Gulf security أمن الخليج العربي

الاثنين، 26 يوليو 2010

عودة الحوثيين والمزاج الاستراتيجي الخليجي




د.ظافر محمد العجمي - المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج 
يقف فخامة الرئيس علي عبد الله صالح من حرب الحوثيين السابعة التي بدأت في 15 يوليو 2010م وهو يضع قدم في القرن التاسع عشر، وقدم في القرن الحادي والعشرين ، فيستخدم سياسة بريطانيا القديمة بجعل البدوي يطارد بدوي آخر، فلأن بني عزيز  فخذ من قبيلة ولد سفيان بن أرحب بن بكيل، وديارهم شمال حوث في صعدة، فقد ارسلهم الرئيس بقيادة النائب صغير حمود أحمد عزيز، عضو حزب المؤتمر الشعبي الحاكم، للاشتباك مع الحوثيين، وفي هذا المنحى قام صالح بدور الحكم المحايد ليس بقوات الحكومة وسلطاتها  كما في الدول ذات السيادة بل عبر مساعي قبلية بذلها مشائخ من بكيل في محافظة مأرب، بعد ان خلف القتال ما يزيد على مائة قتيل ومئات الجرحى.
القدم الأخرى يتمثل في رغبة الرئيس صالح في جولة صراع أخرى مع الحوثيين تكون هي الحاسمة، متناسيا الجراح التي تثخنه من الجولة السادسة والانشغال مع الحراك الجنوبي ومطاردة خلايا القاعدة، فقدد ذهب الى موسكو وحصل على وعود بأسلحة ثقيلة، مما يجعل وقت قيام الحرب السابعة بزخمها الحقيقي في منتصف أو نهاية الخريف، بعد وصول الدعم الذي يريده.
إن خطورة مايجري من أحداث  تتمثل في حقيقة الفشل العسكري التي نجحت قوات صالح في اخفائه بعد الجولة السادسة قبل ستة اشهر، حيث ادعت صنعاء أن موافقة الحوثيين على شروط  وقف القتال السته قد تمت لأن قواتها قد كسرت شوكتهم، فكيف عادوا بهذه القوة؟ وكيف عاد الرئيس صالح الى التذمر من غياب الالتزام الحوثي الكامل بالنقاط الست؟ ، خصوصاً إنهاء المظاهر المسلحة وإنهاء التدخلات في شؤون السلطة المحلية. مما يعني انه قد تركهم بأسلحتهم في الشوارع رغم هزيمتهم يديرون أمور السلطة من جبي الضرائب الى تنظيم السير.
إن من الحقائق المروعة على خارطة اليمن الشقيق ان معدل الفقر في اليمن كانت نسبته ترهق 35 % من عدد السكان في عام 2006م ، ثم وصل الى 43% في عام 2009م. ويعيش 70% من الأطفال في اليمن في حالة فقر مدقع، وهم 50% من عدد السكان. كما يذهب 70% من الماء في اليمن لزراعة القات. ويمثل اهل السنة 70% من السكان تحكمهم الاقلية الزيدية، التي تنقسم الى فريقين متناحرين، هما الزيدية القبلية، والزيدية الهاشمية، التي تنقسم بدورها الى الاسرة الملكية والحوثيين الهاشميين الذين يحاولون استعادة نفوذهم في صنعاء من صعدة شمالا، وفي الجنوب يحاول 3مليون نسمة النفخ في حراك قد يخرجهم من النفق الذي دخلوه.
كما ان من الحقائق المروعة انه على بعد بضعة اميال من بؤرة الشقاء تلك يصنف الشعب الخليجي كأغنى تجمع بشري في العالم، بمتوسط دخل للفرد يصل في بعض اطراف الخليج العربي الى اكثر من 28000 الف دولار سنوياً. بينما يصنف اليمن ضمن البلدان الأقل نمواً في العالم، وللفرارمن مستقبل يقودهم لما هو قائم في الصومال حاليا، لن يجد جيل الشباب القادم خلال خمس سنوات بد من نقل معركة الحياة والموت الى مسرح يسمح لهم بحرية المناورة، سواء كانوا من الحوثيين او الحراك او المؤمنين بفكرالقاعدة، وما ذلك المسرح الا الخليج والجزيرة العربية، حيث لم يأت عدم الاستقرار هناك بسبب الطبيعة الجبلية وتوفر السلاح فحسب، بل لتوفر المقاتل الحانق على ماحوله وهو محيط  يستفزه بسلبيته ويمتد على ضفاف الخليج والبحر الأحمر.
إن حجم الحروب يتمثل بعدد الأطراف المشاركة فيها، لا بطولها ولا بعدد ضحاياها، فقد كانت الحرب العراقية الايرانية ذات الثمان سنوات والمليون قتيل من الحروب المنسية، لمحدودية الأطراف المشاركة فيها، بينما تقول مؤشرات عدة ان الحوثيين وهم جماعة  قليلة معزولة في الجبال لم تصمد هذه الفترة الطويلة وتخوض ست حروب وتتهيأ للسابعة الا بمساعدة خارجية وتدخل أطراف عدة في صعدة، وهاهي المعارك تتجدد كل ستة اشهر، مما يجعل تحول اليمن الى صومال آخر أمر وارد جدا في وجود سلطة مركزية ضعيفة، حيث ستكون من تبعات ذلك  تحوله الى نقطة تجاذب اقليمية سيتبعها بالضرورة تدخلات دولية لهدم جسر الدمار الممتد رأسه لمنابع النفط التي يعني الاقتراب منها في القاموس الغربي تهديد الأمن والسلم الدوليين، وفي هذه الظروف ليس من المستبعد ان تعوض الولايات المتحدة الاستنزاف الذي تتعرض له القوات الأمريكية في العراق وافغانستان بنصر سريع على جبهة اخرى، وتقوم  بتدخل في اليمن يشبه مغامرتها الدموية في الصومال عام 1992م .
وقد لا يكون متوافقا مع المزاج الاستراتيجي الخليجي المعتاد على أن يغيب عن المبادرات ويتبنى ردود الأفعال ان يلتفت بعين القلق والجزع لما يجري في اليمن الشقيق حاليا كشأن خليجي بالدرجة الأولي، حيث كان المزاج الاستراتيجي الخليجي ولايزال  فاشل في تفادى الوقوع في أسر بلاغة الخطاب الداعي الى عدم التدخل في شئون الآخرين، حتى وان كانت الجمرة تحت أطراف أصابعنا، فهل تعوض منظومة قيمنا الاخلاقية لمساعدة الأشقاء في اليمن المزاج الاستراتيجي الخليجي؟.
 

ليست هناك تعليقات:

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية