يؤخذ على المواطن الخليجي خيبة الأمل المبالغ فيها في مجلس التعاون نتيجة قصور انجازات المجلس عن تطلعاته، لكن الحقيقة تقول بأن المواطن الخليجي ينتظر من منظمة الأمن الجماعي هذه أكثر مما قدر لها أن تكون. حيث يريد أن يكون مجلس التعاون هو حلف شمال الأطلس لحراسة حرية وحماية الدول الأعضاء فيه من خلال القوة العسكرية بمساهمة كل الدول الأعضاء بالإفراد والمعدات العسكرية .
وفي الوقت نفسه يريد المواطن الخليجي المتذمر من مجلس التعاون أن يكون مجلسه هذا كما الاتحاد الأوروبي بنشاطاته العديدة كسوق موحد ذو عملة واحدة وسياسة زراعية وصناعية مشتركة .
هل من حق المواطن الخليجي أن يكون مجلسه كما مايريد ؟
نعم ...لكن حلف شمال الأطلسي حامي الحضارة الغربية عسكريا والاتحاد الأوروبي موحدها الاقتصادي لم يقوما في 28 عاما كما هو الحال في مجلس التعاون حيث أن آخر وحدة عرفتها الحضارة الغربية قبل قيام الاتحاد الأوروبي كانت إبان قيام الإمبراطورية الرومانية قبل ما يقارب الألفي عام ؟
ولاشك أن الانجازات الاقتصادية التي سنرى بشائرها في القمة الثامنة والعشرون مثل الإعلان الرسمي عن قيام السوق الخليجية المشتركة يضع المجلس على طريقه الصحيح، مجسدا حلم الخليجيين في التعاون المشترك.
ماذا نريد من المجلس ؟
إن من أسباب ضعف الجامعة العربية عدم وجود مجلس امن فيها حيث كان آخر عملية أمنية لها هي قوات الجامعة العربية التي وقفت أمام جحافل قوات عبد الكريم قاسم عندما حاول اجتياح الكويت 1963م، وفي المرة الثانية كانت عندما دخلت قوات الردع العربية الى لبنان في نهاية السبعينات.
كما أن من نقاط ضعف مجلس التعاون رغم قيامه في البدء لأسباب أمنية غياب جهة دائمة للأمن تتابع القضايا التي قد تعكر صفو أمن الخليج العربي في محيطه القريب والبعيد .
وعليه نتمنى أن لايجتمع قادة المجلس في الدوحة في قمتهم الثامنة والعشرون ويتم تهميش درع الجزيرة مع غياب جهة مناط بها مراقبة الأمن في الخليج لأن في ذلك تفريغ لفكرة قيام المجلس كمنظمة أمن جماعي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق