د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
لو سمحنا لأنفسنا بمواجهة أكثر أسرارنا سوداوية لعرفنا أن المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية قد ذهبت بنا لمتاهات هذيان العظمة حتى فككها الرئيس صالح بمراوغاته. لكن ترك اليمن في تقهقره السريع نحو تدمير نفسه أشد وطئا على الضمير الخليجي من مواجهة فشلنا السابق. وبعد اجتماع الدورة 119 للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول المجلس في جدة 14 يونيو 2011، كأني أرى العسكري القديم الفريق عبداللطيف الزياني يسير نحو الشحنة الناسفة في اليمن وقد ارتدى هذه المرة سترة مدرعة تلفه من رأسه حتى أخمص قدميه. تتسابق آلاف الأشياء إلى عقله، وتصبح حواسه أكثر حدة ووعيه بالموقع يتجاوز كل التوقعات. أو كما قال خبير التخلص من المتفجرات الأميركي في العراق الرقيب دايفد هوجي «أنت تلحظ كل شيء، حفيف أوراق الأشجار، هبوب الرياح، دقات قلبك». ثم يقترب أمين عام مجلس التعاون زاحفا نحو المبادرة الخليجية المزروعة بحنكة مهندس الرعب الشهيد الفلسطيني «يحيى عياش» على طريق الخليج-اليمن الوعر في تقرب يتسم بالتوتر والحذر لكي ينزع الصاعق من المادة المتفجرة تحت ضغط كبير. ففي مهمة التخلص من المتفجرات هناك فرصة واحدة ونجاح من البداية وإلا الفشل الذريع. فما بالكم إذا كانت هذه هي المحاولة الرابعة!
لقد تكاثرت الأسلاك الملونة في المبادرة-الشحنة عن آخر مرة، فهناك سلك مشدود وسلك مرتخٍ، وسلك ينتهي للشحنة الناسفة، وآخر يصل البطارية بالصاعق وبينهما سلك تضليل، وأسلاك عدة لا حصر لها:
1. هناك سلك تجديد دول مجلس التعاون التزامها بالمبادرة الخليجية للحيلولة دون تدهور الأوضاع بعد إصابة الرئيس صالح، حيث أكد الأمين العام استعداد دول المجلس لإعادة تفعيل المبادرة.
2. سلك رفض المعارضة بكافة أطيافها للمبادرة لأنها تمنح صالح وزمرته الحصانة، حيث تبنت المعارضة تشكيل مجلس انتقالي وإعلان دستور وتشكيل حكومة، مما يجعلنا نتساءل عن جدوى فرضها عليهم فنفقد العلاقات مع المستقبل في إصرار على علاقة مع طاغية يلعق جراحه.
3. سلك انسحاب الدوحة منها ليجعلها تمثل وجهة نظر بعض دول المجلس وليس كلها، حيث سيكون على الأمين العام مراعاة التحرك والتعامل مع هذه المبادرة على هذا الأساس.
4. سلك صالح الذي لم يعد نتيجة إصابته البليغة -وهو طرفها الأول- قادراً على القيام بواجباته فيها، إلا إذا وقعها في المستشفى بالرياض بحضور المعارضة، ثم العودة ليحكم لشهر وينقل السلطة لنائبه وهذا ما ترفضه المعارضة أصلا.
5. سلك أن المبادرة الخليجية كانت مرحلة انتقالية ولم تحقق أغراضها، حيث أفقدتها مناورات صالح وعدم حزم الخليجيين معه وزنها، مما أفرغها من محتواها.
في اليمن مخزون من العنف يكفي الإقليم بكامله، ولا شك أن تعامل الدكتور الزياني مع المبادرة الخليجية في جولتها الجديدة في اليمن يتطلب التعامل معها كشحنة ناسفة خطرة، والأسوأ من ذلك برمته أن يتعرض لإطلاق النار وهو يحاول قص السلك الصحيح عن جهاز التفجير. لكن، لا خيار غير مواجهة الخطر، فالفشل في التعامل معها لا يعني دخول غيرنا في فراغ القوة المرتقب ولا يعني الفوضى فحسب، بل يعني أن تنتقل عدوى فشلنا إلى ميادين مناورة خليجية أخرى.
لقد تكاثرت الأسلاك الملونة في المبادرة-الشحنة عن آخر مرة، فهناك سلك مشدود وسلك مرتخٍ، وسلك ينتهي للشحنة الناسفة، وآخر يصل البطارية بالصاعق وبينهما سلك تضليل، وأسلاك عدة لا حصر لها:
1. هناك سلك تجديد دول مجلس التعاون التزامها بالمبادرة الخليجية للحيلولة دون تدهور الأوضاع بعد إصابة الرئيس صالح، حيث أكد الأمين العام استعداد دول المجلس لإعادة تفعيل المبادرة.
2. سلك رفض المعارضة بكافة أطيافها للمبادرة لأنها تمنح صالح وزمرته الحصانة، حيث تبنت المعارضة تشكيل مجلس انتقالي وإعلان دستور وتشكيل حكومة، مما يجعلنا نتساءل عن جدوى فرضها عليهم فنفقد العلاقات مع المستقبل في إصرار على علاقة مع طاغية يلعق جراحه.
3. سلك انسحاب الدوحة منها ليجعلها تمثل وجهة نظر بعض دول المجلس وليس كلها، حيث سيكون على الأمين العام مراعاة التحرك والتعامل مع هذه المبادرة على هذا الأساس.
4. سلك صالح الذي لم يعد نتيجة إصابته البليغة -وهو طرفها الأول- قادراً على القيام بواجباته فيها، إلا إذا وقعها في المستشفى بالرياض بحضور المعارضة، ثم العودة ليحكم لشهر وينقل السلطة لنائبه وهذا ما ترفضه المعارضة أصلا.
5. سلك أن المبادرة الخليجية كانت مرحلة انتقالية ولم تحقق أغراضها، حيث أفقدتها مناورات صالح وعدم حزم الخليجيين معه وزنها، مما أفرغها من محتواها.
في اليمن مخزون من العنف يكفي الإقليم بكامله، ولا شك أن تعامل الدكتور الزياني مع المبادرة الخليجية في جولتها الجديدة في اليمن يتطلب التعامل معها كشحنة ناسفة خطرة، والأسوأ من ذلك برمته أن يتعرض لإطلاق النار وهو يحاول قص السلك الصحيح عن جهاز التفجير. لكن، لا خيار غير مواجهة الخطر، فالفشل في التعامل معها لا يعني دخول غيرنا في فراغ القوة المرتقب ولا يعني الفوضى فحسب، بل يعني أن تنتقل عدوى فشلنا إلى ميادين مناورة خليجية أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق