د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
سوف يستشيط غضبا على حروفنا كل صاحب نفس طائفي يحاول تسويق البعث وبقية أزلامه نكاية بالإيرانيين ورجالهم بالعراق.ونستطيع تفهم ذلك. لكن الايرانيين انفسهم ليسوا أبرياء من دم العالم العربي الذي تمزقه 'داعش' ومن على شاكلتهم.
يبدأ طرف الخيط الايراني بزيارة الشيخ صباح الاحمد حفظه الله لطهران مطلع الشهر الجاري. لقد ذهب شيخ الدبلوماسية يمثل الكويت وهي الكف الوحيدة التي أمتدت لمصالحة طهران. كما ذهب وهو رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون.وهو رئيس الدورة الحالية للجامعة العربية.ولم يكتف حفظه الله بما يعنيه هذا الثقل حين قابل آية الله العظمى السيد علي الخامنئي مرشد الثورة الإسلامية،بل قال من باب المجاملات الدبلوماسية إن 'مرشد الثورة هو مرشد لكل المنطقة'.قالها وهو المعروف بأن احاديثه جريئة وخارج الخطوط المتعارف عليها في دبلوماسية التردد. لكن تلك الدبلوماسية الراقية لم تكن لتثن المرشد عن الادلاء بما أراد ان يقوله، فقد حان أوانه، فصرح سماحته «للأسف ان بعض دول المنطقة لم تلتفت الي الخطر الذي قد تشكله التيارات التكفيرية عليها في المستقبل وما زالت تقدم الدعم لها.' واضاف انه 'ما من شك ان خطر هذه المجموعات سيطال الدول الداعمة لها في المستقبل المنظور'. فهل وقعت كلمات المرشد في دائرة التحريض كما يراد لها فوصل صداها 'داعش' التي فكت التماس مع جيش الاسد تدريجيا انتظارا لمثل هذه الاشارة ،لتعطي نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي الذريعة التي كان ينتظرها ليعلن جاهزية قواته للتدخل في العراق حالما تتجه سيارت الدفع الرباعي التابعة لداعش من سامراء لمسافة 230 كم جنوبا باتجاه كربلاء المقدسة .
ما أسهل دحض هذا التحليل وتهاوي أعمدته عند من لا يستطيع ان يتجاوز البعد العقائدي في السياسة الايرانية كما تجاوزتها طهران نفسها فتتعامل مع طالبان في افغانستان ضد واشنطن وتتعاون مع حماس والجهاد الاسلامي ضد اسرائيل وتتعامل مع البشير وغيره ممن يعدون في خانة الغريم العقائدي لإيران، لآن مساحات الاتفاق فيما بينهم تفوق مساحات الاختلاف.فطهران براغماتية حتى النخاع تجيد الظهور بعناوين مختلفة ولغايات ومقاصد متباينة ومن منطلقات متنوعة.
ولاشك ان دور القلق التاريخي في صيانة نظرية الأمن الكويتية بعد مقدس وهو ما دفع رئيس الوزراء الكويتي لاستعرض تطورات الوضع هاتفيا مع المالكي.ومثله اعتبار وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله أن تنظيم 'داعش' لا يمثل فقط تهديداً للكويت فحسب، بل للمنطقة كلها. وقد وصلنا هنا الى الحد الذي يمكننا فيه اطلاق التعميمات التالية دون وجل، وهي ان داعش جزء من القاعدة رغم تنكرها لهم.وهي جزء من المخطط الإيراني والبعثي ،وان خط كربلاء النجف الدفاعي قد لايكفي لوقفهم عن تحقيق خريطتهم السوداء التي نحن من ضمنها. فهل تكفي الاجراءات الخطابية أم يحتاج الامر لبعد تعبوي بعد معرفة نوع وقود محركات داعش !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق