إن القيام بالإضراب عن الطعام في سجون الصهاينة، فكرة لا تعني بساطتها قصر رؤيتها، بل تتجلى قدرتها حتى الآن على كشف الوجه المتوحش لتل أبيب. فقد أضرب عن الطعام غاندي والجمهوريون الأيرلنديون، والمطالبات بحق اقتراع المرأة في بريطانيا وأميركا، وأضرب الفلسطينيون جماعياً عام 2012. لكن التشابه في المقدمات لا يفضي بالضرورة إلى تشابه في النتائج. فكم من حركة نبيلة تعثرت لأنها لم تجد إجراءات مناسبة تدعمها وتعطيها الحضور. وتتلخص مطالب حركة صيام الأسرى الفلسطينيين في وقف الحجز الانفرادي، والاعتقال الإداري والإهمال الطبي، ومنع زيارات العائلات، ومطالب أساسية مشروعة أخرى.
وتتمثل علة القلة من صانعي القرار السياسي العربي بالادعاء بضيق حيز المناورة في هذه القضية، أما علة الأكثرية ففي عدم إدراك الأفق الواسع الذي يمكن التحرك فيه، وجدوى الإضراب عن الطعام. فقد أوجع صيام 1500 أسير المؤسسة الصهيونية ببراهين كثيرة، أولها تلفيق قضية البسكويت، وعرض الفيديو المفبرك للقائد البرغوثي، ثم قيام إدارة السجون بحجز المضربين في أقسام سجناء جنائيين، ومساومة أطباء الاحتلال للأسرى حين حوّلوا عيادتهم إلى مكان لعرض الطّعام على المضربين. ويعتمد ثباتُ الأسير أطول مدةٍ كما قال مضرب سابق ليس على عزيمتِه بل عمرِه وبنيتِه الجسدية. ففي الأسبوعين الأولين يختفي الجوع تحت ألم الصداع. وفي الأسبوعين الثالث والرابع: جوع شديدٌ وقلةِ تركيز وفقدان للوزنِ. وفي الأسبوعين الخامس والسادس اختلال في الحواس، تتطوّرُ إلى فقدانِ السمعِ والبصر قبل الموت.
وفي ثنايا هذه المأساة تجلت الانتهازية كطبيعة بشرية إنسانية كاستغلال شركة «بيتزاهت» في سخرية سمجة الإضراب والمضربين. رافقها تصريحات لحسن نصرالله يتهم الجامعة العربية بالصمت، رغم أن الأمين العام أبو الغيط قد بعثَ مُناشداً الصليب الأحمر التدخل بشكلٍ عاجل لوقف التجاوزات بحقِ الأسرى الفلسطينيين. وعلى منظمات المجتمع المدني العربية والإسلامية تنظيم صيام تضامني عالمي لفضح الصهاينة، يشجعنا على قابلية نجاحه ما بدأ فعلاً من حركات تضامن في فرنسا وألمانيا وتركيا. وينبغي تنبيه وعتاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ الآن وقبل زيارته للرياض في 23 مايو الحالي، وإذا لم يضغط ترمب على تل أبيب لتلبية مطالب المضربين فليمنعها من التغذية القسرية كوسيلة غير إنسانية لكسر الإضراب.
بالعجمي الفصيح
يجب أن لا يموت أسير واحد، فاستشهاد فلسطيني جراء الامتناع عن الطعام ستكون مأساة إعلامية على الكيان الصهيوني لأيام قليلة، لكن موت البقية سيصبح مسألة عدد.
وتتمثل علة القلة من صانعي القرار السياسي العربي بالادعاء بضيق حيز المناورة في هذه القضية، أما علة الأكثرية ففي عدم إدراك الأفق الواسع الذي يمكن التحرك فيه، وجدوى الإضراب عن الطعام. فقد أوجع صيام 1500 أسير المؤسسة الصهيونية ببراهين كثيرة، أولها تلفيق قضية البسكويت، وعرض الفيديو المفبرك للقائد البرغوثي، ثم قيام إدارة السجون بحجز المضربين في أقسام سجناء جنائيين، ومساومة أطباء الاحتلال للأسرى حين حوّلوا عيادتهم إلى مكان لعرض الطّعام على المضربين. ويعتمد ثباتُ الأسير أطول مدةٍ كما قال مضرب سابق ليس على عزيمتِه بل عمرِه وبنيتِه الجسدية. ففي الأسبوعين الأولين يختفي الجوع تحت ألم الصداع. وفي الأسبوعين الثالث والرابع: جوع شديدٌ وقلةِ تركيز وفقدان للوزنِ. وفي الأسبوعين الخامس والسادس اختلال في الحواس، تتطوّرُ إلى فقدانِ السمعِ والبصر قبل الموت.
وفي ثنايا هذه المأساة تجلت الانتهازية كطبيعة بشرية إنسانية كاستغلال شركة «بيتزاهت» في سخرية سمجة الإضراب والمضربين. رافقها تصريحات لحسن نصرالله يتهم الجامعة العربية بالصمت، رغم أن الأمين العام أبو الغيط قد بعثَ مُناشداً الصليب الأحمر التدخل بشكلٍ عاجل لوقف التجاوزات بحقِ الأسرى الفلسطينيين. وعلى منظمات المجتمع المدني العربية والإسلامية تنظيم صيام تضامني عالمي لفضح الصهاينة، يشجعنا على قابلية نجاحه ما بدأ فعلاً من حركات تضامن في فرنسا وألمانيا وتركيا. وينبغي تنبيه وعتاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ الآن وقبل زيارته للرياض في 23 مايو الحالي، وإذا لم يضغط ترمب على تل أبيب لتلبية مطالب المضربين فليمنعها من التغذية القسرية كوسيلة غير إنسانية لكسر الإضراب.
بالعجمي الفصيح
يجب أن لا يموت أسير واحد، فاستشهاد فلسطيني جراء الامتناع عن الطعام ستكون مأساة إعلامية على الكيان الصهيوني لأيام قليلة، لكن موت البقية سيصبح مسألة عدد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق