مع منتصف الثمانينات دخل إلى مفردات وسائل الإعلام العربية مصطلح الأفغان العرب، ومعهم لابد من تذكر الجهاد الأفغاني وتذكر الزعيم الروحي للأفغان العرب الدكتور عبد الله عزام الذي رحل إلى أفغانستان عام 1982 حيث شارك في القتال وعاش مع المجاهدين ثم تنقل في العالم الإسلامي وحرض الشباب المسلم على القتال لتحرير افغانستان من خلال مكتب الخدمات الذي أسسه عام 1984م . نجح عزام في توحيد المجاهدين العرب وصهرهم جميعا على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم. وكان كل شيء مثالي حيث الشباب المسلم الذي لا ينشد إلا الشهادة في سبيل الله يقاتل إلى جنب إخوانه الأفغان في الجبال ضد السوفيت الملاحدة، حيث تطاردهم وتقتلهم حوامات 'هند' السوفيتية ،و يقتنصونها بمهارة بمضادات ' ستنغر 'الأميركية التي لا تخطئ أبدا، بعد أن دفعت أثمانها دول الخليج العربي، وقام بتدريبهم عليها موظفي شركة ريثيون وليس عملاء الاستخبارات المركزية كما انتشر في حينه .
كان ما يقومون به جهاد في سبيل الله وكان لهم دعم مالي ومعنوي من أهلهم إلى جانب هالة دعائية أمريكية ضخمة يباركها الرئيس رونالد ريغان الذي لم يتردد في إرسال 'رامبو' للقتال معهم في واحد من أفلامه . ثم انهار كل شي بتحرر أفغانستان من السوفيت أو باشتباك الفصائل الأفغانية فيما بينها أو لطرد المجاهدين العرب من أفغانستان وباكستان بعد مقتل الرئيس الباكستاني ضياء الحق . وعاد الأفغان العرب إلى بلادهم مدربين على القتال بمهارات القوات الخاصة حيث إن اشد أنواع القتال هو قتال المدن وقتال الأراضي الوعرة . عادوا ثوار بلا قضية ، متمردين على أهلهم وعشيرتهم و متمردين على تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في بلادهم ، وعانت دول العالم العربي من دون استثناء من صعوبة استيعاب هؤلاء المقاتلين ودفعت أثمان غالية تفوق قيمة الدعم الذي قدمته عندما شجعتهم للذهاب إلى أفغانستان أول مرة ، حيث جرى الصدام بين الأفغان العرب وحكوماتهم، وتركت المواجهات جراح غائرة في ذاكرة دول عدة منها مصر والسودان واليمن والأردن وغيرها
كان ما يقومون به جهاد في سبيل الله وكان لهم دعم مالي ومعنوي من أهلهم إلى جانب هالة دعائية أمريكية ضخمة يباركها الرئيس رونالد ريغان الذي لم يتردد في إرسال 'رامبو' للقتال معهم في واحد من أفلامه . ثم انهار كل شي بتحرر أفغانستان من السوفيت أو باشتباك الفصائل الأفغانية فيما بينها أو لطرد المجاهدين العرب من أفغانستان وباكستان بعد مقتل الرئيس الباكستاني ضياء الحق . وعاد الأفغان العرب إلى بلادهم مدربين على القتال بمهارات القوات الخاصة حيث إن اشد أنواع القتال هو قتال المدن وقتال الأراضي الوعرة . عادوا ثوار بلا قضية ، متمردين على أهلهم وعشيرتهم و متمردين على تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية في بلادهم ، وعانت دول العالم العربي من دون استثناء من صعوبة استيعاب هؤلاء المقاتلين ودفعت أثمان غالية تفوق قيمة الدعم الذي قدمته عندما شجعتهم للذهاب إلى أفغانستان أول مرة ، حيث جرى الصدام بين الأفغان العرب وحكوماتهم، وتركت المواجهات جراح غائرة في ذاكرة دول عدة منها مصر والسودان واليمن والأردن وغيرها
. بعد أحداث 9/11 أعتقلت القوات الأميركية معظم العرب في أفغانستان ،أو تم بيعهم على قوات التحالف من قبل رفاقهم في السلاح من الأفغان، حيث لم يكن هناك تفريق بين المقاتل و موظف الإغاثة أو حتى الطبيب . فبناء على روايته المنشورة في الصحف الكويتية بعد إطلاق سراحه في شهر مارس 2007 م من غوانتانامو يقول عبدا لله صالح العجمي والألم يعتصر قلبه انه كان من جماعة الدعوة وهم جماعة معروفة في الكويت باسم جماعة صبحان ويميلون في منهجهم إلى النصح والإرشاد والدعوة إلى الله بطرق سلمية جدا تصل إلى حد وصفهم من قبل البعض بالمتصوفين .قال العجمي في حديث لم تلتقطه أذن واعية في حينه أنه يعتبر نفسه مظلوما 'فالكويت بلدي التي ولدت فيها وأنا منها ولكن لا بد من ان ينصفوني وينصفوا كل أخ مظلوم، فأنا ظلمت من الاميركان وسجنت أربع سنوات من دون ذنب'. ثم أضاف في وصف مسبق مكتمل لرحلته التي سوف يقوم بها بعد عام كامل من الكويت الى سوريا إلى أن نفذ عمليته الانتحارية في الموصل حيث قال :'لقد اتهمت بأنني مقاتل ولم أقاتل أصلا وأنا خرجت بكفالة الآن وأريد منهم الإنصاف ثم نتفاهم بعد ذلك بإذن الله' لقد لخص عبدالله العجمي في كلمات ' ثم نتفاهم بعد ذلك بإذن الله' دور معتقل غوانتانامو في شحن المقاتلين وجلهم من أبناء الخليج العربي على الأخذ بالثار والتحول من عمال إغاثة ودعاة إلى ثوار ناقمين على الظلم الذي تعرضوا له و كانت بدايته من خيانة الأفغان لهم مرورا بالمعاملة السيئة والمهينة في زنزانات' اكس راي' في القاعدة الأميركية الرطبة في كوبا الى مخافر الشرطة في دول الخليج وحرمانهم من الأوراق الثبوتية والجوازات
لقد وعى الكثير من رجال الحكومات الخليجية إلى خطورة تحول معتقل غوانتانامو إلى خلية لتفريخ الدبابير الخليجية لا تقل عن خطورة أفغانستان في حضانة الأفغان العرب وإرسالهم لبقية الدول العربية، بل أن غوانتانامو اشد فتكا لأن المظلوم لايمكن أن ينسى جرحه والاميركان لايفصلهم عنه في العراق ألا رحلة قصير بالطائرة . لقد ذهبت للأسف جهود الحكومات الخليجية لرفع الظلم عن معتقلي غوانتانامو لدى الحكومة الأميركية أدراج الرياح . بل وذهبت مثلها جهود الناشطين السياسيين في هذا المجال ولعل آخرهم الزميل الدكتور سعد بن طفله الذي خاطب رأس السلطة السياسية في واشنطن وحذره من عواقب استمرار معتقل غوانتانامو في زرع الحقد في نفوس الشباب الخليجي الذي قادهم سؤ التقدير للذهاب إلى أفغانستان .فهل تتعض واشنطن وتحاكم أو تفرج عن معتقلي غوانتانامو قبل أن يصبح مصطلح 'الغوانتانامويون الخليجيون' دارجا في وسائل الإعلام الخليجية حين يهاجم الغوانتانامويون مصالحها ؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق