د.ظافر العجمي 
بخليط من الارتباك الاستراتيجي والعجز العملياتي يتم تحرير شبر واحد كل يوم من مدينة الموصل التي لا يزال «داعش» يحتل نصفها. فقد ظهر الارتباك في عدم القدرة على الاستفادة من الاحتياطي الاستراتيجي الدولي البالغ أكثر من 60 دولة وهو ضعف عدد الدول التي شاركت في عملية «عاصفة الصحراء»، وحطمت رابع أقوى جيش في العالم في 40 يوماً. أما العجز العملياتي فهو في غياب الروح التعرضية «الهجومية» لدى من يحاصر الموصل، بل وتصاعد النشاط الهجومي لـ «داعش»، استغلالاً لحالة التوقف التعبوية في الجبهات. فآليات القوات العراقية تحدث الكثير من الضجة والغبار أمام كاميرات المصورين والقليل من التقدم، ربما لأسباب تأتي من خارج ميدان المعركة وتؤخر الحسم، ومنها:

- اتهم مقتدى الصدر أطرافاً عراقية وإقليمية تسعى إلى تأخير تحرير الموصل إلى ما بعد الانتخابات العامة لتغيير رئيس الوزراء حيدر العبادي وحرمانه من مكاسب انتخابية من التحرير، وكألف شاهد تشير كلمات الصدر إلى نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي ورئيس البرلمان سليم الجبوري، ومن خلفهم طهران.

- كما يتهم حيدر العبادي الأكراد في التحالف ضد «داعش» بعرقلة عملية استعادة قضاء الحويجة. فأكراد كركوك وأربيل عرقلوا ذلك بسبب النفط، رغم تخطيط الجانب العراقي وعزمه على استعادتها قبل الموصل.

- أما الشماعة المشتركة التي يعلق عليها كافة المتحالفين فشلهم فهي وجود المدنيين عرضة للعمليات العسكرية. لكن الحقيقة أنه لا صراع مسلحاً بدون مدنيين عالقين بين خطوط القتال، لذا وجدت في كافة الجيوش الحديثة وحدات شؤون المدنيين «CAG» وواجبها العمل بمكبرات الصوت والمنشورات لتوجيه المدنيين في الحروب للملاجئ والطرق الآمنة.

- كما أن من الأعذار في تأخر الحسم الانشغال بتحصين وتطهير المناطق التي تم كسبها وإزالة آثار العدوان منها ومن الخروقات الأمنية أو الهجمات المضادة من «داعش».

- أما سبب التأخر الأكثر مصداقية فهو تكبد «الفرقة الذهبية» وهي صفوة الجيش العراقي خسائر تعدت 50% من قوامها الأساسي، وعسكرياً تخرج الوحدة من المعركة إذا لم يبق من قوتها إلا 70% فقط.

* بالعجمي الفصيح:

كلما ضاقت السبل بتنظيم «داعش»، تلفت بحثاً عن الخاصرة الناعمة للتحالف الدولي، ثم بدأ في تهديد الدول الأقرب له، ومنها دول الخليج، وقد تحدث منظريه عن «تأسيس 10 ولايات في الخليج ، مما يجعل «داعش» خطراً مؤكداً لا تهديد محتملاً لأمن الخليج يتطلب دعم كسر التنظيم في الموصل.