Gulf security أمن الخليج العربي

الجمعة، 11 نوفمبر 2011

معركة كاظمة بين الأمريكان و الفرس


معركة كاظمة بين الأمريكان و الفرس

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

بدل أن يرسله القاضي لإصلاحية الفتيان الجانحين بعد سرقته لمعطف زبون من مطعم في نيويورك، اختار جيمس مايلود الانضمام للبحرية الأميركية، وكان أحد زملائي خلال السنوات الأربع التي قضيتها في قاعدة فتنورا البحرية. وقد أحببت روح التمرد في مايلود الذي كان نتاج عصر رونالد ريغان نفسه كثير الشغب والشجار. واقتربت منه أكثر منذ أن خلصني من سوانسن ابن القسيس المعمداني الذي حاول أن ينتزع مني بإلحاحه أن أصدق بعقيدة الثالوث، لكنني لم أجد جيمس ضمن كتيبة NMCB5 التي شاركت في حرب تحرير الكويت، ثم سألت عنه دون جدوى الجنود الذاهبين للعراق عن طريق الكويت. لكن نهاية هذا العام ستنهي تواجدهم في العراق، وسيتوقف البحث عن مايلود. فالإدارة الأميركية تعتزم كبديل لذلك تعزيز وجودها العسكري في الخليج عبر نشر قوات قتالية برية وبحرية وجوية في الكويت تكون قادرة على التعامل مع أي انهيار أمني هناك أو مواجهة مع إيران، عبر خطط لتوسيع العلاقات العسكرية مع دول مجلس التعاون.
إن من أكثر ما يلفت نظر المراقب ويستحق التقييم والمتابعة هذا الشهر هو الانتقال العسكري الأميركي للكويت، ولن نروج هنا لجدوى التواجد الأميركي فهو إحدى دوائر الأمن التي تضمها استراتيجية الدفاع الكويتية، ورغم إيماننا بجدوى الاتفاقيات الأمنية التي وقعتها دول الخليج، فإن ذلك لا يمنعنا من القول إنه قرار يحتوي على كم هائل من العقد، ما يفتح المجال لجملة من الملاحظات:
1- سيتبع الانكسار الأميركي في جولة مفاوضاتهم مع العراقيين، محاولة ملء فراغ إقليمي لن يخلقه إعادة انتشار القوات من معسكر فيكتوري إلى معسكر عريفجان الذي يبعد عنه 600كم فقط، بل فراغ حدث جرَّاء سوء الإدارة الأميركية في العراق خلال السبع سنوات العجاف الماضية التي كلفت 850 مليار دولار و4400 قتيل.
2- بعد أن ربت على رؤوس العراقيين استحسانا لطردهم الأميركان، صرح علي أكبر صالحي في بغداد أن التعزيزات الأميركية في الكويت ليست عقلانية، وهم يتبعون نهجا غير حكيم ويفتقدون إلى العقلانية. فهل فهمنا ما قاله وزير الخارجية الإيراني، أم نترجم تصريحه بتصريح مقتدى الصدر «أنه إذا بقي الأميركيون في العراق من خلال وجود عسكري أو غير عسكري فإنه سيعتبر ذلك «احتلالا» يجب مقاومته مهما كان الثمن. «أم أننا مقبلون في المنطقة في كل الأحوال على جولة جديدة من الجنون؟
3- ستصبح الكويت جبهة المواجهة بين إيران والولايات المتحدة، لكون الانسحاب بمثابة فتح باب أمام النفوذ الإيراني في العراق وتعزيزه. وطبقا لمبدأ استثمار الفوز ضمن مبادئ الحرب السبعة، يعد الانسحاب انتصارا ستستغله طهران لتسليح ودعم الميليشيات الموالية لها، حتى تكون بمثابة قوات الاستطلاع وحرس أجنحة للجيش الإيراني الذي توفر له جسر بري لجزيرة العرب حرم منه منذ معركة كاظمة التي جرت في أرض الكويت 623م.
4- لقد قال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى إن إيران هي أكبر تهديد للولايات المتحدة ولمصالحها ولأصدقائها في المنطقة متجاوزة تنظيم القاعدة. فهل تستغل طهران ورقة الوجود الأميركي في مفاوضات حقل الدرة نكاية بنا؟ وهل يتم إيقاظ خلايا تجسس كانت نائمة بانتظار مثل هذه اللحظة؟ بل هل يعيد وكلاؤها في العراق فتح ملف ميناء مبارك بالكاتيوشا والذي أغلق رسميا.
5- انتهج البنتاغون قبل عقدين مبدأ الدفاع بالشراكة بدل الدفاع بالنيابة، بما تشمله تلك العقيدة من بيع وتخزين للأسلحة المتطورة دون قفزة عملياتية تذكر في منظوماتنا الدفاعية. ويعيد هذا الهاجس عدم اتضاح الرؤية حيال هيكل التواجد الذي سيشمل من الكويت شراكات تدريبية مع جيوش الخليج؛ حيث كانت هناك إشارات لبناء حلف أمني متعدد الأطراف، وأخرى إلى أنه لن يكون ناتو جديدا، فما الرابط بينه وبين التواجد في بقية دول الخليج؟ وهل سيكون كمبادرة اسطنبول 26+1، وليس 26+6. فلماذا لا يكون درع الجزيرة +1؟
بقي أن نشير إلى أن سماحة الإمام الخميني في نضاله ضد الشاه، وقف عام 1962م في وجه الحماية القانونية التي كان يتمتع بها الجنود الأميركان في إيران؛ حيث كانت غطرستهم وقود حقد جعلهم أسرى سفارتهم 444 يوما، وبنفس النهج رفضت حكومة المالكي إعفاء القوات الأميركية الباقية من الخضوع للقوانين العراقية. ولسنا هنا في باب خلط سياقات الحديث للوصول إلى التضليل، لكن تمتعي بحق الحماية من الخضوع للقوانين الأميركية لحصولي على «فيزاA2 « الدبلوماسية المحدودة طوال تواجدي كعسكري مع البحرية الأميركية، ورغم ما تفرضه الصداقة من وفاء ومعاملة بالمثل لحلفائنا، فإن آخر شخص أود أن أراه على الدائري السابع في الكويت على عربة همفي برشاش 60ملم هو زميلي السابق مثير الشغب جيمس مايلود متمتعا هو ومن هم على شاكلته بحق الحماية، غير عابئين بقوانين البلد المضيف في غياب كاميرات ويكيليكس.

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية