Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 29 يونيو 2016

التبعات "الأمنية "على الخليج من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

د. ظافر محمد العجمي


يشبه خروج بريطانيا «Brexit» من الاتحاد الأوروبي في 2016، خروجها من الخليج في 1971. هذا ما تبادر لذهني جراء مساحات الفراغ الكثيرة في صورة الانسحاب الحالي. وهو تأصيل للنزعة البراغماتية البريطانية، ففي الانسحاب الأول تقرر سحب جميع القوات البريطانية من شرق السويس حتى لا تصبح لندن شركة أمن خاصة لشركات النفط الأمريكية. وفي حينه بادرت إمارات الخليج بمناشدة بريطانيا التريث نظير تحملها تكاليف البقاء. ويشبه ذلك موقف القلق المتكرر الذي أظهرته النمسا بمناشداتها القوية لبريطانيا لتظل في الاتحاد الأوروبي. ورغم أن الانعكاسات العملية لن تشمل احتلال روسيا لأجزاء من أوروبا كما احتلت إيران الجزر العربية، إلا أن هناك محاذير أمنية نركز على ما يخص دول الخليج منها.
- من إيجابيات الخروج البريطاني لنا في الخليج توفير مزيد من حرية الحركة الدفاعية للندن، فتخلصها من غطرسة فرنسا وأنانية ألمانيا المحركين التاريخيين للاتحاد الأوروبي يعني تتبع مصالحها منفردة، كالقدرة على التخلي عن الاتفاقات الأوروبية لحقوق الإنسان، وبيعنا سلاحاً وذخائر بدون قيود ظاهرها أخلاقي وباطنها مآرب أخرى، كما أن الخروج يعني نهاية الحديث عن جيش أوروبي موحد يثير قلقاً كبيراً لتجاوزه مرحلة التكامل البعيد كما كحال «الناتو».
- أما سلبيات الخروج البريطاني فيعني تبني أوروبا سياسة تهدئة إزاء روسيا جراء التغييرات البنيوية بدون بريطانيا العظمى المسلحة نووياً والمحركة للإرادة الجماعية لأوروبا، مما يعني إطلاق يد موسكو لتعيث فساداً في جوارنا الإقليمي بسوريا وليبيا وربما اليمن والعراق. كما يعني فقداننا للمعلومات الاستخبارية من خلال ما يسمى بترتيبات «الأعين الخمسة». ويعني أن باقي الشركاء يستطيعون تبني مواقف فردية أنانية غامضة أو طرق سهلة بشأن عقوبات روسيا أو برنامج إيران النووي. والأهم التقاء المتطرف دونالد ترامب مع نظيره البريطاني القادم، فيما يشبه تعاون ريغان وتاتشر ومواقفهما في ليبيا ولبنان. ويعني تراجع قيمة الجنيه، وانكماشاً، تتبعه بطالة في المجمع الصناعي العسكري، فتجبر دول الخليج على دعمه عبر صفقات سلاح لا جدوى منها.
* بالعجمي الفصيح:
يجب أن يؤسس خروج بريطانيا من الاتحاد وعي الخليجيين بتأصل النزعة البراغماتية البريطانية. فالعلاقات الدولية الحالية تمر بمرحلة تغير في مراكز القوى Power shifting، وهو تغير تم تنفيذه في عالمنا العربي قسراً عبر الفوضى الخلاقة، وشكلته الظروف الدولية على أوروبا سلماً. فما يجري هناك هو الفوضي الخلاقة بالنسخة الأوروبية عبر القيم الديمقراطية لأن «لكل شارب مقص».


* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

الأربعاء، 22 يونيو 2016

غزوة قوم لوط

 د.ظافر محمد العجمي/ المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

لم تمر(غزوة قوم لوط) الإرهابية التي شنها ذئب منفرد، وتبناها تنظيم شذاذ الآفاق «داعش» في أورلاندو، دون أن يستثمر في أسهمها الأفاقون الآخرون المشاركون في «غزوة البيت الأبيض» سعياً لرئاسة أمريكا. فقد عاجلنا القبيح دونالد ترامب بجعله من الحادثة برنامجاً دعائياً له لمنع المسلمين من دخول أمريكا تحت عنوان «ألم أقل لكم؟»، ولم يكن ذلك خارج سياق القبح الذي يجري في دورته الدموية، لكن أن تقول المرشحة هيلاري كلنتون «على السعوديين والكويتيين والقطريين منع مواطنيهم من التحويلات للإرهابيين»، فلا يبقى إلا أن نقول حتى أنتِ يا هيلاري!
لقد اعتدنا على أن العلاقات العربية الأمريكية لا تخضع إلا بصعوبة لتعريف إيجابي خلال السباق الرئاسي الأمريكي، وبعد الاستدارة الأمريكية عن الخليج العربي يبدو أننا مربوطون قسراً بتمويل الحملات الانتخابية الأمريكية بالإرهاب، كما يريد المتسابقون وليس بالأموال كما يفعل الصهاينة، فنحن الذريعة التي يبحث عنها كل مرشح لإرضاء «أيباك» لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية «AIPAC»، فعند كل عملية ينفذها ذئب داعشي أعرج لابد من تحميل الخليج جريرته، حتى ولو كان من «بوكو حرام». ولن نفلت من دور الملام حتى لو كانت لدينا نظرية أمنية لمكافحة الإرهاب واضحة، وذات مبادئ مترابطة، وتشكل كلاً متكاملاً، وستبقى جهودنا مستباحة، يغتصب منها كل مرشح ما يشاء ويترك ما يشاء. والغاية من هذه القصدية العالية هي أن علينا تقديم أوراق اعتماد جديدة في البيت الأبيض كلما وصلت إدارة جديدة. ففي تقديرنا لم يكن قرار أوباما التوقف عن بيع ذخائر القنابل العنقودية للتحالف العربي مستمداً من مرجعيات موثقة بسقوط المدنيين منها في اليمن، بل كان مستمداً من حفريات التحامل في المزاج الصهيوني حوله، وركوب الموجة الحالية المناوئة للرياض والخليج عامة. ويبدو أن علينا الترويج لردودنا الحازمة بوصفها منتجات سياسية ناجحة، وقابلة للتكرار، كتنفيذ «عاصفة الحزم» دون مشاورة البنتاغون، والتهديد بسحب الودائع فتراجعهم عن اتهام الرياض بأحداث 11 سبتمبر بعد عملية جس نبض لئيمة، والاعتذار الأمريكي المهين من السفيرة حتى الناطق الرسمي، للدوحة في حادثة البيرق، وقبلها التأنيب البحريني المذل لسفيرهم السابق الذي كان يدس أنفه في غير محله.
* بالعجمي الفصيح:
يظهر جلياً أن الرد الخشن المحمل بنزعات تضاهي تصرفاتهم اللاعقلانية هو الذي سيعيد البيت الأبيض ورؤساءه الآفلين والقادمين إلى تفهم أن للخليجيين حيز مناورة كافياً للرد عليهم.


الخميس، 16 يونيو 2016

الأوتاد الاستراتيجية الإيرانية شمال الخليج


د. ظافر محمد العجمي

المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج   
 
عند إبعاد المجهر للخلف، كي تظهر الصورة الأوسع للمشهد الإيراني، يتضح لنا أن اهتمام طهران غير منصب فقط على جنوب الخليج العربي كما يعتقد البعض، بل وعلى شماله أيضاً.ورغم تصريحات مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي بأن ضمان أمن منطقة الخليج ينبغي أن يكون بيد دولها[1]، ورغم سعي إيران إلى إظهار قوتها الإقليمية، وقدرتها على تنفيذ تهديدها الدائم بإغلاق مضيق هرمز كما يفعل قادة الحرس الثوري عند كل مناورة، ورغم إطلاق التصريحات العدائية ضد مملكة البحرين، سواء عبر مسؤوليها أو أتباعها في المنطقة، ورغم زيارة الرئيس محمود نجاد الاستفزازية لجزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة، رغم ذلك كله نعتقد أن الأمر لا يعدو أن يكون تحركات ومصطلحات ذرائعية تصكها وتوظفها طهران للتغطية على هدفها النهائي، وهو الهيمنة الكاملة على الخليج، جنوبه وشماله.ولكون جنوب الخليج يضم مضيق هرمز، وهو قصبة تنفس جهاز تزويد العالم بالطاقة، فقد سلطت الأضواء على الأنشطة الإيرانية فيه، وفي الأسطر القادمة سنلقي الضوء على شمال الخليج العربي والأوتاد الاستراتيجية الإيرانية التي لم تتوقف طهران عن دقها، وحيز المناورة لدول الخليج لإيقاف الخطط الإيرانية هناك.
• الأوتاد الاستراتيجية الإيرانية
دقت طهران أوتادها في الجزر العربية الثلاث المحتلة، لما تتمتع به من مميزات استراتيجية مهمة، فالجزر صمام يشرف على امتداد الطريق الضيق الذي يعبر الخليج العربي نحو مضيق هرمز، ومنه إلى خليج عُمان. كما أن عدداً من حقول النفط والغاز البحرية تقع على مقربة من الجزر الثلاث، مما يعطيها أهمية استثنائية [2].أما الوتد الثاني ففي مضيق هرمز، حيث لم يتوقف الحرس الثوري الإيراني منذ ثلاثة عقود عن إقامة مناورات عسكرية بحرية واسعة في المضيق، وتستمر أياماً عدة، منطلقة من جزيرة لارك عند مدخل المضيق، ومعكرة السلم البحري جراء الرمايات بالذخيرة الحية وزرع الألغام البحرية، وإطلاق صواريخ بالستية، ومحاكاة استهداف سفن عدو افتراضي، ثم السيطرة على المضيق بإغراق سفن لإغلاقه.ويعد شمال الخليج العربي (الأحواز– البصرة – الكويت – الأحساء) أكبر حوض نفطي في العالم بإنتاجه واحتياطيه، وهو حوض عربي الوجه واليد واللسان، ففي شمال الخليج العربي، يسكن العرب في البصرة والكويت والأحساء، وفي العديد من مدن عربستان التي أهمها الأحواز والمحمرة. ويعيش شمال الخليج حالياً حالة من الصراع على النفوذ بين جبهتين، الأولى دول الخليج العربي، تدعمها بعض الضمانات الغربية الهشة، والثانية إيران. وهذا الصراع أخذ أشكالاً عدة، منها الصراع السياسي والاقتصادي والعسكري. وتبنت إيران استراتيجية خاصة تجاه الخليج العربي، مفادها أن أمن الخليج جزء من الأمن القومي الإيراني، وينبغي الحفاظ عليه من أي تدخل أجنبي، وهي تعتبر الوجود العسكري الغربي في منطقة الخليج العربي تهديداً لأمنها[3]. وفي ظل هذه التفاعلات، بدأت إيران في دق أوتاد استراتيجيته خاصة بها، من خلال مجموعة مشاريع استراتيجية ضخمة طويلة الأمد في شمال الخليج كالتالي:
 شط العرب
تشغل إيران مكانة بارزة في المعادلة الإقليمية والدولية، بوصفها نقطة صراع بين القوى العظمى، بناء على نظرية قلب الأرض “heart land” التي وضعها ماكندر “Mackinder”، وتقول إن من يسيطر على مناطق الساحل، يسيطر على مناطق الظهير، وبالتالي السيطرة على قلب العالم. فالأهمية الأصلية هي لسواحل الخليج العربي وخليج عمان وبحر العرب، وبالتالي أتت أهمية منطقة الظهير الإيرانية[4]. وإذا كانت إيران حققت نجاحات في فرض إرادتها على مضيق هرمز، وهو منفذ الخليج العربي الجنوبي؛ فإن طموحاتها في السيطرة على منفذه الشمالي، وهو نهر شط العرب، قديمة قدم حضارة النهرين اللذين يصبان فيه. ويبلغ طول الشط نحو 200 -204 كلم من بدايته في القرنة إلى مصبه في الخليج في رأس البيشة جنوب الفاو، أما عرضه فمتفاوت، فهو عند المصب يبلغ أكثر من كيلومترين، في حين يبلغ عند البصرة حوالي الكيلومتر الواحد[5].ورغم تراجع الخلافات الإيرانية – العراقية حول نهر شط العرب إبان الملكيات الهاشمية والبهلوية المتدثرة بالحكم البريطاني، ثم تحت عمامة الهدنة المذهبية الراهنة، إلا أن ما بين العراق وإيران يبقى أطول حقد دولي تاريخي موثق. فلتأمين تحرك ناقلات النفط الإيراني من مصافي عبدان، لم يقتنع الشاه محمد رضا بهلوي بـ16 كلم متر منحت له إبان حكم البريطانيين، فأعلن عام 1970 إلغاء معاهدة 1937 من طرف واحد بعد أن وضعت الولايات المتحدة يدها على أكثر من 80% من النفط الإيراني، وظهرت حاجتها أيضاً لشط العرب. وقامت طهران بتحريض أكراد العراق ضد الجيش العراقي، فاضطر العراق إلى إبرام اتفاقية الجزائر، وقدم نصف شط العرب مقابل وقف الدعم الإيراني للأكراد[6].ورغم أن كل شط العرب حتى 1975 كان نهراً داخلياً للعراق، إلا أن العراق بموجب اتفاقية الجزائر تنازل عن الشاطئ الشرقي، وأصبحت الملاحة مشتركة.
وبعد سقوط البعث، وفي ظل ظروف سيادية غير متكافئة، وتحت إدارة حكومات طارئة مؤقتة تحتمي بالمنطقة الخضراء لتمارس سوء الإدارة والفساد، استغلت طهران الفرصة لتمارس تغيير جغرافية شط العرب المحتل، ليتساوى مع ما تقوم به في الجزر الإماراتية المحتلة، إذ أعلن قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي في أبريل 2016 أن مناورات ستنفذ قريباً في نهر شط العرب “أروند”، ومصبه شمال الخليج، وسيتم تسيير دوريات بحرية  إيرانية، وكأن ملكية إيران منفردة للشط، حيث تجاوز رضائي حقيقة أن اتفاقية الجزائر كانت سبب حرب السنوات الثماني قبل أن يتراجع نظام صدام ويعلن التزامه بها، بعيد غزو الكويت 1990، وسيكون التدخل الحالي بذوراً لحروب قادمة هي جزء من قدر هذا المصب المائي[7].
 تفريس الأحواز
-كشفت دراسات عن أسرار الجفاف الذي ضرب منطقة الأنهر الأحوازية بأنه في إطار مخطط إيراني عمره 12 عاماً، يستهدف التأثير على البيئة العربية، ودفع المزارعين الأحواز إلى هجر المنطقة بعدما تم قطع المياه عن أراضيهم الزراعية الخصبة، بل وتعمل طهران على حرف أكبر مجرى لمصدر الحياة في الأحواز المتمثل في نهر قارون إلى بعض المدن الإيرانية كـ “إصفهان، وشهركرد، ورفسنجان” لدعم مشاريع زراعة الفستق والزعفران، والتي تمثل أهم مصادر الدخل للعديد من القيادات في النظام الإيراني. فضلاً عن إعلان إيران عزمها إقامة عدد من الشركات الضخمة لتعبئة المياه المعدنية، وإعلانها الوصول للمراحل النهائية لمشروع سد “بختياري” في منطقة الأحواز، وهو أعلى سد إسمنتي في العالم، مما أدى لجفاف المنطقة الشمالية للخليج العربي[8]، في مقابل ازدهار زراعي واقتصادي وصناعي إيراني، وحصول طهران على ورقة ضغط أمنية تهدد الأمن القومي العربي في شمال الخليج. كما أن هذا السد والطرق التي فوقه سيكسبان الحرس الثوري سرعة التحرك العسكري باتجاه الأحواز.كما قامت طهران بعملية استيطان إيراني في الأحواز بتجمعات سكانية غير عربية، تحتوي على بنية تحتية خدماتية وأمنية متكاملة، وتستوعب أعداداً ضخمة من الإيرانيين الذين يتم جلبهم من خارج الأحواز. وكان الاستيطان الإيراني في الأحواز السبب الأساسي وراء اندلاع انتفاضة أبريل عام 2005م في المنطقة، حيث سرب ناشطون وثيقة تدعى “المشروع الأمني الشامل لمحافظة خوزستان”، وهي عبارة عن خطة أمنية شاملة تهدف لإجهاض الحراك العربي في الإقليم الأهوازي بمختلف الطرق، ومنها قمع الحركات السياسية، والاستمرار في مخطط التغيير الديمغرافي، وتهجير العرب من مناطق سكناهم[9].وفي أكتوبر 2008 وحدها تم توثيق تهجير 500 عائلة أحوازية من منطقة الشعيبية، وجلب مستوطنين إيرانيين لتفريس الأحواز[10].ولفرض الثقافة الفارسية، تم اعتبار التحدث باللغة العربية في الأماكن العامة على رأس المحرمات، تحت طائلة العقاب، كما قررت إيران أن تكون مناهج الدراسة في المدارس باللغة الفارسية فقط، ولا يجوز التحدث بأي لغة أخرى، ومُنع الأحوازيين من تسمية مواليدهم بأسماء عربية، ومنع لبس الزي العربي، واستبدل باللبس البهلوي الفارسي[11]. كما صدرت تعليمات بتأسيس قنوات ووسائل إعلام باللغة العربية ذريعة مواجهة التكفيريين والوهابية في الإقليم.
 قطار طروادة الفارسي
منذ تأسيسها، امتهن أغلب سكان الكويت الأعمال البحرية، الأمر الذي ساعد على تحويل الكويت إلى مركز تجاري في شمال الخليج العربي، بل وميناء رئيسي لكل من شبه الجزيرة العربية وبلاد الرافدين؛ وما كان إنشاء ميناء مبارك الكبير شرق جزيرة بوبيان الواقعة شمال الكويت إلا استمراراً لإرث الكويت التجاري البحري، حيث سيضم الميناء 60 رصيفاً، ليكون واحداً من أكبر الموانئ في الخليج العربي. وسيكون بوابة الكويت للانفتاح على العالم تجارياً واقتصادياً. وحال الشروع في بناء الميناء مارس 2011 ثارت احتجاجات إعلامية وبرلمانية عراقية تزعمها وزير النقل هادي العامري، من التحالف الوطني مع 15 عضواً آخر قريبين لإيران، بحجة أن ميناء مبارك عائق بحري سيخنق منفذ العراق على مياه الخليج، وسيفقد ميناء الفاو الكبير العراقي قبالته أية جدوى [12].لكن حقيقة الأمر أن ميناء مبارك الكبير قلق إيراني أكثر منه قلقاً عراقياً، فالأموال التي رصدت لميناء الفاو الكبير استنفدها وبددها الفساد القابع في المنطقة الخضراء ببغداد. فإيران لا تعجبها فكرة الميناء الكويتي، وتراها تكريساً للوجود الغربي في الكويت، وقاعدة لوجستية للجيش الأمريكي في منطقة شمال الخليج الغنية بالنفط. وبالتالي فإن إيران هي من حرضت بعض الأحزاب العراقية الموالية لها على افتعال مثل هذه الزوبعة الإعلامية والسياسية، لأن لها مشاريع لا يسهل نجاحها بوجود كتلة اقتصادية ضخمة بحجم ميناء مبارك الكبير، ومن تلك المشاريع عزم إيران ربط مراكزها الإنتاجية بشمال الخليج، عبر إنشاء سكة حديد تربط الوسط بالخليج، ثم ربطها بمشروع سكة حديد المحمّرة – بغداد – دمشق.وفي مشروع إيران لربط شمال الخليج بمراكز إنتاج السلع في وسط  إيران، يجري إنشاء سكة حديد طولها 490 كلم، تتضمن 8 محطات “بافق، ويزد، ونظر آباد، وميبد، وأردكان، وسيستان، وأصفهان، وزين شهر”. وليتم افتتاح المشروع صيف 2017 بهدف تقليص المسافة الزمنية لقطارات الشحن من 18 إلى 12 ساعة. إضافة إلى توظيف استثمارات بـ25 تريليون ريال، واسترجاع الاستثمارات في غضون 6 سنوات. ورفع طاقة الحمل المحوري من 25 إلى 30 طناً، في سابقة هي الأولى بمنطقة الشرق الأوسط[13].وقد وجدت طهران أن الانتقال من الهامش إلى مركز الأحداث في شمال الخليج يتطلب ربط هذه السكة الداخلية ببعد خارجي، لذا ظهر للإعلام مشروع سكة حديد المحمّرة – بغداد – دمشق متكاملاً في سبتمبر 2010م، وهو مشروع بدأ التخطيط له عقب الاحتلال الأمريكي للعراق 2003م، ومن خلاله ستلتحم سكك الحديد في سوريا وإيران عبر سكك الحديد العراقية. فالمشروع يمهد لوحدة جغرافية محورها إيران، وتشمل الهلال العربي الخصيب من الشام وحتى شمال الخليج العربي.
ويذهب البعض إلى أن للخط مخاطر على الأمن القومي العربي؛ فالخط كحصان طروادة إيراني لوضع بغداد بين كماشة النظامين الإيراني والسوري، وسكة الحديد هذه التفاف على العقوبات الدولية، وهذا ما حدث بالفعل، إذ حولت إيران العراق إلى سوق ضخم للمنتجات الإيرانية بغض النظر عن جودتها، بل إن بعض المنتجات يتم تصديرها للعراق ولا تباع في الأسواق الداخلية بسبب رداءة المنتج، وعدم مطابقته لأدنى معايير الجودة[14].وبهذا الخط ستكون العراق طرفاً رئيساً في إعادة تأهيل الاقتصاد السوري، ولتصبح إيران منطقة ربط بين الشام وآسيا الوسطى، والخط يمكن أن يكون تمويهاً لنقل الجنود تحت غطاء نقل ملايين الزوار الإيرانيين لكربلاء، خصوصاً أن “شركة خاتم الأنبياء” إحدى شركات الحرس الثوري ربحت صفقة الخط، ووصفت طهران المخطط بالمشروع الاستراتيجي وبالحلم القديم الذي عطّل صدام تنفيذه[15].
 إنتاج المزيد من الميليشيات شمال الخليج
لم تكن مشكلتنا مع إيران يوماً في إنتاجها المزيد من المفاعلات النووية، بل في إنتاج المزيد من الميليشيات، حيث ظهر الحشد الشعبي بالعراق – وهو شكل من أشكال الأذرع العسكرية الإيرانية – بإيحاءات من طهران. ويدعم خروجه ظرف طارئ سهل ظهور فتوى “الجهاد الكفائي”، التي أطلقتها مرجعية النجف الأشرف، بعد سيطرة تنظيم داعش على مساحات واسعة من العراق. ولا ينكر أحد في العراق الدور الإيراني في ولادة الحشد الشعبي وإرضاعه، فالدعم الإيراني للحشد شمل الأسلحة والخبرات العسكرية، كما اعترف بذلك نوري المالكي بأنه لولا الدعم الإيراني لكان الوضع في العراق صعباً جداً؛ وكان الدعم الإيرانيّ جدياً وسريعاً، حيث سحب الحرس الثوري السلاح للحشد من مخازنه[16]. وفي ظهور الحشد كذراع إيرانية تأكيد لاستراتيجية أخذت بوادرها في الظهور شمال الخليج العربي، حيث صرح علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني قائلاً: “إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حالياً، وهي مركز حضارتنا وثقافتنا وهويتنا اليوم كما في الماضي”[17]. ومن بغداد ستبدأ الخطوات الأخرى القادمة ممتطية الحشد الشعبي، ومنها استعداد الحرس الثوري الإيراني للتحرك باتجاه الكويت والمملكة العربية السعودية، حيث تجري حالياً استعدادات لبناء قواعد ومعسكرات قرب الحدود مع المملكة تحت إشراف وتوجيه مباشر من الحرس الثوري الإيراني.كما أن من الخطوات الأخرى زج آلاف المنتسبين في هذه القواعد والمعسكرات، من ميليشيات يشرف عليها فيلق القدس قاسم سليماني من البحرين ولبنان وأفغانستان بل ومن السعودية، وهم الذين ظهروا مشاركين في الهجوم على الفلوجة، محتمين براجمات صواريخ تحمل صورة “نمر النمر”. أما الخطو الثالثة فستكون شرعنة هذه الميليشيات بتأسيس الحرس الثوري العراقي، والزج به ضد دول الجوار، بعد أن صار للحرس الثوري الإيراني وجود مباشر ورسمي في العراق[18].
 أخيرا ً
فإن الخلاصات الأساسية التي يمكن الوصول إليها، هي أنه إذا كانت العلاقات الخليجية – الإيرانية في جنوب الخليج مرة بطعم النووي ونكهة اليورانيوم، فهي ليست بطعم مستساغ في شمال الخليج. وستكون أشد مرارة حين تنتهي طهران من مشاريعها، و”تطويع” شمال الخليج بالمعنى الحاد للعبارة. ولكن هل بدأت الجبهة الخليجية بالتجوف من الداخل وآيلة للانهيار بشكل لا براء منه؟في تقديرنا أن هناك حيزاً للمناورة الخليجية؛ ففي ما يخص تواصل إنتاج المزيد من الميليشيات الموالية لطهران في شمال الخليج، يمكننا بجهد استخباري محكم، ودبلوماسية يحركها سفراء زادهم الاستراتيجيا لا مهارات العلاقات العامة، يمكننا تغيير خريطة الهياكل العسكرية في العراق. حيث كان الحرس الثوري حاضراً في سياقات تشكل تلك الهياكل، ونجح قاسم سليماني في خلق نقطة التحوُّل والمسار المستقبلي للعسكرية العراقية.أما نقطة ضعف المنظومات التي أقامها سليماني، فتكمن في تبنيها العقيدة العسكرية الإيرانية التي لا تتعدى كونها دفاعية ومصممة لإعاقة أي احتلال لإيران وفرض حل دبلوماسي لا يناسب مصالحها.فالميليشيات العراقية الموالية لإيران تفتقد الروح التعرضية أو المبادرة بالهجوم، وانتكاسات وطول فترة اقتحام الفلوجة خير دليل على ذلك. وعلينا أن نبدأ بتفكيك التحالفات الإيرانية العشائرية السنية التي تمت بدعاوى حرب الإرهاب، ثم إعادة تركيبها كغريم لطهران. كما يمكن الولوج إلى عمق تحالف ميليشيات الحشد الشعبي نفسه مع سليماني، فهي كانت نتيجة علاقة غير متكافئة بين ثقافتين متناقضتين، فقاسم سليماني ينتمي إلى ثقافة قومية فارسية عقائدية إمامية، تستند إلى الإيمان المطلق بثوابت القومية والعقيدة، ولا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى. بينما تعلمت فصائل الحشد منذ أيام الشتات في عصر طغيان البعث الثقافة البراغماتية والمنهج التجريبي المصلحي، فالفرق الفكري هو الثغرة لتؤسس الأصابع الخليجية فيها لحظات التحريض .
وامتداداً لنفس النهج، يمكننا تطوير واستثمار مبادرات لإعادة صنع عروبة العراق، حيث كان ترك بغداد في يد المرضعة الفارسية مدة طويلة غباء استراتيجياً، تشكل بفعل غياب الخطائين التوابين استراتيجياً. ولعله آن الأوان لعودة ابنة الرشيد لحضن أمها العربية. حتى لا يصبح العرق مثل الأحواز ويتم تذويب عروبته بحجة تبعيته لولاية الفقيه، فالمذهبية عابرة للقوميات في الفكر الإيراني. وما دمنا في مرحلة إعادة تدوير لمياه آسنة، يجب دعم حق الأحوازيين في الاحتفاظ بهويتهم. فقد استنفدت دول الخليج حصتها من اللامبالاة. وفي تقديرنا أن امتداد الزمن العسكري والتمرد المسلح لحل مشكلة عربستان غير واقعي لضمور الروح الثورية المسلحة بين الأحوازيين أنفسهم. والحل في تقديرنا هو اعتماد تقرب غير تحريضي، كما يفعل العرب مع فلسطينيي الداخل، بنشر توجيهات حازمة بتحريم بيعهم لأراضيهم، وبيوتهم لغير العرب، وإقامة مراكز لحفظ تراث الأحواز التاريخي، وتنشيط المرجعية والحسينية العروبية، ورفع المستوى التعليمي، ومحو الأمية والمستوى الصحي، والوعي الثقافي، لضمان عدم ذوبان الجنس العربي.لقد كان شط العرب نهراً داخلياً للعراق، ولم تظهر تلك الخريطة المثخنة بجراح الحروب إلا نتاجاً للموقف السلبي من حركة التاريخ لتحقيق مكاسب آنية مرة للتفرغ لحرب الأكراد ومرة لإرضاء الولي الفقيه، حتى أصبح شط العرب مكباً للنفايات وميداناً لمناورات زوارق خفر السواحل الإيرانية، ولعل جذب نظر العالم للكوارث البيئية فيه خير مدخل لاستعادته لواجهة الأحداث، وإن لم يكن فلتدويله، بدل السيطرة الإيرانية الكاملة بتواطؤ مع صانع القرار والمشرع العراقي الفاسد في المنطقة الخضراء، حينها لن يكون ميناء مبارك الكبير الكويتي خطراً على ازدهار ميناء الفاو أو الملاحة في شط العرب والبصرة، بل مكمل لكتلة اقتصادية عربية ناجحة في شمال الخليج العربي.
[1]
[1] كريم مجدي ماذا يحدث حالياً عند مضيق هرمز؟ موقع ساسة بوست.22مايو2015م. http://goo.gl/R7wMAh
[2]
[2] توماس ماتيرالجزر الثلاث المحتلة لدولة الإمارات العربية المتحدة:طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. 2005م. http://tinyurl.com/z8ycxn5
[3]
[3] . إياد عايد والي البديري. الدور الاستراتيجي لإيران في منطقة الخليج العربي. مجلة القادسية للعلوم الإنسانية المجلد الحادي عشر : العدد 3 /2008م.ص358
[4]
[4] .  !http://goo.gl/w26bjn  .Bhimasen Hantal.Mackinder’s Heartland Theory – Explained
[5]
[5] . د. خيون العكيلي. تدهور نوعية مياه شط العرب.. المشكلة والحل. موقع الصباح الجديد. 8 سبتمبر 2015مhttp://www.newsabah.com/wp/newspaper/60329
[6]
[6] . د. عبد الله الأشعل. القضايا القانونية والسياسية في العراق المحتل. آفاق معرفة متجددة.4 يوليو2014م. https://goo.gl/Y7taAm
[7]
[7] . ظافر العجمي. شط العرب المحتل. صحيفة العرب القطرية. 25 مايو 2016م. http://tinyurl.com/h3rz7de
[8]
[8] . تفاصيل المخطط الإيراني لتجفيف شط العرب والأنهر الأحوازية. شبكة الدفاع عن السنة .14 سبتمبر 2009م. http://goo.gl/RntP6l
[9]
[9] . المشروع الأمني الشامل لخوزستان يهدف إلى تهجير عرب الأهواز. العربية نت.7 أبريل 2016م http://tinyurl.com/gu8xfux
[10]
[10] . One dead in Ahwaz clash.alarabiya.16 April 2011  http://goo.gl/Mxv3aD
[11]
[11] . حمد سالم المري. الأحواز العرب المنسية. الوطن الكويتية. 9 مارس 2016م http://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=471506&yearquarter=20161
[12]
[12] . عبد الرحمن الماجدي. ميناء مبارك الكبير: أزمة جديدة تدخل أروقة البرلمان العراقي. صحيفة إيلاف الإلكترونية.5 سبتمبر 2011م. http://elaph.com/Web/news/2011/9/680874.html
[13]
[13] . إنشاء خط سككي يربط الخليج الفارسي بالمراكز الإنتاجية وسط  إيران. موقع وكالة أنباء فارس 4 مايو 2016.  http://ar.farsnews.com/economy/news/13950215000611
[14]
[14] . محمد السلمي. الانتقام الإيراني من العراق. الوطن السعودية.8 يونيو 2016م.  http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=30860
[15]
[15] . خالد الزرقاني. مخاطر خط حديد المحمّرة - بغداد - دمشق على الأمن القومي العربي. شبكة البصرة.22 أكتوبر 2010. http://www.albasrah.net/ar_articles_2010/1010/zrqani_221010.htm
[16]
[16] . المالكي: الحشد الشعبي والدعم الإيراني أوقفا انهيار الجيش العراقي. راديو إيران. 25 نوفمبر 2014.  http://tinyurl.com/hak6ekc
[17]
[17] . محمد السلمي. الانتقام الإيراني من العراق. الوطن السعودية.8 يونيو 2016م.  http://www.alwatan.com.sa/Articles/Detail.aspx?ArticleId=30860
[18]
[18] . مرجع شيعي: إيران تستعد لإقامة قواعد عسكرية بالعراق قرب حدود السعودية. وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء 9 يونيو 2016.  http://www.adnki.net/AKI/?p=6583

متى تستقر ليبيا وسوريا واليمن والعراق؟

متى تستقر ليبيا وسوريا واليمن والعراق؟

د. ظافر محمد العجمي

صباح بيروتي بارد. تاكسي رائحته زعتر. لكن ترتيل عبدالباسط جعل له هيبة. نزلت. ضللت طريقي في شوارع الأشرفية الضيقة؛ فرشة الحرب الأهلية اللبنانية تركت مسحة شاحبة على حيطان هذه المنطقة المسيحية. وجدت بقالة صغيرة تنبعث منها همسات فيروز. امتدادها الداخلي بحجم بابها الخشبي المتهالك. انبلج وجه صبية باهرة الحسن. تجلـى نورها. توارت شمس الشارع خجلى. ارتبكت. بتلعثم سألتها عن مدخل الجامعة اليسوعية الذي ضيعته على غير عادة. مدت ذراعها بعنف، وأكملت امتداده أصابع يدها الناعمة. قالت بحزم «فشخه».
وفي الاتجاه الذي أشارت إليه سرت أنفض غبار قسوتها.
في الجامعة أبلغني أستاذي المستشرق الفرنسي الأب لويس بوزيه، أن كلمة «فشخه» تعني خطوة لا أكثر ولا أقل. فرحت؛ فلم تكن «اغرب عن وجهي!»، فالتقطت طرف تفسيره متلمسا الأعذار للحسناء: في ثقافة المسافات نحن يا أبونا نقول «حذفة عصى»، ولا يعني ذلك الاقتتال، ونقول «قريب بدو» ولا يعني اقتراب غارة للبدو. وكما لم أفهم الصبية اقتنعت «أننا نحن لم نفهم لبنان»، لذا استمرت الحرب اللبنانية 15 عاما من يوم حادثة باص عين الرمانة 1975، إلى اتفاق الطائف 1989م.
استمر القتل والتدمير 15 عاما لأننا لم نفهم اللبنانيين بكافة أطيافهم، ومن لم يعرف لبنان وشارل حلو رئيسا للجمهورية 1964-1970 لم يعرف سويسرا الشرق. كانوا شعبا متعلما، مؤدبا، مرفها، ومقتدرين ماديا وفكريا. فكيف استمرت حربهم 15 عاما!
في سِفره التاريخي «حرب لبنان.. تفكك الدولة وتصدع المجتمع»، يقول الأستاذ الدكتور عبدالرؤوف سنو: كان الاندماج المجتمعي هشا، وكان لبنان بلد الطوائف والطبقات والفوارق الاجتماعية ساحة مواجهات إقليمية ودولية. وبدون «ذريعة» الربيع العربي سقط التعايش الطائفي والطبقي، ثم زاد وقود الحرب الاجتياح الإسرائيلي والاحتلال السوري، ووحشية حروب الميليشيات، التي كانت تغذيها مواقف القوى الحزبية السياسية والدينية المتصلبة. لذا فشل الحوار والهدنة والمصالحات في ظل المدافع، وفشلت المبادرات واحدة تلو الأخرى، واستمر العبث الدامي حتى نضجت الرؤوس ومل الفرقاء من الاقتتال، فتقدمت المبادرة السعودية باتفاق الطائف وتوقف الاقتتال، لكن الاستقرار التام لم يتحقق بعد.
بالعجمي الفصيح
تشير المصالح والتوازنات الدولية والأدوات الأكاديمية وقوالب التقدير التاريخية، والسياسية، والأمنية بقسوة، إلى أن الاستقرار في العراق وسوريا واليمن وليبيا ليس متوقعا قبل مضي 15 عاما من أول شرارة للحرب فيها، مع إدراكنا لاختلاف قدرات الشعوب على تجاوز محنتها.;


الثلاثاء، 7 يونيو 2016

التكامل الخليجي ـ العربي عبر الكتل بدل الدول


من منشورات مجلة آراء حول الخليج  
  

د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

 موحّدة في معنوياتها ومجزّأة في مادياتها؛ فديناميات التكامل بين العرب معنوية كالتاريخ واللغة والدين وديناميات التشرذم بينهم مادية كالاقتصاد والأمن. فالثنائية الضدّية ستبقي الوحدة العربية هدفاً بعيد المنال[1]. تلك هي القناعة التي  تلبستني وانا  اشارك في ورشة عمل "التكامل العربيّ: التعاون الأمني والعسكري في الوطن العربي"  12 -13 سبتمبر2015م، والتي نظمتها مؤسّسة الفكر العربيّ بمشاركة عددٍ من أبرز  الخبراء العسكريين والأكاديميّين على المستوى العربيّ، و تولّى تنسيقها د. عبد العزيز بن صقر،رئيس مركز الخليج للأبحاث الذي أناب عنه  د.مصطفى العاني. فكيف أصبح الأمن القومى مسألة علاقات عامة معنوية!بعيدا عن التكامل المادي ! وكيف تآكل مفهوم سيادة الامة ومعه مفهوم تكامل الأمن الإقليمي العربي، وماهي  التجمعات الإقليمية الفلرعية القادرة على تحقيق هيكل التكامل العربي .وكيف يحدد انتقال مركز الثقل تكتلات التكامل. ومامتطلبات التكامل، وتحدياته؟
 - تكامل الأمن الإقليمي العربي
            خلصت مجموعة عمل من الخبراء والمتخصصين تنفيذًا لقرار اجتماع الجامعة العربية على مستوى القمة 336 بشأن الأمن الاقليمي العربي المنعقد في القاهرة 18 – 19 يوليو 2007 الى ان مفهومه بمعناه الشامل هو قدرة الدول العربية مجتمعة كليًّا أو جزئيًّا على الدفاع عن نفسها وحقوقها وصيانة استقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها وتقوية ودعم هذه القدرات بتنمية الإمكانات العربية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والثقافية والتقنية استنادا للخصائص الجيوسياسية والسياسية والحضارية التي تتمتع بها أخذا بالاعتبار الاحتياجات الأمنية الوطنية لِكُلّ دولة والإمكانات المتاحة والمتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية التي تؤثر على الأمن العربي الذي يعتبر الركن الأساسي في الأمن الإقليمي وفي استقرار المنطقة كما إن مفهوم الأمن الاقليمي العربي يعتبر وسيلة للحفاظ على الانتماء القومي وتعزيز الهوية العربية ويمثل عنصرا أساسيا في الربط بين الدول العربية وصيانة مصالحها الوطنية والقومية وتحقيق نمائها[2].
هذا التعريف اطاح به أكثر من مرة واقع التجزئة الذي تحركه وتتحكّم به السياسات المتنافرة والنزاعات العربية . فقد مثل الغزو العراقي للكويت في جوهره نقصا لأهم مبادئ التضامن العربي التي أكدتها مؤتمرات قمة عمان (1987)، والجزائر (1988) والدار البيضاء (1989)، وبغداد (1990)، لفض المنازعات بالطرق السليمة، والامتناع عن التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى. تلا ذلك  التفرد الأميركي بالنظام الدولي.ثم الربيع العربي حيث لا يخفى ما عاشته منطقتنا العربية منذ عام 2011 من ظروف استراتيجية معقدة وأحداث واضطرابات بلغت الذروة في بعض حالاتها، بدفع دول عربية عريقة إلى حافة الانقسام والتفكك، بينما انزلقت دول أخرى إلى حالة اللادولة [3].  هذه الحالة كان من تبعاتها ايضا انتشار الإرهاب وتمدد تنظيم «داعش» مهددا الدول العربية في تقسيم كياناتها. و الغطرسة الصهيونية والتنصل من عملية السلام. لكن ما اثار الاهتمام  حين تتبع التكامل العربي ـ الخليجي وحماية الأمن الٌإقليمي  هو ظهور الانظمة الفرعية في المحيط العربي. وبروز هياكل أمنية بالخليج والمغرب العربي ادت لانتقال مركز الثقل اليهما. وفي مسار معاكس انكفأت هياكل امنية اخرى كجبهات المواجهة في الشام. ومصر كعمق إستراتيجي للعروبة.
2- التجمعات الإقليمية  كهيكل للتكامل العربي
          لسنا نغالي  بالحماس دون مبرر لفكرة ان التجمعات الإقليمية هي الطريق الاقرب لبناء هيكل للتكامل العربي، فالتجمعات الإقليمية تتمتع بمزايا تجعلها أكثر قدرة على خدمة قضايا الأمن الإقليمي، فالتنظيم الإقليمي بحكم وجوده في منطقة جغرافية محددة يكون أكثر قدرة على التعامل مع القضايا بإيجابية.مما يسهل عملية توزيع المهام وتكاملها.مما يجعل لاعتراف بجدوى التنظيمات الاقليمية هو اعتراف بأمر واقع[4]. كما يصعب إنكار وجود  نظم اقليمية عربية فرعية لعبت دورا ايجابي،بعضها لفترة طويلة وبعضها لفترات قصيرة ، فمجلس التعاون الخليجي قام ولازال صامدا كأقوى منظمة اقليمية عربية منذ اربعة عقود . كما بزغ مجلس التعاون العربي  في بغداد 16 فبراير 1989 بعد انتهاء حرب العراقية الايرانية  ليجمع  العراق والأردن واليمن الشمالي ومصر ليقوم بدور ريادي و توثيق عرى التعاون والتكامل الاقتصادي فيما بين أعضائه. و في مارس 1991 ظهر تجمع فرعي  آخر اعلان دمشق الذي توصلت إليه مصر وسوريا مع دول الخليج الست لكن التعديل الذي أدخل على نص الإعلان في 19 تموز/ يوليو 1991 ، وتحول من ثم عن صيغة العمل الجماعي العربي المشترك إلى صيغة العمل الثنائي، وحصر العمل به بناء على حاجة كل دولة خليجية على حدة تطلبه أو لا تطلبه، ادى لانهياره . كما ظهر الاتحاد المغاربي فبراير 1989 م بين  ليبيا، تونس، الجزائر، المغرب وموريتانيا. لجعل إقتصادات الدول الخمس مكملة لبعضها . ورغم ذلك كانت هناك نظرات سلبية  عربية لهذه الانظمة الفرعية .فالمنظمات  الفرعية العربية تبرز التمايزات بين الشعوب العربية.و الروابط بين الدول المتجاورة جغرافياً ليست دائماً الأقوى.كما ان المشكلات الإقليمية ليست ذات منشأ إقليمي خالص فقد ترجع لأسباب دولية.كما ان تغليب الاعتبارات والمصالح الإقليمية المحدودة، يضعف الإلتزامات العربية[5].
3-انتقال مركز الثقل يحدد تكتلات التكامل
مرت منطقة الخليج العربي بتحولات  تاريخية و مستجدات  ضخمة  أدت مع احداث الربيع العربي الى بروز الخليج الجديد، وانتقال مركز الثقل العربي من المراكز التقليدية الى دول مجلس التعاون في العديد من المجالات.فدول مجلس التعاون تعيش لحظه ازدهار واستقرار واعتدال استثنائي في تاريخها المعاصر[6]. وفي الوقت نفسه خرجت المغرب والجزائر وموريتانيا بأقل الضرر من عاصفة الربيع العربي . وقد لايكون استثناء مصر دقيقا بما يكفي إلا ان  التكامل  الامني العربي اكثر قابلية للبروز عبر الكتل بدل الدول. وتحديدا بين كتلة الخليج العربي وكتلة المغرب العربي،أو تحديد من سلم منها من تبعات الربيع العربي. وقد تأسست هذه القناعات على المقدمات المنطقية التالية:
-تشرف هاتين الكتلتين على أهم النقاط  الجيوستراتيجية في الشرق الاوسط،، حيث تشرف دول الخليج على مضيق هرمز الذي يربط بين الخليج العربي وخليج عُمان ثم المحيط الهندي،كما تشرف كتلة الجزيرة العربية على مضيق باب المندب الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن ثم المحيط الهندي.كما تشرف السعودية على مضيق تيران في مدخل خليج العقبة .مما دفع الغرب  للتعاون مع الكتلة الخليجية وتأسست  قوة الواجب المشتركة «CTF 152» عام 2004والتي تتألف من 28 دولة معظمها تابع لـ «حلف شمال الأطلسي»، بالإضافة للأمن البحري، ومكافحة الإرهاب، والتهريب،والقرصنة. كما تشرف المغرب على مضيق جبل طارق الذي يربط بين البحر المتوسط والمحيط الأطلنطي.كما تعتبر الجزائر من أكبر البلدان العربية و الأفريقيّة من حيث المساحة.
– كانت دول الخليج والمغرب الاقصى الاقل تعرضا للخللة من عاصفة الربيع  العربي ،ربما  للقواعد الراسخة للحكم بمعضم دول الكتلتين ؛كعدم وجود  مصالح مستقلة خاصة بالجيوش عن انظمة الحكم. ولوجود ثروات يحميها العالم من تبعات عدم الاستقرار.بالإضافة الى بعد بعض هذه الانظمة عن  قلب الصراعات في المنطقة[7].
-بقاء قواتها العسكرية سالمة دون تفكك،مقارنة بجيوش مراكز الثقل التقليدي السورية والعراقية، واستثناء الحالة المصرية من ذلك المآل، مع عدم وضعها في نفس الوقت مصاف الجيوش الخليجية والجيش الجزائري الأكثر جاهزية والاحدث تسلحا،ربما لماتعرض له الجيش المصري من ارهاق جراء استخدامة في الاعمال الامنية وعسكرة بعض الاقاليم.وتعنت واشنطن في تسليحه. وللغياب النسبي لدور مصر خلافا لما كان وما ينبغي أن يكون لها من دور ووزن إقليمي[8].
- تملك دول الكتلة الخليجية والمغاربية قوّة موارد  ستدفع لنجاح التكامل الاستراتيجي . وبهما ايضا استقرار سياسي دفعهما  للعب أدوار هامة، مع طموح مستمر لتكون وسيط عربي واقليمي بارز . كما اصبح النظام الخليجي، يتحمل مسؤولية القرار السياسي العربي، بعد انتقال مركز الثقل السياسي والمادي والعسكري للخليج. واذا اصبحت  القوّة العربيّة المشتركة أداة ورافعة للتكامل فلن يكون هناك ماهو افضل من قوات درع الجزيرة والقوة العسكرية المغاربية لتكون عمودها الفقري .
- تبلور تحالف استراتيجي بين الخليج والمغرب  فكلتا الكتلتين اصبحتا رقمين مهمين في المعادلة الإقليمية والدولية لا يمكن تجاوزهما ومن الصعب التوصل لتسويات دون أن يكون لمصالحهما ورؤيتهما انعكاس ومكان في الإستراتيجية  الإقليمية .

4- متطلبات التكامل.
إن اية محاولة جادة لخلق التكامل العربي ستفشل دون شك إذا لم تلتزم الواقعية في مقاربة المشهد.حيث إن اي نوع من التعاون يستلزم اطارا وآليات ومتطلبات  منها :
-التداخل بين الأمنين الإقليمي والقومي”سببه عدم قدرة الدولة على تحقيق أمنها فى المجال الداخلي دون التعاون مع غيرها من دول الجوار الجغرافي أو الإستعانة بقوى أخرى لدعمها في هذا المجال،
-كما ان من آليات إنهاض النظام الإقليمي العربي إصلاح الجامعة العربية . التدابير التي يمكن اتخاذها ضد الدولة التي تخرج على أحكام الميثاق ،مجلس أمن وهو ما يرتبط به تشكيل قوة طوارئ عربية توضع تحت تصرف الجامعة. ونظام تسوية المنازعات. ووقف تسرب المنازعات العربية-العربية إلى خارج الجامعة.
  - إقامة نظام الأمن الجماعي العربي،فسبب التدخل الأجنبي في أزمات الخليج هو تعطيل العمل بأحكام معاهدة الدفاع العربي المشترك التي تكفل ردع العدوان على الدولة العضو حال وقوعه، وفي هذا السياق دعاء البعض إلى إحياء أحكام تلك المعاهدة.
- لأهميّة توّفر الإرادة السياسيّة لتفعيل العمل العربيّ المشترك عامّةً، والتكامل الأمنيّ والعسكريّ على وجه الخصوص يجب تخطي عناصر الضعف الإستراتيجي  بصياغة مبادئ سياسية بالتعاون بين المخطط العسكري والمنظر السياسي. وتفعيل دور مجلس الدفاع العربي المشترك وهو المجلس الذي تأسس،بموجب المادة(6)من اتفاقية الدفاع العربي المشترك لعام (1950).
-اعتماد مبدأ الواقعيّة وإمكانيّة التنفيذ بتبنيّ مشاريع غير خلافية تؤدّي إلى بناء ثقة بين جميع الدول العربيّة، تكون أساساً لتطوير مشروع تكامل عربيّ أوسع نطاقاً وأكثر فعاليةً في المجال الأمني والعسكري[9].
- التركيز على  القوّة العربيّة المشتركة كأداة ورافعة للتكامل،على مبدأ “تحالف الراغبين”، أي أن لا يكون هناك عنصر الإجبار لأيّة دولةٍ من الدول الأعضاء في جامعة الدول العربيّة للانضمام إلى المشروع. وأن تقوم هيكليّة القوّة على مبدأ “مركزيّة” القيادة، لا مركزيّة القوّات”.
-الأخذ بالاعتبار، في كلّ مشروع تكامليّ جامع، الظروف الخاصّة بالكتل الاستراتيجية الرئيسيّة في الوطن العربيّ، ومنها كتلة دول الخليج، كتلة المغرب العربيّ، وكتلة المشرق العربيّ، وكتلة وادي النيل التي تضمّ مصر والسودان.و التأكيد على مبدأ وجوب التنازل الجزئي عن السيادة القطريّة.
- إشاعة الديمقراطية والمشاركة السياسية في الأنظمة العربية وإعادة صياغة الخطاب السياسي، وضرورة التصويت على القرارات المصيرية تعتزم السلطات تنفيذها لكي يقول الشعب العربي رأيه فيها.
-التعامل الجدي مع حالة فراغ القوة التي بدأ المجال الإقليمي للعرب يشهده مع بدء تقهقر مشروع السيطرة الأمريكي على المنطقة. والاستفادة من تقلبات التوازن الدولي وإيقاعه المتسارع في إفراز قوى دولية ذات نفوذ اقتصادي وسياسي واستغلال ذلك لخدمة المصلحة العربية وأمام الدول العربية خيارات عديدة لتحديد مسارها واختيار حلفائها، خاصة دول جنوب شرق آسيا والصين، للانفكاك تدريجيًا من الطوق والعزلة والتخلف الذي فرضه النظام العالمي الحالي.
5-تحديات التكامل .
يظهر استقراء واقع العالم العربي  ان تحديات التكامل تتداخل بشكل كبير مع التهديدات التي يواجهها الامن القومي العربي نفسه ويمكن تلخيصها فيما يلي:
-تهديد المنظمات الإرهابية للأمن الإقليمي وغياب منظومة دفاعية عربية لمواجهتها، مع استمرار قضايا نزاع الدول العربية واختلاف توجهاتها كبيئة حاضنة للمنظمات الإرهابية و التطرف. وأبرزها تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش)
- الخطر الايراني المتمثل بالاختراق الايراني في العراق واليمن ولبنان وسوريا، أو بالتهديد النووي الإيراني لدول مجلس التعاون الخليجي.والفشل في  قضية نزع السلاح النووي، والفشل في  إنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط، او الخليج ، وقصور الجهود التي بذلتها الدول العربية في هذا الشأن .
-الحضور الأمني الغربي  في الخليج العربي.وقيام انظمة امن فرعية مرتبطة  فيها دول الخليج بدائرة  الحلفاء اكثر من ارتباطها بنظام الامن العربي واتفاقيات الدفاع العربي المشترك .
-الخطر الصهيوني ، وتوقف علمية السلام، واستمرار التوسع في بناء المستوطنات واذلال الشعب الفلسطيني ، والعمل المستمر لتهويد القدس وتقسيم المسجد الاقصى بين المسلمين واليهود زمانيا ومكانيا .
-الضعف العربي في بيئة اقليمية  متقلبة وسيئة الطباع،فالاطماع التركية في سوريا والعراق خرجت من مراكز الاستخبارات الى مراكز الدراسات ووسائل الاعلام وهي في  طريقها الى بيانات صانع القرار السياسي .كما ان افريقا لم تعد الجيرة الطيبة جراء الطموح الاثيوبي والحروب الوشيكة بسبب التنازع على  مياه النيل. و التقرب الاريتري من تل أبيب وطهران ، بالإضافة إلى الرعب النووي بين الهند وباكستان اللتان تمثلان الجوار المباشر للعرب  من الجنوب الشرقي.  
الخاتمة
 لا يصلح النظام الأمني العربي الحالي للدفاع عن الأمن القومي العربي بدون تكامل ان لم يكن بين دوله جميعا فبين الكتل الاقليمية القائمة حاليا .فهناك قصور في اتفاقية الدفاع المشترك التي  لم يتم التعامل معها بالجدية المطلوبة وجعلها العرب غير قابلة للتطبيق.ومحاولة تحقيق التكامل العربي بين كافة الدول العربية هو امتداد لموروثات قديمة،  فالخروج من المأزق الراهن يتطلب إعادة تعريف  "ان الأمن القومي العربي كل لا يتجزأ" فالاجدي حاليا هوالأخذ بالاعتبار الظروف الخاصّة بالكتل الإستراتيجية الرئيسيّة في الوطن العربيّ،كالكتلة الخليجية، وكتلة المغرب العربيّ، وكتلة المشرق وتضمّ مصر والسودان والاردن.ولظروف كتلة المشرق يجدر بالكتلة الخليجية والمغربية تعزيز الشراكة الاستراتيجية وتنسيق المواقف، مشكلة تكتلًا وترابط إستراتيجي يتحوّل  لنقاط قوّة تعطي للتكامل أبعاده العملية،حتى تتعافا بقية اطراف الوطن العربي [10].  






[1] .  ساسين عساف.ورقة عمل -الأحزاب والحركات القومية في الوطن العربي: مراجعة نقدية.مركز دراسات الوحدة العربية.13فبراير2014.
http://www.caus.org.lb/PDF/EmagazineArticles/mustaqbal_425_halaka_nicashia.pdf

[2] . محمود المنير .الأمن القومي العربي 2015 .. الواقع وآفاق المستقبل.4 يناير,2016 http://www.sasapost.com/opinion/arab-national-security-2015/
[3] . أمل عبدالله القبيسي،الإمارات: التضامن السبيل الوحيد للخروج من المأزق العربي الراهن 11 أبريل 2016http://www.emaratalyoum.com/politics/news/2016-04-11-1.887423

[4] . د.خليل حسين. نظام الأمن الإقليمي في القانون الدولي العام.16‏يناير2009   http://drkhalilhussein.blogspot.com/2009/01/blog-post_1982.html 0
[5] . نفس المصدر السابق
[6] . عبد الخالق عبد الله.فعاليات أيام مجلس التعاون في سيئول تبدأ بندوة تعزيز العلاقات بين دول مجلس التعاون وجمهورية كوريا الجنوبية.10 فبراير 2011م  https://www.gcc-sg.org/index1d4a.html?ac..
[7] . نهى خالد.الربيع العربي: لماذا سقطت الجمهوريات وبقيت الملكيات؟موقع نون بوست.3 اغسطس 2015م
http://tinyurl.com/j99otle
 
[8] . «مجلس العلاقات» شرّح الواقع العربي وقدم رؤيته للنهوض .صحيفة القبس.26 ابريل 2016م
http://alqabas.com/19473/
[9] . جمال أمين همام. 30خبيرًا أكدوا أهمية إنشاء القوات العربية المشتركة . مجلة آراء حول الخليج.العدد 105
http://araa.sa/index.php?view=article&id=3535:30&Itemid=172&option=com_content

[10] . الخليج والمغرب.. “تكتل موحد” بوجه التحديات المشتركة. إرم نيوز 20 ابريل 2016م  http://www.eremnews.com/news/arab-word/gcc/475424

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية