Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 21 أكتوبر 2009

أيام التعاون الخليجي في روما والسيناريو التركي واليمني


ص

د.ظافر محمد العجمي \المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج 
يعرف الإمبراطور (كاليجولا )بأنه أشهر طاغية في التاريخ الإنساني لوحشيته و جنونه وساديته، فقد تولي حكم روما 37 - 41 م . وكان نموذجا للشر وجنون العظمة والقسوة وفيه اثبت التاريخ إن الجنون والعبقرية كثيرا ما يجتمعان، فكان يتلذذ باستفزاز الآخرين ويتفنن في إغاظة الشعوب التي تحكمها روما، فقد قام ببناء تماثيل عملاقة له في اورشليم ليستفز مشاعر اليهود كما تقول الموسوعة التاريخية، بل وقام بنقل بعض الآثار الفرعونية من مصر لروما. ولأن كل الطرق تؤدي الى روما، فقد ذهب مجلس التعاون بحثا عن الاتحاد الأوروبي وهو الطاغية المعاصر بغناه وجبروته والذي يتفنن في إغاظة الشعوب واستفزازها. 
فقد افتتحت أمس الأول 19 أكتوبر 2009 م بمقرّ وزارة الخارجية في روما فعاليات أيام مجلس التعاون الخليجي. وعن اتفاقيات التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون المقرر إبرامها قال ووزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني أننا نبحث عن نماذج إقليمية متكاملة وهناك بوادر ايجابية من رئاسة الاتحاد الأوروبي حالياً لإعطاء مجلس التعاون صفة مراقب. وفي السياق نفسه أكد أمين عام المجلس عبدالرحمن بن حمد العطية أن دول مجلس التعاون الخليجي تريد إيجاد حلول للقضايا التي لاتزال معلقة نظراً إلى أن المفاوضات مستمرة منذ أكثر من عشرين عاماً.
نكن الاحترام والتقدير لأمين عام المجلس عبدالرحمن العطية، وفريق عمله، فالحدث في حد ذاته جهد يستحق الإشادة  وقد أثبتوا في أوقات مفصلية كالأزمة الاقتصادية الراهنة قدرتهم على التخطيط والمثابرة ،لكن حديث العطية يظهر مدى الهوة التي لا تزال تفصل بين الطرفين فأبواب التعنت الأوروبي مازالت مغلقة أمام  إقامة منطقة تجارة حرة بين الجانبين ،حيث جعلتنا ننتظر أمامها في مفاوضات  شكلية أكثر من عشرين عاما،و ستجعلنا ننتظر فترة زمنية مماثلة. فمن يريد الآخر ؟ هل تغص الأسواق الأوروبية بالبضائع الخليجية أم العكس؟ الم يقم الاتحاد الأوروبي بتشريعاته الجائرة بمحاربة الغاز والبتر وكيماويات الخليجية  ؟
برنامج الفعاليات، الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام من 19-21/ أكتوبر / 2009م ، يضم حلقات نقاش لها ثلاثة محاور : الأول حول الدور التنموي للمرأة في دول مجلس التعاون ، والثاني حول التعاون الاقتصادي والتجاري بين إيطاليا ودول مجلس التعاون ، والمحور الثالث يمتد على مدى يومين ويتحدث عن جسور التفاهم بين الغرب والعالم الإسلامي .       فأما جسور التفاهم بين الشرق والغرب ففي طريق التباعد لا طريق التقارب منذ أحداث 11 سبتمبر، مما يجعلنا الآن اشد قناع بما قاله المؤرخ الكبير أرنولد توينبي  Arnold Toynbee من إن الشرق شر ق والغرب غربا ولن يلتقيا أبدا   “East is East, and West is West, and never the two shall meet”. اما التفاهم الثنائي مع ايطاليا لوحدها فهو تحقيق لسياسة الاتحاد الأوروبي للانفراد بنا كل دولة خليجية على حدة في التعامل الاقتصادي، أو أن تتعامل معنا دول الاتحاد منفردة . أما المحور الأول ودور المرأة ، فلم يطرح الا لتذكيرنا   بتطبيق السيناريو التركي ، لآن انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي كان ولا يزال مثار جدل واسع وتعنت عنصري لمدة خمسين عاما،  فالبرلمان الأوروبي  مابرح في التفنن في رفع سقف شروطه على هذه الدولة المسلمة حتى لا تدخل الشراكة الاقتصادية الأوروبية، وعلينا أن نتوقع شروط قاسية  متعالية في مجال حقوق الإنسان وحقوق الحيوان والبيئة وحتى حقوق مثلي الجنس.
ولان من الأهداف الرئيسة للمجلس تنسيق العلاقات التجارية تجاه الدول الأخرى فقد  اتجهت دول مجلس التعاون في جزء كبير من علاقاتها الاقتصادية إلى مجموعات وتكتلات ودول مختلفة، فدخلت في مفاوضات مع الهند و باكستان و تركيا ومع دول الميركسور ومع نيوزلندا و مع اليابان ومع  دول رابطة التجارة الحرة الأوربية ( افتا ) ومع  استراليا  و سنغافورة،  ومع رابطة دول جنوب شرق آسيا ( آسيان). وحسنا فعلت دول مجلس التعاون بالاتجاه شرقا  وجنوبا في جزء من  علاقاتها الاقتصادية . لكن المثير في الأمر كما يرد في موقع الأمانة العامة لمجلس التعاون  توقف المفاوضات مع هذه الدول منذ سنة 2006م وبجملة  إنشائية تكررت لدرجة الملل  تقول ( يأمل الجانبان في الانتهاء من هذه المفاوضات والتوقيع على الاتفاقية في أسرع وقت ممكن( فلماذا توقفت المفاوضات شرقا وغربا عند سنة 2006م بينما لم يتوقف قرعنا على أبواب أوربا غربا  حتى الآن ؟

أتمنى مخلصا أن تكون حقائق الأمانة العامة لمجلس التعاون المنشورة على موقعهم تشكو من علة عدم التحديث فقط، وان التعاون مع الشرق قد تجاوز المفاوضات ولم يتوقف منذ ثلاث سنوات، كما أتمنى أن لا يشمت بنا أخوتنا في  الجمهورية العربية اليمنية لآن ما يفعله الاتحاد الأوروبي بنا طوال العشرين عاما الماضية هو نفس تعنتنا مع أخوتنا في صنعا عندما ابدوا الرغبة في الانضمام لمجلس التعاون،وكانت إحدى الذرائع  المعيقة للتقدم الاقتصادي إن الشعب  اليمني يمارس عادة مضغ القات كما كتبها  خبير اقتصادي خليجي فذ كلف بتقييم الوضع هناك ، فهل يعلم ماذا تمارس شعوب دول الميركسور!

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

يعطيك العافية دكتور عالطرح المتميز

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية