د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج العربي
خلال
الحرب العالمية الاولى 1914-1918م أشتغل أهل الخليج في تجارة السلاح من مسقط جنوبا
الى الكويت شمالا فأشتروه من تاجر السلاح الفرنسي غواغييه ' Antoine Goguyer' في
مسقط وباعوه للقوات العثمانية المحاصرة في نجد؛ مما دفع بريطانيا لفرض حصار
أقتصادي على بعض دول الخليج ومنها الكويت . كما وثقت المصادر التاريخية أساليب
مبتكرة لتهريبهم الذهب للهند خلال الحرب العالمية الثانية 1939-1945م. أما خلال
الحرب العراقية الايرانية فقد تحولت موانئ الخليج الى مخازن ضخمة لبضائع
مزدوجة الاستخدام لكلا الطرفين رغم قرارات الحظر والمقاطعة الاممية . كماخرقت
اطراف خليجية عدة عبر الخليج و الاردن الحظر الذي فرض على نظام الطاغية صدام
بعد حرب تحرير الكويت،حتى قيل من لم يغتني عبر منعطفات العقوبات والحصارات والحروب
التي مرت على الاقليم فلن يغتني أبدا. فهل يعود الخليجيون لممارسة ذلك
الدور فنكون ثغرة في الحصار المفروض على طهران والذي بدأت تظهر في الافق نتائجه
بانهيارسعر الريال الايراني للنصف ، وبدء تذمر البازار والشارع الايراني. وهل
يبتلع الغرب الطعم الذي تروج له طهران بأن تجارة التهريب انخفضت جراء انهيار
العملة الايرانية والعكس هو الصحيح ؟
-صممت العقوبات على طهران (الحكومة) وليس على أيران(الشعب) لتكون
قيدا وليس غرامة تستهدف الاقتصاد الايراني برمته،فنحن لسنا ضد الشعب الايراني
الجار المسلم .
-لم تتوقف التصريحات من الغرب وإسرائيل عن
إحتمال تأخر حصول ايران على القنبلة النووية لعدة سنوات، فلا داعي للتعجل أو
للشدة في تطبيق العقوبات.
-الضرر الواقع على المواطن الايراني يأتي من
خلط إيران للواردات المشروعة وغير المشروعة،ويمكن تمييزها فالعقوبات وضعت ضد أفراد
ومواد للمشروع النووي باسماء محددة لايمكن الخلط بينها وبين غيرها .
- لا تخصيب اليورانيوم لنقاوة 20 %،ولا صناعة الصواريخ البالستية
ممنوعة دوليا وكل مايطلبه المجتمع الدولي هو ضمانات بعدم الجنوح للسلاح النووي لكن
إصرار طهران على المضي قدما في تخصيب اليورانيوم لـ20% وأكثر سيجعل الغرب
يذعن في النهاية.
- من العبث الانقياد للجهود التي تدفع لمعاداة
طهران بناءعلى حسابات قيام حرب وشيكة،حيث لن تهاجمها أمريكا التي خسرت
حرب العراق وتخسر افغانستان وليست مؤهلة لبدء حرب جديدة . كما لن تهاجمها اسرائيل
بدون الدعم الامريكي المفقود حاليا؛بالاضافة الى أن الازمة المالية تعصف بالاتحاد
الاوروبي وهو غير مستعد لحرب جديدة.
- لن يستطيع الغرب تحمل غياب النفط
الايراني عن السوق النفطية لمدة طويلة وسينهار الحصار، فطهران تستظل من الشمس
بمظلة صينية زاهية الالوان وتتقي البرد بمعطف روسي فاخر، فكلا الدولتان تستوردان
نفطهما وتحميانها بالفيتو في الامم المتحدة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق