Gulf security أمن الخليج العربي

السبت، 26 فبراير 2011

قادة الجيش الكويتي منذ النشأة حتى التحرير 7-7


قادة الجيش الكويتي منذ النشأة حتى التحرير 6-7 د. ظافر محمد العجمي - المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
في سنوات لم تبتعد عنا كثيرا، بذل شهداءنا الابرار أروحهم فداء للوطن،و بمناسبة ذكرى تحرير الكويت من العدوان العراقي الغاشم،نتذكرهم بالإجلال والتقدير،عسى الله ان يتقبلهم بواسع رحمته. كما إن من الوفاء ان نذكر رجال آخرين يستحقون الثناء، حملوا لواء قيادة التشكيلات العسكرية الكويتية منذ ان كانت بسيطة العدد والعدة، حتى اصبحت جيش محترف نلتف حوله ونعتز به وبرجاله. 
لن نصنع أبطال من فراغ، لكن مما لاشك فيه انه كلما تراجع عدد من نفتخر بهم من رموز وطنية ،كلما زادت شريحة من تزيدنا افعالهم إحباطا، فيتسلل القنوط،الى نفوسنا ومعها يختفي الاحساس بالعزة الوطنية.
 
قادة جيش محترف وفعال 
 
 
لا تنتهي الحروب  عادة مع إطلاق الطلقة الاخيرة على الجبهة، ولعل أزمة الحشود العراقية على الحدود الكويتية عام 1994م والتي استمرت لمد أربعين يوما كانت خير دليل على ذلك، وهي دليل أيضا على حسن تدبر سادس وزير للدفاع في الكويت وهو الشيخ احمد الحمود الصباح 1994 – 1996م وقدرته على ادارة الازمة ،فقد كانت أزمة أكتوبر 1994م غزو ثان لو لم تبادر الكويت للاستعداد العسكري ورفع حالة الطوارئ[1] وقد اكد المنشق العراقي حسين كامل على ان صدام كان بصدد غزو الكويت مرة اخرى في ذلك الخريف  لو لم تجهض خططة ويوضع قرار حضر الطيران جنوب خط 32 واستعداد الجيش الكويتي واللفاء لصده.  وقد كان الشيخ احمد الحمود،متفهما ومقدرا لدور العسكريين، و كانت تلك ميزة لم يكن من السهل على رجل آخر ان يتحلى بها فقد كان عسكريا في وزارة الداخلية ،وفي تلك الازمة وما تلاها تم وضع  فكرة لعملية الانتقال من القرار السياسي للقرار العسكري حتى يكون واضحا  بجلاء دور صانع القرار العسكري في حالة الدفاع، ولتلافي اخطاء الثاني من اغسطس 1990م . كما  تم وضع  نظام إنذار ووضع  قوات بمختلف حالات الاستعداد حتى لا يكون هنالك مجال للمفاجأة ، كما تم تأكيد درجات القرار لمختلف القيادة وعلى مختلف المستويات لأن الجيش الكويتي كان لا بد أن يكون محدود العدد والعدة وفي حاجة ماسة للمرونة الذهنية للقادة والمرونة الميدانية للقوات للقيام بأكثر من واجب باستعمال عامل التحرك من موقع إلى آخر بسرعة . وفي زمن توليه منصب وزير الدفاع  تم التوقيع على شراء منظومات جديدة تواكب تطوير القوات المسلحة، فقد دخلت الخدمة الناقلات بي ام بي الروسية والدبابات الاميركية ابرامز،والمدرعة الوارير،والراجمات سميرش، والطائرات توكانو.

وفي عام 2001م عين الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح المولود عام 1948م وزيرا للدفاع ، وقد تدرج فى مناصب عدة فى الديوان الاميري، ثم عين محافظا لحولي ثم  للاحمدي، ليتولى حقيبة وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وحقيبة وزارة الاعلام ،ثم عين نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع حتى الان. لقد تولى معالية حقيبة وزارة الدفاع في بيئة أمنية متغيرة ،حتى انه يصعب  علينا تقييمها لكونها لازالت معاشة . لكن الشيخ جابر المبارك سجل انجازات لايمكن تجاوزها  فقد كانت الكويت على مقربة بجوارها الحغرافي من حرب تحرير العراق 2003م حيث انهت الشرعية الدولية حكم البعث وطغاته، وتبعات عدم الاستقرار هناك، مماشكل عبء على المؤسسة العسكرية الكويتية ،وتطلب الاستعداد والحذر لفترة طويلة إعادة تشكيل الجيش،وإعادة تقييم الكثيرمن النظم . لقد كان جابر المبارك صاحب اتخاذ القرار الصعب  في ايقاف العمل بنظام  الخدمة الالزامية للدراسة . كما تميزت تلك الفترة بالاهتمام بالعسكري الكويتي الذي حظي بالكثيرمن الميزات والحوافز المادية والتعليمية والعلاجية ،فاصبحت المؤسسة العسكرية بيئة جاذبة للشباب الكويتي ،كما توسع التعاون مع اشقاءنا في دول مجلس التعاون،والعالم العربي، و مع حلفاءنا بهدف تطوير القدرات القتالية للجيش الكويتي . وكانت العروض العسكرية التي رعاها سيدي صاحب السمو امير البلاد المفدى الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح دليل على ثقته وفخره بأبناءه العسكريين . وقد عمل الى جانبه رئيسا للاركان ولفترة سبع سنوات الفريق فهد لامير 2003م-2009م في سابقة هي الاولى لتولي ضابط من القوة الجوية لهذا المنصب، حيث تضمنت  سيرته المهنية إمرة قاعدة ومدير عمليات جوية ثم معاون للادارة ونائب لعلي المؤمن .

وفي 13 ديسمبر2009م وافق مجلس الوزراء على تعيين الفريق الركن الشيخ احمد الخالد الحمد الصباح رئيسا للاركان العامة للجيش ،في فترة مرت  بها المؤسسة العسكرية بمخاض عسير، وشهدت  أمور كانت لا تعرفها في تاريخها الممتد منذ 1948م، فقد كان هناك تشكيك في جاهزية طائرات القوة الجوية على صفحات الجرائد،و تم استدعاء رجال القوات المسلحة في سابقة هي الاولى من نوعها لحضور لجان برلمانية للرد على استفسارت مجلس الامة حول  أمور تخص إدارتهم للجيش.
وفي فترة تولي أحمد الخالد  صدر القرار بحوافز التقاعد للضباط فأعاد ولادة الجيش وفرض ضرورة تشكيل القوات من جديد  للتغلب على معضلة خروج كثير من القيادات الوسطى والعليا للاستفادة من مزايا المعاش المبكر.وكان لابد من أدراك  ضرورة تجاوز مرحلة انقضت، والمضي الى مرحلة أخرى بقيادة جديدة وتنظيم جديد لتحقيق أهداف استراتيجيتنا العسكرية.
 لقد جاء تعيين الفريق الركن احمد الخالد الصباح رئيسا للاركان العامة للجيش كقفزة للامام بثياب زمن الهيبة والحزم والثقة بتطبيق قوانين الترقي والتعيين في المناصب، والقيادة بروح المعلم والقدوة،و التي كانت سائدة أيام المشير عبدالله المبارك،والفريق مبارك العبدالله الجابر، والفريق صالح المحمد الصباح،فأحمد الخالد تلميذ تلك المدرسة،ويملك من الصفات الشخصية ماكان لسلفه السابقين، فهو نزيه، ملتزم بالقوانين والتقاليد العسكرية،وهورجل متدين عرفه رفاقه شابا ورعا. وكان متميزا في عسكريته فجاء ترتيبه الاول على الدفعة الرابعة في الكلية العسكرية،والتحق فور تخرجه بالقوات الكويتية المرابطة على قناة السويس، كما تدرج في مناصب عدة في وحدات المناورة القتالية في الجيش الكويتي،فصار آمرا للحرس الاميري،وآمرا للواء مبارك المدرع، ومديرا للكلية العسكرية،وآمرا للقوة البرية ، ومعاونا لرئيس الاركان لهيئة الاستخبارات والامن،ثم معاونا لهيئة العمليات والخطط ، قبل ان يصبح نائبا لرئيس الاركان 2003م .  وهنا لايمكن لمتابع لسيرة أحمد الخالد إلا ان يتوقف عند صبيحة الثاني من أغسطس 1990م حيث قاد احمد الخالد معركة قصر دسمان المجيدة ضد  القوات العراقية ، ولم يترك سلاحه حتى أُسر،رغم عرض الغزاة عليه رئاسة الحكومة الموقتة، لينقل مع اخوانه الى معسكرات الاعتقال .
وفي الختام لابد من الاشارة الى ان الجيش الكويتي كان يضم الى جانب القادة مجموعة اخرى لم تصل الى مرتبة رئيس الاركان لكنهم وصلوا مرتبة عالية في صفحات تاريخنا العسكري وهم فرسان الجيش الكويتي ،و منهم يعقوب سلطان البصارة ،وعبدالله عايض العازمي، ووجيه المدني و ومحمد الصدر ، ومرزوق العجيل ، وعبد العزيز الصايغ ،وداوود الغانم ،وصابر السويدان ،وثامر الطواري،وسعدي فالح، وحبيب الميل وغازي العبد الرزاق ، ومحمد البدر والشهيد خالد الجيران ثم شهيد الكويت في يوم الغزو الشيخ  فهد الاحمد الصباح.بالا ضافة الى قادة ألوية التحرير والمفارز الجوية والقطع البحرية  ومفرزة العمل مع قوات المارينز . كما ان من الرجال الذين تجدر الاشادة بهم الكثير من الجنود وضباط الصف البواسل من الكويتيين، أو من إخواننا  الذين يسمون خارج المؤسسة العسكرية (البدون)؛ حيث كانوا معنا في خندق واحد منذ أزمة قاسم حتى حرب تحرير الكويت ،ولم  ننظر لهم أو نسميهم إلا برتبهم كجندي وعريف ورقيب ووكيل ضابط  في الجيش الكويتي.   

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية