Gulf security أمن الخليج العربي

السبت، 19 أكتوبر 2013

لماذا لم يستثمر الخليج في مجاهدي خلق!

   
لماذا لم يستثمر الخليج في مجاهدي خلق!
مجاهدي خلق يدعمون الثورة السورية


د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

يتحمل الصبار الظروف البيئية القاسية باستطاعته النمو بالأرض المجدبة حين تتعذر على غيره الحياة.وهو نبات قاس المنظر ومؤذي ،إلا انه ينفرد بمركبات لها فوائد طبية كما يدخل فى صناعة مستحضرات التجميل.وعلى بعد 100 كلم شمال بغداد ،ونفس المسافة عن الحدود الايرانية الغربية يختلط نبات الصبار مع صبار بشري قاس المنظروالملمس مؤذ لمن يحاول اقتلاعه. ففي معسكر أشرف يتمركز جيش التحرير الوطني الإيراني الذراع المسلح لمنظمة مجاهدي خلق أكبر وأنشط حركة معارضة إيرانية. وقد مر على تأسيس المنظمة على أيدي مثقفين و أكاديميين 48عام حاربت خلالها الشاه 13 عام وحاربت  الجمهورية الاسلامية 35 عام اخرى. وقد أظهرت المنظمة قدرة على البقاء رغم قسوة الظروف  التي زادت من صلابتهم وتماسك صفوفهم رغم تكفيرهم وإعدام قادتهم. وكما تمتص شجرة الصبار الماء من الهواء أكثر مما تمتصه من الارض . أمتص مجاهدي خلق  قوتهم من  مصادر غير تقليدية  ففي سجلهم تكبيد نظام طهران أكبر خسارة في تاريخه،حيث فجروا مقر الحزب الجمهوري الاسلامي 1980م  فلقى 80 % من اتباع ورجال الإمام الخميني الكبار حتفهم وعلى رأسهم آية الله بهشتي. ثم ارتموا في حضن عدو إيران التاريخي  حين جعلوا من انفسهم فصيل في جيش الطاغية صدام طوال حربه ضد إيران .  ولدى هذا الصبار الايراني مرونة ايدلوجية عجيبة فهم حركة وتنظيم علماني يعلو شعارهم الآية الكريمة «فضّل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً»، وهم طائفة دينية تؤمن بحق المرأة في قيادة التنظيم الذي يطلب من اعضائه طلاق زوجاتهم فالحب والزواج وحب الابناء يشتت إنتباهم ويبعدهم عن جهادهم ضد طهران.وبدون أبناء أو زوجات رغم ان نصف المعسكر نساء تعقد جلسات للاعتراف الجماعي بأحلامهم وتخيلاتهم. ورغم أنه ليس متوافقا مع المزاج الخليجي المعتاد ان يتجاسر على طهران  بتحريك بيادقه بينما تتحرك هي كالملكة؛ إلا أننا لازلنا نتساءل  لماذا لم ينقاد صانع القرار السياسي  الخليجي  للانتهازية كطبيعة بشرية وليعتبرها إحدى تعاريف الإستراتيجية ذات المفاهيم المعقدة؛ ولماذا لم يقم ببناء  مشتل صبار لمجاهدي خلق التي تحاول بغداد بضيق افق التخلص منهم إرضاء لطهران ؟ وكما تستخدم طهران 'الملفات' في تحريك الامور لصالحها في الكويت تجسسا والقطيف والبحرين تحريضا وأبوموسى احتلالا بإمكاننا تحريك الصبار الايراني لوخز طهران في خاصرتها كلما تحركت .وتحريك الملفات هذا إجراء قديم قدم العلاقات الدولية نفسها، فلعله يرقى بالدبلوماسية الخليجية المثالية احادية الابعاد، مع الاخذ بعين الاعتبار الامور التالية :
-الاستثمار في مجاهدي خلق واعد بحكم صلابة جعلتهم المناوئ الاقوى لطهران، فبالرغم من جميع الأعمال التي قامت بها طهران إلا انها  عجزت عن القضاء على المجاهدين منذ 32 عاما. وإذا كان لديهم اعداء الداء فلديهم أيضا أصدقاء متحمسون. وقابلية وصولهم  للسلطة عالية. والفرصة متاحة لهم  أكثر من غيرهم .
- لازالت الأمم المتحدة تعمل على نقل عناصر المنظمة البالغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف الى بلد غير العراق،و ليس علينا بالضرورة توطينهم في دولة خليجية. فأمام الخليجيين فرصة ممارسة نوع من الضغط أو الاغراء لإبقائهم في العراق من باب احترام أتفاقيات الأمم المتحدة للأغراض الإنسانية فقد يتغير نظام المالكي أو تتغير قراءته قصيرة  النظر للأمور بحكم ان مجاهدي خلق كالمساجين لديه وليسوا تهديد للعراق.كما يمكن نقلهم  لسوريا ففصائل من المنظمة تقاتل ضد الاسد وحزب الله رغم الدعوات غير الجادة لاخراج المقاتلين الأجانب .
- في قرار أحمق جُرّد مجاهدي خلق من أسلحتهم بعد الغزو الاميركي للعراق 2013م. و تتولى مريم رجوي مسؤولية الإشراف على' نقل السلطة  بشكل سلمي إلى الشعب الإيراني بعد سقوط النظام الحالي' حسب تعبير المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وهوالجناح السياسي للمنظمة. ويمكن دعم هذا الجهد السياسي خليجيا بافتتاح مكتب لهم وتشجيعهم على إقامة حكومة منفى خصوصا ان الجنوح للعمل السياسي جعل الاوربيون يسقطون عنهم تهمة الارهاب .
لقد كانت المذبحة  التي جرت قبل شهر في سبتمبر 2013م ضد مجاهدي خلق وقتل 44 من عناصرها على يد فصائل عراقية تأتمر بأوامر طهران عملية ذات أهداف عدة، أهمها إحراق الحل الموضوعي والمتاح الوحيد لتوفير الأمن لمنتسبي المنظمة والقاضي بنقلهم من معسكر اشرف قرب الحدود الايرانية وتوزيعهم  في معسكرات بعيدة عن الحدود قبل نقلهم للخارج. وفي ذلك مؤشر على ثقل وزن هذه المعارضة  التي جعلت طهران تحاول إفناء هذا الصبار قبل نقله لأرض أخرى. فإذا كان لصبار مجاهدي خلق قدارت علاجية وتجميلية فلماذا لانعالج  أونجمل  به وجه جارتنا العزيزة طهران،فقد جربنا كل شي !

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية