د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
في ليلة من ليالي يناير 1981، طاردني دب في غابة سكويا الوطنية «Sequoia National Park» شمال كاليفورنيا، ولم يكن خلاصي منه جراء اتباع صيحات رفاق الرحلة: «أقفز فوق سيارة، اقفز فوق أقرب سيارة أيها البدوي اللعين، Damn Bedouin». فقد قفز خلفي وكنت واقفاً على السقف، وهو على غطاء المحرك عندما دفعني الهلع أن أضغط على فلاش كاميرا كانت بيدي، فتراجع بعد ثالث أو عاشر مرة، فلم أكن أعد من الهلع، حيث استمرت حالة الصدمة لتحميني، من وقع تقريع حراس الغابة، بعد أن علموا من رفاقي أنني عاندتهم وتركت برميل القمامة المعدني الثقيل دون إغلاق، فجاء الدب على رائحة بقايا الشواء. لم يكن غلام مثلي قادم من «خيطان» في رحلة صيد للدببة! بل برفقة أربعة من زملائي البحارة للتخييم قرب شجرة الجنرال شيرمان «General Sherman Tree» أكبر شجرة في العالم. فقنص الدببة يبدأ بتتبع أثرها على الأرض، بصبر لا يجيده إلا صنف نادر من الصيادين، مزودين بشاحنة من التجهيزات والمعدات والأسلحة الخاصة، فالدب صيد خطر، يتحمل طلقات عدة قبل أن يموت، ولم تكن مطارداتي في الليل لجربوع أعمش في«بر مشرف» تأهيل كاف لأصبح صياد دببة.
وبحكم المنطق الداخلي للأحداث، لابد من قتل الدب الروسي، فقد قادتنا آثاره إلى موانئ طرطوس، وبانياس واللاذقية، وحتى الموانئ غير الشرعية التي كانت خارج سلطة الدولة.
لابد من توجيه ضربات لقوات الأسد التي تحمي الموانئ، وتجنيد ضفادع بشرية منشقة عن قواته لبث سدود الألغام، التي لا يمكن الالتفاف حولها، وتحتاج إلى وقت طويل لكسحها، أو مد الشباك لمنع السفن من دخول الموانئ. وإن تعذر ذلك فعلى الثوار قصف الموانئ بالصواريخ والمدفعية و»الهاون»، إن لم يتوفر سواه لتدمير أو إعطاب السفن والمراسي والرافعات. ورغم صعوبة مقاومة الاستطراد في تفاصيل التعبئة البحرية المطلوبة من الثوار والأعمال الممكنة، إلا أننا نقول للثوار اجعلوا إغلاق الموانئ أولويتكم القادمة بعد معارك المطارات.
وفي الغرب يستخدم ناب الدب كتميمة لجلب الحظ، كما يعتقد آخرون أن الدب لا يهاجم إنساناً يضع قلادة فيها أنياب دب. وعليه فليس أمام الثوار السوريين إلا أمرين، إما قتل الدب الروسي بالهجوم المباشر على طرطوس وتعليق نابه كتميمة لإرعاب الأسد، أو إغلاق برميل القمامة في طرطوس، وبانياس، واللاذقية، وعدم تركها مفتوحة حتى لا يأتي الدب الروسي بحثاً عن فضلات، كما فعل دب طارد «غر» بدوي قبل أكثر من 30 عاماً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق