إن أكثر الأعداء قابلية وأعظمهم خطرا هم أولئك الذين يقعون عند خطوط الصدع بين حضارات العالم الكبرى،كما يقول صامويل هنتنغتون .
(صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي ،ترجمة مالك أبو شهيوه و محمود خلف – الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع ، ليبيا، 1999م،ص71.)
والخليج العربي كما سنرى يقع على الحدود الدامية بين الحضارة العربية،والفارسية،ثم بين الحضارة الإسلامية والحضارة الهندية،والصينية التي وصلت سفنها إليه في عهد أسرة مين ،ثم الغربية المسيحية،حيث لم يكن الخليج العربي مجرد تعبير جغرافي فقط،بل كان تعبيرا اقتصاديا حينا ثم سياسيا أو عسكريا في أحيان أخرى. وتتضح أهمية منطقة الخليج العربي إذا طبقنا عناصر الجيو/استراتيجية التي تشمل مقومات رئيسة هي الموقع الجغرافي والموارد الاقتصادية والسكان والتضاريس والمناخ و النظام السياسي ودرجة التقدم ،حيث يتم تفاعل العناصر السابق ذكرها من مادية ومعنوية ونظامية في تشكيل دور المنطقة في المحيطين الإقليمي والدولي.
الجغرافيا السياسية للخليج العربي
يذهب البعض إلى أن الخليج العربي من ناحية الجغرافيا السياسية، أكثر اتساعاً من الخليج العربي من ناحية الجغرافيا الطبيعية،حيث يضم بالمعيار الجيوسياسي،عدداً من الوحدات السياسية التي ليست لها سواحل خليجية،فيتسع الحديث عنه ليشمل اليمن وباب المندب حتى قناة السويس،وليشمل أيضاً تركيا وأفغانستان وباكستان والهند حيث هناك تواصل حضاري وديني منذ القدم، وأيضابالمحيط الهندي، باعتبار أن هذه المناطق هي مناطق متصلة بالخليج العربي. حيث نجد الخليج في مطلع القرن العشرين امتدادا للهند في دوائر الحكم البريطانية سياسيا واقتصاديا وعسكريا ،وهو امتداد لحلف شمال الأطلسي بحكم أن إيران والعراق وباكستان وكلها دول على أطراف الخليج ،تمثل حلف بغداد الذي تقف من خلفه بريطانيا والولايات المتحدة ،كما تمد تركيا يديها بين الحلفين لتظهر مدى تطابق ما يرميان إليه من خطط و أهداف ،كما يظهر ارتباط الخليج بجنوب أسيا في مطلع السبعينيات ،حيث كان من نتائج الحرب الهندية الباكستانية 1971م أن مالت الهند إلى عدن في جنوب الجزيرة العربية وإلى بغداد في أقصى شمال الخليج العربي، فيما توثقت العلاقات الباكستانية مع السعودية وإيران التي التزمت بأمن باكستان منذ العام 1973م.
(عبد الجليل مرهون ، أمن الخليج بعد الحرب الباردة ، دار النهار ، بيروت 1997م ،ص49.)
ولولا أن الحرب البحرية خلال المعارك الباكستانية الهندية كان مسرحها بحر العرب وخليج البنغال ،لكانت إيران جزءا منها ضد الهند على أطراف مضيق هرمز.كما نجد أن باكستان من خلال قوات (البلوش) كانت جزءا من الجهد السلطاني في حرب ثوار ظفار في عمان في السبعينيات .
(Charles Davies, E, Global Interests in the Arab Gulf, University of Exeter Press, Exeter, UK,1992, p 117.)
وقد اعتبرت منطقة الخليج العربي من الناحية الجغرافية مفصلا استراتيجيا في علاقات الصراع بين الشرق والغرب. فهي مركز لخمس دوائر متصلة بعضها مع بعض وهي الجزيرة العربية والمشرق العربي والوطن العربي والشرق الأوسط والمحيط الهندي. كما أنها تقع علي محور طرق المواصلات البحرية والجوية بين أوروبا والشرق الأوسط وغرب أسيا وجنوب شرق آسيا و لا تبعد في الوقت نفسه كثيرا عن الحدود الجنوبية للاتحاد السوفيتي سابقا الذي يفصله الخليج عن الوصول إلي المياه الدافئة في المحيط الهندي وبالتالي إمكانية وصوله إلي بحر العرب والقرن الأفريقي
(بكر تنيرة، التطور الاستراتيجي لصراع القوى العظمى وأثره على أمن الخليج العربي، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية ،العدد46 ،1986،ص81-82.)
ويلاحظ أحد الباحثين أنه بناء على الموقع الاستراتيجي للخليج العربي،لم توجد دولة حاولت أن تكون لها سيادة عالمية ،إلا واهتمت بالخليج العربي،نظرا إلى إن خصوصية هذا الموقع جعلته بمثابة قلب الشرق الأوسط ،فعبر الفرات نستطيع الوصول إلى البحر المتوسط، وعبر دجلة وتركيا نصل إلى البحر الأسود ، وعبر إيران إلى بحر الخزر ثم روسيا أو أفغانستان .
(محمد السعيد إدريس ،النظام الإقليمي للخليج العربي ،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت2000،ص72-73.)
والخليج العربي كما سنرى يقع على الحدود الدامية بين الحضارة العربية،والفارسية،ثم بين الحضارة الإسلامية والحضارة الهندية،والصينية التي وصلت سفنها إليه في عهد أسرة مين ،ثم الغربية المسيحية،حيث لم يكن الخليج العربي مجرد تعبير جغرافي فقط،بل كان تعبيرا اقتصاديا حينا ثم سياسيا أو عسكريا في أحيان أخرى. وتتضح أهمية منطقة الخليج العربي إذا طبقنا عناصر الجيو/استراتيجية التي تشمل مقومات رئيسة هي الموقع الجغرافي والموارد الاقتصادية والسكان والتضاريس والمناخ و النظام السياسي ودرجة التقدم ،حيث يتم تفاعل العناصر السابق ذكرها من مادية ومعنوية ونظامية في تشكيل دور المنطقة في المحيطين الإقليمي والدولي.
الجغرافيا السياسية للخليج العربي
يذهب البعض إلى أن الخليج العربي من ناحية الجغرافيا السياسية، أكثر اتساعاً من الخليج العربي من ناحية الجغرافيا الطبيعية،حيث يضم بالمعيار الجيوسياسي،عدداً من الوحدات السياسية التي ليست لها سواحل خليجية،فيتسع الحديث عنه ليشمل اليمن وباب المندب حتى قناة السويس،وليشمل أيضاً تركيا وأفغانستان وباكستان والهند حيث هناك تواصل حضاري وديني منذ القدم، وأيضابالمحيط الهندي، باعتبار أن هذه المناطق هي مناطق متصلة بالخليج العربي. حيث نجد الخليج في مطلع القرن العشرين امتدادا للهند في دوائر الحكم البريطانية سياسيا واقتصاديا وعسكريا ،وهو امتداد لحلف شمال الأطلسي بحكم أن إيران والعراق وباكستان وكلها دول على أطراف الخليج ،تمثل حلف بغداد الذي تقف من خلفه بريطانيا والولايات المتحدة ،كما تمد تركيا يديها بين الحلفين لتظهر مدى تطابق ما يرميان إليه من خطط و أهداف ،كما يظهر ارتباط الخليج بجنوب أسيا في مطلع السبعينيات ،حيث كان من نتائج الحرب الهندية الباكستانية 1971م أن مالت الهند إلى عدن في جنوب الجزيرة العربية وإلى بغداد في أقصى شمال الخليج العربي، فيما توثقت العلاقات الباكستانية مع السعودية وإيران التي التزمت بأمن باكستان منذ العام 1973م.
(عبد الجليل مرهون ، أمن الخليج بعد الحرب الباردة ، دار النهار ، بيروت 1997م ،ص49.)
ولولا أن الحرب البحرية خلال المعارك الباكستانية الهندية كان مسرحها بحر العرب وخليج البنغال ،لكانت إيران جزءا منها ضد الهند على أطراف مضيق هرمز.كما نجد أن باكستان من خلال قوات (البلوش) كانت جزءا من الجهد السلطاني في حرب ثوار ظفار في عمان في السبعينيات .
(Charles Davies, E, Global Interests in the Arab Gulf, University of Exeter Press, Exeter, UK,1992, p 117.)
وقد اعتبرت منطقة الخليج العربي من الناحية الجغرافية مفصلا استراتيجيا في علاقات الصراع بين الشرق والغرب. فهي مركز لخمس دوائر متصلة بعضها مع بعض وهي الجزيرة العربية والمشرق العربي والوطن العربي والشرق الأوسط والمحيط الهندي. كما أنها تقع علي محور طرق المواصلات البحرية والجوية بين أوروبا والشرق الأوسط وغرب أسيا وجنوب شرق آسيا و لا تبعد في الوقت نفسه كثيرا عن الحدود الجنوبية للاتحاد السوفيتي سابقا الذي يفصله الخليج عن الوصول إلي المياه الدافئة في المحيط الهندي وبالتالي إمكانية وصوله إلي بحر العرب والقرن الأفريقي
(بكر تنيرة، التطور الاستراتيجي لصراع القوى العظمى وأثره على أمن الخليج العربي، مجلة دراسات الخليج والجزيرة العربية ،العدد46 ،1986،ص81-82.)
ويلاحظ أحد الباحثين أنه بناء على الموقع الاستراتيجي للخليج العربي،لم توجد دولة حاولت أن تكون لها سيادة عالمية ،إلا واهتمت بالخليج العربي،نظرا إلى إن خصوصية هذا الموقع جعلته بمثابة قلب الشرق الأوسط ،فعبر الفرات نستطيع الوصول إلى البحر المتوسط، وعبر دجلة وتركيا نصل إلى البحر الأسود ، وعبر إيران إلى بحر الخزر ثم روسيا أو أفغانستان .
(محمد السعيد إدريس ،النظام الإقليمي للخليج العربي ،مركز دراسات الوحدة العربية،بيروت2000،ص72-73.)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق