Gulf security أمن الخليج العربي

الخميس، 3 يناير 2008

التحديات التي تواجه المشروع النووي الخليجي


في سبتمبر 2007م كشف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية أن الدراسة الخاصة بشأن امتلاك التقنية النووية للإغراض السلمية لـ«الخليجي» ستكون جاهزة بعد شهرين، مشيرا إلى أن تقريرا مفصلا يتعلق بالجدوى ومراحل البرنامج النووي سيعرض على قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم المقبلة، تمهيدا لأخذ الضوء الأخضر والشروع في النواحي العملية.

لقد مضى أكثر من شهرين ولم يتم الإعلان عن نتائج الدراسة المرتقبة ، وحتى نوفر الجهد على مجلسنا الموقر ونكفيه الدخول في مهاترات مع دول الجوار والدول العظمى التي لم ولن توافق على طموحنا النووي حتى ولو كان سلميا ندرج أدناه الأسباب التي نعتقد أنها ستحول دون ظهور هذا المشروع للنور،راجين من مجلسنا الموقر أن لا يكون هذا الموضوع من ضمن الموضوعات التي يتم ترحيلها من قمة إلى أخرى، بل القول بأنه قد تم صرف النظر عن هذا المشروع .

إن إعلان مدة شهرين لاكتمال الدراسات بخصوص المشروع النووي الخليجي دليل على عدم جدية الفكرة ، حيث أن عدم توفر خبرات نووية خليجية لا يترك مجال أمام المجلس إلا بالاعتماد على مكاتب دراسات أجنبية مختصة بالطاقة النووية ، وفي رأينا المتواضع أن مدة الشهرين غير كافية أصلا للتفاوض مع المكاتب لتفويضهم القيام بالدراسة، فما قولكم في الدراسة نفسها التي تستغرق سنوات وليس أشهر .

يقول المركز الدبلوماسي للدراسات الإستراتيجية -الكويت (قضايا المنطقة العربية-السنة 8-العدد25-8 نوفمبر 2007م) إن جمهورية مصر العربية وهي أكبر الدول العربية إمكانيات في مجال القوى البشرية والعلمية ينقصها الثقافة التكنلوجية وكيفية إدارة المشاريع البحثية المتقدمة ، كما أنها لاتملك ثقافة إدارة العلاقات الخارجية لإقناع المجتمع الدولي بطموحها ،مما جعل المصريين يتعثرون في مشروعهم النووي منذ عام 1955م . فكيف بدول مجلس التعاون؟ وهل إدارة مشروع نووي هي بنفس شروط إقامة ناطحات سحاب في دبي ،بالتأكيد أن العمالة الأسيوية والتخطيط الأوروبي والاسترالي وغيره لن يجدي نفعا في مجال أبحاث الطاقة النووية، لأن المطلوب من دول المجلس أكثر من رأس المال الذي يتم توفيره بيسر للمشاريع الأخرى .




قال الباحث الأكاديمي المتخصص في الهندسة النووية د.جمال ناصر الحجي في الندوة التي نظمتها جامعة الكويت ان المفاعلات في الولايات المتحدة الاميركية يتكلف بناؤها حوالي 10 مليارات دولار، بينما تتراوح التكلفة الإجمالية لمفاعل بوشهر بين 600 إلى 800 مليون دولار. وما علينا وما علينا إلا ان نتذكر المشروع الأمني الحيوي (حزام السلام ) الذي يؤمن الربط الراداري والإنذار المبكر لكافة دول الخليج وكم من المعوقات المالية التي اعترضنه حتى تم تنفيذه بعد أكثر من عشر سنوات ، فهل نتوقع ان يتم رصد ميزانية المفاعل النووي الخليجي بسرعة حتى لو افترضنا أننا اشترينا مفاعلا روسيا قليل الثمن .

تتحفظ الولايات المتحدة على امتلاك السعودية -مقر المشروع المقترح- للطموح النووي وقد بينت ذلك من خلال خطاب لوزيرة خارجيتها كوندليزا رايس التي أعلنت عدم تفهمها لذلك الطموح ، ولا نلومها في ذلك مع توفر الطاقة البترولية لدينا بوفرة لا يمكن أن ننكره، إلا إذا كان المفاعل لإنتاج السلاح العسكري ،وهو ما نستبعده جدا لكثرة المعوقات،إلا في حال تبنى مجلس التعاون السيناريو الليبي القديم بشراء قنبلة جاهزة مع الطائرة والطيار ومدرج الإقلاع والهبوط أيضاً.

أخيراً،ً يبقى لدينا شك في صدق مجلس التعاون في الدخول في النادي النووي ونملك الكثير من المشروعية في إدراج الشك ضمن المعوقات. فقد جاء الإعلان عن المشروع ضمن حملة الردع المضادة للمفاعل النووي الإيراني، وهي حرب إعلامية جديدة على أسلوب عمل المجلس. كما أن المفاعل سيفقدنا الكثير من ثقة الحلفاء الذين نعتمد عليهم كثيرا في أمن الخليج العربي.

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية