Gulf security أمن الخليج العربي

الاثنين، 18 سبتمبر 2017

ثقافة مجالسة الخصوم


لا يقوم الشيخ صباح الأحمد الجابر في الأزمة الخليجية الراهنة بتأسيس ثقافة مجالسة الخصوم فحسب، بل يقوم بدور الوسيط الفاعل كما ورد في أدبيات العلاقات الدولية، كاتفاقية لاهاي 1907 المتعلقة بتسوية المنازعات، بنصها على وجوب لجوء أطراف النزاع للمساعي الحميدة، وعلى أن عرض طرف ثالث لمساعيه الحميدة، أو وساطته، لا يعتبر عملاً غير ودّي. وفي تقديرنا المتفائل -والمفرط عند البعض- لن تتجاوز الأزمة الخليجية القاموس الموظف لحروب التلاسن، والمساعي الحميدة كفيلة بحلها.

فالمساعي الحميدة بين عواصم الخصومة -وقريباً عواصم العتب، إن شاء الله- يقوم بها أقوى لاعب في مداها الجغرافي، فهي لمساعدة طرفي النزاع على تسويته، والقيام بها لم يُعلَّق على موافقة طرفي النزاع، بل كانت الموافقة سابقةً للنزاع. والمساعي الحميدة الكويتية هي لمساعدة طرفي النزاع على حل نزاعهما بينهما. وتدخّل الكويت لا يهدف إلى إصدار قرار يفصل في النزاع القائم وإنما إلى تشجيع الطرفين الخليجيين على الفصل فيه. فهي خطوة لتلطيف الأجواء، وتخفيف حدة التوتر، أو إيقاف المواجهة، تمهيداً لدخولهما في مفاوضات مباشرة، قد تسبقها مفاوضات غير مباشرة تمّت حتى الآن في الخليج عبر رسائل، نعلم بعضها، ولا نعلم ببعضها الآخر. ودبلوماسية الأدب الجم الخليجية التي يمارسها الشيخ صباح، لها فضيلة عدم الإلزام، بل إن الإلزام الضمني هو صدق نوايا من يتولاها، وكيفية أدائه لمهمته، وثقة الأطراف الخليجية فيه، لعدله وحياده، وخلو عمله من تحقيق أي مصالح خاصة، أو استغلال ذلك للتدخل في شؤون طرفي الأزمة. فوظيفة الجهة التي تتولى المساعي الحميدة، كما هو معروف، تنحصر في حث الطرفين المتنازعين على التفاوض، وهي عند الشيخ صباح تتطلب نشر ثقافة مجالسة الخصوم في بيئة فيها نهايات الأمور، تعني للأسف كسر الخصم؛ لا تحقيق أهداف محددة.

ولطي خريطة الخليج المتوحشة التي رسمتها حروب الإعلام والتسريبات، ستتحول مهمة الشيخ صباح قريباً -كما نعتقد- من مرحلة دور صاحب المساعي الحميدة إلى لعب دور الوسيط المشارك في المفاوضات، يدلي برأيه، ويقدم الاقتراحات. ولعل مبرر مرور ثلاثة أشهر على المساعي الحميدة دون اختراق، يرجع إلى أن الانتقال من المساعي الحميدة إلى الوساطة عادة يتم بتمهل دون لفت الانتباه.

* بالعجمي الفصيح:

بعيداً عن التبسيط الفض، الذي يعتقد به البعض، تتطلب مرحلة الجهود الكويتية لحل الأزمة الخليجية، التريّث، مروراً بمرحلة المساعي الحميدة، التي في تقديرنا لم تستنفذ أغراضها بعد، حتى لا تدخل الأزمة مرحلة المؤتمرات الدولية ثم مرحلة المنظمات الدولية. ففي غياب نظام قوي وفعّال للتسوية السلمية للمنازعات، يعتبر الذهاب بحثاً عن عدالة القانون الدولي هو بحث عن الأزمة الممتدة.

* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

صدى صاروخ كوريا الشمالية في الخليج

د. ظافر محمد العجمي
في 23 مارس 1983 أعلن الرئيس ريغان في خطاب مبادرة الدفاع الاستراتيجي «حرب النجوم»، لاستخدام النظم الفضائية لحماية أمريكا من هجوم بالصواريخ الباليستية النووية السوفيتية، فانهار الاتحاد السوفيتي لعدم قدرته على مجاراة النظام المزمع إنشاؤه، رغم أن المشروع لم يكن قد تم، وقبل أسبوعين واصل ترامب تغريده «بغضب» ضد بيونغ يانغ على موقع «تويتر»، فأطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستيا فوق اليابان، رداً على حزم ترامب اللفظي. وإذا كانت النزعة الفوضوية في الدوائر السياسية في واشنطن قد طغت، فالأمر لم يكن كذلك لدى المراقبين العسكريين ومراكز الأبحاث الاستراتيجية، حيث يتفقون على أن الصاروخ الكوري قد تحدى ترامب وكسر حاجز الردع الأمريكي، وفشل واشنطن سيكون له كلفة باهظة سياسياً ودبلوماسياً حيث لم يتعدَّ دفاعها عن اليابان -التي مر الصاروخ فوقها- بث رسالة من القمر الصناعي الأمريكي لليابانيين بالاحتماء في الملاجئ. فلماذا لم تعترض وتسقط واشنطن الصاروخ! لم تُجب قيادة القوات الأمريكية بوضوح واكتفت ببيان مقتضب كبيانات وسائل الإعلام العسكرية العربية وفيه «قررنا أن الصاروخ المنطلق من كوريا الشمالية لم يشكل تهديداً «لأراضي» أمريكا الشمالية». مما دفع ببعض المراقبين إلى التشكيك في الجاهزية العسكرية الأمريكية، مستشهدين بقول رئيس الأركان الإمريكي في 22 يونيو 2017 «..لم نصل لمرحلة التيقن من القدرة على اعتراض الصواريخ». بل إن البنتاغون صرح بالقلق من حجم الكلفة الباهظة لبرنامج الدفاع الصاروخي الأمريكي البالغة 40 مليار دولار دون نتائج مُرضية. وجدوى نظم الدفاع الصاروخي الأمريكي الذي كان مصدر التهديد فيه إيران في عصر بوش وأوباما. كما أن من مسببات القلق قصور الرصد الأمريكي عن معرفة إن كان الصاروخ الكوري متوسط المدى IRBM، أو بعيد المدى عابر للقارات ICBM!! والأهم، كشف الحدث مواطن ضعف عقيدة سلاح البحرية الأمريكية ومهامها خارج أمريكا. أما المراقب الخليجي فأزعجه تدني منسوب القلق لدى صانع القرار السياسي الخليجي حيال الصاروخ الكوري الشمالي، وتفشي مناخ تحدي أمريكا وكسر حاجز الردع. فإيران بعد الاتفاق النووي غير إيران قبله، حيث علّق القيادي في الحرس الثوري مجتبى ذو النور: إن شرط طهران للقبول بالاتفاق النووي كان إغلاق ملفها العسكري ورفض المطالب الأمريكية بتفتيش مواقع صواريخها البالستية.

* بالعجمي الفصيح:

الغاية من هذه القصدية العالية في إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي ليس إثارة إعجاب الشعب هناك بزعيمه الذي يتحدى العالم، بل لأن بيونغ يانغ تخاف من واشنطن ولا سبيل للحفاظ على نظامها السياسي، إلا بالاعتراف بكوريا الشمالية كقوة نووية. ومثلها طهران.

* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية