Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 19 يونيو 2013

الخليج وإيران من منظور عقلاني لا روحاني



الخليج وإيران من منظور عقلاني لا 'روحاني'
 
 د.ظافر محمد العجمي-المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تتغير سياسة الدول حين تواجه تغييرات من أعلى بالانقلابات، أو بتغييرات من أسفل بتمرد الشارع، أو تغييرات من الجانب بخنجر الغزو الأجنبي المباغت. لكن طهران لم يسجل فيها شيء من هذا القبيل مؤخرا، فلماذا أنهلت برقيات التهنئة من العواصم الخليجية في استدعاء خاطئ لردة الفعل المطلوبة. مستبشرة بالتغيير وكأن رئيس مجلس العموم البريطاني جون بركاو 'John Prcao'حامل مطرقة أعرق ديمقراطية هو من فاز بالانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة وليس الشيخ د.حسن روحاني.
لقد نجح روحاني لنجاح مخطط آية الله العظمى السيد علي الخامنئي قائد الثورة الإسلامية حين نزل جليلي،وخليليان،ورضائي،و قاليباف،و ولايتي وقد ألصق على ظهورهم لافتة تحمل ختم حكومة نظام الملالي 'الاصولي.' فيما سمح لممثله في مجمع تشخيص مصلحة النظام حسن روحاني بالنزول وعلى ظهره ختم بكلمة ' إصلاحي' حتى يفوز روحاني فيخفف ضغط الشعب على نظام الملالي.
ففي فوز الاصلاحي امتصاص للغضب الشعبي الداخلي وتخفيف لحدة الاحتقان في الشارع الايراني.لقد تقدم روحاني بقوة تثير الريبة،وتتعدى مسوغ حاجة الشعب للإصلاحيين، فمنذ متى ونظام الملالي يتساهل مع الاصلاحيين وبرامجهم ! ألم يفتك النظام نفسه ليس بالإصلاحيين فحسب بل وبمن صوت لهم عام 2009م!
لتفادى الوقوع في شرك الديمقراطية بالنسخة الايرانية التي أوصلت روحاني نحتاج الى طرح عقلاني نتتبع فيه سيرة الرجل وظروف وصوله للسلطة،وقد لاحظنا أن لكل طرف في جهات العالم الاربع نبذة شخصية عن روحاني،وفي الخليج لدينا واحدة أيضا. فمن هو روحاني من منظور خليجي ؟
- أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني هو صورة من صور العنجهية الإيرانية تجاه دول الخليج وحقوقها المغتصبة. فقد قال في عام 1994م' إن إيران ستقطع اليد التي ستمتد إلى الجزر الثلاث' فهو إبن النظام الوفي ،حيث لايمكننا تجاوز انه عضو في مجلس تشخيص مصلحة النظام منذ عام 1991م، ورئيس مركز البحوث الاستراتيجية أحد الأجهزة الاستشارية العليا للمرشد الأعلى.وهوعضو المجلس الاعلى للأمن القومي منذ عام 1989م ، وقد شغل منصب مستشار الأمن القومي الإيراني لمدة ستة عشر عاما خلال إداراتي رفسنجاني وخاتمي، لذا فقد كان يتعامل تعامل مباشر مع كل القضايا ذات الطبيعة الحساسة، بماتشمله من طموح نووي وخلايا نائمة وشبكات تجسس ومفجرات عدم الاستقرار في منطقة الخليج العربي، فهذا دور مستشار الامن القومي ليس في ايران فحسب بل في كل دول العالم .
- لقد ولد برنامج إيران النووي الحديث الذي قض مضاجعنا في الخليج خلال إداراتي رفسنجاني وخاتمي، وكان روحاني كبير المفاوضين فيه مع الاتحاد الأوروبي،وكان يعاونه في ذلك فريق ضم علي أكبر ولايتي وكمال خرازي.فكيف يريد تسويق فكرة أن حكومته في الملف النووي لن تكون'حكومة مغامرين' كحكومة نجاد.وهو الذي خلق هذه 'المغامرة' في وقت كان فيه نجاد مديرا لبلدية طهران ومعرفته بتفاصيل التعامل بالذرة بقدر معرفته بعدد نجوم المجرة !
-إن اختيار روحاني الاصلاحي هو رهان على غيبوبة المراقبين عما يجري في ايران فهذا 'الاصلاحي' هو من تبنى موقفا مناهضا للإصلاح عام 1999م بإعلانه أن من ألقي القبض عليهم في مظاهرات طلابية خرجت مناهضة لإغلاق إحدى الصحف الإصلاحية سيواجهون عقوبة الإعدام .فصفة الإصلاح لهذا الرجل وتأهيله لهذا المنصب تحيط به تساؤلات عدة. فلأنه أول من أطلق وصف الإمام على مؤسس الجمهورية قبل اندلاع الثورة إبان تشييع مصطفى الخميني، النجل الأكبر للإمام الراحل سجنه السافاك ثم غادر لفرنسا، وحين عاد الامام آية الله الخميني كافأه بمناصب عسكرية لايحلم بها خريج أرقى كليات القيادة والاركان المشتركة.
وإذا كنا نعرف ان عجز العراقيين عن الحسم العسكري المبكر في الحرب العراقية/الايرانية كان مرده تدخلات صدام القاتلة الذي لم يدخل حتى مدرسة تدريب للاغرار. فحن نعرف الان سبب القصور الايراني رغم حرفية قادتهم،فقد كان روحاني يشغل مناصب عليا في المؤسسة العسكرية الايرانية فقد شغل منصب عضو في مجلس الدفاع الأعلى أثناء الحرب مع العراق. وتقلّد منصب نائب قائد الحرب 1983 – 1985 ، وقائد الدفاع الجوي الإيراني 1986 – 1991 ، ونائب القائد العام للقوات المسلحة 1988 – 1989م بل إنه قلد نتيجة تدخلاته غير المبررة 'ميدالية الفتح'و'ميدالية النصر' تقديراً لجهوده في الحرب .
فهل يكفي ان نستنكر على المبحرين في عالم الروحانيات الجديد من الخليجيين كيف انقادوا لنصف سطر من روحاني لأنه قال ' أولوية قصوى لتحسين العلاقات مع دول الجوار' رغم ان تلك كلمات لا تتوائم مع الظروف الجيوسياسية المتغيرة التي تخلقها طهران في سوريا مثلا، ولا مع القراءات التي شكلت معجم روحاني المهني و السياسيى. ثم كيف تراجع التفكير العقلاني على حساب الروحانيات ،ونسوا ان محمود أحمدي نجاد فعل ماهو اكثر حميمية من هذه الكلمات، فقد زار دول الخليج وحضر قمة قادة دول مجلس التعاون في الدوحة2004م ووقف الى جانب خادم الحرمين مستقبلا رؤساء بعثات الحج 2012م.ومع ذلك كان هو الرئيس نجاد بمناوراته وتجسسه وبتدخلاته السافرة في شئوننا. فلا مكان لحسن النية وكرامة الاجتهاد في استشراف مستقبل رجل نعرف ماضيه كحسن روحاني ، ففوزه يعني إمتداد الزمن التعبوي للأزمة بين طهران و الخليج كجزء مما بينها وبين المجتمع الدولي .

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية