سيقصي الحراك الشعبي في الشارع الإيراني كل انقسامات طبقة الملالي الحاكمة، وسيعتمر الولي الفقيه خوذة الإطفائي ويذكر رجاله أنهم أمام حريق يعتمد في استمراره على المادة المشتعلة والحرارة والأكسجين، لكن كيف سيكسر أحد أضلاع هذا المثلث وجميعها متوفرة في الفئات الاجتماعية الإيرانية التي تعيش قرب الرصيف. يتبع الإطفائيون عادة ثلاث وسائل هي، التبريد والخنق وتجويع النيران، لكن وعود الملالي لا تملأ بطن جائع، فيما أموالهم تغذي الحرائق في الجوار الإقليمي، لذا سقط خيار التبريد. كما أن أخبار قتل رجالهم في سوريا والعراق هي الأكسجين الذي يغذي مشاعرهم ولن توقفه مسيرات مليونية تجوب شوارع العاصمة طهران وأكثر من 1200 مدينة بأمر من خامنئي، عليه لن يبقى إلا تجويع نيران الثورة. ويهدف التجويع للحد من المتظاهرين بتقسيم المساحات الجغرافية المشتعلة لتصبح كل مساحة حريقاً صغيراً قابلاً للسيطرة، يتبعها تفتيت القابل للاشتعال بضربهم بقوة ليصبحوا أجزاء صغيرة مقدوراً على إخمادها. لكن ماذا لو فشلت كل جهود رئيس الإطفاء وفريقه؟

قبل وقت ليس ببعيد أتذكر مشاهدتي للإطفائيين المكافحين لحرائق التلال المحيطة بفنتورا في ولاية كاليفورنيا وهم يوقدون النيران في خط مستقيم لتلتهم الحشائش أمام الحريق الكبير مشكلة فراغاً تتوقف عنده النيران الكبيرة عن الامتداد، وهذا التكتيك معروف في العلاقات الدولية باسم تصدير الأزمة أو خلق حرائق صغيرة لإيقاف الحرائق الأشد خطراً.

* بالعجمي الفصيح:

يمكننا دون وجل أن نخلع على نظام طهران قلادة الرواد باعتباره خير من يقوم بتصدير أزماته الداخلية إلى جواره الإقليمي لخلق اصطفافات تفتت وقود حرائق الشوارع الإيرانية، وعليه لن يتوانى عن توسيع مدى صواريخ الحوثة لتشمل بعد الرياض كلاً من الإمارات والبحرين والكويت ليصبح الرد الخليجي محتماً فتظهر طهران لشعبها وهي تحت الهجوم. وقد بدأ التحضير لهذه الخطوة عبر عنوان أمريكا والسعودية تحاولان استغلال المطالب الاقتصادية للشعب الإيراني في صحيفة كيهان في 31 ديسمبر 2017، كما أن بإمكانه تحريك أصابعه كخلية العبدلي ومخربي البحرين وإرهابيي العوامية، أو بتحريك أقوى مكملاته الاستراتيجية كـ«حزب الله» و«الحشد الشعبي»، ضد أهداف خليجية بتهمة إثارة عدم استقرار إيران ليبرروا دعم الحزبين بأموال الشعب الإيراني.

* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج