Gulf security أمن الخليج العربي

السبت، 21 سبتمبر 2013

التسوية الكيميائية ... فيلم سوري لمخرج أمريكي ومنتج خليجي

د.ظافر محمد العجمي-المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج   
التسوية الكيميائية ... فيلم سوري لمخرج أمريكي ...
كمخرج وكمؤلف توسع براك أوباما في صفحات سيناريو فيلم 'سوريا' مما أفقده القدرة على التركيز،و في محاولة منه لإمساك خيوط السرد للوصول الى نهاية معقولة -حتى وإن لم تكن مقبولة- أخذ أوباما في قتل ابطال فيلمه واحد بعد الاخر. فقد كان المشهد الافتتاحي غضب أمريكي ووعد بتسليح المعارضة،لكن الخوف من القاعدة جعل نوعيته تتدرج حتى وصلت للدعم بالملابس والأحذية العسكرية فقط،بل إن أوباما في إصراره على الاجهاز على هذا الحل أمر الخليجيين بوقف تسليح المعارضة. وبعد هجمات كيماوية عدة وآلاف الضحايا رسم أوباما خطه الاحمر،لكن مجزرة الغوطة قتلت هذا الحل أيضا. وكان على واشنطن خلق حل جديد ،لكن التهديد بالضربة وتلاشي الدعم الاوربي جعل أوباما يقضي عليه بتحويل التفويض للكونجرس فمات مشروع الضربة ومات مشروع التفويض الشعبي بالمبادرة الروسية. فهل ستموت المبادرة نفسها ويعود أوباما ليتعامل معها ببدائية فيطرح الحلول ثم يقتلها ؟ نميل الى ان التسوية الكيميائية ستموت للأسباب التالية :
-مارس بوتين دبلوماسية عالية المخاطر لكنه حقق بالمبادرة الروسية نجاح منقطع النظير لموسكو فهل سيتركه أوباما يستمتع بذلك وهو الذي لايطيقه لا على المستوى الشخصي ولا على مستوى التوازنات الاقليمية !
- في الكتاب السنوي 2008م لمعهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي نقرأ ان روسيا أقرت في 2007م بوجود أسلحة كيماوية في ست مواقع تريد الخلاص منها، لكنها أخذت في ابتزاز العالم لدفع تكاليف التدمير.وقد تعهدت فرنسا وبريطانيا بالمشاركة فمددت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية مهلة التدمير حتى نهاية 2012م، لكن روسيا لم تنتهي ولن تغلق هذاالباب،بل راحت في بيع  درس الابتزاز للأسد .
- ولعلنا زيادة في التوثيق نذكر القارئ ان المبادرة فكرة إسرائيلية المنشأ طرحها رئيس الاركان الاسرائيلي قبل ان تعلنها موسكو بأسبوع. و' التسوية الكيميائية ' هي مسمى مهذب لما هو أكثر وقاحة فما تريده اسرائيل هو'الازمة الممتدة' وليس الحل الناجز حتى يهشم الصراع  الطويل عظام كلا الطرفين المتنازعين لصالحها .
-نكاد نميل الى تبني نظرية المؤامرة الكلاسيكية والقول ان الهجوم الكيماوي على الغوطة كان مدبرا لخلق ظرف يعيد لموسكو الدور الذي تلعبه حاليا.يرافقها توسع الاسد بقتل شعبه بالسلاح التقليدي  ليحسن موقفه العملياتي فيما العالم مشغول بأزمة حافة الهاوية التي صنعها ،كما يدفعنا لذلك تبنى الاسد بشكل رسمي وسريع  للخطة الروسية .ثم تلقى الأمم المتحدة طلبا لانضمامه لمعاهدة الحد من استخدام الأسلحة الكيماوية التي طالما رفضتها بحجة عدم توقيع اسرائيل على حظر السلاح النووي .
إن تفتيت الازمة  السورية الى إشكاليات بسيطة  بدعوى حل كل واحدة على حدة فمرة كيماوية ومرة قتل الاطفال ومرة مقاتلين أجانب ماهو إلا إزاحة للوعي من حيز الحلول الشاملة وإدخالنا حيز الحلول التقنية  القاصرة وغير المجدية .وحسنا فعلت دول مجلس التعاون الخليجي حين أعلنت كموقف مبدئي إن المبادرة الروسية لن توقف نزيف الدم. وحسنا فعلت ذلك لأن الفيلم السيئ الاخراج والسيناريو سيتطلب من المنتج الخليجي وشركائه الاقليميين الاخرين وضع ميزانية اضافية لانجازه . فمن وجهة نظر وزير الخارجية الروسي «إن بعض الدول كانت مستعدة لتمويل الحرب في سوريا، و هناك دول مستعدة لتمويل الحل السلمي». وما ذلك إلاعصا ترهيب لدول الخليج لتكون جزء من الحل كما كانت جزء من الازمة منذ يومها الاول . بل إن كيري قال 'أن موسكو وواشنطن ستتحملان جزءاً من النفقات. أما الأموال المتبقية، فسيتم جمعها عبر آليات الأمم المتحدة' وحتما ستجد تلك الآليات طريقها للصناديق السيادية الخليجية فالجزرة هوان تنتهي المهمة بسرعة وفي تسعة أشهر تتزامن مع انتهاء ولاية الاسد نفسه. لقد قتل أوباما جميع ابطال ملهاته في سوريا نتيجة لفقدانه القدرة على التركيز،ولم يكفه ذلك فأجري بعض عمليات المونتاج على الفيلم كحذف منظر رجل يرتعش بعد أن فقد السيطرة على جهازه العصبي جراء تعرضه لغاز الاعصاب من قوات الاسد. فهل لمن يمول الفيلم دور في إعادة تركيز المخرج  في بنود التسوية الكيميائية ؟!     

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية