Gulf security أمن الخليج العربي

السبت، 15 فبراير 2014

الحسناء الباريسية ترسلنا للمكسيك لتتقرب من طهران



الحسناء الباريسية ترسلنا للمكسيك لتتقرب من طهران!

بعض من حارب بالمكسيك وقوفا النقيب ادريس نعيم الرائد فرج وني والمقدم عبدالله سالم جلوسا جلياردو 

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج  
نمتلئ بالأسئلة حين نرى مذيعات يلبسن وبإصرار غريب الازرق أوالابيض أو الاسود فقط ،ليظهرن كقطعة من الديكور المحيط بهن في قناة تلفزيونية لايستطيع لفظ أسمها 50% من مشاهديها . العناد القومي الفرنسي نفسه كان ذا جرعة أقوى حين تلبس نابليون الثالث وهو يصدر الامر لقواته لاحتلال المكسيك في 8 ديسمبر 1861م. فحين يكون للإطماع آفاق مفتوحة لا يعود للإجابة عن الدوافع أهمية.
هرولة فرنسا لإقامة امبراطورية في المكسيك تحت رعايتها جعلت بريطانيا وإسبانيا تتراجعان عن دعم الفكرة،مما أدى لهلاك الكثيرمن الفرنسيين ليس بسبب المقاومة لكن بسبب الطقس و الحمى الصفراء والدوسنتاريا والتيفوئيد. ولتجاوز وديان الامراض المكسيكية الحارة أقترح أحدهم على نابليون جلب دعم عسكري من حليف أفريقي بيئة بلاده حارة. اختار نابليون طلب العون من حاكم مصر محمد سعيد باشا ذو النزعة الغربية.ولميوله الفرنسية لبي سعيد الدعوة وأمد صديقه بكتيبة ضمت 447 رجل. وقت مات 47 رجل حين وصلت الكتيبة المكونة من جنود من السودان وصعيد مصر بقيادة المقدم جبرة الله محمد السوداني الى ميناء فيراكروز 'Veracruz' نهاية 1862م. لكن الكتيبة المصرية لم تعد إلا بعد ان حفرت أسمها في التاريخ العسكري الفرنسي رغم هرولة الفرنسيين أنفسهم بانسحاب مرتبك وترك الجنود السودانيين والصعايدة لمقاتلة رجال سواريز 'Benito Juarez's'
وقبل اقتفاء أثر كتيبة النخبة السوداء'ABlack Corps d'Elite'كما سميت في كل المصادر،لفت نظرنا الهرولة الفرنسية في دخول المكسيك والخروج منه،وقد تكون الرواية آنذاك غير دقيقة إلا أنها تثبت صلاحية وصم فرنسا بالعناد القومي والتفرد والحسابات العجولة.ففي متابعتي لنشرة أخبارعلى قناة France 24 التي لا أجيد نطق أسمها رغم أنني كنت ضيفا عليهم قبل عامين لاحظت الحوار التالي :
-طهران تتهم باريس بقلة الواقعية وقلة المرونة لتشددها أكثر من واشنطن في ملفات النووي والسوري.
-باريس تقر بمواقف متباعدة مع طهران لأنها لا تقدم مؤشرات ثقة.
وفجأة تراجع نهج خلخالي العنيف وتقدم غزل الشاعر الايراني سهراب سبهري الذي جاء في أبياته'نظرة لشوارع طهران ستظهر حجم العلاقات الاقتصادية مع فرنسا، فإيران أكبر سوق للسيارات الفرنسية في العالم، ومكان توتال النفطية لا يزال خالياً في قلب إيران ' ثم ألقى العاشق الايراني بوردة كان من أثرها هرولة مشينة لا تليق بالحسناء الباريسية؛مما دفع وزير الخارجية الاميركي في 6 فبراير2014 م للقول إن فرنسا ستواجه عقوبات إذا أبرمت صفقات تجارية مع إيران.وكان ان ردت فرنسا اللعوب في 8 فبراير واصفة زيارة وفدها التجاري الى ايران بالمهمة الاستكشافية فقط.

لو عدنا للمكسيك في 1862م لوجدنا الكتيبة المصرية تقاتل مع رجال الجنرال بيزيان'Bazaine' حتى تم احتلال مدينة مكسيكو فوصف بيزيان رجال الفرقة'ان هؤلاء ليسوا من الجنود، بل هم أسود ' لكن الكتيبة تعرضت لكمين كارثي في مارس 1865م وفقدت فيه العديد مع رجالها رحمهم الله، ومنهم قائدهم المقدم جبرة الله. أستمرت الحرب وتم تنصيب مكسيمليان النمساوي أمبراطوراعلى المكسيك . ولأن وجود القوى الاوروبية في الاميركيتين يخالف 'مبدأ مونرو' الداعي لإخراجهم تدخل الاميركان الذين كانت تشغلهم من قبل حربهم الاهلية فانتصرت المكسيك، واعدم مكسيمليان 1867م،وانسحب الفرنسيين.
لكن الكتيبة المصرية بقيادة الرائد محمد ألماظ أفندي التي لم يبق من رجالها إلا 321 بقيت تكافح للخروج ومعهم بعض الجزائريين.
وحين عادت الكتيبة لفرنسا في مايو 1867م استعرضها نابليون مع قائد الجيش المصري شاهين باشا وهنأ ألماظ افندى على شجاعة الكتيبة ووزع عليهم الاوسمة.كما استعرضها الخديوى اسماعيل بالاسكندرية.
بين مرارة الاعتماد على التحالف مع واشنطن التي تتبع اجندة مصلحية تفتقد القيم اﻻخﻼقية التي تضبط السلوك اﻻنساني وبين مرارة ابدالهم بتحالف مع باريس التي يحكمها العناد القومي والحسابات العجولة نجد ان خياراتنا قليله. فقد تمتطي أهداف احداهما الاستراتيجية اهدافنا الاستراتيجية لتحقيق مغامرة قد نجد انفسنا جراءها أسرى لطهران أو تائهين في المكسيك مرة أخرى!

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية