Gulf security أمن الخليج العربي

الأحد، 7 يونيو 2009

جولة أوباما:أمن الكويت في زمن التغيرات الكبرى




د.ظافر محمد العجمي-المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج


مع صوت سحبنا في نفس الوقت لأقسام بندقية إم16M في فجر 24فبراير1991م على الحاجز الرملي الذي كان يفصلنا عن القوات العراقية ،كنت كعسكري كويتي ملحق بفرقة المارينز الثانية اشعر مع صوت الأقسام الباردة كما لو أنني امتزج بالجندي الأميركي الواقف إلى جانبي على الهمفي (همر) ونختلط إنسانيا وحضاريا وتاريخيا، فقد كان ذلك هو زمن التغيرات الكبرى في العالم حيث انهار جدار برلين، وسقط الاتحاد السوفيتي، وانفجر برميل بارود البلقان،وتم تفكيك اكبر جيش في الشرق الأوسط .
زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للمملكة العربية السعودية ،وجمهورية مصر العربية، ومارافقها من منعطفات حادة في خطابه الذي تدثر بالتاريخ والسياسة والدين والعلاقات العامة يثبت أننا نمر بزمن التغيرات الكبرى مرة أخرى. حيث إن مايجري في ظل الأزمة الاقتصادية والمزاج الأميركي الجديد الذي ادخل رجل اسود إلى المكتب البيضاوي يظهر إن هناك صياغة جديدة للسياسات والاستراتيجيات الأميركية. و مايجري هو جزء من عملية كبيرة لإعادة ترتيب علاقات الولايات المتحدة بالعالم والمنطقة خصوصا. وهذا يعيد إلى الأذهان سؤال طالما توارى في أروقة الكونغرس اتقاء شر منتسبي لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (أيباك) وهو حول من يحرك الأخر ؟ هل تحرك المنظمات الصهيونية حكومة الولايات المتحدة ،أم أن الامبريالية الغربية قد وجدت حصانا جامحا فامتطته لخدمة أغراضها في المنطقة منذ عام 1948م؟ فالامبريالية أقدم من إسرائيل، وما إسرائيل إلا مرحلة ضمن سياق تاريخي، والصهيونية كما تقول التحليلات تترهل بينما الامبريالية الاميركية تتجدد،وعند تغيير النظام الأميركي لتمويل الحملات الانتخابية وجعله من أموال دافعي الضرائب بدل تبرعات المنظمات والبنوك والمؤسسات الصهيونية عندها سيتغير كل شي؛ وما ذلك ببعيد طالما لم يتردد براك أوباما وهو يخاطب الزعماء الصهاينة (إن من يجد على مكتبة كل صباح قائمة تضم عشرة جنود أميركيين قتلهم مسلمين غاضبين على الصهيونية في العراق وأفغانستان هو أنا وليس احد منكم ). ليقيمه على الاساس الذي وضعه نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي رغم كونه صهيونيا كبيرا إلا انه قال في كلمة ألقاها في مؤتمر (إيباك)، السنوي(إن على إسرائيل أن تتوقف عن البناء في المستوطنات وتخفيف القيود المفروضة على تنقلات الفلسطينيين، وإخلاء البؤر الاستيطانية العشوائية(.


لثبات شكل الصحراء القاحلة والبحر الداكن من حولنا ولأن الإنسان منتج بيئته فمن العسير على رجال السياسة هنا تقبل تغير الكثير من المعادلات السياسية الثابتة في رؤوسهم منذ اتفاقية 23يناير 1899م بين المرحوم الشيخ مبارك الصباح والعقيد مالكولم جون ميد، المقيم السياسي لصاحبة الجلالة البريطانية في الخليج العربي،والتي سميناها لإرهاب العثمانيين الأجلاف وزورقهم الحربي (زحاف) باتفاقية الحماية رغم عدم ورود كلمة واحدة في نصها تتعهد فيه بريطانيا بحماية الكويت. لقد أثبتت الأيام الأخيرة إن الإمبراطورية الأميركية معنية بالدرجة الأولى بحقن أوردتها الهرمة بما يضمن لها البقاء على قيد الحياة ،كما فعلت روما والإمبراطورية النمساوية والعثمانية والبريطانية.
لقد حفظ الله الكويت في زمن التحولات الكبرى الماضية بستار سياسات الوضع الراهن و توازن القوى،والتضامن العربي،ورفض الاحتلال والظلم والعدوان. أما الآن فلا سياسة تحت الشمس إلا مصالح الولايات المتحدة العليا. فهل قفز قائد القوات البرية الأمريكية الجنرال جورج كيسي، من فرس أورشليم التي انتهت مرحلتها بعد الأسر، ليمتطي خيل نبوخذ نصر البابلية الجامحة؟ ويقفز بها خارج أسوار البند السابع من قرارات مجلس الأمن الدولي، طالما كانت هي التي ستورده إلى حياض الاتفاقية الأمنية حتى ولو داست بسنابكها على ملفات التعويضات والمفقودين والمطالب الكويتية الأخرى؟
لم يعد صوت سحب أقسام بندقية إم16M يعني شيئا لرفيق السلاح من مشاة البحرية الأميركية، فهو لا يصاحب سوى عناصر البعثيين من قوات الصحوة ويتجول في الليل مع بدر شاكر السياب مغنيا :


أصيحُ بالخليج: يا خليج يا واهبَ اللؤلؤ والمحارِ والردى


فيرجع الصدى كأنّهُ النشيج:


يا خليج: يا واهب المحار والردى

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية