Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

أفق تجليات أوباما الروحانية

د.ظافر محمد العجمي-المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج  

أفق تجليات أوباما الروحانية
 
وحدة الهدف المشترك لاوحدة الوجود هي الحالة التي تلبست ذهنية الرئيس الاميركي براك أوباما متعبدا في محراب الروحانيات الايرانية.والهدف المشترك مع حسن روحاني هو إنهاء القطيعة القائمة بين البلدين منذ أكثر من ثلاثة عقود. فالمصالحة يمكن الترويج لها بوصفها منتج جديد. ولا يحتاج الأمر إلى مدارك ذهنية عالية ليعرف ان عودة التواصل سيعد إنجاز يضاف الى انجازات أوباما كالانسحاب من العراق ولاحقا من افغانستان بالإضافة الى عدم شن هجوم على المفاعلات الايرانية،ومثلها عدم دخول واشنطن في حرب حتى مع الاسد الكيماوي. فهل من المصادفات الاستراتيجية ان المحور الذي تتقاطع فيه كل هذه الانجازات هو مصلحة نظام طهران !
هذا التقاطع المثير للاهتمام أثار اسئلة ستقود لنسف الكثير من المرتكزات التي قام عليها لمدة طويلة تحليل المشهد الاميركي/الايراني.فما الذي سيجعل النوازع الشيطانية الاميركية تتكسر على حدود لغة الخطاب الجديدة لروحاني؟ فواشنطن سعت إلى إسقاط حكومة الملالي منذ انتصار الثورة الإسلامية ،عبر اسوأ وأكثر الإجراءات غدراً 'وذلك مسجل في ذاكرة الشعب الإيراني فالأميركيون يعرقلون حتى شراء الأدوية للمرضى في إيران' كما قال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، اللواء قاسم سليماني في هجومه على غزل روحاني مع واشنطن .فهل نتلقف الجواب السهل ونقول حسن النوايا الايرانية التي ابدتها طهران مؤخرا هي الدافع أم ان الاتصال كان قائما ومعقد التتبع منذ زمن !
لم تكن الاحذية والبيض الذي تطاير في اتجاه الرئيس الايراني حسن روحاني حال عودته الى بلاده إلا لطمةُ تأديب مرتبة منه لنفسه الأمارة بالسوء، وهي إشارة خضراء لواشنطن حيث ستبدأ بعدها شبكة العلاقات العامة الاميركية بالترويج لروحاني كبطل ، وفي ذلك إمتداد للبروبغندا التي بدأها مرشد الجمهورية الإسلامية سماحة السيد الخامنئي حين أوضح ان سياسة إيران الجديدة تعتمد «مرونة الأبطال» في مفارقة مثقلة بالسخرية تذكرنا بسلام الشجعان، حين واجه أنور السادات الصهاينة 'بزيارة' كان ثمنها التطبيع العلني والمستتر مع اسرائيل من كافة من حاربها لعقود.
ستكون نتيجة المداهنة القائمة حاليا بين الطرفين لصالح طهران، فالسياسة الخارجية الايرانية تقودها ثوابت عقائدية ، بينما يقود السياسة الخارجية الاميركية المنهج التجريبي كجزء من البراغماتية او المصلحية المتقلبة بين مرحلة سياسية وأخرى .ولعل خير دليل على ذلك هو تردد الرئيس أوباما في استقبال روحاني حينما كان الاثنان معا تحت سقف واحد في نيويورك. وحينما انتهي الارتباك وانتهت مشاركتهما في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اتصل البيت الابيض على هاتف السفير الإيراني لدي الأمم المتحدة محمد خزاعي الذي رافق روحاني وأبلغه رغبة أوباما في الحديث مع روحاني .
ورغم ان واشنطن كانت على اتصال دائم بتل أبيب مبررة لحليفها الاستراتيجي كل خطوة تقوم بها في هذا الاتجاه،رغم ذلك فقد ظهر في أفق هذا التواصل فورا سحب رعدية اسرائيلية غاضبة وتشكيك في' استعراض الابتسامات' بين الطرفين. حينها تملكتني فجأة الرغبة بمعرفة إن كان في أروقة صنع القرار الخليجية غضب ، أو ارتياح أم لامبالاة بما يجري بين حليفنا الاستراتيجي في واشنطن وجارتنا المتعبة في طهران ! خاصة ان هذه التطورات تمت خلال عقد «منتدى التعاون الاستراتيجي بين مجلس التعاون والولايات المتحدة» بل وفي ظل قرار الاستمرار في تعزيز التنسيق في مجال الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، بمنظومة صاروخية قابلة للتشغيل بصورة مشتركة بين قوات مجلس التعاون والولايات المتحدة، وضد أيران بصورة خاصة.

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية