Gulf security أمن الخليج العربي

الجمعة، 3 أبريل 2009

أوياما ينحني أمام الملك الذي رفض تقبيل شعبه ليده :الانحناء كمحاولة للهروب من تداعيات الأزمة الاقتصادية





د. ظافر محمد العجمي

المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تجتاح صحف و مواقع التحريض على الكراهية Hate Web Sites في الغرب حالياً موجة مسعورة من الحقد على لقطة لم تتعدي الثانيتين للرئيس الأميركي باراك أوباما Barack Obama وهو يحيي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله بن عبد العزيز محنيا هامته احتراما له وسط حشد من قادة الدول الذين حضروا قمة العشرين الكبار G20 في لندن قبل يومين ، في أول لقاء بين الزعيمين منذ انتخاب أوباما رئيساً في 20 يناير الماضي. وحتى لاندخل في باب مسح الجوخ أو أن تأخذنا 'الحمية' على زعيم عربي فنحذو حذو الصهاينة في تبادل الكراهية، لابد أن نشير إلى أن ماقام به الرئيس الأميركي باراك أوباما Barack Obama لم يخرج عن المألوف في المقابلات العربية الأميركية ، فقد سبق للرئيس جورج بوش أن قام برد تحية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدا لله بن عبد العزيز بوسيلة التقبيل وهي عادة عربية ، لكنها في العرف الأميركي المسكون بالخبث تعد أكثر تطرفا من الانحناء .
تعليقات الكراهية التي شاهدناها مفزعة في محتواها ،حيث تجاهل كتابها أن الشعب الأميركي برمته مولع بتقليد الشعوب الأخرى في عاداتها، وخصوصا في مجال التحية والأكل، فهم يابانيون في طوكيو وهنود يضمون أيديهم إلى صدورهم في مدراس،ويضعون الطاقية اليهودية عند حائط البراق تذللاً للصهاينة .الانحناءة من أوباما لخادم الحرمين الشريفين تمت لمن يستحقها دون مغالاة في تسطير هذه الصفحة بخصاله، بل يكفي أن نتذكر ثلاث مواقف له قريبة جدا، تظهر استحقاقه للاحترام العربي والدولي. ففي كلمته المتزنة،الناضجة والمتسامحة في القمة العربية الاقتصادية الأولى في الكويت في يناير الماضي قطع خادم الحرين الشريفين دابر التأويلات وأنهى بكلمتين فقط الجفوة مع دمشق وتمت المصالحة السوريةالسعودية التي فتحت الأفق أمام المصالحة السورية المصرية وباقي المصالحات الأخرى .أما في القمة العربية الحادية والعشرون في الدوحة 30-31 مارس 2009م فلم ينجح الزعيم الليبي في استفزازه، حيث تصرف خادم الحرمين الشريفين تصرف الملوك متجاوزا فضفاضة الثوار وسيجار هافانا وغيفارا والمعارك الإعلامية، متسلحا بصمته البليغ الذي قلب السحر على الساحر. فانتهت الأمور بشكل أكثر درامية مما حلم به الإعلاميون . فبدل السجال وتقاذف الاتهامات نقلت وسائل الإعلام صور لخادم الحرمين مع العقيد القذافي داخل إطار خلق عربي رفيع وهو دعوة ليبية للملك عبدالله لزيارة الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى.الموقف الثالث الذي يعرفه المجتمع الدولي جيدا هو مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للسلام التي عرفت فيما بعد بالمبادرة العربية للسلام ، والتي تم إقرارها في القمة العربية التي عقدت في بيروت 2002م. وتضمنت أن السلام العادل هو خيارها الاستراتيجي وضرورة الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة ،وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، و قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. و قيمة هذه المبادرة تأتي من الموقف الإسرائيلي منها من خلال تصريح الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بأن تل أبيب تقبل التفاوض حول مبادرة السلام العربية. ثم زاد المبادرة قوة ملاحظة خادم الحرمين للتسويف الإسرائيلي بعد القبول على لسان بيريز، مماجعله يعلن في مؤتمر الكويت أن العرض لن يضل طويلا على الطاولة ، مظهرا للصهاينة أن المبادرة نابعة من موقف قوة لاموقف ضعف . يقول أحد مواقع الكراهية الصهيونية ، إن الذي انحنى لملك السعودية في قمة العشرين كان الشخص المسلم البائس في داخل الرئيس و المسمى حسين Hussein، ولم ينحن رئيس الولايات المتحدة الأميركية باراك أوباما Barack Obama للعاهل السعودي لأن ذلك خارج البروتوكول.
الحقيقة الغائبة عن الإعلام الأميركي والغربي الذي يحاول التهرب من الأزمة الاقتصادية التي هو سببها ، هي أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد منع المواطنين السعوديين من رعاياه من تقبيل يده مؤكدا ان هذه العادة أمر دخيل على تقاليد المملكة وقال بالحرف الواحد 'إخواني، ان تقبيل اليد أمر دخيل على قيمنا وأخلاقنا ولا تقبله النفس الحرة الشريفة إلى ((جانب انه يؤدي إلى الانحناء وهو أمر مخالف لشرع الله والمؤمن لا ينحني لغير الله الواحد الأحد)).' وأضاف 'لذلك أعلن من مكاني هذا عن رفضي القاطع لهذا الأمر واسأل الجميع ان يعملوا ذلك ويمتنعوا عن تقبيل اليد إلا للوالدين براً بهم' بل انه بعد سماعه لكلمة 'مولاي' في احد الكلمات التي ألقيت عند استقباله عدد من الأمراء والعلماء والمشايخ وكبار المسئولين وجموعاً من المواطنين المبايعين له حين توليه الحكم قال'يا إخوان أحب أن أنقل للأخ وللإخوان كلهم أن الجلالة للرب عز وجل .. والمولى هو الرب عز وجل لا تقال لأي فرد .'إن الذي انحنى لخادم الحرمين الشريفين هو العالم بأسره الذي يقدر خير تقدير جهود عبدالله بن عبد العزيز التي يبذلها لإنعاش الاقتصاد العالمي ،ليتجاوز الأزمة التي يشهدها حاليا.

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

اهنيك با دكتور.

Hope يقول...

I think tha Obama's bow to King Saud was a suggestive of Obama’s mixture of inexperience, carefulness and confidence . I guess it has nothing to do with subjection , Obama bowed as of etiquette , more like as of respect .
King Saud has always been smart & definitely graceful in each & every move , he's such an Intelligent Leader .
Thanks for the article sir

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية