Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

هل سيدعم الخليجيون الريال الايراني ؟


د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج العربي 

هل سيدعم الخليجيون الريال الايراني ؟
نجاد سبب إنهيار الريال ؟

خلال الحرب العالمية الاولى 1914-1918م أشتغل أهل الخليج في تجارة السلاح من مسقط جنوبا الى الكويت شمالا فأشتروه من تاجر السلاح الفرنسي غواغييه ' Antoine Goguyer' في مسقط وباعوه للقوات العثمانية المحاصرة في نجد؛ مما دفع بريطانيا لفرض حصار أقتصادي على بعض دول الخليج ومنها الكويت . كما وثقت المصادر التاريخية أساليب مبتكرة لتهريبهم الذهب للهند خلال الحرب العالمية الثانية 1939-1945م. أما خلال الحرب العراقية الايرانية فقد تحولت موانئ الخليج الى مخازن ضخمة لبضائع  مزدوجة الاستخدام لكلا الطرفين رغم قرارات الحظر والمقاطعة الاممية . كماخرقت اطراف خليجية عدة  عبر الخليج و الاردن الحظر الذي فرض على نظام الطاغية صدام بعد حرب تحرير الكويت،حتى قيل من لم يغتني عبر منعطفات العقوبات والحصارات والحروب التي مرت على الاقليم  فلن يغتني أبدا. فهل يعود الخليجيون لممارسة  ذلك الدور فنكون ثغرة في الحصار المفروض على طهران والذي بدأت تظهر في الافق نتائجه بانهيارسعر الريال الايراني للنصف ، وبدء تذمر البازار والشارع الايراني. وهل يبتلع الغرب الطعم الذي تروج له طهران  بأن تجارة التهريب انخفضت جراء انهيار العملة الايرانية  والعكس هو الصحيح ؟

في يناير 2011م  تحدثت وزيرة الخارجية الاميركية  هيلاري كلينتون عن إحتمال تخفيف الضغط على إيران من قبل دول الخليج. لكنها استدركت قائلة 'نتوقع من جميع شركائنا الذين يشاطروننا القلق حيال إيران أن يركزوا الى أقصى حد ممكن ويبذلوا كل ما في وسعهم في حدود المنطق للمساهمة في تطبيق تلك العقوبات'. فهل قرأت كلينتون مأثورنا الشعبي الذي يحض على اقتناص الفرص وعدم التطير من غبار المعارك والازمات ' الرزق باطراف العجاج' أم قرأت المقدمة التي أستهلينا بها هذا البحث وبينت استفادتنا التاريخية من عجاج الحروب؟  

حدود المنطق الذي أشارت له كلنتون سيكون حيز مناورة لجشع  البعض و حصان طروادة الذي سيدخل من خلاله الايرانيون لموانئ الخليج العربي، مسلحين بخليط من المسوغات التي  ستجد هوى في نفوس بعض 'نسور الاعمال ' من كل الجنسيات والذين تنتشر أعشاشهم في الابراج التجارية بعواصم الخليج ،وأدواتهم فتية ايرانيين على زوارق الفايبرغلاس ومحركات ياماها  تنقل للشاطئ الاخر كل  شيء ، ومن تلك المسوغات التي  يروجون لها في وسائل الاعلام ليخلقوا بها ثغرة في الحصار مايلي : -
-صممت العقوبات على طهران (الحكومة) وليس على أيران(الشعب) لتكون قيدا وليس غرامة تستهدف الاقتصاد الايراني برمته،فنحن لسنا ضد الشعب الايراني الجار المسلم .
 -لم تتوقف التصريحات من الغرب وإسرائيل عن إحتمال تأخر حصول ايران على القنبلة النووية لعدة سنوات، فلا داعي  للتعجل أو للشدة في تطبيق العقوبات.
 -الضرر الواقع على المواطن الايراني يأتي من خلط إيران للواردات المشروعة وغير المشروعة،ويمكن تمييزها فالعقوبات وضعت ضد أفراد ومواد للمشروع النووي باسماء محددة  لايمكن الخلط بينها وبين غيرها
- لا تخصيب اليورانيوم لنقاوة 20 %،ولا صناعة الصواريخ البالستية ممنوعة دوليا وكل مايطلبه المجتمع الدولي هو ضمانات بعدم الجنوح للسلاح النووي لكن إصرار طهران على المضي قدما في تخصيب اليورانيوم لـ20%  وأكثر سيجعل الغرب يذعن في النهاية.
- من العبث الانقياد للجهود التي تدفع لمعاداة طهران بناءعلى حسابات قيام حرب وشيكة،حيث  لن تهاجمها أمريكا  التي خسرت حرب العراق وتخسر افغانستان وليست مؤهلة لبدء حرب جديدة . كما لن تهاجمها اسرائيل بدون الدعم الامريكي المفقود حاليا؛بالاضافة الى أن الازمة المالية تعصف بالاتحاد الاوروبي وهو غير مستعد لحرب جديدة.
 -   لن يستطيع الغرب تحمل غياب النفط الايراني عن السوق النفطية لمدة طويلة وسينهار الحصار، فطهران تستظل من الشمس بمظلة صينية زاهية الالوان وتتقي البرد بمعطف روسي فاخر، فكلا الدولتان تستوردان نفطهما وتحميانها بالفيتو في الامم المتحدة .
            
وللحيلولة دون إدخال الفضوليين الجشعين  لحصان طروادة من بوابة الخليج، نختتم ماسبق بتقديم توصيات تقليدية لصانع القرار هنا بأن  يعي حقيقة أن دول الخليج وإسرائيل هما الدعامتين اللتين قام عليهما القلق الغربي حيال الطموح النووي الايراني.لأن نجاح طهران في فرض نفسها كقوة نووية يعني مصادرة قرار دول الخليج .وفي الوقت نفسه تقويض المركز الاستراتيجي لإسرائيل. وقد فرض الصهاينة أنفسهم كلاعب رئيسي في القضية بناء على عقيدة بيغن 1981م  ' Begin Doctrine' التي تحرم على دول المنطقة إمتلاك سلاح دمار شامل ولو باستخدام القوة العسكرية لوقفه. مما يجعلنا نتساءل كيف تم إستبعادنا من مجموعة 5+1 وقنابل طهران في خاصرتنا ! وكيف لايكون هناك ولو لجنة فرعية بيننا وبين المفاوض الغربي تنسق الجهد الخليجي والدولي في هذا المنحى  كاللجنة العربية الدولية لسوريا! وكيف يطلب منا مقاطعة طهران وهي سوق لتجارة إعادة التصدير الخليجية دون تعويضات!  إن الانعزال الخليجي والسلبية  تجاه هذا الموضوع  لدرجة تسمية مايجري مماحكات طهران والامم المتحدة وكأن الامر لايعنينا هو ما سيسهل ان نكون ثغرة في العقوبات التي صممت في جزء كبير منها للحيلولة دون خضوعنا لذل هيمنة طهران. وسيكون مفارقة مؤلمة ان نشهد  قريبا قرار من الامم المتحدة بإدانة دول مجلس التعاون لخرقها العقوبات الدولية على طهران لإنقاذ الريال الايراني !

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية