Gulf security أمن الخليج العربي

الجمعة، 4 مارس 2016

التدخل البري ضد «داعش» عبر الأردن

د.ظافر محمد العجمي 

لن يجد هذا العنوان ترحيباً بمستوى استوائي، فالأردن الشقيق له تاريخ حافل بفيضانات دموع اللاجئين منذ نزوح الفلسطينيين عام 1948 ثم حرب 1967 مع الصهاينة، مروراً باللاجئين العراقيين منذ 2003، ثم اللاجئين السوريين منذ2011، فراراً من براميل الأسد المتفجرة، حتى أصبحت كل حرب إقليمية تعني فيضان ديمغرافي يغرق شوارع عمان، مؤجّجاً المخاوف الوطنية، رغم جهود الأردن لتطوير السياسات الخاصة باللاجئين للتعامل بعد كل حرب مع ظهور طبقة جديدة على أطراف المجتمع.
وما إن بدأت مناورات «رعد الشمال» إلا وبدأ الجميع بالتصريح من أنها تبادل للخبرات وليست استعداداً أو تجهيزاً لعمليات للتدخل البري في سوريا، وإن كان هناك من خفف وقعها بالقول بأنها تجهيز لعمليات محتملة في دول تهدد الأمن القومي العربي. ومنذ أن دخلنا في زمن الهياكل العسكرية والأردن عضو في أغلبها. فهو عضو مشارك في مناورات «رعد الشمال» التي اختصرت كافة الهياكل العسكرية من «درع الجزيرة» للتحالف الدولي، للتحالف العسكري الإسلامي، إلى القوة العربية المشتركة. وعليه ستكون القوات الخاصة الأردنية جزءاً من العمل العسكري المقبل الذي لن توقفه «هدنة على دخن»، وضعتها مراكز أبحاث بعيدة عن المشهد العسكري، وتحاول تطبيقها دول تعصف بها التناقضات المصلحية. بل إن الأردن سيكون معبراً للتدخل البري لكونه عسكرياً الأقدر على إدارة الأزمات. وقد تكون الجبهة التركية كبوابة للتدخل البري جنة لرجل العمليات بتضاريسها، لكنها جحيم لرجل الإمداد والدعم اللوجستي، وليكتفى بالدعم الجوي من هناك، فالجبهة الأردنية أسهل وأقرب لقوات «رعد الشمال» حين تتحول لحملة برية. والأردن بمشاركته سيدعم مبدأ كونه الامتداد الاستراتيجي لدول الخليج. والأردن يطالب تنظيم الدولة «داعش» بدم طياره معاذ الكساسبة كثأر وطني يوم كانت جريمة قتله رحمه الله المشهد الافتتاحي للتوحش في مسيرة شذاذ الآفاق. كما أن للتدخل البري عبر الأردن ميزة مواجهة قوات صديقة من مقاتلي المعارضة المعتدلة على خريطة الحرب.
* بالعجمي الفصيح:
في كل عقد تظهر عمان وكأنها على وشك ان ترتدي حرباً أو أن ترتديها حرب، لذا صرحت بعدم المشاركة في التدخل البري، ربما مراعاة للروس لما بينهم من علاقات حسنة وتبادل للمعلومات حول «داعش». وربما لإحجام الأمريكان، وربما للتضليل العسكري لجعل العملية البرية مشابهة لاستدارة الخطاف الأيسر «Left Hook» الناجحة التي أبدعها شوارسكوف 1991، كأكبر عملية إحاطة في التاريخ العسكري الحديث. أما من ستحارب عمان فالكل يحارب «داعش» والكل يحارب الكل.

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية