Gulf security أمن الخليج العربي

السبت، 5 يوليو 2008

المجد للقوة البحرية …عودة نظرية الفرد ماهان ALFRED MAHAN


المجد للقوة البحرية ‘ كان هو ملخص نظرية الأدميرال الأميركي الفرد ماهان، والتي تدرس في كليات القيادة والأركان في العالم دون استثناء ، حيث ركز في كتابه ‘أثر القوة البحرية في التاريخ’على إن الأحداث التاريخية ما هي إلا مظهر من مظاهر النشاط الجغرافي، وقد أشار على الحكومة الأميركية آنذاك بإضافة علم الجغرافيا السياسية إلى مناهج المدارس الثانوية ومن نتائج ذلك بسط واشنطن نفوذها في أميركا اللاتينية والمحيط الهادي والقسم الشمالي من المحيط الأطلسي معتمدة على قوتها البحرية.مالذي ذكرنا بالأدميرال ماهان المتوفي في نيويورك منذ 1914م ؟أولا أن ذلك المؤرخ العسكري الأميركي هو أول من صك مصطلح ‘الشرق الأوسط ‘ لمنطقتنا بدل مصطلح’ الشرق الأدنى . ثم جاء أحفاده من رجال البحرية ومن النابهين في الجغرافيا التي أوصى بتدريسها ليغيروا تاريخنا كيفما أرادوا طوال القرن العشرين من خلال دبلوماسية حاملة الطائرات الاميركية.السبب الثاني هو التطورات التي حدثت في الفترة القريبة الماضية، وكلها تدل على أن سباق من أجل البقاء على مستوى دول العالم قد بدأ ، وأن الدعوة لإحياء مجد القوة البحرية قد عادت، وأن الشرق الأوسط والخليج العربي تحديدا سيكون ميدان هذا الصراع لوجود النفط فيه .كان أول تلك المظاهر توقيع الاتفاق الفرنسي الإماراتي في نهاية العام الماضي، لإنشاء قاعدة بحرية فرنسية في أبو ظبي ،وإجراء تمرين بحري ضخم مع دولةالإمارات. وهي العودة الأولى للفرنسيين الى منطقة الخليج العربي منذ خروجهم من المنطقة بعد احتلال الإنجليز لجزيرة موريشيوس عام 1819م و انهيار النشاط الفرنسي في الشرق.المؤشر الأخر لذلك السباق/الصراع هو ماجري من حرب إعلامية بين قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري وبين قائد الأسطول الأميركي الخامس الأدميرال كيفن كوزغريف في الأسبوع الماضي ، وكان من نتائجه أن ارتفعت أسعار النفط الذي هو سبب الصراع ، وزاد قلق دول مجلس التعاون ، حتى أن بعض أعضاء البرلمان الكويتي قد طالب بمعرفة مدى استعداد بلاده للازمة وشيكة الحصول .المؤشر الأخر كان في المؤتمر الذي يعقد حاليا بتنظيم من مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية في أبوظبي بعنوان ‘ مؤتمر قادة القوات البحرية لدول مجلس التعاون ‘ برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وبالتعاون مع” معهد الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري”انجما”. ولتبيان مدى الحاجة لأحياء الفكر العسكري للأدميرال الأميركي الفرد ماهان أوضح المركز أن انعقاد المؤتمر يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة توترات شديدة ناجمة عن متغيرات مختلفة وهذه التوترات تتطلب يقظة مستمرة وتعاونا كاملا بين الدول المجاورة وصولا لضمان أمن واستقرار الخليج العربي. إلى جانب أنه يعكس أهمية الأمن البحري بمنطقة الخليج العربي التي تصدر يوميا نحو 40 بالمائة من احتياجات العالم النفطية وما يعنيه ذلك من أولوية استثنائية لتكريس هذا الأمن باعتبارها مصلحة إقليمية ودولية وإلى أن المؤتمر يوفر إطار عمل لتبادل وجهات النظر مع ضباط من القوات البحرية المجاورة والحليفة .وقد جاء في كلمات قائد البحرية الكويتية أن هناك رغبة لتطوير قوة بحرية خليجية مشتركة تستطيع القيام بعمليات بحرية خاصة وعمليات الاجلاء والدفاع المدني بالإضافة الى تبادل المعلومات. فيما قال قائد القوات البحرية التابعة للقيادة الأوسطي الأمريكية وقائد الأسطول الخامس الأمريكي وقائد القوات البحرية المشتركة الأدميرال كيفن كوزغريف إن الرؤية الإستراتيجية البحرية الأمريكية تقوم على توفير الأمن والاستقرار معتبرا أن الاستقرار هو الطريق لتنمية التجارة العالمية وتنمية الأعمال الحرة في منطقة الخليج العربي. واعتبر أن الأمن البحري ‘ركيزة أساسية للأمن العالمي’ لافتا إلى أن وجود القيادة المركزية في منطقة الخليج تحمي المنطقة من الأخطار والتهديدات الآتية عبر المناطق العالمية والإقليمية. واختتم كوسجريف كلمته بالإشارة الى أربع ركائز رئيسية تقوم عليها جهود الولايات المتحدة وحلفائها وهي احترام قواعد القانون الدولي واحترام الثقافات والأديان والتصميم على الإسهام في حماية أمن البحار والاستمرار في الوجود في المنطقة سنوات عديدة والحضور في المنطقة والذي استمر أكثر من 60 عاما.
ولأن البكاء على مجد غابر والحنين الى ميناء قديم لا يجدي نفعا ،فقد انضمت بريطانيا إلى السباق المحموم، لإيجاد موضع قدم أو ميناء على ماتبقى من بحيرة النفط الموشكة على النضوب في الخليج . ولأن عصر الوكلاء السياسيين البريطانيين قد ولى ، ولأن السير بيرسي كوكس لم يعد ‘ملك الخليج الغير متوج ‘ كما كان يسمى حتى فترة مابين الحربين ، فقد وجدت بريطانيا أن العودة أمر لا مفر منه . حيث أعلنت وزارة الدفاع البريطانية توقيع عقود لبناء اكبر حاملة طائرات بريطانية حيث سوف يبلغ وزن حاملة الطائرات الجديدة (65 ) ألف طن بينما تبلغ تكاليف بنائها 4 مليارات جنيه استرليني اي ما يعادل 8 مليارات دولار.وستكون الحاملة الجديدة التي يبلغ طولها (280 ) مترا قادرة على حمل(40 ) طائرة ستدخل الخدمة بعد 5 سنوات فقط .ومن مزايا حاملة الطائرات الجديدة السعة الكبيرة لمساحة مهبط الطائرات على سطحها حيث تبلغ مساحته ثلاثة إضعاف حجم ملعب كرة القدم بحيث يكون قادرا على حمل (36 ) طائرة حربية نفاثة بالإضافة إلى طائرات هيلوكبتر وطاقم يتألف من 1450 عسكريا.ويبلغ حجم الحاملة الجديدة ثلاثة إضعاف حجم حاملة الطائرات انفيزيبل المستخدمة حاليا في سلاح البحرية البريطانية .
يقال إن على من أراد أن لا يفقد الرؤية الإستراتيجية والمستقبلية، أن يجيب على بعض الأسئلة الملحة ومنها أين يقف أهل الخليج من عودة فكر الأدميرال الأميركي الفرد ماهان ذلك الفكر الاستراتيجي التوسعي الامبريالي الذي طبقته الولايات المتحدة بنجاح طوال مائة عام فظهرت أساطيلها المتفوقة في الأفاق لتحقق أهدافها الإستراتيجية ؟
لعل عزاءنا هو فيما قال قائد القوة البحرية الكويتية في مؤتمر أبوظبي حين قال ‘ إن القوات البحرية الخليجية بدأت بالقيام بتمارين ومناورات مشتركة منذ 23 عاما وهي في تطور مستمر’ كما أنه كشف عن وجود رغبة لتطوير قوة بحرية خليجية مشتركة تستطيع القيام بعمليات بحرية خاصة وعمليات الإجلاء والدفاع المدني بالإضافة إلى تبادل المعلومات. وأكد أهمية السعي لتطوير سياسات دفاعية خليجية مشتركة وتحديد أولويات الدفاع المشترك وعدم الاكتفاء بسياسات رد الفعل.
فما هو رد الفعل الخليجي المتوقع على من ظهرت سفنهم في الافاق مؤخرابسبب معلن حيث يريدون النفط الذي سوف يتقاتل العالم كله للحصول على آخر قطراته ؟

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية