازار والجامعة والشارع الايراني أشاع إن مايطلبه الغرب في موضوع الملف النووي هو لصالح الشعب الايراني من منطقين :
1- إن الاطمئنان من سلمية البرنامج النووي هو هدف للمواطن البسيط الذي مل الحروب والقتل والدمار وحصد تحامل العالم على كل ماهو إيراني .
2- التعنت في موضوع الشفافية يحرم الوطن من صناعة التخصيب النووي الايرانية ذات الدخل الكبير الذي يمكن بيعة لدول الجوار.
كما دفع النظام للتعجل في التخلي عن العناد النووي قيد زمني هو قرب انطلاق انتخابات مجلس الشورى الاسلامي، التي ستطلق معها -كحال الانتخابات بكل مكان -حركة التطرف السياسي وارتفاع الاعتزاز بالوطنية حتى ولو كانت مدمرة. كما عجل بها إحتمال تغيير الظروف الراهنة فقد يتشدد الغرب بعد ان يولي مزاج التسويات القائم حاليا .وعليه قام روحاني بالخطوات التالية:
- نقل الملف النووي من المسئولين المحافظين في الجيش إلى وزارة الخارجية وتولي منظمة الطاقة الذرية الايرانية مسؤولية المحادثات مع الوكالة الدولية في 27 سبتمبر2013م فالقضايا الخلافية تقنية وقانونية.
- دعم روحاني ذلك بتصريحات عدة ففي مقابلة مع تلفزيون ' ان بي سي' ومقال في 'واشنطن بوست' قال الرئيس الايراني إن بلاده لن تطور أبدا أسلحة نووية رغم انه لم يشر إلى التخلي عنه.
- كمؤشر إصلاحي تقرأه الدول الغربية بعناية ،أفرجت طهران عن سجناء سياسيين ومنهم الناشطة السياسية نسرين ستوده.
- تبادل رسائل مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما،و إشادة المسئولين الإيرانيين بـ'المرونة' في العلاقات ما يؤكد تغير موقفهم السابق من الشيطان الاكبر .
ولن تسلم من النقد والتحليل الاستدارةً الاستراتيجية التي تتشكل حاليا مظهرة إيران كبلد متصالح مع عصره. فقد راحت الايماءات الرمزية 'الروحانية 'في التحول في ذهن المراقب الخليجي الى اسئلة واضحة. فهل طهران جادة في طي ملفها النووي ام إنها تخاتلنا كالعادة لكسب الوقت لانجاز مشروعها العسكري؟ ومتى سنشاهد تطابق أفعال روحاني مع تصريحاته كأن يعلن -كما فعلت ليبيا وكوريا الشمالية -الغاء برنامجه النووي برمته . إن تخلي طهران عن عنادها النووي يعني تراجعها عن جنوحها منذ ثلاثة عقود تجاه الصدام مع دول الخليج . كما يعني تراجع خيار الضربة العسكرية لإيقاف هذا الطموح الاهوج . ويعني أيضا تراجع فرصة الضربات الانتقامية التي ستشنها طهران على القوات الغربية الموجودة على طول الساحل الغربي للخليج وعبر خلاياها النائمة. وسوف تقل المناورات العسكرية الايرانية المثيرة للقلق ولأسعار التأمين والتهديدات بإغلاق مضيق هرمز . لكن هناك من يرى إن ما يحدث هو إشارة من طهران الى إمكانية تنازلها عن الجانب العسكري في مشروعها النووي، مقابل بقاء الأسد في السلطة بعد تجريده من سلاحه الاستراتيجي . لأن سقوطه يعني خصم من رصيدها الاستراتيجي في سوريا وفي حماس وفي حزب الله . فهل يساوي كرسي الاسد مفاعل بوشهر ؟

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية