د.ظافر محمد العجمي -المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
أبدت الكويت استعدادها لمساندة الحكومة الوطنية الليبية في مصراتة، برئاسة رمضان السويحلي، وقالت إنها على استعداد لتجهيز 160 ألف مقاتل للمشاركة في الحرب، بل ودفع 3000 للمجهود الحربي. هذا ما ورد في وثيقة عثمانية من والي البصرة للشيخ مبارك الصباح يخبره في 15 فبراير 1912م بوصول ما تبرع به لمحاربة الإيطاليين. وبعد قرن نجد الكويت ضمن الاستجابات الأولى لدعم اللاجئين في ليبيا متبرعة بمليون دولار، كما اتفقت آراء المراقبين على تثمين الدعم القوي الذي قدمته كافة دول مجلس التعاون، سواء بمقاتلي سلاح الجو القطريين والإماراتيين أو بصدور قرار مجلس الأمن 1973 بضغط من السعودية والبحرين وعمان، أو بحملة القنوات الفضائية الخليجية ضد القذافي.
وكعواء كلاب الليل البعيدة يتراجع صوت طلقات رصاص كتائب القذافي بعيدا عن طرابلس، وتتلاشى معهما شتائم القذافي ضد' العدوان الصليبي الخليجي'، ليغطي عليها صوت مجموعة الاتصال في الدوحة بالموافقة على الطلب الليبي بتقديم أموال عاجلة من الأرصدة الليبية.
ويواجه المجلس الانتقالي عدداً من المعضلات؛ حيث يعتمد على المساعدات الدولية والأصول في الخارج، فقد توقف إنتاج النفط بسبب ما لحق ببنيته الأساسية من دمار. وهناك معضلة تشريد الكثير من مساكنهم ودمار الطرق ومحطات توليد الكهرباء. هذه المعاضل جعلت الدول الكبرى تكشر عن أنيابها لقطف الثمار، فعرضت الصين مساعداتها بوصفها المستثمر النفطي الأكبر. فيما يعكف ساركوزي في 'مؤتمر أصدقاء ليبيا 'على إعداد فاتورة خدمات الناتو ليقدمها مع الكورس الأخير كما يقتضي إتيكيت الضيافة الفرنسية، بل إن روسيا التي رفضت قرار مجلس الأمن 1973 عادت لتبدي حرصها للمشاركة في إعادة الإعمار، ولن تكفي هذه الأسطر لوصف التقرب الأميركي للغنيمة الليبية، ولا موقف جنوب إفريقيا التي كانت تتمنع من تحرير الأموال الليبية للمساومة على حصتها فيها. وما يقلقنا في هذا السباق المحموم إلا سعي الدول الكبرى لخلق اختلافات تفضي الانقسامات في صفوف الثوار حتى يصبح لكل دولة طرف في حقول النفط والغاز هناك.
لقد عشنا في الخليج ننظر بشوق طوال الأشهر الستة الماضية لفتيان سمر على شاحناتهم الصغيرة وهم يدكون قلاع القذافي. عشنا يحدونا الأمل بالتقرب، وفور سقوط باب العزيزية تجلت الحقيقة، فالمسافة كانت تصون الحب، وعندما ألغيناها جازفنا بإلغاء الحب، فقد تذكرنا دروسا منها العراقي الذي يريد محاكمتنا على دورنا في السقوط غير القانوني لصدام، والمصري الذي مد يده حال سقوط مبارك لمصافحة نجاد، وشباب اليمن وموقفهم السلبي من المبادرة الخليجية التي نصت صراحة على رحيل الطاغية صالح.
لقد أكد نائب رئيس البعثة الليبية لدى الأمم المتحدة أن دعم دول مجلس التعاون كان له دور فاعل وأن العلاقات بين ليبيا الجديدة ودول المجلس ستكون متميزة في المرحلة المقبلة. فهل ستشرع الأبواب أمام الشركات الخليجية التي أثبتت قدرتها على إقامة البنى التحتية في دول عدة، وفازت بعقود أميركية ضخمة في مجال الخدمات اللوجستية، وفي إدارة أكبر الموانئ العالمية، وفي تأهيل حقول النفط ومصافيه، وفي إدارة أكبر شركات الاتصالات؟
في القمة العربية بدمشق مارس 2008م تبرأ منا القذافي قائلا: إن %80 من سكان الخليج إيرانيون، فهل سيتبرأ منا المجلس الانتقالي قائلا: لقد وقفتم معنا سياسيا واقتصاديا وعسكريا لأن تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك واجبكم كعرب أشقاء. وهو تكفير من مؤسساتكم العسكرية العربية عن ذنوب الانقلابات ولتعيد صياغة العلاقة بين الشعوب والقوات المسلحة، لكننا سنقرر شؤوننا الخاصة بأنفسنا سواء أردنا الانكفاء لإفريقيا أو القفز للغرب... شكر الله سعيكم.
وكعواء كلاب الليل البعيدة يتراجع صوت طلقات رصاص كتائب القذافي بعيدا عن طرابلس، وتتلاشى معهما شتائم القذافي ضد' العدوان الصليبي الخليجي'، ليغطي عليها صوت مجموعة الاتصال في الدوحة بالموافقة على الطلب الليبي بتقديم أموال عاجلة من الأرصدة الليبية.
ويواجه المجلس الانتقالي عدداً من المعضلات؛ حيث يعتمد على المساعدات الدولية والأصول في الخارج، فقد توقف إنتاج النفط بسبب ما لحق ببنيته الأساسية من دمار. وهناك معضلة تشريد الكثير من مساكنهم ودمار الطرق ومحطات توليد الكهرباء. هذه المعاضل جعلت الدول الكبرى تكشر عن أنيابها لقطف الثمار، فعرضت الصين مساعداتها بوصفها المستثمر النفطي الأكبر. فيما يعكف ساركوزي في 'مؤتمر أصدقاء ليبيا 'على إعداد فاتورة خدمات الناتو ليقدمها مع الكورس الأخير كما يقتضي إتيكيت الضيافة الفرنسية، بل إن روسيا التي رفضت قرار مجلس الأمن 1973 عادت لتبدي حرصها للمشاركة في إعادة الإعمار، ولن تكفي هذه الأسطر لوصف التقرب الأميركي للغنيمة الليبية، ولا موقف جنوب إفريقيا التي كانت تتمنع من تحرير الأموال الليبية للمساومة على حصتها فيها. وما يقلقنا في هذا السباق المحموم إلا سعي الدول الكبرى لخلق اختلافات تفضي الانقسامات في صفوف الثوار حتى يصبح لكل دولة طرف في حقول النفط والغاز هناك.
لقد عشنا في الخليج ننظر بشوق طوال الأشهر الستة الماضية لفتيان سمر على شاحناتهم الصغيرة وهم يدكون قلاع القذافي. عشنا يحدونا الأمل بالتقرب، وفور سقوط باب العزيزية تجلت الحقيقة، فالمسافة كانت تصون الحب، وعندما ألغيناها جازفنا بإلغاء الحب، فقد تذكرنا دروسا منها العراقي الذي يريد محاكمتنا على دورنا في السقوط غير القانوني لصدام، والمصري الذي مد يده حال سقوط مبارك لمصافحة نجاد، وشباب اليمن وموقفهم السلبي من المبادرة الخليجية التي نصت صراحة على رحيل الطاغية صالح.
لقد أكد نائب رئيس البعثة الليبية لدى الأمم المتحدة أن دعم دول مجلس التعاون كان له دور فاعل وأن العلاقات بين ليبيا الجديدة ودول المجلس ستكون متميزة في المرحلة المقبلة. فهل ستشرع الأبواب أمام الشركات الخليجية التي أثبتت قدرتها على إقامة البنى التحتية في دول عدة، وفازت بعقود أميركية ضخمة في مجال الخدمات اللوجستية، وفي إدارة أكبر الموانئ العالمية، وفي تأهيل حقول النفط ومصافيه، وفي إدارة أكبر شركات الاتصالات؟
في القمة العربية بدمشق مارس 2008م تبرأ منا القذافي قائلا: إن %80 من سكان الخليج إيرانيون، فهل سيتبرأ منا المجلس الانتقالي قائلا: لقد وقفتم معنا سياسيا واقتصاديا وعسكريا لأن تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك واجبكم كعرب أشقاء. وهو تكفير من مؤسساتكم العسكرية العربية عن ذنوب الانقلابات ولتعيد صياغة العلاقة بين الشعوب والقوات المسلحة، لكننا سنقرر شؤوننا الخاصة بأنفسنا سواء أردنا الانكفاء لإفريقيا أو القفز للغرب... شكر الله سعيكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق