Gulf security أمن الخليج العربي

الاثنين، 2 يناير 2012

التقية العسكرية الايرانية


التقية العسكرية الايرانية
مناورات البحرية الإيرانية
د.ظافر محمد العجمي - المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج 
 هرمز...كلمة حين تقولها طهران يظهر كيف تراوغ الكلمة معناها لتحتفظ بإيحاءات إيقاعها الأول،فهل يهددنا حبيب الله سياري قائد البحريةالايرانية بتكرار كلمة هرمز ؟   وبقوله إن الحرس الثوري سيجري أكبر مناورة بحرية في تاريخة في هرمز،وهو قادر على إغلاق المضيق لو طلبت القيادة العليا منه ذلك .  تجري الجيوش تمارين عسكرية كنشاط تدريبي لاختبار الجاهزية القتالية على المستويين التكتيكي والاستراتيجي، لكن المناورات البحرية الإيرانية التي بدأت السبت 24 ديسمبر لمدة عشرة أيام وأطلق عليها الاسم الرمزي «ولاية 90» تيمنا بمرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي، لن تكون مناورة عادية بكل المقاييس، حيث أرادت طهران بث 3 رسائل:
1- بالتعاون مع دول الخليج العربية تستطيع الجمهورية الإسلامية بما تملكة من بحرية مقتدرة فرض السلم البحري في الخليج، دون حاجة لقوى أجنبية تعكر السلم بأساطيلها.
2- جاهزية القوة البحرية الإيرانية كما تظهر هذه المناورات الضخمة كافية لتنفيذ الردع المطلوب لثني الصهاينة والأميركان عن تنفيذ الهجوم الذي يهددون به طهران منذ سنوات.
3- نتيجة الحصارات المتعددة منذ سقوط الشاه، استطاعت مصانع السلاح الإيرانية إنتاج عدة ذخائر وأسلحة، تفتقد إلى فرصة إقناع المراقبين العسكريين بجودتها، لتأتي هذه المناورات لاختبار الصناعات الدفاعية والدعاية لها.
ولأن «التقية» كمصطلح ديني كما تقول الموسوعة هي إخفاء معتقدٍ ما خشية الضرر المادي أو المعنوي، وأهل السنة والجماعة والاثنا عشرية متفقون على مسألة التقية، ولكن الخلاف في معناها واستخدامها، فقد وجدنا أن مناورات «ولاية 90» قد حملت من التقية العسكرية الشيء الكثير، فالرسائل الإيرانية الخطأ في المضمون والتوقيت تمت قراءتها في الخليج كالتالي: 
1 - تحاول طهران الخروج من الضغط الغربي المفروض عليها حتى لا تستطيع مساعدة حليفتها دمشق، بالضغط على حلفاء أميركا الخليجيين.
2 - التحرك البحري في المحيط الهندي هو طموح زائف لم يتوقف، ويعود لأيام الشاه، الذي أقام علاقات مع موريشيوس، وساند الصومال ضد إثيوبيا في القرن الإفريقي.
3 - في الملتقى الأول للقوة البحرية الاستراتيجية في كلية القيادة والأركان في يوليو 2011، أكد ممثل خامئني أن من توجيهات الولي الفقيه أن نطاق تحركات إيران البحرية سيتعدى الخليج وبحر عمان.
4 - أعلن قائد بحرية الحرس الثوري أن الجبهة التي تواجهها إيران مع أميركا تقع في البحر، واستباقا لتبعات مهاجمة إيران قامت طهران بخلق جبهات بحرية بعيدة عن أراضيها.
5 - استباقا لعقوبات أوروبية جديدة تستهدف قطاع الطاقة الإيراني، يرافقها قيام الخليجيين بتعويض النقص في سوق النفط العالمية، تلمح طهران بهذه المناورات إلى قدرتها على إغلاق مضيق هرمز، من مبدأ: إذا لم نبع نفطنا فسنرفع كلفة بيع نفط الخليجيين، حيث تراجعت النبرة التصالحية التي رددها وزير النفط الإيراني رستم قاسمي، حين تمنى ألا تعوض السعودية النقص في السوق حين غياب نفط بلاده، وارتفاع صوت محركات السفن، وتهديد عضو البرلمان برفيز سارواري «قريبا سنجري مناورة عسكرية حول كيفية إغلاق مضيق هرمز. إذا أراد العالم أن يجعل المنطقة غير آمنة، فسنجعل العالم غير آمن».
ولا تشبه التمارين العسكرية كنشاط تدريبي ما تقوم به إيران حاليا عبر مناوراتها البحرية، لأسباب عدة منها: 
1 - هذا النوع والحجم من التمارين وزمانه ومكانه تطاول على حق سلطنة عمان كدولة خليجية تملك في مضيق هرمز ما تملكه إيران بالتساوي، وفي هذا التطاول زرع بذور خصومة ستتحول مع الوقت إلى غابة من العداء.
2 - تستخدم طهران الجهد العسكري لبناء ثقة المواطن الإيراني في حكومة نجاد كما تفعل أنظمة المدارس القديمة منذ السوفيت إلى كوريا الشمالية إلى الصين. ونرى هذه البروبغندا كإطار لهذا التمرين، ففي 10 أيام وعبر مليوني كم، وعلى 4 جبهات –هي: شرق هرمز، بحر عمان، خليج عدن، شمال المحيط الهندي- تعد طهران مواطنيها أن تقوم 6 فرقاطات و3 غواصات فقط بما تعجز عن القيام به حاملة الطائرات رونالد ريغان ومجموعتها القتالية.
3 - يعني التنسيق بين السفن العائمة والغواصات الإيرانية في تمرين «ولاية 90» أنها: (1) تخلق بقرار غير شرعي مناطقَ مناورات عسكرية محظور الاقتراب منها. (2) تعيق المناورات ممرات الملاحة في المياه الدولية. (3) ترفع كلفة التأمين البحري في الخليج. (4) تخلق عبء مرافقة وحماية السفن الخليجية من قبل بحرية مجلس التعاون. (5) ترهق حالةُ الاستعداد القتالي الطويلة في البحر عند كل تمرين إيراني الرجالَ والمعدات في دول المجلس. (6) تخلق المناورات غير المبررة حالات ترقب وقلق دائم، فكم من دولة حولت مناوراتها بتغيير الكلمة الرمزية (لأغراض التمرين) إلى كلمة (حقيقي) لتستغل التطمينات التي ابتلعها جيرانها فتجتاحهم، ومحصلات هذا النهج تفضي إلى عدم الثقة بشكل دائم.
تبدأ نظرية المناورات لإظهار قوة حكومة طهران من فرضية هشة، تعتقد بتصديق العالم لها. أما كون الصناعة الحربية الإيرانية درعا أمنيا فمفهوم مجادل فيه، كما أن مقتل الرأي في أن إجراء المناورات هو لرفع الجاهزية في قطاعات البحرية الإيرانية لتكون قوة ردع فعالة، يأتي من أن الهجوم الذي تخشاه طهران لن يأتي من البحر.

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية