د.ظافر محمد العجمي
المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
يصفني صديق بالرجعية المستترة،حيث أسمي العصابة المحتلة لفلسطين بالصهاينة، وليس «إسرائيل» في أغلب ما أكتب،رغم اختفاء اللحظات البراقة للمقاومة المسلحة، وتوقف الحروب الدبلوماسية التي حاصرت إسرائيل لعقود. ولم يفهم أن ذلك آخر خطوط دفاعاتي الرافضة للتطبيع المذل. لكن توحش نظرية المؤامرة في العقل الجمعي العربي قادني يوم الجمعة الماضي كما قادت الغير إلى أن زيارة اللواء د.أنور عشقي للكيان الصهيوني تمهيد لعودة المبادرة العربية والتي أتت مع تصريحات سابقة لرجال قريبين من صنع القرار في الرياض لتربك أكثر المحللين السياسيين موضوعية. فكيف قام د.أنور عشقي بهذا التصرف، بدون مرجعية لثوابت السياسة السعودية المعادية للصهاينة ولقيم خليجية تضع العداء مع الصهاينة في خانة العداء الوجودي، وتضع الرياض بموقع قائد الأمة، الذي لن تفتح باب تواصل مذل مع العدو فتفقد مكانتها وتأثيرها كما حدث لمصر السادات! لكن النقاش مع بعض المراقبين الخليجيين كشف عن بعض تفهم لما قام به د.عشقي مواز لكن أقل من رأي يندد بزيارته. ففي زيارة القدس عندهم دعم لإخواننا الفلسطينيين، وربط للمسلمين وجدانياً بقدسهم وأقصاهم، بل الأجدى فتح الزيارة لكل المسلمين حتى لا يفرح العدو بغيابنا وانقطاع الأجيال الثلاثة الأخيرة عن الارتباط بالأقصى.
وللفرار من التعميم التعسفي باعتماد تحليل غير تحريضي يقف مع الزيارة أو ضدها كان لابد من الاستماع لرأي اللواء متقاعد د.أنور عشقي؛ وقد سهل الأمر أنه عضو قديم ومازال في مجموعة مراقبة الخليج التي أديرها. وحين تواصلت معه وهو في رام الله تحدث أبو ماجد عن الكليات متحاشياً الجزئيات المستنزفة للجهد حيث قال» لم أقم بزيارة لـ»إسرائيل»بل ذهبت إلى رام الله، بدعوة من الحكومة الفلسطينية، واجتمعنا مع أسر الشهداء، وحضرت زفاف ابن مروان البرغوتي، وقد صليت بالمسلمين المغرب في القدس. أما لقاء الصحافة الإسرائيلية فقديم وكان في الشهر الماضي في مؤتمر خارج الأرض المحتلة، وهذه الزيارة تشد أزر الصديق، وترد كيد العدو، وتستجلب رضا الرب. ولن نتخلى عن إخواننا الفلسطينيين ولا عن أراضينا العربية».
بالعجمي الفصيح:
قطعاً لدابر الأقاويل سبق أن أوضح مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية في 20 ديسمبر 2015م «إن كلا من جمال خاشقجي ونواف عبيد وأنور عشقي لا يعكسون وجهة نظر حكومة المملكة» وربما كانت خطوة عشقي إعادة تدوير لمياه آسنة. لكنني لن أخطوها رغم أنه طلب مني مرافقته للقدس!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق