Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 17 أغسطس 2011

دور الخليجيين في إعادة تعريف الاعتدال

 

دور الخليجيين في إعادة تعريف الاعتدال
 

 د.ظافر محمد العجمي –المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج  

في صورة مرتجفة لكاميرا هاتف نقال تسقط مئذنة، ويرتعش شاب رعشته الأخيرة، وتسيل الدماء بخطوط طويلة في شارع بلا رصيف. وتتألم العجائز أمام الصور المشوشة المكررة لقصرها فنستعير دعواتهن على الظلم ولا نحرك ساكنا، فالوضع في سوريا شأن داخلي.
ثم كسر الخليجيون رغم اعتدالهم حاجز الصمت العربي عبر د.محمد الصباح وزير خارجية الكويت، تبعه بشكل مباشر بيان دول مجلس التعاون، ليأتي طلب خادم الحرمين الشريفين بوقف إراقة الدماء في سوريا كتأنيب لنظام باغ، تبعها استدعاء السفراء السعودي والكويتي والبحريني بالإضافة إلى السفير القطري الذي كان قد غادر دمشق لنفس السبب قبل ذلك بأسابيع.
لقد أطلقت الإدارة الأميركية على مجموعة من الدول العربية صفة معسكر الاعتدال وكنا باعتدالنا محط لوم من العديد من المراقبين لأننا لا نظهر خلافاً مع السياسات الأميركية، بل لم نكن نظهر غضبنا بما يتوافق مع المزاج العربي الذي كان سريع الاشتعال. ولم تكن دول الخليج قد نجحت في فرض مشروع اعتدالها في العلاقات الدولية بعد، حيث راهن الكثيرون على الارتباك في معسكر دول الاعتدال العربية جراء الربيع العربي، وذهب البعض إلى حدوث تمرد قد يقود إلى سقوط ثكنات المعسكر واحدة بعد الأخرى، فدول الخليج المتشددة أو المعتدلة باسمها الأميركي قاومت الإصلاح إلى حد كبير وسيصعب عليها مجاراة ما يحدث.
لكن الحقيقة تقول إن صدى الصوت الخليجي لم يتردد في سوريا كما حدث مؤخرا فحسب، فقد كان في اليمن عبر المبادرة الخليجية بمراحلها الست، كما كان هو عزلة القذافي، أما الصورة فكانت تعرية أجهزة القمع التونسية والمصرية عبر قنوات الجزيرة والعربية.
ويعود بروز دول مجلس التعاون على الساحة العربية رغم اعتدالها إلى عدد من الأسباب، أهمها:
1- ظهور أنظمة عربية مضطربة في ست دول ذات وزن ثقيل مثل العراق وسوريا ومصر وتونس وليبيا واليمن حيث لم تتوافر بعد قيادة قادرة على تطوير سياستها.
2- الطموح الإيراني -والتركي الذي لا يقل عنه- والناتو الرامي لتحقيق أجنداتهم الخاصة بالتغلغل عبر مسامات الهشاشة التي أوجدها الربيع العربي، جعل دول الخليج تسارع إلى التقاط مفاتيح العالم العربي والاشتراك في وضع نمط وحجم وأولوية اصطفاف تلك القوى حين تقربها، فحتى الأبواب الضخمة مفاتيحها صغيرة يسهل الإمساك بها.
3- استطاعت دول الخليج وضع مصالحها المشتركة في صدارة أولوياتها فنجحت في تطوير هيكل اقتصادي وسياسي وأمني أثمر عن منظومة أمن جماعي قادر على أن يتدخل في خلق نظام إقليمي وعربي جديد.
4- تنامي التأثير الاقتصادي لبلدان الخليج، فبأرصدتها واستراتيجياتها الاستثمارية وبمطالبتها لبعض الدول العربية بإصلاح البنية الاستثمارية نما اقتصاد هذه الدول بضمانة اقتصادية وسياسية خليجية، حيث إن أصول صناديق الثروات السيادية الخليجية قامت بما يسمى استثمارات دعم والتأثير على التوجهات السياسية وليس هناك من هو أحوج للدعم حاليا من دول تعيش مرحلة ما بعد الفوضى.
5- من خلال المبادرات والمؤتمرات، أصبح الخليج هو القادر على رسم الملامح الرئيسة لخارطة المنطقة المستقبلية بسبب الإدارة السياسية ذات الكفاءة العالية وصمود أطراف المعسكر الخليجي في التمسك بالثوابت الاستراتيجية، وصلابة تحالفهم ودعم والتفاف الشارع العربي الواسع حول رموز دول المجلس الخيرة، وقد ظهر ذلك في المطالبات السودانية لأمير قطر لإيجاد حل يوقف الخلافات، ثم المطالب الشعبية السورية لخادم الحرمين بوقف آلة القتل هناك.
ورغم صعوبة مقاومة سحر المترادفات وما تخفي خلفها من سخرية، فإنه يمكننا القول إن مدرسة الاعتدال السياسية الخليجية قد آمنت بضرورة مواكبة التغيير فكريا ومنهجيا في ربيع عربي توالت شهوره بمتغيرات سريعة تقطع الأنفاس؛ ففي الجانب الفكري وجدت دول الخليج ضرورة التكيف مع ثورات التغيير، ومنهجيا بالتدرج في تنفيذ التغيير، رغم تناقض تعريفي الاعتدال والثورة

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية