Gulf security أمن الخليج العربي

السبت، 27 أبريل 2013

الخليج واليمن وفن الاستثمار الاستراتيجي


الخليج واليمن وفن الاستثمار الاستراتيجي
 
د.ظافر محمد العجمي – المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج 

في أية بيئة استراتيجية يوجد أشياء يمكن التنبؤ بها،وأخرى محتملة،وثالثة ممكنة ورابعة مقبولة لكن أغلب الاشياء يبقى مجهولا. وفي مقاربة مشهد العلاقات الخليجية مع اليمن الشقيق يبرز أمر محير. فرغم أن صانع القرار السياسي في اليمن يحمل المبادرة الخليجية بيد ويتلمس طريقة للخروج بصنعاء من محنتها السياسية باليد الاخرى إلا ان المجهول في البيئة الاستراتيجية اليمنية من منظور خليجي آخذ في الازدياد. صحيح أن اليمن تكبلها السمات الاربع لسلوك البيئة الاستراتيجية:التقلب والتوجس والتعقيد والغموض كما أوردها هاري آر. يارغر ' Harry R. Yarger ' في كتابه 'الاستراتيجية ومحترفو الامن القومي' ، وصحيح ان التحولات السياسية الغريبة في اليمن حصدت بجدارة مسمى 'الظاهرة اليمنية' حيث يغيب الطاغية ويبقى كبار جماعته في مناصبهم.لكن ذلك لايبرر غلبة المجهول وتراجع مايمكن التنبؤ به. إن فن الاستثمار الاستراتيجي من قبل الخليجيين وهم الغائب الاكبر عن بلد جار وشقيق ومرهق مطلوب الان أكثر من أية وقت مضى، خصوصا بعد ان فكك اليمنيون خيام الثورة في الاسبوع الماضي كدليل على نهايتها. فمما يقلق أن ذئاب إقليمية ودولية قد احتفلت بنهاية الثورة قبلنا حيث رددت صدى عوائها سفوح جبل النبي شعيب أعلى قمة في جزيرة العرب. بينما نحن في سبات استراتيجي ننتظر رقاع الدعوة بحب غامر لليمنيين رغم ان الضمير لا يحول أبدا دون ارتكاب الخطيئة. وربما لأن الاستراتيجية هي حساب الاهداف ضمن حدود مقبولة للمخاطرة لخلق نتائج أفضل مما كان لوتركت للمصادفة . ولذلك ايضا فقد أدارت واشنطن تقربها للساحة اليمنية بحدود مقبولة للمخاطرة بأسلوب 'التحكم عن بعد' سواء ضد القاعدة بالطائرات الموجهة بدون طيار.أو ضد الايرانيين بحرب الاستخبارات والعلاقات العامة وتشويه السمعة فقط عبر سفيرهم هناك. في حين قفز رجال طهران في خليج عدن وهم بكامل ملابسهم لخلق نتائج أفضل مما كان لوتركوها للمصادفة من خلال دعم المتمردين في الشمال والجنوب بقوارب أسلحة لم توقفها الاحتجاجات اليمنية المتكررة ولا صيحات سفير الولايات المتحدة الأمريكية بصنعاء جيرالد فيريستاين المتذمرة.
إن صياغة الاستراتيجية تجمع بين العلم والفن فالجانب العلمي فيها يقدم منهجية منضبطة لوصف الدروب. اما جانب الفن فيها فيسمح للاستراتيجي بأن يرى طبيعة البيئة التي يدرسها بتحرر مطلق فيحدد كما يشاء دروبا متعددة لبلوغ الهدف المنشود . فالإستراتيجية كفن ساحة للعبقريات النادرة حيث يتوصل القادة الموهوبون بفعل حدسهم لحلول عظيمة لقضايا معقدة .وبما ان الاستثمار هو استخدام مانملك لإنتاج مكسب من الفرص السانحة بطرق مباشرةً أو غير مباشرة فإن التعامل الخليجي مع اليمن الذي ينتمي معنا لنفس التاريخ والجغرافيا يتعدى الفرصة الاستثمارية والمضاربة ويصل بيسرالى الضرورة الاستراتيجية. فهل السلبية الخليجية-باستثناءالمبادرة-خطوة لخلق جو مناسب للاستثمار الاستراتيجي هناك .وهل من الحلول العظيمة إقامة حاجز لإغلاق الحدود مع اليمن فيمنع ذلك السور التهريب وتسلل المهاجرين غير الشرعيين و المخدرات. مع الاخذ بعين الاعتبار أننا لانخشى القات بقدر مانخشى القاعدة .وما السور إلا حل علمي في حين نحن في أشد الحاجة لمن يمارس الإستراتيجية كفن قادر على ان لا تستمر اليمن في تسريب فكر القاعدة والحوثيين للجزيرة العربية عبر السور كما تسرب الينا منها فكر عبد الفتاح اسماعيل وزمرته من الماركسيين في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. لقد أظهرت تقلبات الربيع العربي ودور دول مجلس التعاون فيه ان بها رجال فكر استراتيجي قادرين على التأثير في سلوك اطراف في بؤر ذلك الربيع بوسائل لم تتعدى الحث والإقناع والاجتذاب؛ دون ان يملكوا من القوة الغاشمة إلا حاملة الطائرات'الجزيرة'والفرقاطة'العربية'.
يذهب يارغر في كتابه'الاستراتيجية ومحترفو الامن القومي' والموجه للمحترفين المتخصصين في الحقل الامني والمشاركين في صياغة الاستراتيجية وتنفيذها وتقويمها، يذهب الى انه لايمكن انكار دور العبقري الحقيقي لكن ليس هناك سوى دول قليلة في البيئة الحالية التي تتسم بالدينامية تستطيع تحمل عواقب الانتظار الى حين وصول عبقري نعول عليه.

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية