Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 8 مارس 2017

ماذا لو قامت جمهورية الحوثيين الإسلامية!

د. ظافر محمد العجمي

دفع الحس الاستراتيجي الموفق صانع القرار السياسي الخليجي لبدء عمليات التحالف العربي العسكرية في اليمن، والتي ستكمل عامها الثاني بعد أسبوعين. لقد كان اليمن الشقيق على وشك أن يرتدي حالة «التوحد» عن محيطه وأن ترتديه الغمة الإيرانية المظلمة التي لم تتوقف منذ ثلاثة عقود عن إحداث حالة من «السعار الاستراتيجي» في جوارها الإقليمي. ولا شك أن العمليات حققت أهدافها الموضوعة وهي مهاجمة القواعد الجوية لتدمير مراكز العمليات والطائرات ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات، والصواريخ البالستية، والأسلحة الثقيلة، لكن الحرب لا تزال مستعرة فامتداد الزمن العسكري للأزمة قد لا يكون سيئا كما يتصور البعض؛ فقد تعلمنا أن البذور التي نبت منها توحش الحوثيين ومخادعة صالح هي من النوع الذي يحتاج لمبيدات قادرة على تدمير البذور المحصنة، وقادرة على الوقاية، والتلطيف من حدة أثر آفة انتزاع الشرعية بسند من طهران، فلو لم يتم التدخل لسيطر الحوثيون على مضيق باب المندب الاستراتيجي، وهددوا الملاحة بإملاءات إيرانية كالتي تقوم بها طهران في مضيق هرمز. ولو لم تبدأ العمليات العسكرية لأصبح الخليج بين أسنان بدر وشهاب وفجر من الصواريخ الإيرانية وبين النجم الثاقب، والزلزال من الصواريخ الحوثية والقوات الموالية لصالح، ولو لم يتم التدخل العسكري في اليمن قبل عامين لتم تطويق دول الخليج وسط دائرة على أطرافها العراق وسوريا وإيران واليمن، ولأقامت طهران جسراً جوياً بدأ بطائرتين على الأقل يومياً تنقلان معدات عسكرية للحوثيين وكان سينتهي بأربع وعشرين طائرة في اليوم وإقامة «كوبا» جديدة على خاصرتنا كما فعل السوفيت للولايات المتحدة في الحرب الباردة. ولو لم يقم التحالف العربي بالتدخل لسيطر الحوثيون على المؤسسة العسكرية البالغ منتسبوها 70 ألف مقاتل؛ حيث كان بالإمكان احتواؤهم بيسر في جيش فاسد أصلا صنف في 2013م بدرجة «مخاطر فساد حرجة» وهي أسوأ درجة تقييم في تقرير مؤشر مكافحة الحكومات والجيش للفساد الذي أعدته منظمة الشفافية الدولية، ولانهمر التدريب والدعم بفكر إيراني وبوجه حلفاء طهران من حزب الله في لبنان وسوريا والعراق، ولتحولت صنعاء وعدن إلى ما يشبه التجمعات البشرية المنكسرة في شوارع طهران والضاحية الجنوبية دون أن يحرك ذلك ضمير الزعيم بـ «بيت الرهبر» طالما يحقق مسعى إيران في البحث عن أمة عقائدية كي يتزعمها.

بالعجمي الفصيح

ثمة مؤشرات قد تُقرأ لصالح القول بدمار أجزاء من اليمن جراء الحرب الدائرة هناك، لكن هذا الوصول العجول هو استجابة مذعورة وعاطفية، وتجاوز عن قراءة الكليات والوقوع في الجزئيات الملهية، لقد كان الأمر خياراً بين قيام جمهورية الحوثيين الإسلامية أو عدم قيامها، وفي المعادلة الراهنة، وأية معادلة تشابهها كان لا بد من قتل اسم تلك الجمهورية قبل قتل أصحابها.

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية