Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 30 أبريل 2014

هل يحسم الجيش نتائج الانتخابات العراقية ؟

 

هل يحسم الجيش نتائج الانتخابات العراقية ؟
سنرى المالكي بين رجال جيشه وهم ويرددون الهوسات على النسق الصدامي

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج 

حين تكون مفردات الخطاب مستمدة من حفريات داكنة قبعت طويلا في تجاويف فكر مظلم، وليس من مرجعيات سامية، يصبح من الصعب تجاوز ما توحي به سطوره سراً أو ماتقوله علانية. وفي ذكرى تأسيس الجيش العراقي -وبوصفه القائد العام للقوات المسلحة- حيا رئيس الوزراء السيد نوري المالكي الجيش واصفا إياه بأنه ' لم يكن إلا جيشاً للشعب ملتزماً بمهامه وواجباته ولم يحد عنها 'لكن أسطر المالكي التي هي نتاج النسق الفكري الذي يسيره لم تصمد لنهاية الخطاب على نفس الود فعاد ليصف ذلك الجيش بأنه 'أستخدم حتى الاسلحة المحرمة كما في حلبجة والاهوار وأرتكب المجازر والمقابر الجماعية'وهو كما يرى المالكي جيش ضاعت بوصلته ' كما في حربه ضد إيران وغزوه الكويت والتدخل في شؤون الدول المجاورة والصديقة والشقيقة'. والغاية من القصدية العالية حين نعيد اليوم نقاط أوردها المالكي في خطابة هي ان الانتخابات النيابية العراقية التي ستبدأ اليوم ستدمر ما بقي من المؤسسة العسكرية العراقية إن جاءت كما هو متوقع بنجاح المالكي للأسباب التالية:
-دخل المالكي مرحلة الطاغية المسيطر على مفاصل الدولة.وسنراه قريبا بين رجال 'جيشه' وهم ويرددون 'الهوسات' على النسق الصدامي البائد. فقد أعلن المالكي النصر من الأنبار وكأنها أرض العدو،لا جزء من وطن يتحمل مسؤولية حمايته كما قال زعيم التحالف الوطني الشيعي في مجلس النواب العراقي ابراهيم الجعفري.
- نتيجة تأثير الثورة السورية،هناك تمدد محتمل للصراع الطائفي، وسيكون من التداعيات الإقليمية لنجاح المالكي لثالث مرة تعزيز للطائفية العابرة للحدود،حيث ستنتقل مجموعات عراقية من تنظيمات لواء ابي الفضل العباس ولواء كفيل زينب وعصائب أهل الحق إلى الخليج،لرغبة تلك التنظيمات في تأسيس نقطة انطلاق وقاعدة لخلق عمقً إستراتيجي لها بيننا.
-لقد أقلق الشيعة والسنة على حد سواء وجود قيادات بالقوات المسلحة تعمل وكأن بقائها مرهون بوجود المالكي على رأس الحكومة،فعاثت فسادا،وأدخلت التزكيات المذهبية والحزبية بدل الكفاءة والانضباط العسكري، وهذ ما دعى مقتدى الصدر لدعوة القوات لعدم التصويت للمالكي بعد ان ظهر له ان للقوات ولاءات بدائية مذهبية وعشائرية، بل إن زعيم التيار الصدري في العراق دعاعناصر القوات المسلحة إلى التمرد على قادتهم وعلى المالكي، وعدم إطاعة أوامرهم، بالتصويت له .
- فقد الجيش العراقي هويته فأصبح 'جيش وظيفة وليس عقيدة' كما وصفه النائب عن كتلة الاحرار بهاء الاعرجي فقد وقف الجميع على اختلاف مذاهبهم إبان الحرب العراقية الايرانية مع الجيش حين كان هناك شيء اسمه وطن وعقيدة، والآن لا مبدأ المواطنة موجود ولا العقيدة .
لقد دعمت واشنطن المالكي ليصبح رئيس الوزراء بصفته مرشح الكتلة الشيعية،و منذ توليه السلطة أصبح من الثوابت التي يتمسك بها في مقاربته للأمور عدم استعداده لتقبل المشاركة او التعددية متهما من لا يسايره بنقل خلاف الرأي إلى دائرة التحريض ثم العصيان، فأصبح الجيش إقطاعية خاصة له، ولم يعدم وسيلة لتحويل جيش العراق إلى 'جيش المالكي' يدافع عن كراسي ومناصب ومحاور التقرب لطهران في تشويه لطبيعة الالتزامات التي يفرضها دوره الوطني .وأستخدم المالكي الجيش العراقي كعملة مزورة،فألبسه مع السفير الاميركي في العراق زلماي خليل زاد منذ عام 2006،لباسا غير لباسه الوطني العربي بعقيدة قتالية مربكة وأهداف استراتيجية مضللة. ولأن تزوير العملة يتم دون تفويض قانوني أو رصيد يسندها او جهد حقيقي في صنعها فمآلها للكشف عاجلا ام آجلا، فهل تصبح صناديق الاقتراع جهاز كشف عملة المالكي المزورة ؟

الجمعة، 25 أبريل 2014

'أمن الخليج' بين الرؤية والإرتجال‎

  

'أمن الخليج' بين الرؤية والإرتجال‎
أمن الخليج
د.ظافر محمد العجمي - المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج    

تنطلق اليوم فعاليات مؤتمر «الأمن الوطني والأمن الإقليمي لمجلس التعاون لدول الخليج: رؤية من الداخل»، الذي يقيمه مركزالبحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة 'دراسات' 23-24 ابريل 2014م لمناقشة المشكلات التي تهدد أمن الخليج. وسيكون لي مشاركة بعنوان 'التعاون الدفاعي بين دول مجلس التعاون التحديات والآفاق' .وليس من العسير أن نفهم لماذا يقام المؤتمر وان يشارك فيه كل منشغل أصيل بقضايا أمن الخليج. لكن مالا يمكن فهمة هو الضجيج القائم عن 'أمن الخليج'مؤخرا بوتيرة أكثر من المعتاد وبخطابات منسوخة من خطابات بوش الاب ومارغريت تاتشر إبان الاحتلال العراقي للكويت،أوالحرب العراقية الايرانية ويتردد فيها الخوف على 'أمن الخليج' بشكل تعبوي . صحيح إن كثرة الهزات التي يمر بها الخليج قد تبرر أن تكتب فيه الاتفاقيات الامنية يوم بيوم. وقد رحبنا بذلك ترحيب حار بمستوى إستوائي .لكننا نرفض التدخل الارتجالي لرضع العلاقات الدولية والأمن ممن حالت هشاشة فكرهم دون حفظ أمن بلدانهم.وفي محاولة لفك شفرة تصريحات الاهتمام' بأمن الخليج' وضعنا قوالب تحليل بسيطة، فلم تخرج تلك الاهتمامات عن :
1- الحصوله على تسهيلات استراتيجية في الخليج.ويملأ هذا القالب بمثالية حلف شمال الاطلسي بإطلاق خطابات موسمية كتصريح أمينه العام 4 ابريل 2014م بأن 'أمن الخليج' مصلحة استراتيجية للحلف.لكنه يستدرك بخبث و قبل ان نطلب الانضمام إليهم بان الحلف يريد بناء علاقات لا تنتهي بالعضوية‏. فما هي نهاية مشوار مبادرة اسطنبول طالما نحن على علم ان الناتو قام لحماية دول الحلف ثم تطور ليصبح لحماية مصالح دول الحلف. وأن رؤيته الجديدة القيام بدور سياسي بديل لمجلس الأمن! فلماذا لانزال نقلب بضاعته أصلاَ !
2- تتحول كلمة 'أمن الخليج ' لمفردة بروتوكولية، قبل وخلال زيارة مسئول مهم للخليج .فحين أفتتح عبدالله غول2 إبريل 2014م منتدى مجلس الأعمال الكويتي/التركي قال ان نظرة بلاده إلى منطقة الخليج ذات أبعاد استراتيجية و أن استقرار وأمن الخليج مهم لتركيا. ومثله وزير الخارجية الروسي الذي أكد من الكويت 20 إبريل 2014م اهتمام بلاده بحفظ أمن الخليج.
3-أما أكثر فترات إرتفاع درجة الحميمية لــــ'أمن الخليج'فخلال الازمات السياسية العربية وتبعاتها الاقتصادية. فبعض الساسة العرب لازال يرهن على جودة ' البضاعة المستوردة'، حيث استعار مبدأ كارتر ' Carter Doctrine' الذي ربط في 1980م أمن الخليج بالأمن القومي الاميركي مباشرة- حين كانت دبابات T72 من الجيش رقم 40 السوفيتي في افغانستان في طريقها للخليج – ومثله ربط السياسي العربي الفذ أمن الخليج بالأمن القومي لبلده،رغم عدم الحاجة لذلك الاطار لوجود اتفاقية الدفاع العربي المشترك منذ 1950م.
ونضيف أيضا إن إيران أعلنت وبتصريحات شديدة المراوغة في ألفاظها إن الخليج سيكون بعهدة بحريتنا في حالة انسحاب أمريكا.ثم صدمتنا باكستان بدعم ايران في ذلك بمناورات بحرية مشتركة رغم صراع النفوذ بينهما في افغانستان ثم اختطاف 5 جنود ايرانيين من قبل منظمة تحتمي بحكومة إسلام آباد. ولم يرعبنا احد بمسلحي حركة 'بوكو حرام'بعد،لكن وزير داخلية عربي حذرنا من 'داعش' كخطر على'أمن الخليج' .وبعد فشل الاعتماد على العرب وعلى الغرب نجد انفسنا كشخوص في تراجيديا 'أمن الخليج' أمام مخرجين :
1- تبني رؤية موسكو،بعقد ملتقى دولي لأمن الخليج.من باب أننا 'نسكن بالصدفة فوق نفط العالم'ومن ثم يتم دفعنا نحو'المادة 77'من ميثاق الأمم المتحدة،فنقع 'تحت الوصاية' أو بمحض اختيارنا تحت 'الانتداب' الذي هو مساعدة الأقاليم التي لم تبلغ بعد الدرجة التي تمكنها من الاستقلال بنفسها، وهو في حالتنا مسمى مهذب لما هو أكثر تعاسة فتصبح 'لم تبلغ درجة تمكنها من الدفاع عن نفسها.'
2- تبني ماينادي به مؤتمر 'دراسات' فقد حان الوقت للانتقال إلى درجة أعلى من التعاون بهدف تطوير المجلس إلى منظومة اتحادية يتم من خلالها تطبيق مبدأ الامن الجماعي لحفظ أمن الخليج بدل تركه لكل ذي مخلب وناب. 
واليوم تنطلق فعاليات مؤتمر«الأمن الوطني والأمن الإقليمي لمجلس التعاون» وقد حقق مركز 'دراسات' بحصر الفعاليات في إطار يعرضه أبناء الخليج فقط تحت عنوان 'رؤية من الداخل' انجاز بحد ذاته يستحق عليه الاشادة.

الأربعاء، 16 أبريل 2014

أسود تقودها خراف

 

أسود تقودها خراف
 
د..ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج  

لم يقد نقل النقيب عيسى للكلية العسكرية إلى حل مشكلة تسرب الطلبة من الدورة بالانسحاب أو بالهروب.بل قاد الى جولات جدل مع زملائه،أو تفجر نوبات غضب يفرغ سم قسوته جراءها في احد الطلبة،او احد افراد طاقم التدريب من صف الضباط والجنود.
ولم يكن النقيب عيسى يستسيغ 'عيد' مدرب الاسلحة بلا سبب محدد،وكان يجدد بنظراته اليه 'إعلان الحرب' يوما بعد يوم . ثم سمعه يردد أبيات لم يلتقط منها الا كلمة 'يستأهل' و'عيسى' و أختلطت بقية الابيات مع ضحك الواقفين ومن ضمنهم خبير حركات المشاة وكيل الضابط 'جيم'من البعثة البريطانية الذي شاركهم الضحك لانتمائه لنفس التاريخ المهني وإن لم يكن نفس الجغرافيا. لمح البريطاني النقيب قبلهم فصاح بلغة عربية غريبة' انتبه .. إستعد 'مع إطالة حرف التاء حتى يلقوا بسجائرهم.وقد أحس عيد حينها بمشاعر عدم الود من النقيب لانه صب جام غضبه عليه من دون البقية .
وفي يوم تدريبي كان عيد يعدد مواصفات عيار سبطانة رشاش ستيرلنغ وهي 9 ملم .وقد اسقط بيده حين سأله النقيب عن معنى كلمة'ملم' . ولم يكن عيد يعلم ان معناها مليمتر لأن أحدا لم يعلمه. كان نقل عيد 'الجاهل 'الذي اقترف'إثم'عدم معرفة معنى'ملم' مسألة وقت
. لكن دخول فترة بروفات التخرج أجل نقله .وفي حفل التخرج، وحين يتقدم قائد العرض أمام راع الحفل كان يرفع السيف بيده اليمنى فيميل قبضته الممسكة بمقبض السيف حتى تصل لكتفه الايسر، ثم يعيد قبضته لتصل للكتف الأيمن، ثم يرفع نفس القبضة والسيف بها حتى تصل مستوى يوازي جبهته، منهيا بتلك الحركة استئذانه من راع الحفل لبدء طبور التخرج.
في يوم التخرج وقبل وصول راع الحفل بدقائق اقترب 'عيد' من النقيب وقال هامسا: سيدي كيف تترك قائد العرض يعاهد رأس الدولة المسلم برسم صليب النصارى! فهو يرسم الصليب في الهواء بحركة السيف.ثم رفع عيد من صوته قليلا وقال بما يشبه نبرة التوبيخ لقائده: انت تُعلم الطلبة ان يقسموا حسب تقاليد النصارى أمام القائد الاعلى للقوات المسلحة منقولة على التلفزيون.
تعمد عيد ان يتمهل وهو يقول الكلمات الخمس الاخيرة واحدة تلو الاخرى،رافقها تراجع النقيب داخل نفسه منكمشا بانتظام، متماهيا مع صوت طبول الموسيقي العسكرية التي تحتل المشهد الخلفي كدعم تعبوي للصليات المنطلقة من شفتي عيد. إحمر وجه النقيب. رفع يده رغم انه كان في حالة الاستعداد ليرخي من عقدة ربطة عنق لم يلبسها من قبل .عاد لحالة الاستعداد أو التجمد من هول الصدمة. تسابقت افكاره فرارا من غليان رأسه. وملأت المخاوف الفراغات في ذهنه. سيعرف احد معنى حركات السيف 'الكافرة.' لماذا لم يسأل الوكيل أول جيم عن معناها .' جيم هو من اخبر عيد بالثغرة في دفاعاتي ' ' لدي غريمان لا واحد '.' لو اكتشف مدير الكلية الامر لنقلني '. 'لو علمت وسائل الاعلام ان رأس الدولة يقبل ولاء ضباطه الجدد في ظلال سيوف صليبية لتطايرت رؤوس ولا مكان لحسن النية وكرامة والاجتهاد'.
لم يستطع عيسى ان ينبس ببنت شفة. وبالكاد استطاع ان يرفع نظره ليوقع مع عيد بنظرات منكسرة 'معاهدة عدم اعتداء،' لقد أنتصر جندي آخر على ضابط آخر فقد احترامه لأنه لم يكن مؤهلا لقيادته. فأصبح كل واحد ينظر للآخر بوصفه خصما لا بوصفه شريكا في مؤسسة واحدة. قد لاتكون هذه الحكاية مدخلا دقيقا بما يكفي للوصول الى ان من يتسنم القيادة مدنيا او عسكريا قد لايكون بالضرورة مقنعا فيما يقوم به اوان قرارته تخدم اهداف سامية، او ان منصبه سيحميه من تابعيه. وهذا مادفع الوكيل أول جيم لتزويد عيد بسر ثمين احتفظ به لنفسه ثم تنازل عنه ليوقف عيسى وأمثاله .
ففي تراث جيم العسكري البريطاني مقولة أسود تقودها خراف.' Lions for Lambs' وفي معركة سوم' Somme' يوليو 1916م دفع الجنرال البريطاني دوغلاس هيغ ' Douglas Haig,' بــ 58 ألف جندي بتكتيك الهجوم الشامل الاهوج فلم تتقدم قواته إلا 12 كم في 6 أشهر . وقد كان الجنود الالمان مستعدين للبرايطانيين الذين كان ضباطهم في الخنادق يدفعونهم بالرشاشات لقتل من لايقتله الالمان من الامام ،مما أدى لقتل ثلثهم. ولازال ذلك الرقم محتفظا بصدارته كأكبر عدد قتلى في يوم واحد في التاريخ الحديث. بل إن الالمان بكوا حال الجنود البريطانيين المساكين. فحفظ التاريخ ما كتب ضابط الماني مجهول في مذكراته'لم أشاهد في اي مكان من قبل اسود تقودها خراف ', 'Nowhere have I seen such Lions led by such Lambs.' فذهبت مثلاً وفيلماً وقصيدة وحكاية تصور القدرة التخريبية للسلطة عندما تمنح لغير أهلها.

الجمعة، 11 أبريل 2014

هل يرحل مجلس التعاون تاركا الخلافات مقيمة بيننا !!

   

هل يرحل مجلس التعاون تاركا الخلافات مقيمة بيننا !!

- د.ظافر محمد العجمي – المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج 

يجرد لصوص اللحظة التاريخية الحملات على مجلس التعاون بشكل حاد منذ أزمة السفراء الخليجية،ولم يكن هذا هو الهجوم الاول لكنه كان اشدها زخما ، فقد كان المجلس عرضة للهجمات منذ مرحلته الجينية ، حيث كان مقدرا ان نسميه 'اتحاد الخليج العربي' فغضب عراق البعث طالبا الانضمام له، وكان ثمن الرفض تغيير الاتحاد الى مجلس التعاون.ولشدة ارتباكنا الاستراتيجي جراء الحرب الباردة و عجزنا العملياتي جراء الحرب العراقية الايرانية ،اتبعنا عقيدة الاستجابة المرنة فأرضينا طهران أيضا بإلغاء عروبة الخليج من الاسم واحتفظنا بعبثية بعروبة الدول .
لكن 'مجلس التعاون لدول الخليج العربية' كما اصبح جراء الترضيات كان عرضة لهجمات اخرى من قبل اتباع ايران النووية، ومن الاسد والمتعاطفين معه، بل من أغلب عشائر الربيع العربي التي لم تصل للسلطة او فقدتها . لقد كان مجلس التعاون قادر على قطع الأتصال بين حواسه وذهنه،فتعقل ولم ينقد لاستفزاز من هنا وتحريض من هناك وراح في تحقيق معظم اهدافه قصيرة المدى ،ولازالت الاجتماعات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية وحتى العسكرية مستمرة رغم ازمة السفراء لتحقيق الاهداف الاستراتيجية . فما سبب تماسك مجلس التعاون ؟
يعني التماسك 'استمرار الاعضاء في عضوية الجماعة المنضوين تحتها والحيلولة دون تفككها'كما يقول د.جمال المنيس في تشخيصه الشيق لأسباب تماسك الجماعات'Cohesion 'ورغم انه قصد جماعات ثانوية في قالب العوامل الخماسي المكون من عوامل الوقت،المودة،المنفعة،التهديد الخارجي ثم القيادة، الا اننا وجدنا انه بالامكان استخدام قالبه لتلمس سبب تماسك الخليجيين كالتالي:
-عامل الوقت ويقصد به المدة التي يقضيها افراد الجماعة بعضهم مع بعض، فكلما طالت هذه المدة ازداد تماسك الجماعة. فعمر المجلس جعل التماسك يتعدي إطاره الزمني المحدد بعقود ثلاثة بدأت 1981م ويعيد احياء قرون التماسك التي سبقت قيام المجلس نفسه، ويقتحم الحاضر بذلك الارث من التعاون طارحا نفسه كمشروع دائم لاخيار مؤقت .
- والمودة بين اعضاء الجماعة على المستوى الشخصي، فكلما كان افراد الجماعة متحابين ازداد تماسك الجماعة. ويمكننا القول ان الرابط العائلي والقبلي في الخليج يتجاوز في احيان عدة فعاليات مهرجانات المودة الحكومية بخطوات،كما لاينقاد لتبعات الخلافات السياسية، فإذا استثنيانا الضربات المتبادلة عبر 'تويتر' لوجدنا ان أزمة السفراء الخليجية لم تمنع الشيخ صباح في القمة العربية بالكويت من السير والابتسامات تملأ الاجواء وعلى يمينه الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر وعلى يساره ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز في مزاج تصالحي يتعدى متطلبات البروتوكول.
- المنفعة التي يجنيها الاعضاء من بقائهم في الجماعة، والمنفعة المادية هي ان دول المجلس تنتمي لأقوى كتلة اقتصادية في المنطقة الممتدة من شرق آسيا حتى المتوسط .أما المعنوية فالشعور بالانتماء لآقوى كتلة سياسية عربية خلال فترة الربيع العربي .
- وجود تهديد خارجي للجماعة، فالتحديات الخارجية تأتي من العلاقات الخليجية الايرانية التي أخذت شكل الازمة الممتدة طالما لم يظهر من طهران مايدل على نيتها ان تصبح شريك إيجابي. كما ان العلاقات الخليجية الغربية تحد دائم حيث جعلنتا عُرضةً للتفاهمات الدولية،وآخرها الاستدارة الاستراتيجية الاميركية لايران، إلا ان اشد التهديدات هو وجودنا في بيئة اقليمية سيئة الجيرة.
- المهارات القيادية لقائد المجموعة ، والقيادة في مجلس التعاون لم تحدد ببند عدا التناوب في رئاسة الدورات لكن الرياض لها وزنها ،وهنا تأتي 'اشكالية العمق والثغرة ' فكل دول مجلس التعاون لا تعتبر المملكة كشقيقة كبرى فحسب، بل تتجاوز هذه المفردة العائلية العاطفية الى مفردات العلاقات الدولية، فنقول مثلا ان المملكة هي عمقنا الاستراتيجي ،وتلك هي جزئية 'العمق' اما طرف المعادلة الاخر فهو ان المملكة مادامت عمقا فلابد لها من حدود امامية او خطوط دفاعية، وعليه فيمكن ان نتفهم ان تكون الرياض في مزاج اقل تسامحا حين يكون هناك ثغرة في تلك الخنادق المتقدمة .

فهل يرحل مجلس التعاون تاركا الخلافات مقيمة بيننا ؟
لقد اجابت الظروف المحيطة بالخليج وكأنها لم تكن بحاجة لمثل هذا السؤال.فالظروف الاقليمية والدولية تقول بأن التحديات أكبر من الخلافات .

الأربعاء، 2 أبريل 2014

حصاد ملفات أوباما العسكرية في الرياض

 

حصاد ملفات أوباما العسكرية في الرياض
 
 
د.ظافر محمد العجمي- المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج   
 
انهارت الذرائع التي ساقها الرئيس الاميركي أوباما في ملفات إيران،سوريا ومصر.فكان لابد من أن يعيد انحناءات قام بها أول مرة امام خادم الحرمين الشريفين عام 2009م. ولم يكن الملك في مزاج يسمح له بتجاوز اخطاء مارسها الديمقراطيون بقيادة اوباما بحق حليفهم الاستراتيجي. لقد سادت الملفات العسكرية في زيارة أوباما الاخيرة،أو مناورته الأخيرة.فافتتح مفرداته بتخفيف حدة الخلاف مع الرياض قائلا:إن مصالحنا 'الاستراتيجية' لا تزال مشتركة،وبحثنا بعض الخلافات 'التكتيكية.' 
ظهر أوباما كرجل مصاب بتناقضاته،غير جازم بما يريد،أيرفع سيفه أم يرفع صوته مما اعطى السعوديين فرصة لتحقيق اختراق في ملفات عسكرية ثلاثة،هي تسليح المعارضة السورية بأسلحة دفاع جوي، وتزويد مصر بحاجتها من السلاح ثم تزويد الرياض بطائرات بدون طيار. وحتى الان لا نعلم ان كان القرار ايجابا بشكل قاطع حول تزويد مقاتلي المعارة السورية بصورايخ 'مانبادس' (MANPADS).و'مانبادس' ليس طراز صواريخ ارض/ جو كما اعتقدت وسائل اعلام عدة بل اختصار لوصف هذا النوع من الاسلحة ' Man-Portable Air-Defense Systems' والطراز الاميركي المطلوب هو' ستنغر'.
فبينما تريد السعودية دعم المعارضة بهذا القواذف وسلب الاسد السيادة الجوية ،تخشى واشنطن أن تستخدمها جماعات إرهابية ضد الغرب أو الطائرات التجارية،اوضد الغطرسة الاسرائيلية فوق الجولان وحتى غزة .المناورة السعودية كانت حين أستغلت الرياض قلقل واشنطن المعلن من تدفق السلاح لسوريا.فأعلنت نيتها شراء اسلحة للمعارضة من الصين وباكستان،رافق ذلك تسرب انباء نهب مخازن سلاح ليبية واختفاء 15 ألف صاروخ مضاد للطائرات.
فبدأ اوباما جولته بقول مسئول أميركي' ان واشنطن لا توافق على ان تسلم السعودية مقاتلي المعارضة صورايخ 'مانباد' . لتنتهي الزيارة بتصريح من مسؤول أمريكي آخر 'إن أوباما يدرس مساعدة مقاتلي المعارضة بإرسال نظام الدفاع الجوي المحمول، المعروف بـ'مانبادس' فهل يكون الاختراق السعودي بداية قلب التوازنات على أرض المعركة ؟
لقد ظهر رجال البيت الابيض بعد سقوط حسني مبارك غير قادرين على وصل الاسباب بالنتائج،فبعد إزاحة حكم الاخوان أوقفت واشنطن المساعدات العسكرية لمصر،وكان من ضمنها طائرات F-16 و دبابات ابرامز M1A1 وصواريخ هاربون' Harpoon'وطائرات هيليوكبتر' Apache'.
و لم يرق للسعوديين ولغيرهم من اصدقاء النظام الجديد حجب الأباتشي الهجومية عالية التسليح والفعالة في مكافحة الإرهاب .ورغم ان جون كيري يقر ان طائرات مصر الــ30 بحالة سيئة وبحاجة للصيانة الاميركية الا انهم لم يستطيعوا تصور تبعات غيابها عن مسرح سيناء لمطاردة الارهاب. و قد زاد من الازمة اتهام وزير الخارجية المصري واشنطن بالاحتفاظ بالاباتشي التي كانت بأميركا للصيانة، فتوقف الارسال وتوقفت الصيانة وتوقفت الباتشي .
المسوغ الرسمي الاميركي هو ازاحة الاخوان بغير صندوق الاقتراع، لكن المخاوف الاميركية الحقيقة في تقديرنا تعود للخوف على اسرائيل واتفاقية كامب دافيد التي تحدد نوع السلاح في سيناء .لكن التناقض الاكبر تبجح تل أبيب انها لاتمانع،بل ومحاولتها التوسط لعودة الاباتشي لحفظ أمن سيناء. لقد غضبت الرياض و دول الخليج فعرضت شراء أسلحة بـ 3 مليار دولار من روسيا.
تشمل طائرات مقاتلة MIG-29، ومنظومات دفاع جوي وصواريخ مضادة للدبابات و مروحيات عسكرية. فصعقت واشنطن من قدرة الرياض على المناورة ومن الصفقة التي ستؤدى إلى تراجع التفوق النوعى لإسرائيل في المنطقة،فوصف معهد كارنيجي للسلام الدولي الصفقة 'بوضع إصبع السعودية في عين أمريكا.'
من جهة اخرى رافق تغير القواعد الإقليمية في المنطقة تغير العقيدة العسكرية لمواجهة التحديات، ومن ذلك استخدام الطائرات بدون طيار. ففي الوقت الذي كانت CIA” “تديرعمليات طائرات بدون طيار من قاعدة بالسعودية قتل منها أنور العولقي باليمن، الا ان واشنطن رفضت بيع الرياض هذه الطائرات، رغم ان المملكة في حربها ضد الارهاب في حاجة ماسة للطائرة. وما كان من الرياض إلا ان اشترت طائرات إيطالية وروسية، كما طورت الطائرة بمركز الأمير سلطان للأبحاث مع جنوب افريقيا.
لقد دفع الرياض لهذه الطائرات التفوق النوعي لطهران في هذا المجال ووصلت حد جَـعْـلِ طائرة 'سكان إيغل' الاميركية ان تهبط هبوطا طبيعيا على أراضيها بمساعدة الصينيين،وقد اثار ذلك الرعب في اسرائيل التي تصنع وتبيع وتستخدم الطائرات بدون طيار ولعل هذا هو سبب تردد واشنطن الحقيقي في بيعها للرياض.لكن اخبار ترددت ان وزير الداخلية السعودي نجح في تأمين صفقة بيع أكدها أوباما اثناء زيارته .
أن التشابه في مقدمات الملفات العسكرية الثلاثة السابقة وهو التعنت الاميركي قد لا يفضي بالضرورة الي تشابها في النتائج، فتحولات اوباما الحادة تجعل من الصعوبة استشراف الموقف الاميركي في ملف تسليح المعارضة السورية بأسلحة دفاع جوي،أما تزويد مصر بحاجتها من السلاح و تزويد الرياض بطائرات بدون طيار فيبدو اكثر احتمالا للحدوث .

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية