لكي تنتصر بالمعركة فلابد من السيطرة على الأجواء فوق منطقة العمليات، وهذه السيطرة قد لاتعني النصر النهائي ،لكن عدم إحرازها يعني الهزيمة المؤكدة ذلك ما يتعلمه الطلبة العسكريون من مادة التعبئة الجوية . ويستخدم رجل الدفاع الجوي في عمله منظومات من طائرات الاستطلاع و الرادارات و منظومات الدفاع الأرضية المتحرك التي تستخدم صواريخ أرض/جو و مدفعية ثابتة و متحركة، وصواريخ محمولة لصد هجوم الطائرات و الصواريخ البالستية الميدانية . ولقد كانت أهم التحديات التي تواجه الدفاع الجوي لسنوات طويلة هي الطائرات ، وزاد خطرها مع ظهور طائرات الرابتور أف 22 والشبح إف 17القادرة على التخفي والانقضاض دون أن تظهر على شاشات الرادار. ثم ظهر كابوس جديد واسلحة تنقض على ميدان المعركة من أماكن نائية جدا هي الصواريخ البالستية
Theater Ballistic Missiles (TBMs).
لقد قللت بطاريات صواريخ الباتريوت من خطر الصواريخ البالستية ، لكن الباتريوت يتم نصبها وإطلاقها من منصات ثابته بطيئة الحركة،لذا تركت لتدافع عن التجمعات السكانية،لكن ذلك لايمنعها من الدفاع عن القوات أيضا، وخير مثال على ذلك تصدي بطارية باتريوت كويتية لصاروخ بالستي عراقي استطاع الإفلات من باتريوت أمريكي حيث نجحت البطارية الكويتية في تدميره قبل أن يفتك بالقوات الأميركية المحتشدة عشية إسقاط الطاغية صدام حسين2003م ، وعليه كان الحل لحماية القوات هو في بناء منظومة ترافق القوات في مسيرها وتحميها من هجمات الصواريخ البالستية فكان الحل نظام" ثاد"
THAAD
Terminal High Altitude Area Defense (THAAD)
تصنع شركة لوكهيد مارتن الأميركية منظومة 'ثاد" المضادة للصواريخ ، وقد مر الصاروخ بسنوات عجاف حيث فشل في التجارب التي جرت عليه لمدة عشر سنوات،لكن الحاجة لحماية القوات في ميدان المعركة جعلت وزارة الدفاع الأميركية تستمر في دعم المشروع، وقد انفق البنتاغون 11 مليار دولار على مدى الأعوام الـ 17 الماضية لتطوير نظام الدفاع الصاروخي الجديد المصمم لحماية القوات والمراكز السكانية والمنشآت الحساسة من الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى، من نوع قد تطلقه إيران او كوريا الشمالية. وقد حقق الصاروخ نجاحاً عام 2006م و أسقط في عدد من التجارب الهامة صواريخ معادية.
قبل عامين أعلنت إسرائيل بعد خسائرها الفادحة لتطوير صاروخ 'حيتس ' وإنها تبحث في أمر تبني صاروخ 'ثاد' الأميركي للدفاع المحلي عن القوات في الميدان ، ويبدو أن النتائج التي أعلنت شركة لوكهيد مارتن الأميركية إن الصاروخ قد حققها في تجاربه قد دفعت دول أخرى لتبني شراءه .
قبل عامين أعلنت إسرائيل بعد خسائرها الفادحة لتطوير صاروخ 'حيتس ' وإنها تبحث في أمر تبني صاروخ 'ثاد' الأميركي للدفاع المحلي عن القوات في الميدان ، ويبدو أن النتائج التي أعلنت شركة لوكهيد مارتن الأميركية إن الصاروخ قد حققها في تجاربه قد دفعت دول أخرى لتبني شراءه .
وقبل يومين أعلنت عدة مصادر عن طلب دولة الإمارات العربية المتحدة شراء صاروخ 'ثاد' في صفقة قد تصل قيمتها إلى 7 مليارات دولار وان الصفقة قد تعلن رسميا في يونيو أو يوليو2008م.
لقد قام الجيش الأميركي بحضور ضباط من دولة الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل واستراليا ، بتشغيل البطارية الأولى من نظام «ثاد» والتي تتألف من ثلاث منصات إطلاق و24 صاروخا اعتراضيا وجهاز رادار خاص في فورت بليس - ولاية تكساس، في خطوة رئيسية نحو نشر النظام في عام 2009.
التحدي المفترض لدولة الإمارات العربية المتحدة على طاولة المخططين العسكريين هو إيران. و بأتي حجم التحدي الإيراني من حجم تمارين قوات حرس الثورة في الخليج العربي ،ومن التواجد الإيراني في الجزر العربية الثلاث ففي جزيرة أبوموسى التي تقع على بعد 50 كيلومتراً فقد من الأراضي الرئيسية لدولة الإمارات العربية المتحدة وعلى مسافة 20 كيلومتراً فقط من حقول النفط الإماراتية تتواجد قوات إيرانية كبيرة لابد من ان تعامل بوصفها تهديد مرتقب. و امتلاك إيران لقدرة الصواريخ البالستية يعتبر مصدر قلق خليجي شامل. ولا نلام في الخليج العربي عندما نعرف إن الترسانة الإيرانية من منظومات الصواريخ البالستية التي نحن في مرماها تشمل كلاً من صواريخ CSS-7 وصواريخ CSS-8 الصينية ، وصواريخ سكود-بي و سي من كوريا و صاروخ شهاب-3، و صاروخ شهاب-4 .تمتلك إيران القدرة على شن هجمات بالصواريخ البالستية ضد ألأهداف ا الكبيرة مثل المدن ،و في وقت قريب سوف تمتلك إيران القدرات المتطورة لإصابة الأهداف بدقة من مسافات بعيدة، كما سوف تمتلك منظومات صواريخ بالستية لديها الدقة للازمة لمهاجمة أهداف صغيرة ومحددة مثل قطاعات من القوات المسلحة في الميدان .
التحدي المفترض لدولة الإمارات العربية المتحدة على طاولة المخططين العسكريين هو إيران. و بأتي حجم التحدي الإيراني من حجم تمارين قوات حرس الثورة في الخليج العربي ،ومن التواجد الإيراني في الجزر العربية الثلاث ففي جزيرة أبوموسى التي تقع على بعد 50 كيلومتراً فقد من الأراضي الرئيسية لدولة الإمارات العربية المتحدة وعلى مسافة 20 كيلومتراً فقط من حقول النفط الإماراتية تتواجد قوات إيرانية كبيرة لابد من ان تعامل بوصفها تهديد مرتقب. و امتلاك إيران لقدرة الصواريخ البالستية يعتبر مصدر قلق خليجي شامل. ولا نلام في الخليج العربي عندما نعرف إن الترسانة الإيرانية من منظومات الصواريخ البالستية التي نحن في مرماها تشمل كلاً من صواريخ CSS-7 وصواريخ CSS-8 الصينية ، وصواريخ سكود-بي و سي من كوريا و صاروخ شهاب-3، و صاروخ شهاب-4 .تمتلك إيران القدرة على شن هجمات بالصواريخ البالستية ضد ألأهداف ا الكبيرة مثل المدن ،و في وقت قريب سوف تمتلك إيران القدرات المتطورة لإصابة الأهداف بدقة من مسافات بعيدة، كما سوف تمتلك منظومات صواريخ بالستية لديها الدقة للازمة لمهاجمة أهداف صغيرة ومحددة مثل قطاعات من القوات المسلحة في الميدان .
لماذا 'ثاد' الآن ؟
في الأسبوع الماضي إنهارت محاولة روسية لفتح ملف الحوار حول الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران ، وفي ذلك مؤشر قوي على ان دولة الإمارات العربية المتحدة قد قررت فتح ذلك الملف، ولأن السلاح هو أهم وسائل الإقناع، فنرى إن' ثاد' هو رسالة إماراتية لجارتها بان النزاع ممكن، ورغم علم الإمارات بضعف إمكانيات الدفاع الجوي لديها عن مجابهة الهجمات الصاروخية الإيرانية لو احتكما للسلاح إلا إن الرسالة تقول إن مهمة الدفاع الجوي الإماراتي الرئيسية في تلك المواجهة سوف تكون رفع ثمن الانتصار الإيراني إلي نقطة الردع الذي يدفع إيران إلي إيقاف أية اشتباك .
في الفترة 29-31 آذار/مارس 1998 م نظم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية ومعهد تحليل السياسات الخارجية ، ورشة عمل عقدت في أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة بعنوان 'الدفاع الجوي والصاروخي ومواجهة انتشار أسلحة الدمار الشامل والتخطيط الأمني: مضامين التعاون بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية .
وقد ركزت الدراسات التي خرجت في حينه_ أي قبل عشر سنوات_ على خطر انتشار الصواريخ البالستية وزيادة تعرض دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتهديد تلك الصواريخ ، كما تعرضت إلى ضرورة تتبع عملية استعراض العضلات الإيرانية لتكون أساساً لكثير من مجالات التخطيط الأمني لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية. وهذا يجعل منظومة' ثاد ' تطبيق لتوصيات ورش العمل من ذلك التجمع . البعد الخليجي للصفقة له عدة جوانب فكما هو معروف في عالم السلاح فإن دول المجلس تتشابه في امتلاك عدة نظم دفاع جوي موحدة مثل الهوك والباتريوت وبعض الانظمة الفرنسية والمصرية،وذلك رافد يصب في تسهيل عملية تشغيلها وصيانتها وتبادل الخبرات حولها. وعليه نتمنى أن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة من دول مجلس التعاون الخليجي التي ترى التكامل قبل التنافس كدافع لسياستها التسلحية. ومما يشجعنا على التفاؤل في التعاون الخليجي في مجال الدفاع الجوي التكرر مرارا في أدبيات الأمانة العامة لمجلس التعاون والتوجيه بضرورة ربط مراكز عمليات القوات الجوية والدفاع الجوي في دول المجلس بشبكة تغطية رادارية وإنذار مبكر من خلال مشروع حزام التعاون ، وقد بدأ تنفيذ المشروع وتشغيل المرحلة الأولى من حزام التعاون والاتصالات المؤمنة مع نهاية عام2001م.
نتمنى أن تخطر وزارة الدفاع الأميركية الكونغرس بالصفقة المقترحة لصالح دولة الإمارات العربية المتحدة،و نتمنى ان تمر أمام المشرعين مهلة ال30 يوما للاعتراض عليها دون اعتراض .ونتمنى ان تكون سيفا في يد أبناء الخليج للدفاع عن قواتهم ضد الصواريخ البالستية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق