Gulf security أمن الخليج العربي

الأربعاء، 16 يوليو 2014

أمير «داعش» وملك «الحوثيين» والخليج بينهما!

    
أمير «داعش» وملك «الحوثيين» والخليج بينهما!

د.ظافر محمد العجمي -المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج   

ليست «داعش» التي تهددنا إلا عصبة محملة بنزعات لاعقلانية أحالتها لدولة افتراضية. وقد تمثلت تلك الافتراضية في إصدارها عملة دولة الخلافة الإسلامية مع عدم وجود غطاء ذهب أو هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها. أصدروها قبل أن يترك لهم المالكي في بنك الموصل ملايين الدولارات. كما سيرت داعش سيارات دفع رباعي مسروقة بلوحات إسلامية بدون أوراق ثبوتية. وأصدروا جوازات سفر يحق لحاملها دخول كافة دول العالم بالتحرير أو الضم إلا فلسطين. ورغم أن عدد رجالهم الحقيقي لم يتعد 7 آلاف مغامر. فإن «داعش» دولة مهولة الحجم في وسائل التواصل الاجتماعي، ثم وصلت سمعتها درجة «الفوبيا» بعد خروج زعيمها البغدادي للنور متشحاً بالسواد خطيباً وكأن خطابه خطاب عرش لا خطبة جمعة. فأشغل العالم بساعته التي تحولت لشفرة يستطيع من يحدد نوعها الولوج لقرص «داعش» الصلب. ولازلت عند رأي «غردت» به قبل أسبوع، فلو أننا اجتمعنا في تويتر وحرضنا على «داعش» ومريديها «Report Spam» كآخر إفرازات الربيع العربي لذبلت على النت ومات أمير الدولة الإسلامية الافتراضية، وذبلت معها أعشابها الخليجية الناعمة بيننا، وجف دعمهم الافتراضي. لكن من نحرض!! فالجدل حول من يدير «داعش» يساوي حجم الجدل حول من يدير عالم الإنترنت الافتراضي نفسه.
لقد استخدمت طهران تحركات داعش شمال الخليج استخداما ذرائعيا فأطلقت المارد الحوثي من عقاله في جنوب الخليج كأداة ضغط غير افتراضية بل واقعية كواقعية صخور جبال اليمن وقسوة رجاله. فقضوا على حزب اتحاد الرشاد السلفي في «دماج»، حيث مركز دار الحديث رمز السلفية في «صعدة» التي سيطر عليها الحوثي بحكم ذاتي تام، وأمسك الأمور الأمنية والعسكرية والإدارية والمالية كاملة. ثم احتل الحوثيون عمران وفتكوا بحزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يمثل الإخوان المسلمين، ولم يبق إلا 50 كم إلى صنعاء. هذا هو الموقف العملياتي الحالي على الأرض أو البعد الأول من صورة ما يجري هناك.أما البعد الثاني للصورة فهو إصرار طهران على الحفاظ على الهوية المذهبية لصعدة لبناء حضور وجيرة ابتزازية للسعودية. ثم توسيع طهران لنفوذها الإقليمي عند مضيق باب المندب الاستراتيجي. واستهداف دول الخليج التي تمر تجارتها ومنتجاتها النفطية عبر هذا الطريق لقناة السويس، حيث سيتوقف الحوثيون في عمران عن السير إلى صنعاء لتخفيف ضغط قرارات مجلس الأمن الأخيرة عليهم والاستدارة غرباً تجاه «حجة» التي لا تبعد أكثر من 200 كم. ومن هناك يتم تحقيق الهدف الأكبر وهو الاستيلاء على «ميناء ميدي» على البحر الأحمر والذي لم يتواجد فيه أبداً أكثر من زورقي خفر سواحل يمنيين صغيرين؛ مما اضطر البحرية السعودية في فترات إلى حصاره بعد تحوله لقاعدة حوثية تصل إليها الأسلحة والمتطوعين من إيران عبر ميناء «مصوع» وجزر»دهلك» الإريترية المقابلة له على البحر الأحمر. حيث لا زالت تنقل الأسلحة والمتطوعين الإيرانيين والخليجيين والعراقيين من الميناء إلى مزارع شاسعة محيطة به اشتراها الحوثيون على فترات لتكون نقاط لوجستية الآن ونقاط انقضاض على الميناء لاحقاً.البعد الثالث للصورة سيكتمل بسقوط ميناء ميدي في يدهم. فمع ضعف الحكومة اليمنية ووصولية القرارات الدولية التي امتنعت حتى عن زجر الحوثيين، وعدم وجود خطة خليجية للاستجابة لأي انهيار مفاجئ في الجوار الإقليمي إلا سلاح الردع بجملة «نحذر الحوثيين من مغبة التمادي في غيهم» مع كل ذلك أقترح أن نرفض في الخليج تلبية الدعوة لحضور مراسم تتويج عبدالملك الحوثي ملكاً هاشمياً على شمال اليمن،لأن في رقبتنا بيعة افتراضية لأمير داعش أبوبكر البغدادي بعد أن ضم بلادنا لدولة الخلافة الإسلامية في خريطته السوداء الكئيبة .

الخميس، 10 يوليو 2014

الخليج في خرائط الضم والتقسيم الجديدة!!

 
الخليج في خرائط الضم والتقسيم الجديدة!!
تقسيمات سايكس بيكو الاولية


 د.ظافر محمد العجمي -المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

من سبات عميق استمر مئة عام، استيقظت اتفاقية سايكس/بيكو النائمة في شرايين الحدود العربية لتجد من يتهمها بأمومة خرائط غير شرعية. نطفة الخرائط التقسيمية الجديدة أطلقتها كونداليزا رايس من تل أبيب في صيف 2006م وسمتها (الشرق الأوسط الكبير) لإعادة ترتيب المنطقة وفقا لمبدأ الفوضى الخلاقة. وقد التقطت مراكز دراسات استراتيجية غربية المتداول عن الترتيبات الجديدة، والتي كان عمادها سطوة القوة الأميركية خارج القانون الدولي واستراتيجية التدخل حينا والاقتراب الغير المباشر عبر الانقلابات والنزاعات الطائفية والعرقية في أحيان أخرى. وراحت هذه المراكز لمصلحة رجال حكم بعضهم جاهل وبعضهم فاسد وبعضهم موتور في رسم خرائط تقسيمية منمقة لعالمنا العربي. تفتقد تلك الخرائط للحد الأدنى من الإدراك الاستراتيجي. وكان من نتائج هذا الفهم القاصر ظهور خريطة المقدم في الجيش الأميركي في ألمانيا رالف بيترز «Ralph Peters» المختص بالاتحاد السوفيتي، الذي أمضى وقته في وضع كتب حول البطل الأميركي المقاتل للشيوعية عبر روايتين هما «Bravo Romeo» ورواية «The War After Armageddon».وبعد كساد سوق رواياته بزوال الشيوعية تحول إلينا بمقال له بعنوان «حدود الدم» فقسم الخليج والجزيرة العربية، حيث ضم الكويت والبحرين لدولة شيعية تبدأ من حدود قطر، مستديرة على شمال الخليج شاملة العراق ومخرجة إيران من الأحواز ومن الإطلالة على الخليج حتى تصل إلى بوشهر. كما قسمت السعودية لأقسام حرمتها بها من الانتماء للخليج، وانتزعت منها الحجاز، إلا أنه ترك قطر والإمارات وعمان كما هي. ولا نعلم كيف توقع بيترز إمكانية تنفيذ خريطة تحرم إيران والسعودية وهما أكبر دولتين خليجيتين من حقولهما النفطية ومنافذهما البحرية على الخليج دون قتال. لكننا نجزم أن ما أعطاها الانتشار لا الواقعية هو نشرها بمجلة القوات المسلحة الأميركية 2006.وعلى النسق نفسه نشرت مجلة تايم «TIME» خريطة للعراق محترق ومقسم، وفي إطار قراءتنا للمشهد الإقليمي حين رسمت الخريطة نرى أن المجلة كانت وفية لتوجهاتها الصهيونية في ترويج فكرة إعادة تنظيم المنطقة وإقامة دول صغيرة على أساس طائفي وعرقي لتخفي شذوذ وجود إسرائيل بين كيانات عربية القومية إسلامية الدين. أما ما حير اتفاقية سايكس/بيكو العجوزة فهو نسب خريطة «داعش» الملطخة بالسواد لفكرها التقسيمي، ففي خريطة دولة العراق والشام الحديثة تمت إضافة دولة الكويت في وفاء للفكر البعثي المنتشر بين رجال التنظيم، رغم أن الكويت كان محسوما أمرها كإمارة مستقلة تحت الحماية البريطانية وخارج اتفاقية سايكس/بيكو الأصلية قبل مائة عام. ويبدو أن تعكر مزاج حقل برقان النفطي وتضامن «الأخوات السبع» معه قد دفع «داعش» لتصحيح الخطأ ورسم خريطة سوداء أخرى باسم دولة الخلافة الإسلامية، مستعينين بخريطة عبدالرحمن الداخل في الأندلس غربا وخريطة الأحنف بن قيس وهو يطارد يزدجرد فاتحا خراسان شرقا.ولأهمية الدّور التّخريبيّ الذي تلعبه خرائط التقسيم في ترويض العقول، سوف يستمر توزيع الخرائط التقسيمية في الحفلات الطّائفيّة والمذهبية والتوسعية التي تقام بيننا. كما أن الحسابات والرّهانات الجيوستراتيجية الدولية ستظهر أنواعا عدة من الخرائط بين الضم والتقسيم، فعلى الخرائط قامت المدن ورسمت طرق التجارة. كما أديرت المعارك، وأعيدت كتابة التاريخ.. فهل نرى واقعا جديدا على الأرض تعاد من خلاله إعادة كتابة تاريخنا؟بوسع المراقب الخليجي أن يزعم بقدر معقول من اليقين بعدم ظهور خطوط جديدة على خرائط الخليج العربي. فقد كانت واشنطن تخشى شكل الخريطة الجديدة للاتحاد السوفييتي قبل تفككه أكثر من خشيتها من أسطول البحر الأسود. كما أن إعادة تشكيل الحدود قد يكون خطرا وعملاً عبثيا يفضي لعدم الاستقرار جراء متوالية الكاسب والخاسر. بالإضافة إلى أن موازين القوى الإقليمية التي تشكلت جراء الربيع العربي لا تزال مائعة. وبوسعنا القول إن دول الخليج ستكون من الناجين من تبعات الربيع العربي التقسيمية المستقبلية؛ فقد أثمرت الجهود التي بذلتها لتوسيع نفوذها على مدى العقدين الماضيين لخلق حدود توازنات تبعدها عن خرائط الضم والتقسيم. مما يجعل خريطة الوحدة الخليجية هي الأكثر قبولا بين الخليجيين بدل خرائط «بيترز» و «تايم» و «داعش».

الأربعاء، 2 يوليو 2014

هل من مصلحة دول الخليج تقسيم العراق؟

   

هل من مصلحة دول الخليج تقسيم العراق؟

د.ظافر محمد العجمي – المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج

تصرمت أيام عقد كامل، ورغم الزخارف الديمقراطية والدستورية التي عاش العراقيون في ظلها إلا أن بلاد الرافدين لم تشهد الاستقرار. وتقول مسرودات تاريخ العراق الحديث إن «تشرشل» جمع عنوة بين جماعات بشرية متنافرة دينياً وعرقياً تحت حكم ملكي لم تكن تربطه بهم صلة، وإن ما يحدث حالياً هو حركة تصحيحية يقوم بها التاريخ. فهل هناك مؤشرات حقيقية لتقسيم العراق؟ والأهم هل تقسيم العراق في مصلحة دول مجلس التعاون أم تهديد مستقبلي لأمنها؟
تقود التصريحات التقسيمية معطيات ظرفية متغيرة، كما تقودها في الوقت نفسه مؤشرات متجذرة منها:
- الدستور العراقي الذي وضعه الحاكم الأمريكي بول برايمر ويمنح كل ثلاث محافظات متجاورة الحق في تكوين فيدرالية مستقلة، فبدأ التنفيذ في الشمال وستتبعه الأنبار ثم البقية.
- تتجلى حالياً انتهازية الأكراد وطموحهم في أوضح صورها، فهل ستكون ذريعة الانفصال عبر الخلاف على مدينة كركوك النفطية.
- رغم تصريح مرجعية النجف بوقوفها سداً منيعاً بوجه تقسيم العراق؛ إلا أن تمسكها بالمالكي يظهر دون أدنى ضبابية تمسكاً بطاغية فكك العراق، ليس سياسياً فحسب، بل وعسكرياً بظهور «داعش» و»قوات أبناء العشائر» و'الجيش البديل'، فدعوة المرجعية «الدينية» ودعوة المالكي «القانونية» لوحدات متطوعة أدت لفقدان الجيش العراقي النظامي لغطائه شرعياً ودستورياً كرمز لوحدة العراق.
- استثمار لنجاحاتهم في تقسيم البلدان في ألمانيا وكوريا وفيتنام ويوغسلافيا وتقسيم السودان؛ ووفاءً لذلك النهج يعود الخطاب الأمريكي التقسيمي بإحياء اقترح نائب الرئيس بايدن 2006 بتقسيم العراق.
إن النزعة الفوضوية المتسارعة التي تطبع الأحداث في العراق خير دافع لتدبر موقف خليجي، وفي وجود قدرة خليجية -لن تتكرر- على خلق مناخات استراتيجية مواتية تصبح خطوة تقدير الموقف حيال الخسائر والمكاسب من تقسيم العراق مستحقه، فهل يعلمون أن الخسائر قد تتضمن:
- سيتشكل في العراق المقسم برميل بارود تحيط به ساحة كبيرة قاسية، تخيم في طرف منها عشائر مذهبية، وفي طرف آخر عصابات متطرفة، وفيدراليات عرقية، إضافةً إلى متأنقين من كائنات سياسية منقرضة.
ولن تخضع العلاقات بينهم لتعريف إيجابي، ولأن لا أحد منهم يأبه لك إلا إذا علوت رأسه بالحسام فسيكون دخول رجال «قوة القدس» الإيرانية أو «البريهات الخضر» الأمريكية أو «شايتت 13» الصهيونية وخروجها أمر معتاد لتصفية الحسابات.
- تشير ملامح السلوك السياسي الأمريكي إلى أن تقسيم العراق سيكون منطلقاً لتقسيم المنطقة لــ36 كياناً على أساس عرقي أو طائفي أو نفطي.
- إن وجود جار شيعي في جنوب العراق سيكون فرصة ذهبية لطهران للسيطرة على الإقليم الجديد، ولن تكون الجيرة الخليجية مع أهل الرايات الصفراء والرايات الخضراء فحسب، بل وأهل الرايات السوداء كــ'داعش' وجماعتها، حيث ستقدم نفسها كتنظيم عابر للحدود لإقامة دولة الرايات السوداء.
- سيكون للكيان الصهيوني موضع قدم، فشمعون بيريز يرى وحدة العراق قضية خاسرة، ويجب دعم الأكراد لإقامة دولتهم، وكان رد التحية شحنة نفط كردستانية للصهاينة.
- في التقسيم المعلن سيمنح السنة أجزاء من مناطق لا نفط فيها، وستكون دولة سنية قارية فقيرة وعالة على الخليج، وقد تعود الحياة لحزب البعث فيها، فهناك 70 ألف مسلح ينتمون إلى وحدات الجيش البعثي الذي تفكك عام 2003.
أما مكاسب دول الخليج من تقسيم العراق فتتطلب فهم ثوري لمستجدات البيئة الإقليمية ومن تلك المكاسب:
- ستفضي خلاصات التحولات جراء التقسيم لصدمة في أروقة صنع القرار الخليجية تدفعهم للمخرج المتوفر سلفاً وهو تقوية مجلس التعاون ثم القفز به للوحدة الخليجية.
- هناك لهجة عراقية عدائية رسمية تجاه دول الخليج، يسندها وعود أمريكية بإعادة تسليح الجيش العراقي بأسلحة هجومية، فإذا اجتمعت المؤشرات والنوايا مع طائرات إف 16 ودبابات إبرامز بيد المالكي، أو من هو على شاكلته، يصبح الخيار الاستراتيجي الموفق للخليجيين التقسيم، فالعراق الضعيف بحد ذاته أمر جيد.
يقول معهد خبراء بروكينغز «إن العراق تجزأ فعلياً إلى ثلاث دول، كردية في الشمال وشيعية في الجنوب، وسنية في الغرب، وأن هذا التقسيم رغم أنه لم يعلن رسمياً بات واقعاً ولا عودة عنه»، فهل نكتب في الوقت الضائع؟!
مبارك عليكم شهر رمضان

Gulf seurity أمن الخليج العربي

Kuwait
تبين هذه المدونة كيف تمتع الخليج بأهمية كبيرة أدت إلى خلق عبء استراتيجي على أهله بصورة ظهرت فيها الجغرافيا وهي تثقل كاهل التاريخ وهي مدونة لاستشراف مستقبل الأمن في الخليج العربي The strategic importance of the Gulf region creates a strategic burden and show a good example of Geography as burden on history. This blog well examine this and forecast the Gulf's near future and events in its Iraq, Iran ,Saudi Arabia ,Kuwait, Bahrain ,Qatar, United Arab Emirates and Oman

أرشيف المدونة الإلكترونية