Gulf security أمن الخليج العربي

الاثنين، 30 مايو 2016

شط العرب المحتل

د. ظافر محمد العجمي
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج


رغم تراجعه إبان الملكيات الهاشمية والبهلوية المتدثرة بالحكم البريطاني، وتحت عمامة الهدنة المذهبية الراهنة، إلا أن ما بين العراق وإيران يبقى أطول حقد دولي تاريخي موثق يعود إلى آلاف السنين.
وفي ظل ظروف سيادية غير متكافئة، وتحت إدارة حكومات طارئة مؤقتة تحتمي بالمنطقة الخضراء لتمارس سوء الإدارة والفساد، استغلت طهران الفرصة لتمارس تغيير جغرافية شط العرب المحتل ليتساوى مع ما تقوم به في الجزر الإمارتية المحتلة. فقد أعلن قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي في أبريل 2016 أن مناورات ستنفذ قريباً في نهر شط العرب «أروند «، ومصبه شمال الخليج، وسيتم تسيير دوريات بحرية إيرانية وكأن ملكية إيران منفردة للشط، حيث تجاوز رضائي حقيقة ان اتفاق الجزائر الموقع بين العراق وايران عام 1975 والخاص بترسيم الحدود النهرية في شط العرب، كان سبب حرب الثماني سنوات قبل أن يتراجع نظام صدام ويعلن التزامه به بعيد غزو الكويت 1990، وسيكون سبباً في حروب قادمة هي جزء من قدر هذا المصب المائي.
ولعل من بذور تلك الحرب المقبلة تسميتنا له بشط العرب على غرار تسمية الخليج بالعربي، كما أن من مفجرات الصراع ما تقوم به طهران من تغيير لجغرافيا نهر شط العرب المحتل كتحويل مسارات أنهر إقليم الأحواز بعيداً عن شط العرب. فقد أغلقت نهر الكارون وتم تحويل مجراه إلى نهر بهمن شير، فتحول شط العرب إلى مكب للقاذورات والمواد السامة، وارتفعت نسبة الملوحة لشح المياه وتلوثها. لقد انتقلت سيطرة إيران على شط العرب ومصبه من كونها فرضية لتصبح واقعاً، ولو تلبسنا البراغماتية والمصلحة السياسية لقلنا إن ذلك شأن عراقي، وفي مدينة الرشيد من العروبيين من سيأخذون حقهم طال الزمن أو قصر.
* بالعجمي الفصيح:
إن من أسهل الأمور التي يمكن الوقوع فيها عند القراءة السطحية لتصريح قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي هو تجاوز فهم المخطط الغيراني بالسيطرة على شمال الخليج العربي، في عمل مواز للتوسع بجنوب الخليج بجزر طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى. فتطوير تواجدهم بشمال الخليج وجنوبه يعني دق أوتاد استراتيجية لا ينقصها إلا عمود الوسط في خيمة الهيمنة، وهو أمر أشد خطورة من المشروع النووي.

الجمعة، 13 مايو 2016

تخبط واشنطن القادم في اليمن

د.ظافر محمد العجمي

لم تكن واشنطن منشغلاً أصيلاً بقضايا اليمن حتى الساعة 11:18 قبيل ظهر 12 أكتوبر 2000 حين اقترب قارب صغير بقيادة إبراهيم الثور وعبد الله المساواة من تنظيم القاعدة من الناقلة USS Cole واصطدما بها ليقتل 17 ويصاب 39 بحاراً أمريكياً، ولتنطلق في إثرها علاقات يمنية أمريكية شكلها الوحيد هو الطائرات بدون طيار. لقد قاد سوء التقدير الإستراتيجي واشنطن بناء على تقديرات ضباط الاستخبارات في لانغلي إلى تحولات حادة في الموقف الأمريكي في اليمن، فقد شرعت واشنطن أبواب صنعاء ليستبيحها الحوثة نظير استمرارهم في العمل كضباط ميدان يوجهون قذائف طائراتها ضد خلايا القاعدة. وهذا ما جعل الرياض تسدل الستار على بداية «عاصفة الحزم» في إجراء مروع لواشنطن التي كانت تلعب دور الحليف غير الوفي. ولتلافي الخسارة، شاركت في الحصار البحري على اليمن، ليظهر للمراقبين أن التخبط يشغل حيزاً كبيراً من أفق تحركاتها. فهل هي مع أو ضد القوات الصالحوثية!!
القدرة التخريبية للقوة المادية، وغطرسة القوة التي قادت لكارثة السفينة كول جعلت واشنطن تنكمش أمام سواحل اليمن، لكنّ تحولاً حدث مؤخراً يشبه تحطيم الأقفال المقدسة أعاد الأمور إلى ما كانت عليه قبل «كول»، فقد قررت واشنطن مؤخراً إرسال قوات أمريكية إلى اليمن لمساعدة التحالف العربي على قتال «القاعدة». ولكي يتمكن المرء من التنبؤ بسلوك السياسة الخارجية الأمريكية، عليه أن يطرَح التساؤلات الصحيحة، فمشكلة فهمها ليس بعدم توافر المعلومات بل الفشل في تصنيف المعلومات المتاحة، مما يفتح مجالاً للتأويل وهو أن واشنطن، بالتدخل الأمريكي المرتقب في اليمن هو شكل آخر من أشكال التدخل بطائرات من دون طيار، وقد انطلقت من قيم ومحفزات مصلحية فجة تعبر عن الواقعية الميكافيلية خير تمثيل. فواشنطن أوباما لن تقاتل معنا كما فعلت واشنطن بوش الأب، وعلى من يتوقع غير ذلك أن ينظر إلى التدخل الأمريكي في سوريا بخمسين عسكرياً وفي العراق بأقل منهم. كما أن واشنطن لم تطور خلال العشرين سنة الماضية عقيدة عسكرية حاسمة للقضاء على القاعدة، فماذا لديها الآن!
* بالعجمي الفصيح:
لماذا قبلنا بمشاركة واشنطن، التي أرادت أن تكون جزءاً من النصر العسكري الخليجي القادم في اليمن. بعد أن اتضح أن سبطانات المدافع بالخنادق لا متأنقي الفنادق هي ما سوف يحسم الأمور. ولماذا قبلنا دخول أمريكا وهي التي ستكون عالة علينا، تجذب لليمن الإرهابيين وشذاذ الآفاق من كل مكان!!
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

الأربعاء، 4 مايو 2016

قراءة خليجية في الرؤية السعودية 2030



د. ظافر محمد العجمي

بعكس المصطلحات الذرائعية التي صكتها ووظفتها جهات غربية وشرقية للتغطية على هدفها النهائي عبر تبريكاتها المصلحية بالرؤية السعودية 2030، جاء الاهتمام الخليجي موازياً للاهتمام السعودي نفسه. ليس في وسائل الإعلام فحسب، بل بين شباب وسائل التواصل الاجتماعي وشريحة رواد الديوانيات والمجالس من جيل عاصر التحولات الخليجية كلها. 
وفي الخليج لا نتوقف عن تكرار القول إن المملكة العربية السعودية هي العمق الاستراتيجي لنا فرادى ومجتمعين، كما ندرك أن ذلك يعني أيضاً أن دول الخليج هي خطوط أمامية لذلك العمق. ويثلج صدورنا طموح هو استمرار لـ «عاصفة الحزم» و«درع الشمال» في الجسارة والقوة. فالرؤية تعزز حقيقة أن الدماء الشابة من صناع القرار قد أخذت زمام المبادرة لقيادة عملية التغيير، فمرتكز «شعبٌ طموحٌ، معظمُه من الشباب، هو فخر بلادنا وضمان مستقبلها» في الرؤية يجعل الرهان على نجاح الشباب شبه مضمون في منظومة الأمن الخليجية لتوسيع العمق الاستراتيجي ولتقوية الخطوط الأمامية.
ونقر أننا لا نملك ما يملكه غيرنا من أدوات التحليل الاقتصادي، لكن تلك الصورة المشرقة للرؤية لا تحول دون ممارسة الشفافية التي أشار إليها الأمير محمد، ليس من قبل السعوديين فحسب، بل من قبل أخوانهم الخليجيين. فعند من لم يفقد شجاعة التساؤل حيرة لم تسوغها مقابلة الأمير التلفزيونية حول تأثيرات الرؤية على الاقتصادات الخليجية، وإن كانت تكاملية أو تنافسية! فضخامة الرؤية تظهر أنها ستذهب إلى أعمق مما يمكن رصده خلال المرحلة الحالية. فقد أطلقت الرؤية مفتاح الحل للأزمات التنموية في الخليج، والقوة المعطلة التي يمكن أن تمثلها الصناديق السيادية. فما حجم تأثير الصندوق السعودي على الصناديق السيادية الخليجية؟ وما حجم الصناديق الخليجية لو اجتمعت؟
كما وردت جزئية توطين الصناعات العسكرية، والاكتفاء الذاتي، ينقصها الإشارة للخليج، لنخرج من دائرة المستهدفين في «تصدير منتجاتنا العسكرية لدول المنطقة»، ونكون شريكاً أكثرمن كوننا زبوناً، وجزءاً من جغرافية التوطين، بل وجزءاً من تخفيض فاتورة الإنفاق العسكري. بل إن ذكر العالم العربي قد جاء 23 مرة، والإسلامي 7 مرات، والعالم 20 مرة في الوثيقة. أما الخليج فجاء ذكره مرتين فقط في فقرة واحدة تقول «يعّد اندماجنا في محيطنا الخليجي ودفع العمل الخليجي المشترك على كل المستويات من أهم أولوياتنا، لذلك سنعمل جاهدين على استكمال مسيرة التعاون الخليجي، وبخاصة فيما يتعلق باستكمال تنفيذ السوق الخليجية المشتركة وتوحيد السياسات الجمركية والاقتصادية والقانونية واستكمال إنشاء شبكة الطرق وشبكة سكك الحديد الخليجية»، وقد تختصر الفقرة السابقة ما نبحث عنه، لكنه اختصار لم يشفِ ما في الخاطر، وربما يعزى الأمر إلى أننا من أهل البيت. فما موقع الخليج في الرؤية السعودية 2030؟
* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج


Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية