Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 12 يونيو 2013

انتخابات الرئاسة الإيرانية.. البحث عن الصندوق الأسود بدل صندوق الاقتراع

 د.ظافر محمد العجمي-المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج  

انتخابات الرئاسة الايرانية
من الاخطاء الشائعة ان يسمى جهاز تسجيل معلومات الأداء وظروف الرحلة لكل طائرة بالصندوق الاسود 'Black Box'.فهما صندوقان لا صندوق واحد. الاول في مقدمة الطائرة لحفظ بيانات السرعة و الاتجاه والوقت والأخر في مؤخرتها لتسجيل الأصوات كالمشاحنات، والحوارات والاستغاثة.ويصبغ بلون أصفر أو برتقالي لتمييزه من بين حطام الطائرة المحترقة السوداء .
كما ان من الاخطاء الشائعة ترقب البعض لٍلإبهار والتشويق في نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية كل اربعة اعوام ،وما الانتظار بحد ذاته إلا مؤشر على كثرة المعولين على وهم أن انتخابات الرئاسة الايرانية ستأتي ضمن عملية ديمقراطية حقة يفتح فيها 'صندوق الاقتراع ' ليبشر طبقات المجتمع الايراني القريبة من الرصيف بقرب الخروج من الحصار الاقتصادي على يد الرئيس القادم الحامل للتغيير.بينما تظهر الحقيقة ان مايجري هو فعالﯿة مرتبة يفتح فيها 'الصندوق الاسود ' لنتعرف على من سيتحمل وزر الكارثة القادمة، بما تشمله من ملفات تضم تهديدات عسكرية وعقوبات وضغوط دولية وقضية نووية وتدخل غير مشروع في شئون دول الجوار، بينما الادارة الحقة كلها بيد رجل واحد يقبع في مدينة قم المقدسة.
لا ديمقراطية في إيران ،إلا إن الترقب لنتائج تلك الانتخابات هو بلا شك نتيجة لحجم النجاحات الايرانية في الساحات الاسلامية والعربية والخليجية رغم العزلة الاقتصادية والسياسية الاممية التي تحيط بها. فطهران هي صاحبة الاختراق الاكبر في الجسم الخليجي بأحتلالها لارضنا وبتهديد استقلالنا و بخلاياها النائمة وبطائراتها التجسسية بدون طيار. وهاهي تنفذ من خلال سوريا في الجسد العربي كما نفذت عبر ثقب العراق.
ودوليا هي صاحبة أكبر احتياطي مؤكد من مفجرات النزاع في طنب الصغرى مرورا بدوار اللؤلؤة والقطيف حتى القصير، كما تحتفظ بلقب أكبر منتج للعنف في صعدة الحوثيين وحارة حريك ومدينة الصدر. ونصيب مؤسسات الارهاب فيها من الناتج الإجمالي من العدوان موزع بين الباسدران والباسيج العابرة للسلطات بنفوذها المستمد من أية الله العظمى السيد علي حسيني خامنئي المرشد الأعلى لجمهورية ايران الإسلامية ، الذي يعني طول أسمه أيضا انه هو القائد الأعلى و القائد العام للقوات المسلحة،ومجمع تشخيص مصلحة النظام ومجلس صيانة الدستور أهم مقوّضي الديمقراطية الايرانية والمتحكم في تقييم المرشحين و أهليتهم للترشح لمنصب الرئاسة .
لقد أعطى أية الله العظمى السيد علي خامنئي الضوء الاخضر لكتلة الاصوليين سعيد جليلي، وصادق خليليان، و محسن رضائي.كما أعطى ضؤ أخضر اقل وهجا لغلام علي حداد عادل ومحمد باقر قاليباف ،و علي اكبر ولايتي. ولذر الرماد في العيون سمح بترشح محمد رضا عارف ،و سيد محمد غرضي من الاصلاحيين ، كما سمح بترشح حسن روحاني كمستقل رغم أنه عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام.
وإذا دققنا النظر فلن نجد في قائمة المرشحين شخصية واحدة قادرة على أن تتجرأ على تحدى الحواجز الذهنية التي أقامها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، ناهيك عن تجاوز حاجز مجلس صيانة الدستور المتحكم في تقييم المرشحين و أهليتهم للترشح لمنصب الرئاسة ، حيث إن من المفاهيم المفتاحية لدراسة التغيرات في هيكل الرئاسة في ايران تمحيص الاهداف الاستراتيجية التي وضعتها الثورة وهي :
1- المحافظة على بقاء ونمو نظام الملالي،والقضاء على أى معارضة فى الداخل تهدد هذا النظام، والتصدى بقوة للقوى المعارضة للنظام فى الخارج.
2-العمل على ان تكون إيران هى الدولة الأقوى سياسيا وعسكريا واقتصاديا فى الشرق الأوسط بل والأكثر نفوذاً فى إدارة القضايا ألإقليمية وتأثيرا فى القضايا العالمية.
3- تصدير الثورة ونظام حكم ولاية الفقيه للدول الإسلامية،وجعل مذهبها هو المسيطر ومساندة المضطهدين من المتعاطفين معها.
يقول هيجل' G.w.f. Hegel' فيلسوف المانيا العظيم 'أن الأشياء عليها أن تبدو في الواقع أولا قبل أن تبدو في التاريخ' فهل تشاهدون فيما سبق من أهداف ايران العليا ذكر للديمقراطية حتى تدعيها وتعطيها حق المطالبة التاريخية بها! لقد فاتني المغزى من ترقب البعض لنتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية المحسومة سلفا لرجال أية الله العظمى السيد علي خامنئي المنضبط حد التقديس لخط الامام الخميني و الاهداف الاستراتيجية التي وضعتها الثورة منذ ان تبوأ منصبة 1989م. فالعلاقة العقائدية بين الرئيس القادم والمرشد تجعل حيز المناورة للرئيس الجديد ضيق للغاية .فقد كانت مناورات نجاد وأرتال الألفاظ التي كان يجردها على خصومة في طهران نفسها ذات بعد إعلامي فقط .حيث كانت الرؤى الاستراتيجية الحاكمة لسياستة هو ما يأمر به المرشد الاعلى. وعليه فالكتابة التحليلية لما يجري او الاستشرافية لما سيكون من خلال قراءة نتائج صناديق الانتخابات الرئاسية القادمة ضرب من إضاعة الوقت، والمطلوب هو قراءة من واقع تحليل بيانات الصندوق الأسود الذي سيبدأ البحث عنه في 14 يونيو 2013م لمعرفة تفاصيل الكارثة الجديدة .

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية