للحرب صفة مرحلية لإزالة المعوقات التي تعترض سبيل الحياة السلمية، لكن دورات الأيام المثقلة ‏بعبق البارود جعلت صناعة السلاح تروج للحرب بوصفها منتج جديد. وقبل ‏أيام لفت نظري صورة وتعليق عن آلية القتال «نمر» التي صممتها وصنعتها مجموعة بن جبر ‏الإماراتية واقفة شامخة أمام بوابة قوس النصر في مدخل مدينة الحديدة، فهل نقلت حرب اليمن صناعة ‏السلاح الخليجية من الهامش إلى المركز؟

بصورة ملحوظة قفزت الصناعة العسكرية الإماراتية من محط الأنظار إلى رغبات طلب الشراء من دول عدة. فليس من ‏المستغرب إذاً أن نجد في مسرح عمليات اليمن صاروخ «الطارق» وآليات «جيس» المدرعة لمهام الاستطلاع والدوريات، والطائرات دون طيار «يبهون ينايتد 40»، وبندقية القتالية «كاراكال» 5.56 ملم، التي باعتها أيضاً للبحرين، والعراق، والأردن، ‏والجزائر.

أما السعودية الشقيقة التي أولت منذ تسلم الملك سلمان، اهتماماً بالغاً بمسألة توطين الصناعات العسكرية ‏والدفاعية، فلديها الكثير من الأسلحة في مسرح عمليات إعادة الشرعية اليمنية فرؤية السعودية ‏‏»2030» راعت مسألة توطين الصناعات العسكرية بنسبة 50% مقارنة مع 2% من قبل، لذا ‏تدعم قوات التحالف العربي مصانع سعودية للذخيرة ولقذائف المدفعية ومقذوفات ‏الهاون، وكذلك القذائف الثقيلة وقنابل الطائراتMk84 ‏ والتي تتراوح أوزانها بين 500 و2000 رطل، ‏فأغلب الذخائر الخفيفة والمتوسطة في حرب اليمن تصنع في السعودية. بالإضافة إلى مشاركات العربة المدرعة ‏الشبل 1 والشبل 2 ومدرعة طويق. وأنظمة الاتصالات العسكرية. بل وحتى الطائرات بدون ‏طيار «الرينبو» المصنعة بالمملكة.‏

إن وجود السلاح المصنع خليجياً في حرب اليمن يتجاوز أن يكون عنواناً مشبعاً بالرمزية والإيحاء، فدول ‏الخليج جهزت نفسها جزئياً وكلياً في بعض الجوانب من صنع يديها، يدفعها لذلك أمور منها:‏

- إن السلاح الخليجي تطلبه دول عدة في المعارض التي تقام سنوياً ‏وتلك تزكية دولية له.

- إن غياب المشتري لا يعني كساد المنتج، فحرب إعادة الشرعية خير زبون.

- لقد هيأت حرب اليمن تجربة السلاح الخليجي في الظروف التي صنع من أجلها «Battle-tested».

- تلكؤ الإدارة الأمريكية والقيود الأوروبية الجائرة على بيع الأسلحة خير دافع لاستخدام ما نصنع.

‏- إن كبرى شركات التصنيع العسكري في العالم في حل من قوانين إرسال الأسلحة لدول التحالف العربي طالما كانت الصناعة تتم في دول الخليج.‏

- صارت دول الخليج مركز هياكل عسكرية كثيرة كالتحالف الإسلامي، وتمرين رعد الشمال، وقوات درع ‏الجزيرة وأخيراً تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي»‏MESA‏»، فالحاجة مستقبلاً كبيرة للسلاح الخليجي.

* بالعجمي الفصيح:

إن القراءات المجتزأة التي تشوش على المتابع صورة جهد دول الخليج في اليمن، تغيب جوانب إيجابية كثيرة ابسطها وجود السلاح المصنع خليجيا في يد رجالنا لإعادة الشرعية.

* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج