د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
تنشأ الحرب أول ما تنشأ في العقل،وعليه شرع الصهاينة في حملة علاقات عامة دولية لحشد التأييد لعملية عسكرية ثانية في غزة في فبراير 2008م، لكن وزير الدفاع أعلن إلغاء العملية بسبب 'تراجع التفهم الدولي' لها. وعندما سحقت القوات الاميركية العراقيين 1991م، أستقبلها الكويتيون بالاعلام الاميركية وإعلام قوات التحالف.فكيف توفرت في ظل 7 أشهر من الاحتلال! شركة رندون للاتصالات الاستراتيجية ' The Rendon Group 'هي التي فعلت ذلك حسب عقد مع البنتاجون، بل وأقامت للكويت استديو للانتاج التلفزيوني في لندن. ويضيف مالكها جون رندون انه أختار اسم 'المؤتمر الوطني العراقي'، وعين أحمد الجلبي رئيسا للمؤتمر. كما أسست شركته 'وكالة انباء افغانية' لأخبار الحرب.ولأن الحرب تنشأ أول ما تنشأ في العقل كما أستهلينا فإن شركات العلاقات العامة هي التي أدارت الجزء الظاهر من الصراعات السابقة بعيدا عن ساحات القتال.
وقبل أسبوع أشتكى اللواء مطلق الأزيمع قائد قوات درع الجزيرة من الفضائيات التي تكيل الأكاذيب لقواته،وأكد عزمه على مقاضاتها. وبما أن الجبهة الإعلامية والعلاقات العامة جزء فاعل ضمن منظومة العمل العسكري،وجدنا أن قوات درع الجزيرة إبان عملية منع التدخل الاجنبي في البحرين قد عانت من غياب العلاقات العامة ،و هي ثغرة يجب تداركها حتى لايطور العدو من مناورته عبرها. لقد دخلت قوات الدرع لحسم الامور ميدانيا وليس أعلاميا،لكن ذلك لايعني ترك الساحة للاعلام الفاسد،بل اعتبار المرئيات التالية :
1-لقدأستعد اصحاب الفتنة كما قال الشيخ عبد اللطيف آل محمود في 30 سبتمبر 'لمؤامرتهم بالاستعدادات الفكرية والإعلامية وأدوات التواصل في الداخل والخارج،واجتهدوا فاستطاعوا أن يوصلوا مرئياتهم إلى العالم وأصبحت الأجهزة الإعلامية تتحدث بلغتهم وبرؤيتهم،وقد نجحوا في ذلك أيما نجاح.' فهل حسمت المعركة الاعلامية لصالحهم !
2- لاتنقص اللواء الأزيمع البلاغة،إلا أن العمل المؤسسي يجب ان يخلف الاجتهاد الفردي. فمن مقومات نجاح حملة العلاقات العامة وجود المتحدث المختص المتفرغ اللامع باسمها. بل إن من الخطأ توزيع الحديث بداعي أن يرد الفضل على أصحابه أو بالاقدمية. فأين الناطق الرسمي صاحب الكاريزما، وما أسم عملية دخول القوات للبحرين، وماهي دوافعها، وما هي الاهداف التي يجب تحقيقها،وماذا تحقق؟فإن لم تتم الاجابة على هذه الاسئلة فستشرع الابواب لاجتهادات محللي بي بي سي وقناة العالم .
3-تقديم السلم على الحرب في حملة العلاقات العامة هو الاساس، فدخول قوات درع الجزيرة الى البحرين قد اعطى الأمان لأهلها ضد العدوان الخارجي،فقوات درع الجزيرة لم تمس أي مواطن،فالتفكير الاستراتيجي الخليجي ينضبط بمنظومة القيم الخليجية نفسها. فقد دخلت وفقا لاتفاقيات خليجية لحماية منشآت استراتيجية إبان إنشغال الامن البحريني بإعادة الاستقرار .
4- لقد ركز رؤساء اركان دول المجلس 8 سبتمبر 2011م على ضرورة وجود قيادة مشتركة لدورها في تحقيق مفهوم الامن الجماعي ،وعلى الناطق الرسمي لدرع الجزيرة تسويق أن قيادة الدرع المتقدمة في البحرين باقية، لأنها أعادت الحيوية للتعاون الخليجي، وستمهد للقيادة المشتركة فتح قيادات أخرى في دول المجلس.و قوات الدرع موجودة في كل الخليج من خلال المناورات المشتركة التي لايكاد يمر أسبوع في الموسم التدريبي دون انفتاحها عبر براري وأجواء وبحار دول المجلس.
5- إن خير من ينفذ حملة العلاقات العامة لاظهار شرعية درع الجزيرة ووجهها المشرق هم العسكريون أنفسهم،فإطلاقها أشبه بإطلاق حمله عسكرية محددة الموعد ،كبيرة الكثافة لاتتوقف أو تتراجع. ومن أهم أهداف حملة العلاقات العامة كسب الافئدة والعقول 'Win Hearts and Minds' وتسعى لاظهار دور درع الجزيرة المشرف بتكوين الصورة العقلية وليس إثارة الفضول. وعند تعذر قيام العسكريين بانجازها فلا بأس من الرجوع الى شركات العلاقات العامة المحترفة. فكيف لا ننجح في تسويق حق واضح كالصبح الابلج،بينما كلف الصهاينة شركةSaatchi & Saatchi فنجحت في رسم صورة بديلة لهم في الخارج بعد عدوانهم الهمجي عل غزة 2008م .
لم تسيطرالعقلية الانقلابية على العسكري الخليجي مطلقا،ولم يكن في موقف المسيطر المذل لشعبه يوما.وحتى تستمر قوات درع الجزيرة في نيل ثقة شعوب الخليج،ولتتمكن من صياغة العلاقة معهم كجزء من عملية حماية وتنمية المجتمع الخليجي. يجب ان تتلاشى مقولة إن المؤسسة غير ملزمة بتقديم حساب إلا لقائدها الاعلى، حيث صار لازاما على قوات درع الجزيرة ان تكون أعمالها واضحة ومعلنة وشفافة وتدل على نفسها. ولتبادل الثناء بدل تبادل النفي على قادة الدرع أن لا يفشلوا في ترجمة الامل الضخم الذي راهنا به عليهم،كقوة قادرة على النهوض بتبعات الدفاع عن الخليج بترك المجال لحملات العلاقات العامة المضللة والاكتفاء بالشكوى منها.
وقبل أسبوع أشتكى اللواء مطلق الأزيمع قائد قوات درع الجزيرة من الفضائيات التي تكيل الأكاذيب لقواته،وأكد عزمه على مقاضاتها. وبما أن الجبهة الإعلامية والعلاقات العامة جزء فاعل ضمن منظومة العمل العسكري،وجدنا أن قوات درع الجزيرة إبان عملية منع التدخل الاجنبي في البحرين قد عانت من غياب العلاقات العامة ،و هي ثغرة يجب تداركها حتى لايطور العدو من مناورته عبرها. لقد دخلت قوات الدرع لحسم الامور ميدانيا وليس أعلاميا،لكن ذلك لايعني ترك الساحة للاعلام الفاسد،بل اعتبار المرئيات التالية :
1-لقدأستعد اصحاب الفتنة كما قال الشيخ عبد اللطيف آل محمود في 30 سبتمبر 'لمؤامرتهم بالاستعدادات الفكرية والإعلامية وأدوات التواصل في الداخل والخارج،واجتهدوا فاستطاعوا أن يوصلوا مرئياتهم إلى العالم وأصبحت الأجهزة الإعلامية تتحدث بلغتهم وبرؤيتهم،وقد نجحوا في ذلك أيما نجاح.' فهل حسمت المعركة الاعلامية لصالحهم !
2- لاتنقص اللواء الأزيمع البلاغة،إلا أن العمل المؤسسي يجب ان يخلف الاجتهاد الفردي. فمن مقومات نجاح حملة العلاقات العامة وجود المتحدث المختص المتفرغ اللامع باسمها. بل إن من الخطأ توزيع الحديث بداعي أن يرد الفضل على أصحابه أو بالاقدمية. فأين الناطق الرسمي صاحب الكاريزما، وما أسم عملية دخول القوات للبحرين، وماهي دوافعها، وما هي الاهداف التي يجب تحقيقها،وماذا تحقق؟فإن لم تتم الاجابة على هذه الاسئلة فستشرع الابواب لاجتهادات محللي بي بي سي وقناة العالم .
3-تقديم السلم على الحرب في حملة العلاقات العامة هو الاساس، فدخول قوات درع الجزيرة الى البحرين قد اعطى الأمان لأهلها ضد العدوان الخارجي،فقوات درع الجزيرة لم تمس أي مواطن،فالتفكير الاستراتيجي الخليجي ينضبط بمنظومة القيم الخليجية نفسها. فقد دخلت وفقا لاتفاقيات خليجية لحماية منشآت استراتيجية إبان إنشغال الامن البحريني بإعادة الاستقرار .
4- لقد ركز رؤساء اركان دول المجلس 8 سبتمبر 2011م على ضرورة وجود قيادة مشتركة لدورها في تحقيق مفهوم الامن الجماعي ،وعلى الناطق الرسمي لدرع الجزيرة تسويق أن قيادة الدرع المتقدمة في البحرين باقية، لأنها أعادت الحيوية للتعاون الخليجي، وستمهد للقيادة المشتركة فتح قيادات أخرى في دول المجلس.و قوات الدرع موجودة في كل الخليج من خلال المناورات المشتركة التي لايكاد يمر أسبوع في الموسم التدريبي دون انفتاحها عبر براري وأجواء وبحار دول المجلس.
5- إن خير من ينفذ حملة العلاقات العامة لاظهار شرعية درع الجزيرة ووجهها المشرق هم العسكريون أنفسهم،فإطلاقها أشبه بإطلاق حمله عسكرية محددة الموعد ،كبيرة الكثافة لاتتوقف أو تتراجع. ومن أهم أهداف حملة العلاقات العامة كسب الافئدة والعقول 'Win Hearts and Minds' وتسعى لاظهار دور درع الجزيرة المشرف بتكوين الصورة العقلية وليس إثارة الفضول. وعند تعذر قيام العسكريين بانجازها فلا بأس من الرجوع الى شركات العلاقات العامة المحترفة. فكيف لا ننجح في تسويق حق واضح كالصبح الابلج،بينما كلف الصهاينة شركةSaatchi & Saatchi فنجحت في رسم صورة بديلة لهم في الخارج بعد عدوانهم الهمجي عل غزة 2008م .
لم تسيطرالعقلية الانقلابية على العسكري الخليجي مطلقا،ولم يكن في موقف المسيطر المذل لشعبه يوما.وحتى تستمر قوات درع الجزيرة في نيل ثقة شعوب الخليج،ولتتمكن من صياغة العلاقة معهم كجزء من عملية حماية وتنمية المجتمع الخليجي. يجب ان تتلاشى مقولة إن المؤسسة غير ملزمة بتقديم حساب إلا لقائدها الاعلى، حيث صار لازاما على قوات درع الجزيرة ان تكون أعمالها واضحة ومعلنة وشفافة وتدل على نفسها. ولتبادل الثناء بدل تبادل النفي على قادة الدرع أن لا يفشلوا في ترجمة الامل الضخم الذي راهنا به عليهم،كقوة قادرة على النهوض بتبعات الدفاع عن الخليج بترك المجال لحملات العلاقات العامة المضللة والاكتفاء بالشكوى منها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق