Gulf security أمن الخليج العربي

الأحد، 25 يناير 2015

انتظر حتى يأتيك الربيع

د.ظافر محمد العجمي-المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج   
انتظر حتى يأتيك الربيع!!
انتظر حتى يأتيك الربيع!!


رُسمت خريطة العراق في العامين الماضيين بإحداثيات وضعتها أثار سيارات الدفع الرباعي لـتنظيم الدولة الاسلامية 'داعش'؛وفي الاشهر القليلة الماضية، وفي محاولة تلفيقية لتجاوز حقيقة ان رسم الحدود يتم على الارض بألوية المشاة المدرعة أدعت طائرات التحالف انها تخط في سماء الانبار بدخان محركاتها حدود جديدة. لكن كل من يستفتي الاستراتيجيا يعلم ان هيئة اركان ابوبكر البغدادي كانت في العامين الماضيين قادرة على إرباك الخصوم وجعلهم يتفاعلون بشكل ارتجالي يمين ويسار خريطة العراق .ثم خسر'داعش' معركة عين العرب'كوباني'. ومنذ ذلك التاريخ والجميع يكرر جملة ' سيشهد الربيع تحرير جميع المناطق من داعش'. فما ملامح مشهد حملة الربيع لتحرير الانبار، وما معوقاتها ؟
تُظهر ملامح المشهد، القوات الامريكية وهي تتجمع من جديد في العراق وفي دول خليجية قريبة استعدادا لهجوم الربيع2015. وفي عودتهم للعراق يبدوا ان على الاميركان تقديم أوراق اعتماد جديدة ،حيث يظهر في ملف الاعتماد :
-قوة مهمات خاصة انشئت لهذا الغرض وسيكون مقرها في الكويت
- تعزيز التواجدهم الاميركي في العراق بــ 3500 جندي امريكي إضافي.
- تعهدات من أستراليا وكندا والنرويج بإرسال قوات خاصة.
- ستقيم واشنطن أربعة معسكرات لتدريب 80 ألف جندي عراقي اثنان في بغداد وواحد في اربيل والرابع في الأنبار.
- ستسلح واشنطن 45 ألف جندي عراقي و15 ألف بشمركي و5 آلاف عشائري سني .
أما القوات العراقية في مشهد حملة الربيع فتظهر مدعومة بالطائرات الأميركية المقاتلة ومئات الخبراء العسكريين المكلفين بانجاز التخطيط للهجوم، حيث يسعون لتأهيل ثلاث فرق عسكرية عراقية تقارب الــ20 ألف جندي لتحقيق أهداف الحملة التي تشمل فتح الطرق الرئيسية التي تربط محافظات العراق . وتأمين الحدود مع سوريا. ثم عزل سرايا 'داعش' في الموصل والرمادي ثم شن هجوم عليها قوامه القوات الحكومية وقوات البيشمركة .
ولازالت النزعة الفوضوية تطبع تعامل قوات بغداد مع 'داعش'، وإن كانت بدرجة اقل بحكم امساك الاميركان للأمور في سيناريو مكرر لماحدث حين فشل المالكي في هزيمة قوات جيش الامام المهدي التابعة للسيد مقتدى الصدر حتى أعادت صولة الفرسان الاميركية الامور لنصابها.ورغم ذلك تبقى أمام حملة الربيع 2015 معضلات عدة منها :
- اشارت مصادر اميركية إن القوات العراقية لن تكون جاهزة لمعركة الانبار حتى أواخر 2015 وليس الربع الاول منه، فالتدريب يتعدى النظام المنظم والرماية الفردية. بل يجب ان يكون لاستيعاب اسلحة اميركية معقدة وعمليات تنسيق نيران مضنية. بالإضافة لتأخر وصول الأسلحة الثقيلة للبشمركة والجيش العراقي. كما قد يؤخر الحملة اعتماد بغداد على فصائل شيعية وبيشمركة وعشائر سنية وفي هذا التشكيل القتالي بذورتنافس طائفي وقومي يجب حسمها أولا.
- فقدان التحالف لعنصر المفاجأة حين اعلن عن هجوم الربيع، فهل سيقف قادة 'داعش'مكتوفي الايدي! وإذا كان التحالف في مرحلة ارسال الوعيد بالربيع ويبدو ان هذه هي الحدود القصوى للتحرك بالحرب النفسية؛ فداعش حاليا في مرحلة اجراءات ماقبل المعركة.مما دعى رئيس الاركان الجنرال ديمبسي لتدارك الخطأ قائلا 'القوات الأمريكية لا تجلس بلا حراك تنتظر الربيع ،لكنها تعمل بهمة على إضعاف داعش في عدة مناطق'.
وفيما نحن ننتظر حملة الربيع نكاد نجزم ان 'داعش' يريدها اكثر من قوات التحالف ليثبت نفسه من جديد .كما نراهن ان 'داعش' قد انجز حشد صفوفه ودعم خطوطه الدفاعية . ومناطق تراجعه وسبل تسلل رجاله لنقاط تجمع جديدة عبر الحدود المحيطة.ولفتح جبهات قتال جديدة باتجاه عرعر أو الاردن او لبنان حينها سنرى اكبر تجمع للبؤس البشري من النازحين الفارين من جديد. إلا ان مايقلقنا هو ان نرى ضربات استباقية ضد القوات الأمريكية في نقاط تجمعها في الخليج عبر الخلايا النائمة

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية