Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

طهران.. أمس نووي واليوم صاروخي وغداً الخليج

د.ظافر محمد العجمي 
رغم حذرنا من نزعة الاتكال المفرط على الدروس التاريخية، إلا أن كل قارئٍ هضم بإمعان تاريخ الثورة الإيرانية يصل إلى أن حفظ وتيرة التوسع عند نظام الملالي أوجب من الصلاة. فالتوسع عندهم واجب للبقاء وما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب. وقد تزينت طهران بمظهر الملتزم بـ»الصبر الاستراتيجي» في ملف الاتفاق النووي، والذي شكل اعترافاً دولياً بدورها في منطقة الشرق الأوسط، ودعم طهران في خططها للتوسع الإقليمي في مجالها الحيوي. كان ذلك بالأمس القريب، أما اليوم فالمفاوض الإيراني قد أوشك على الانتهاء من إعداد ملف الاتفاق حيال برنامجها الصاروخي. لقد استدرجت طهران العالم عبر خطوات استفزازية عدة منها:

* إطلاق الصواريخ فوق الخليج العربي وبحر العرب وصولاً إلى المحيط الهندي.

* التهديد بتوسيع المدى الذي تصل إليه صواريخها لتشمل أوروبا.

* إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستيا إيراني الصنع على الرياض.

وهي بذلك تستنسخ مماحكات ملفها النووي، لإيجاد اعتراف دولي ببرنامجها الصاروخي مماثل للاتفاق النووي. فالتهديد بتطوير مدى صواريخها مماثل لتهديداتها في الماضي برفع مستوى عمليات تخصيب اليورانيوم، حتى رضخت القوى الدولية. كل ذلك لتدويل ملف الصواريخ الباليستية. وقد دخل الغرب في الفخ، فعمدت أوروبا لمخاطبة مجلس الأمن بعد إطلاق طهران صاروخاً يحمل أقماراً اصطناعية، قادراً في حالة تعديله ليصبح صاروخاً باليستيا. ثم حذرت أجهزة مخابرات ألمانية أن إيران تتحايل على القيود بتهريب مواد ذات استخدام مزدوج لبرنامجها الصاروخي. كما تتكرر نفس الخطوات التي قادت إلى 5+1، بظهور»نيكي هيلي»من إدارة ترامب لتقدم الأدلة وإثبات تزويد إيران للحوثيين بالصواريخ التي استهدفت السعودية، كما أبدى إيمانويل ماكرون استعداده لإقناع طهران بالتوقف والدخول في مفاوضات حول برنامج الصواريخ الباليستية.

وعندما تكون جاراً لإيران عليك أن تعتمد على مدخراتك من الصبر، لكن ليس عندما تصل الأمور إلى النهاية المتوقعة للتوسع الأول والثاني، دون أن تلقى معارضة قوية، حيث يزداد نهمها بشدة للتوسع الثالث وهو الاعتراف بمجالها الحيوي، فقد كررت طلبها خروج الأساطيل والقواعد الأجنبية من الخليج لكي تحقق مفهوم المجال الحيوي بإتمام توسعها على حسابنا. فوفق خريطة مجالها الحيوي، وانسجاماً مع استراتيجية شدّ الأطراف الطائفية بالمركز الإيراني تدعم طهران من يتبعها بولاءات بدائية حيث يمثل الخليج العربي وآسيا الوسطى المجال الحيوي الأقرب والأهم لها، ثم الهلال الخصيب والجزيرة العربية.

* بالعجمي الفصيح:

لصانع القرار السياسي الإيراني القدرة على خلق مناخات استراتيجية تستحق الإشادة، فقد انتزعت طهران الاعترافات أمس بحقها النووي، واليوم سيعترف بحقها الصاروخي، وغداً سيعترف العالم بأن الخليج العربي هو مجالها الحيوي. فيما صناع القرار هنا يتناولون مسألة طموحات طهران بطريقة مفرطة في المدرسية، فالتحركات الخليجية والعربية لا تخضع إلا بصعوبة لتعريف إيجابي لأنها تعتمد في جلها على الأمم المتحدة والغرب.

* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017

القدس لا شيء وكل شيء

القدس لا شيء وكل شيء
د.ظافر محمد العجمي 
في قضية القدس لن نتعرض لترامب فقد كفانا ذلك كيسنجر بالقول «إن التاريخ يعاقب العبث الاستراتيجي عاجلاً أم آجلاً». أما مترنيخ داهية السياسة الأوروبية في القرن 19 فقال: لا تذهب المفاوضات بك لأبعد مما يمكن لمدفعيتك أن تصله. وحالياً تمر المنطقة العربية بمنخفض أخلاقي حاد، يتمثل في أن الكثيرين أخذتهم الغيرة على القدس حتى تعدد المحبين لقدس واحدة. لكن الكل عاجز عن القيام بعمل يغير رأي ترامب. مما يدفعنا لأخذ نصيحة مترنيخ لا تنفعلوا فلن يتعدى غضبكم الرد على تغريدات ترامب، فيما فريق ترامب يهج علينا قطيع التطبيع ليدفعنا للمنحى الاحتوائي. مما يفرض سؤال مهم هو ماذا تعني القدس للمنفعلين من التنظيمات والانظمة؟

لو بدأنا بالهياكل العسكرية الشريرة لوجدنا ان تنظيم القاعدة وعلى لسان بن لادن قد أشار للقضية الفلسطينية بجميع بياناته. لكنني لم أتذكر أو يتذكر معي صديقي «غوغل» أية عمليات لتنظيم القاعدة لتحرير القدس غير تهديد الزرقاوي الأجوف بقصف تل أبيب، وتفجير المعبد اليهودي في تونس. ثم عملية مومباسا، رغم أن القاعدة قرب القدس تضم مجموعات منها مجلس شورى المجاهدين، أنصار بيت المقدس، جيش الإسلام، جيش الأمة، جماعة التوحيد والجهاد، أنصار الله، وتدعي جميعها أن أهدافها الأساسية تتمثل في تحرير فلسطين. أما «داعش» فتحرير فلسطين ليس من «أولويات الجهاد المقدس» كما قال البغدادي رغم أنه نفسه قد هدد في نهاية 2016، بتحويل فلسطين إلى»مقبرة لليهود». هذا على جانب الهياكل العسكرية الشريرة السنية، أما على جانب الهياكل العسكرية الشريرة الشيعية فقد صرح «حزب الله» أن لا وجود الآن لأي مشروع متكامل لدى المقاومة لتحرير القدس أو فلسطين. وحتى يظهر المشروع، فقد ظهر بوضوح بخطاب نصرالله تغير التصعيد بلهجته كما في خطبه المعتادة تجاه تل أبيب أو أمريكا. وعلى نفس النسق خاض فيلق القدس الإيراني معاركه في كل مكان إلا القدس فقد قام لتنفيذ المهمات الخارجية لزعزعة استقرار الدول العربية حصرياً. ومثلهم «الحشد الشعبي» باستثناء التهديدات التي أطلقها قرب الجولان الأمين العام لعصائب أهل الحق، قيس الخزعلي، لأهداف دعائية للظهور بأن الحشد يعادي إسرائيل وأمريكا. ونحشد مع الحشد في العداوة للصهاينة وأمريكا جماعة الحوثيين الذين شعارهم «الله أكبر..الموت لأمريكا..الموت لإسرائيل»، ثم تراجعوا وخففوا جرعة الموت عن اليهود وأمريكا لاستخدامها في صنعاء.

* بالعجمي الفصيح

في آخر مشهد من الفيلم الشيق مملكة النعيم «Kingdom of Heaven» يدمر صلاح الدين ويمثله «غسان مسعود» حصون الصليبيين، وقبل أن يغادر يسأله البطل الصليبي ويمثله «Orlando Bloom» قائلاً: ماذا تعني لكم القدس؟

يرد صلاح الدين وهو مدبر: لا شيء.

ويسير خطوات ثم يتوقف ويستدير ناحيته ويجيب على نفس السؤال: كل شيء.

وهذا هو حال التنظيمات والأنظمة والأحزاب الدينية والمدنية بعد قرار ترامب، فالقدس تعني لا شيء، لكنها تعني في الوقت نفسه كل شيء كقيمة ذرائعية. 
https://www.youtube.com/watch?v=u6aPgA5549g


* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

الأربعاء، 6 ديسمبر 2017

نظرية إيران الرابعة "البدر"

د.ظافر محمد العجمي 
صاغ عالم الجغرافية السياسية راتزل «Friedrich Ratzel» نظرية المجال الحيوي التي مفادها ان الدولة كائن مكاني حي يرتبط مصيره بالمجال الأرضي، والدول من أجل البقاء لابد لها من توسيع هذا المجال، حتى ولو بالقوة وإن لم تتوسع فستنهار. والدولة كائن عضوي يكبر وتزداد احتياجاته باستمرار، وأن الحدود هي أشبه بجلد الكائن العضوي، والذي يجب أن يتمدد باستمرار مع نموه. فالتمدد والحالة هكذا أمر طبيعي لجمهورية إيران الاسلامية، لذا وضع المنظر الاستراتيجي في طهران نظريات عدة منذ قيام الثورة 1979، وكانت اولى النظريات «القومية الاسلامية» لمهدي بازركان لتاسيس حكومة موالية لسياسة السوق الاقتصادي العالمي، لكن الخميني عارض النظرية فسقط بازركان وحكومته المؤقتة. ثم تصدى الخميني نفسه لوضع النظرية الثانية، وهي»تصدير الثورة» لاقامة الحكومة الاسلامية العالمية، لكن الحرب العراقية الإيرانية هي التي أوقفت النظرية إلى حين. لتأتي النظرية الثالثة «أم القرى» لمحمد جواد لاريجاني لصهر الشعوب الإسلامية وتوحيدها خارج إطار الولاء الوطني وجمعها تحت قيادة دولة «أم القرى إيران»، وحكومة الولي الفقيه ولا زلنا في مماحكات مع إيران حيال هذه النظرية التي اتسمت بتطبيق جوانب عديدة منها، وإن أحبط اندفاعها الاتفاق النووي مجرداً إيران من الشرعية النووية. ويلاحظ المراقب ميزة في صانع القرار الاستراتيجي في طهران، وهي أنه لا يتوقف عن وضع النظريات دون إلغاء ما قبلها، دون أن يكلف نفسه عناء تسميتها، فبعد تمهيد الطريق من طهران إلى البحر الابيض المتوسط عبر العراق وسوريا تحققت نظرية «الهلال الشيعي» التي تنكرها إيران ومن يدور في فلكها. لكن طهران تواجه مشكلة تبريرية لنظرياتها فالعالم «راتزل» لم يكن يتحدث من فراغ حين روج لنظرية المجال الحيوي، فقد كانت ألمانيا حينها تموج بالنشاط الصناعي، وبحاجة للمواد الخام والأسواق، لذا استعاضت ايران عن المشاريع الصناعية التي تفتقدها بالمشاريع العقائدية. ويقر القانون الدولي بالحدود الثابتة والمرسومة، لكن حدود الدول الكبرى تمتد إلى حيث تقف مصالحها، أو ما يعرف بـ «الحدود الشفافة» ويقصد بها الهيمنة، وبالحدود الشفافة بالترغيب أو بالترهيب تتحكم دولة في ملفات دولة مستقلة أخرى في نظر الامم المتحدة، كالوجود الامريكي في الملف الكوري، والوجود الروسي في الملف السوري، والوجود الفرنسي في الملف التشادي.

* بالعجمي الفصيح:

الهيمنة الإيرانية عبر»الحدود الشفافة» واضحة في بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء، لذا تمضي إيران حالياً في تحويل «الهلال»، وهو قوس نحيل يمتد من طهران لبيروت إلى «بدر» مكتمل يغطي قطر تأثيره بالحدود الشفافة العالم العربي كله، لكي تحقق النظرية الرابعة في توسعها. لذا فمبررات التحرك العربي ضد تشكل البدر الإيراني قبل أن يكتمل أمر يجب أن يساوي قوة المبررات الإيرانية في التوسع.

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية