Gulf security أمن الخليج العربي

الخميس، 29 أغسطس 2013

سر الهجوم الكيماوي السوري عند 'رافد أحمد علوان'

د.ظافر محمد العجمي-المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج    

سر الهجوم الكيماوي السوري عند 'رافد أحمد علوان'

ينقض جيش الأسد على الخطايا بكل لهفة مغنيا رجاله بحماس: إن قتل إنسان مأساة أما مقتل ألف إنسان فمسألة عدد، حيث لم يجدوا من وسيلة أسرع لتحقيق هذه المقولة إلا السلاح الكيماوي. وعندما تطفو في خيال المراقب جثث أطفال الغوطة لا يجد إلا التساؤل كيف استخدم الأسد السلاح الكيماوي تحت أنظار العالم؟ وكيف نستطيع إدانته؟
لقد اكتفت وسائل الإعلام منذ يوم الجريمة بالمتابعة والرصد دون التحليل العميق لأسباب جرأة النظام على ارتكاب المجزرة، حيث ركزت على أسبابها، ثم بعد أسبوع تحولت الأنظار في خلط مشين للأوراق إلى السؤال عمن قام بالمذبحة، ولسنا في معرض التبخيس من تلك التعليقات، لكنها كانت ذات مرتبة تفسيرية فقط، لا استشرافية للأحداث التي نراها كالتالي:
- كان استخدام الكيماوي للخروج من مأزق تكتيكي جراء تحقيق الجيش الحر لخروقات في معارك المطاحن على طريق المطار ونقلهم الطحين والدقيق للغوطة الشرقية مما دفع جيش الأسد للاعتماد على أساليبه الانتقامية المعتادة بعد فقدانه المطاحن، تلاها الاعتداء على موكب الأسد في العيد، كما أن اليأس قد استبد بالنظام فاستعجل تحقيق الهدف الاستراتيجي بالانكفاء على نفسه عبرعمل وحشي يجعل قيام الدولة العلوية أهون شرور النظام بعد المجزرة.
- يدير الإيرانيون مسرح العمليات كما قال رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا قبل أيام من المجزرة مما يجعل إبادة السوريين أمرا لا يمكن مقارنته بما خسروه جراء هجمات صدام الكيماوية، كما أن اللوم سيكون على عاتق الأسد الذي إن لم يحسن التملص بالادعاء بأن الثوار هم من قتل الأطفال فهو غير جدير بمنصب الحليف الاستراتيجي لطهران.
- لن يتردد نظام الأسد الدموي عن استخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه حتى ولو كان كالإيحاء المعتمد الذي أريد له أن يصبح استنتاجا في النهاية بعزمه التوسع في استخدامه ضد الغرب وإسرائيل لو تعرض للتدخل الدولي.
- لقد استخدم الأسد السلاح الكيماوي؛ لأنه لم يوقع اتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيماوية بذريعة أن إسرائيل لم توقع اتفاقية حظر انتشار السلاح النووي، وهذا ما صعب عمل فريق المراقبين الدوليين، وأعطى الأسد الجرأة لقتل شعبه أمام أعينهم، ففي حماية الفيتو الروسي والصيني لا يستطيع فريق التفتيش الذهاب متى أو أين يشاء أن يفتش، فدمشق في حل من الالتزام بمطالبهم، وحرية تنقلهم منة من النظام لا التزام منه.
- تتفق حيرة العالم أمام فاجعة المجزرة مع حجم حيرته في تحديد نوع السلاح المستخدم، فلم يقم الأسد بقتل شعبه أمام المفتشين إلا وهو على يقين بصعوبة كشف نوع السلاح، فهل استخدم سلاحا روسيا جديدا؟ يصبح ذلك واردا إذا أخذنا في الحسبان أن الروس قد أقروا بأن لديهم مخزونا من الأسلحة الكيماوية من أنواع خاصة، وتذرعوا بعدم وفاء العالم لهم بالتزامات مالية تساعدهم في تدميرها، بل إن موسكو نالت مهلة إضافية في عام 2012 م لتدمير تلك الأسلحة بناء على اتفاقية»BTWC» 31 ديسمبر 2007م، فهل قتل أطفال الغوطة بسلاح روسي يصعب اكتشافه.
إذا كيف نستطيع إدانة الأسد باستخدام السلاح الكيماوي ضد شعبه وهو الذي فعلها تحت أنظار العالم! هذا السؤال ليس من الأسئلة التي تطرح من أجل جواب فحسب بل من أجل القيام بمهمة، وتلك المهمة هي البحث في سوريا عن رجل محدد، ففي 2003م نفذت القوات الجوية الأميركية خطة «الصدمة والترويع» ضد فرق الحرس الجمهوري العراقي وحطمتها ليسقط بعدها نظام البعث الدموي في بغداد، وقد شن الرئيس الأميركي جورج بوش الابن حرب تحرير العراق بناء على معلومات قدمها مهندس عراقي اسمه «رافد أحمد علوان» وكان اسمه الرمزي كيرف بول «Curveball» وأكد فيها بالوثائق أن العراق كان يملك منشآت متحركة لإنتاج أسلحة الدمار الشامل، فهل سنرى قريبا «رافد أحمد علوان» السوري؟

الخميس، 15 أغسطس 2013

سباق الوفود الأجنبية والخليجية فى مصر


سباق الوفود الأجنبية والخليجية فى مصر
 
د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

مالذي يجعل مصر حاليا تختلف عن متصرفية جبل لبنان حين كان  قناصل الدول الاجنبية يتدخلون في شئونها الداخلية والخارجية  مستغلين كل ثغرة  بسبب خلافات اللبنانيين انفسهم وخلافاتهم مع الدولة العثمانية؟ الفرق هو 152 عاما فقط .
حيث ان من المؤلم ان نرى تسابق الوفود الاجنبية للقاهرة بحجة اخراجها من محنتها السياسية . ومؤلم أن يصل الى هذه النتيجة  من يحب مصر القوية  مصر جمال عبدالناصر الذي اخرج الاستعمار ليس من الوطن العربي فحسب بل من العالم الثالث ايضا .وهو مؤلم لمن اعجب بالسادات الذي جعل قائد اللواء 190 مدرع  الاسرائيلي عساف ياجوري يخرج من دبابته في غبار سيناء مستسلما للنقيب يسري عمارة امام عدسات التلفزيون  ليؤدي له  النقيب التحية ثم يقودة  بعد ذلك لذل معسكرات الاسر.
 سباق الوفود الاجنبية المؤلم للقاهرة لايختلف  كثيرا عن تدخل القناصل في عهد متصرفية جبل لبنان 1861-1918م والذي كان سيستمر أطول من ستين عاما لولا وفاة رجل أوروبا المريض وسقوط الدولة العثمانية . لقد  استغلت الدول الاوربية الفتنة اللبنانية 1860م فضغطت على من يدير الامور وهو السلطان العثماني المرتبك الضعيف لتفرض رأيها في تفاصيل نظام الحكم في لبنان .فما الذي تغير بين حال لبنان وحال مصر حاليا. فالدول  الأوروبية العظمى الست كانت بريطانيا وفرنسا وبروسيا وروسيا والنمسا وإيطاليا، تدخلت آنذاك ونصفها يتدخل حاليا .  فهل نحن بانتظار إعلان الانتداب الاميركي المستتر  كما تم إعلان الانتداب الفرنسي آنذاك لينهي حالة الفوضى السياسية  . قد لايكون الامر بنفس درجة الخطورة لكن صانع القرار الغربي ملم بتفاصيل المشهد المصري ويقرأ تاريخ المنطقة بتمعن شديد فإذا كان عهد التنظيمات الإدارية التي بدأها السلطان عبد المجيد الأول قد جاءت بضغوط غربية وكانت نتائجها محاصصة دينية  لهيكل الحكم في لبنان  بعهد المتصرفية فلن تخرج عن نفس الفكرة في مصر بحيث تعطي حصة  للاخوان وحصة للعسكر  ومثلهم السلف والاقباط والعلمانيين والفلول وحصة للبلطجية وربما حصة لمن يمثل ابناء شهداء موقعة الجمل .
إن سباق الوفود الأجنبية على مصرقائم لامجال لانكاره ،وهناك الكثير من  المؤشرات التي تثير قلق المراقب ومنها :
- إن اهمية  مصر الجيوستراتيجية لم تتغير، بل في ازدياد مع الجيرة الاسرائيلية وجيرة حماس ،مع ضغط منسق مواز لضغط مياه النيل على سد النهضة في اثيوبيا .
- إن تدخل واشنطن وأوروبا بهذا الزخم بحجة حل الازمة السياسية بمصر يؤكد حالة الفراغ الداخلى الذي  سيغري كل ذا مخلب وناب حيث ستدفع روسيا والصين للتدخل  ايضا .
- لقد ظهر حجم الفراغ من خريطة انتشاره  التي رسمتها تحركات الموفدين الدوليين داخل القاهرة حيث تعدت زياة المندوبين الاجانب رئاسة الجمهمورية والدفاع والخارجية  لتشمل الاخوان والكنيسة القبطية والازهر وستصل عشوائيات القاهرة .
- لقد كشفت زيارات المندوبين الاجانب ضعف  القوى السياسية المصرية  التي فشلت في طرح مشروع للخروج من الازمة ، مما يجعلنا في حل من العتب حين  نصفها بانها قوى خلق ازمات وفوضى ومظاهرات وحشود لا قوى حلول.
- لعل ما يؤلم المراقب حقا هو التنازل عن السيادة المصرية بهذه السهولة رغم مرور ظروف اصعب من الحالية على عصور ناصر وأنور ومبارك واحتفاظ مؤسسات الحكم آنذاك بخط السيادة كخط لاتراجع بعده رغم ضغوط الحروب وازمات البنك الدولي والقمح والمعونات العسكرية .
-لن يزر المندوبين الدوليين القاهرة لتقديم النصائح  فحسب ، بل تقديمها مغلفة بدبلوماسية الاغراء والتهديد وما لها من تبعات .
حين تعجز الادارة الحالية في مصر عن امتلاك الدراية لخلق ادوات ضغط على مواطنين  مصريين بميدان رابعة العدوية  سواء بالمغريات او بالحلول او بالوعود يصبح من الواضح ان التدخل الخارجي والوساطة الدولية مطلب ملح للحيلولة دون استخدام هذه الادارة للعنف لتفريق المعارضين من الاخوان او من الذين لم يرق لهم هتك الشرعية او عودة الانقلابات لمصر .وبما ان دول الخليج اولى من الغرب لمد يد المساعدة لمصر .فالاجدى  في هذه الظروف هو مبادرة خليجية ذات مراحل للوصول بمصر لبر الامان . وسيسند هذه المبادرة الخليجية امور عدة لعل اولها ابعاد شبح التدخل الاجنبي وتحويلها لمتصرفية لقناصل كل يساند مجموعة . بالاضافة الى ان دول الخليج قد ابدت حسن النية قبل شهر  فتقدير لظروف مصر الاقتصادية الصعبة التي قد تقودها لمنحدر الدولة الفاشلة بدين غربي واجب السداد، واحتياطي من العملة الصعبة لا يكفي إلا لثلاثة أشهر، بالإضافة إلى التضخم و العاطلين وأزمات الوقود قامت دول الخليج بدعم الاقتصاد المصري . وليست بعاجزة الان عن دعم العملية السياسية الراهنة هناك كما دعمت الاقتصادية. ولعل أهم مكسب لنا في الخليج هو خلق جيل من صناع القرار الخطائون التوابون استراتيجيا، فما أحوجنا لهم .

الأربعاء، 7 أغسطس 2013

السياسة الخارجية الخليجية بين مدرستين

  

السياسة الخارجية الخليجية بين مدرستين



د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

خرجت الولايات المتحدة كقوة عظمى لأنها كانت أقل الدول الكبرى خسارة في الحرب العالمية الثانية. فهل ستخرج دول الخليج كقوة اقليمية كبرى لأنها أقل الخاسرين في الربيع العربي؟ بمرور سريع يقترب من الخواطر،ويقل عن مستوى الدراسة العميقة سنتتبع تحولات السياسة الخارجية الخليجية بين مدرستين قادت الخليج الذي كان جزء من الحروب العربية غير المنتهية و جزء من الثورات غير المنتهية .
تحت الحماية البريطانية عاشت دول الخليج في عزلة مريحة من أنواء السياسية العالمية. فقط الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية كانت مستقلة،وكانت عنصر فاعل كعضو مؤسس للأمم المتحدة والجامعة العربية. وظهرت سياستها ذات سمات اسلامية التواصل،عربية القضية،وغير منحازة.كما أدركت الرياض مبكرا أهمية أمن الخليج فكانت مع طهران إحدى ركيزتي سياسة الدعامتين 'Twin Pillars ' الاميركية.ثم استقلت الكويت واجبرها السوفيت على الانفتاح على الكتلة الشرقية كثمن لاستقلالها وكان ذلك خيرا عليها لم تحسب حسابه موسكو،فقد وسع افق السياسة الخارجية الكويتية الرأسمالية بدرجة تفوق حجمها وتاريخها السياسي .ومع بداية الثورة الايرانية توحدت دول الخليج مصطفة لجانب العراق في الحرب ،وكان اصطفاف صامت، فلم يكن يخصنا من تلك الحرب إلا انتظار دفع فاتورتها .وبعد تحرير الكويت تبنت دول مجلس التعاون سياسة الاحتواء المزدوج الاميركية ضد إيران والعراق.و كانت قيادة السياسة الخارجية الخليجية للرياض وجاءت متناغمة مع مصر وسوريا. لقد أتسمت السياسة الخارجية الخليجية بالاعتدال وكانت تقليدية محافظة تحمل توجهات اسلامية وعربية ومحركات نفطية، لكن الصفة الاهم في مدرسة السياسة الخارجية الخليجية تلك أنها بنيت على التحرك كرد على تطور الاحداث لا استباق لها.
المدرسة الثانية بدأت بوادرها بعد حرب تحرير الكويت بسنوات قليلة،حيث ظهر لأول مرة عدم التوحد بين الخليجيين تجاه قضايا عدة منها العراق المحاصر،وقضية أولوية الخطر الايراني،وقضية التعاون العسكري مع الناتو عبر مبادرة انقرة، وأخيرا عدم الاتفاق الكامل في الربيع العربي. وقد صاحب ظهور هذه المدرسة انتقال مركز ثقل السياسة العربية إلى الخليج كمحور سياسي فاعل ومرجعية دولية في القضايا الاقليمية بعد انهيار المحاور العربية التقليدية. فظهرت مبادرات خادم الحرمين تجاه فلسطين والاردن والمغرب ثم تجاه الخليج نفسه. كما ميز هذه المرحلة انفتاح النوافذ القطرية التي جعلتنا نرى آفاق لم نكن نتصور انجازها في سياسة الخليج الخارجية. كما حسمت المنامة دون تردد التدخل الايراني فيها باستدعاء قوات درع الجزيرة،وهو إجراء لاتظهر قيمته إلا بتذكر ان الكويت لم تفعل ذلك عشية الغزو خشية القول بنقصان سيادتها. ونتيجة لظهورهذه المدرسة ارتفعت دعوات للوحدة الخليجية اما اعتزازا يوجب استثمار هذا الكسب للرقي بمعنى التعاون الخليجي. أو لتجاوز الفروق السياسية الخليجية التي بدأت تطفوا في القمم العربية أكثر منها في قمم قادة المجلس نفسها .
لقد سبقت مدرسة الانقياد مع الاحداث مدرسة المبادرة قبل وقوع الاحداث .وفي المدرسة الاولى كان الخليجيون أقل تأثيرا لكنهم كانوا اكثر توحدا،وكانت تجارتهم السياسية اقل مردودا لكن عنصر المخاطرة فيها كان منخفضا. وعيب المدرسة الاولى أنّ القواعد الإقليمية قد تتغير ودول الخليج تكرر سياسة الانسياق مع تطور الاحداث وإن لم تدمنه إدمانًا لا شفاءَ منه بدليل سرعة ظهور المدرسة الثانية .
إن على دول الخليج ان تقفز للموقع الذي ينبغي ان تتموضع فيه كمركز ثقل مستفيدة من غياب المنافسين وأن تنظر للربيع العربي وتبعاته كمبرر وحافز لتطبيق استراتيجيات الاستمرار التي تضم: الوحدة الصالحة لكل دول المجلس. والتحول الاصلاحي ليحول دون التحرر المفاجئ للطاقات المضغوطة. والتدرج في التحلل من الأمن المستعار من الخارج ببناء هياكل أمن جماعي دفاعي و مصمم لإعاقة أي احتلال عسكري أو فرض حل دبلوماسي أو اقتصادي طعمه مر . ولاشك ان هناك نفور من تغير السياسة الخارجية الخليجية في المحيط العربي،بل إن بيننا من يريد سياسة الانكفاء للداخل و يساعد الغير بالضغط التقزيمي لكل جهد خليجي، فالرجعية المستترة لازالت موجودة بيننا.فهل تعود المدرسة الحذرة القديمة ام تستمر المدرسةالجريئة الراهنة ؟هناك من يرجح ظهور مدرسة سياسية جديدة ثالثة .

الرئيس العراقي يشكر Alaan و الزميل العجمي


الرئيس العراقي يشكر  و الزميل العجمي
تلقى الزميل الدكتور ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج  مساء يوم الثلاثاء 6 اغسطس 2013م اتصالا هاتفيا من رئيس جمهورية العراق السابق الشيخ غازي الياور من مقر إقامته في عمان بالمملكة الاردنية الهاشمية حيث شكره على النقاط التي وردت في مقاله 'الخطأ الخليجي بين الياور وابن عمه الجربا 'الذي نشر في جريدة ((الآن الالكترونية)) في 24 يوليو2013م ولقي تجاوباً واسعاً من القراء .
كما تطرق الحديث الى موقف الخليج الايجابي من أحداث العراق ومن الجيش الحر في سوريا والقرار الأخير بتمويله بمليار دولار.
ومما يذكر ان الشيخ غازي الياور أول رئيس للعراق بعد سقوط الطاغية صدام حسين هو إبن عم رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد الجربا .
مقال الخطأ الخليجي بين الياور وابن عمه الجربا

الجمعة، 2 أغسطس 2013

ثم أعطيت الكلمة السرية لاجتياز الحدود الدولية مع الكويت

  

ثم أعطيت الكلمة السرية لاجتياز الحدود الدولية ...
الطاغية يكرم أزلامه بعد احتلال الكويت

د.ظافر محمد العجمي-المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج 
لا أعرف كيف نمت ساعتين كاملتين باطمئنان،وحين استيقظت عند الساعة الواحدة من صباح يوم 2/8/1990م توضأت وصليت صلاة التوكل.... وفي 3:30 أعطيت الكلمة السرية للشروع بالتحرك نحو الحدود الدولية، فتم اجتيازها عند الساعة 4:00 صباحا......وبالرغم من ضوضاء محركات دروعنا الهادرة، والغبار المتصاعد الذي شكل خطا سميكا وطويلا في السماء الصافية،كنا نشعر بصمت رهيب،حيث لم نلتقط أية إشارة على الاجهزة اللاسلكية ذات التردد العالي .....وما أن شارفت الساعة على 5:30 ونحن نسير بسرعة 30كلم/س حتى بدأ فجر ذلك اليوم ينشر ضيائه الخافت من اتجاه الشرق، حيث تلألأت مصابيح منطقة الروضتين من بعيد. وفي 6:00 وحال وصولنا وادي اللياح فتحت نيران كثيفة من اتجاه الشرق مع اصابة إحدى الدبابات الأمامية بصاروخ فاشتعلت النيران فيها.ورصدت مايقرب جحفل كويتي (الجحفل لواء من أسلحة مختلفة أقوى من اللواء العادي ) وهو بالتأكيد من وحدات لواء المشاة الآلي 6 الكويتي. وهناك جرت معركة سريعة وأجبرت القوات المقاومة على ترك مواضعها .
الطاغية يخطب في جنوده بعد احتلال الكويت
كانت الساعة تشير الى 6:40 وقد أكملنا اجتياز مضيق المطلاع،عندها أوعزت الى إحدى عجلات القتال المدرعة بتدمير منطاد المطلاع الابيض الكبير لكنه لم ينفجر فتركت امر تدميره لغيرنا . قدت القسم الاكبر من القوات على الطريق الدائري السادس ثم اجتزنا طرف محافظة الجهراء فهالني شدة ارتباك المواطنين الكويتيين على الطريق.وازدحم الطريق بالسيارات المدنية،وكانت الدهشة والرعب يعتريان وجوه ركابها المدنيين، وقد حاولنا جاهدين بعث الطمأنينة في نفوسهم وإيقاف السيل إلا ان الارتباك كان عظيما. وكنت أخشى ان تصطدم بعض دروعنا بتلك العجلات المدنية، وكنت أترك في كل تقاطع كبير فصيل مشاة آلي للسيطرة علية إلا أن مفارق الطرق الرئيسية كانت كثيرة،
الجيش الشعبي  العراقي  بالكويت
وكانت مفاجأتي كبيرة لكبر حجم هذه العاصمة الكبيرة. وقد بذل ضابط الركن المرافق لي مع زمرة من الجنود جهود كبيرة للحد من حالة الرعب هذه،والسيطرة على المدنيين الذين ازداد تواجدهم نظرا لان ذلك اليوم كان يوم الخميس.... إلا أنني لم أتمكن من إمعان النظر في وجوه الكويتيين من شدة الخجل لما نفعله بهم رغما عن رغباتنا، وخاصة في وجه تلك المرأة المفزوعة من رؤية دبابتنا وهي تضم أولادها الى صدرها. في الساعة الثامنة والنصف كان تداخلنا مع أرتال السيارات المزدحمة قد بلغ حد لا يوصف... وعلى يسارنا كان يقع حي الفردوس السكني وكان يوجد الى جانبنا احد المصارف وقد تدافع الناس إليه في جمهرة كبيرة لسحب الاموال. .... وبعد قليل وصلت العجلات المدرعة وكان فيها مقدم اللواء مع عجلة القيادة للمدفعية وكان حجمها الكبير يثير الرعب فانفتح الطريق تلقائيا أمامنا وانطلقنا باتجاه البحر......كانت سيارات شرطة المرور والنجدة الكويتية تسرع في كل الاتجاهات وكلها تطلق صفارات الانذار وكان منها ماينقلب من شدة ألارتباك أو عند تفادي دروعنا. وفي الساعة التاسعة والنصف وصلنا الى فندق المسيلة فشاهدت مياه الخليج العربي الزرقاء وحمدنا الله على هذا النجاح السريع....
حرب نفسية من صفحة رغد صدام حتى ننسى الغزو العراقي الغاشم
بجمل لاتعني بكائيتها براءة كاتبها سجل الفريق الركن رعد مجيد الحمداني الذي كان آمر اللواء المدرع 17 –فرقة حمورابي بالحرس الجمهوري العراقي في كتابه 'قبل أن يغادرنا التاريخ ' الاسطر السابقة،مقرا بقيادته قوة الواجب التي كانت رأس الحربه للعدوان الذي دمر الكويت. معتقدا ان تلقيه الاوامر كعسكري يعفيه من الملاحقة لا يبدو ان ضمير الحمداني قد حال دون ارتكابه للخطيئة كما لم يمنعه من أن يتمتع بها. فهاهو يستثمر هذا الغدر عبر المحابر والمنابر في كتب ومقالات ومقابلات. مستظلا بأن الحكومة العراقية قد انتصرت بالمحاكمات لأبنائها من الاكراد والعرب،لكنها وضعت حق شعب الكويت خارج آليات التنفيذ.ناسيا عدم صدور اعلان حرب يسوغ إطاعته للأوامر،ومتجاوزا حقيقة عدم تقادم جرائم الحرب في اتفاقية جنيف 1949م . لن نكتفي بالإدانة الاخلاقية التي يأنف الرجال عن فعلها كما فعل هذا الجنرال البعثي وهو يرعب تلك المرأة المفزوعة التي تضم اولادها الى صدرها من رؤية دباباته،بل يجب محاكمة مجرمي الحرب العراقيين جميعهم ،ومن ضمنهم قادة الفرق العسكرية الذين قلدهم صدام الاوسمة بعد استباحتهم الكويت في 2/8/1990م.

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية