د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
حيث سيخوض الغرب حرب من الموجة الثالثة التي تعتمد على الاسلحة الذكية، فالغرب يرى ويسمع ويراقب ويتدخل حين يريد ، نتيجة مايملكه الغرب من وسائل تجميع المعلومات وتحليلها ووسائل الاستطلاع ونظم القيادة والسيطرة والمخابرات والحاسبات وإدارة المعركة' CI4 BM' بينما جيش الاسد أعمى بالكامل ستنهار روح رجاله المعنوية فيهجرون خنادقهم ومعداتهم من صدمة المعركة وبعد انعدام تواصلهم مع قيادتهم. في حين أصبح صانع القرار العسكري الاميركي قادر على القول ان خسائره في ضرب الاسد ستكون أقل من الخسائر التي يتكبدها ايه جيش غربي في المشروعات التدريبة .
وفجأة قفزت ديمقراطية الغرب لتمزق سيناريو النصر السابق ولتحمي الدكتاتورية التي لاذت بها لاتقاء الضربة الغربية التي تحدث الجميع عن حتميتها بعد مجزرة الغوطة التي ذهب ضحيتها مايقارب الالف من الاطفال والنساء . حيث أدخلنا أوباما في فترة التفكير الديمقراطي التي ستمتد لاسبوع .وهي كافية للاسد ليقوم بحفر خنادقه بما تشمله من ترتيب لدفاعاته ونقل لقواته وتأمين لقادة جيشه ونظامه. لقد ضن الضمير الانساني ان واشنطن والغرب ستعيد الحق الى نصابه بتوجيه ضربة الى الاسد سواء كانت شاملة او محدودة ، لأنها ستحقق في اقل تقدير هدف منعه من تكرار استخدام السلاح الشامل.ثم تهاوت الامال برفض مجلس العموم البريطاني مشاركة قوات صاحبة الجلالة في ضرب قوات الطاغية.
وباسم الديمقراطية ومراعاة وجهات نظر المعارضة نأت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ببرلين عن نصرة ضحايا غاز السارين .تبعتها باريس في التردد نتيجة ضغوط من اليسار واليمين.ممادفع أوباما الى الاعلان عن عزمه طلب تفويض من الكونغرس قبل تنفيذ الضربة التأديبية للأسد . لقد كان ضعف التحالف الدولي حول أوباما احد ركائز جنوحه ليطلب رأي الكونغرس رغم أحقيته في تنفيذ العمل العسكري دون الرجوع لهم بحكم انه القائد الاعلى للقوات المسلحة ولا يرجع للكونغرس في قرارات تسيير شئون القوات سواء للحرب او حتى لتعيين قائد احد افرع القوات المسلحة . وحين نتذكر ان المنظومة المصطلحية للولايات المتحدة في عصر هذا الرجل لم تشمل تحقيق اهدافها بالحرب نتساءل ان كان أوباما سيضرب الاسد أم يريد التملص من الحرب عبر رفض الكونغرس لقرار الضربة،خصوصا ان الشعب الاميركي سيكون حينها في أجواء 9 سبتمبر المرعبة التي أجتمعت مع تردد اوباما الذي ربط الجندي الاميركي بقواعده في 'فورت هود' و'فورت براغ' وأرسل بدل منه الطائرات بدون طيار. فهل يريد أوباما التملص من تعهده بضرب الاسد !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق