Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 3 يونيو 2015

الخليج وتحولات المشهد السعودي

د.ظافر العجمي 



استهدفت الغارات الجوية لمقاتلات التحالف العربي في 25 مايو 2015م منزل أحمد علي صالح، وما يميز هذا اليوم أنه يصادف الذكرى الـ 34 لقيام مجلس التعاون في 25 مايو عام 1981م، وقطع منذ تأسيسه خطوات مهمة في المواقف السياسية والعسكرية والاقتصادية، وقد شاركت دول الخليج الرياض في عملية عاصفة الحزم ثم عملية إعادة الأمل، كما تابع الخليجيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبشغف غير مسبوق الشأن التحولات في الرياض بعد وفاة الملك عبدالله بن عبد العزيز ووصول الملك سلمان بفريق سياسي وعسكري واقتصادي جديد، حيث لا يختلف اثنان أن في المشهد السعودي حالياً تغيرين هما؛ الحرب والتغييرات الوزارية التي تتعدى التقليدية والاختمار السياسي.
فكيف تقرأ دول الخليج تحولات المشهد السعودي في هذه المرحلة الحرجة من باب أن لا حياد في دفع المكاره؟
- يذهب هانس مورغانتو Hans J Morgenthau، رائد المدرسة الواقعية في العلاقات الدولية، لتأكيد دور القوة في العلاقات الدولية، واعتبارها تعبيراً عن المصلحة القومية. فالسياسة الدولية تهدف للحفاظ على القوة، ولزيادة القوة، أو لإظهار القوة؛ ولأن البحث عن القوة هو نتاج للشوق الشديد للأمن في النظام الدولي فقد رحب الخليجيون بموقف الشقيقة الكبرى الحازم تجاه طغيان الحوثيين في اليمن، ووصلوا إلى قناعة أنه بإمكان دول الخليج أن تتعاطى ما تشاء من جرعات الأماني والركون لحسن النية كخط دفاع بشرط أن تفيق، فأفاقت وتدثرت بالجرأة التي حيكت على حدود اليمن، فكان هناك أكثر من موقف خليجي صريح ضد الانقلابيين على الشرعية وعلى سياسة طهران في سوريا والعراق واليمن.
كما أن جرأة عاصفة الحسم قد دفعت الخليجيين إلى تقبل الارتقاء بالتلاحم العربي «Up Grade» ليتجاوز بيانات الجامعة العربية وليدخل السودان والأردن في منظومة أمنية فعلية، بل إن قوة العاصفة قد أذابت الخلافات وجعلت مساحات الاتفاق فيما بينه تفوق مساحات الاختلاف، وذلك في تقديرنا أكثر من غنيمة حرب.
- يرى الكاتب والفيلسوف الفرنسي ريمون آرون Raymond Aron أن العلاقات الدولية لا يديرها سوى شخصيتين هما «الدبلوماسي والجندي»، ونتفق معه كما نتفق مع القول إن الدولة هي التي تتخذ القرار، لكننا نؤمن أن الأفراد الذين يعملون في النظام السياسي هم الذين يعملون في صناعة القرار.
وفي مشهد تحولات المناصب الوزارية الأخيرة في الرياض يهم دول الخليج عمل الدبلوماسي والجندي لكونها أهم قنوات التواصل بمجلس التعاون كمنظمة إقليمية، فمنصب الجندي يتبوؤه رجلان هما الأمير محمد بن نايف وزيراً للداخلية والأمير محمد بن سلمان وزيراً للدفاع، بينما في كرسي قيادة الدبلوماسية السفير عادل بن أحمد الجبير، وقد أظهرت أحداث اليمن والقطيف والدمام أن للجندي قدرة على خلق مناخات أمنية واستراتيجية تستحق الاشادة، كما أظهر الجبير خلال التحضير لكامب دافيد 2015م ان الرياض قادرة على التعامل مع واشنطن بمزاج أقل تسامحاً مما سبق.
- بالعجمي الفصيح..
باركت وشاركت دول الخليج تطبيق الرياض لمبادئ المدرسة الواقعية بتأكيد دور القوة في العلاقات الدولية، ورغم الزخم غير المسبوق في الأحداث ونجاح وزراء الداخلية والدفاع والخارجية في الرياض؛ إلا أننا بعد 34 عاماً من التعاون الخليجي يمكننا القول ان على عاتق الدبلوماسي في عاصمة القرار الخروج بمشروع للوحدة الخليجية قابل للتطبيق، وعلى جندي الأمن اجتثاث الإرهاب دون التوسع في مبدأ سد باب الذرائع أمنياً، عبر الاتفاقية الأمنية الخليجية، فعندما تدرس العسكرة ملامح المدن بنقاط التفتيش وقوائم منع السفر بين دول الخليج يظهر وجه الأمن القاسي، فالأمن تشعر به ولا تراه. 
كما يعتقد الخليجيون أنه على جندي الدفاع تجاوز بنود اتفاقية الدفاع الخليجي المشترك أو اعتبار توحيد كراسات التعليم العسكري إنجازاً، بل العمل على بناء هياكل جيش موحد حتى ولو كان في ست بلدان، فدول الخليج تعتبر المملكة عمقها الاستراتيجي، مما يجعل العواصم الخليجية ثغوراً وخطوطاً متقدمة في منظومة الأمن الجماعي الخليجي، فالقيادة في الخليج للرياض، وذلك يتطلب من كل الأطراف تضحيات على مذبح الدفاع عن الحياض.

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية